فتاوى في العقيدة 04 أسئلة في يأجوج ومأجوج:

* أسئلة في يأجوج ومأجوج:

سؤال: هل يأجوج ومأجوج موجودون الآن، ومن هو الذي قال أفرغ عليه قطرًا؟

الجواب: الآية واضحة أن الذي بنى السد هو ذو القرنين وهو القائل, كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى: {قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا} [الكهف: ٩٦], وما يتعلق بيأجوج ومأجوج هما أمتان مفسدتان من أولاد آدم عليه السلام ومن ذريته, ولكن خلقهم الله أشدة, ابتلاء على الأمة, وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم أنهم كانوا مفسدين في الأرض, يقول الله سبحانه وتعالى: {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} [الكهف: ٩٤], فقال الله سبحانه وتعالى عن ذي القرنين: {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا} [الكهف: ٩٥], ثم بعد ذلك بنى ذلك السد وأفرغ عليه القطران من الحديد ونفخ فيه النار حتى أحكم السد إحكامًا عظيمًا, قال الله سبحانه وتعالى: {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} [الكهف: ٩٧], هذا الأمر يجب على المؤمن الإيمان به, فقد ذكر الله سبحانه وتعالى ذلك في القرآن, وأحكم عليهم السد ذو القرنين, وأنه يوم القيامة يُدك السد, ثم بعد ذلك يخرجون على الناس ويفسدون فسادًا عظيمًا, ثم يأخذهم الله بسبب دعاء عيسى عليه السلام, ومن معه من المؤمنين, يدعون الله سبحانه وتعالى فيأخذهم الله, قال الله سبحانه وتعالى: {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا}  [الكهف: ٩٨].

وقال الله سبحانه وتعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ} [الأنبياء: ٩٦ – ٩٧], نؤمن بهذا الأمر وإنكار وجود يأجوج ومأجوج كفرٌ, لأنه معارض لأدلة القرآن والسنة, وقد رده جماعة من العقلانيين, ردوا ما يتعلق بوجودهم وبخروجهم وهذا كفرٌ, ولم يكفرهم أهل العلم لسبب بعض التأويل فضللوهم, يعتبر ضلالًا مبينًا، وهذا يدلنا على أن الإنسان يُقدم أدلة الشرع على العقول, وعلى الأجهزة الحديثة وعلى كل شيء، الأمور الظاهرة أدلتها ظاهرة واضحة, لا يمكن أن تقدم عليها أقوال الناس، حتى لو قالوا الآن الأقمار الصناعية صورت الأرض كاملًا, وما يُعلم مكان هذا السد, وقد مسح الأرض مسحًا وعرفت البلدان، فنؤمن بأنهم لايزالون موجودين وأنهم محكم عليهم هذا السد, وأنه ما يُدك إلا يوم القيامة, ويخرجون على الناس وهم يتناسلون ويموتون شأنهم شأن بقية البشر .

سؤال: أين مكان هذا السد؟

الجواب: لا يُعلم مكانه لكن على المسلم أن يؤمن بذلك.

سؤال: هل هم عراة؟

الجواب: لم يأتِ في الأدلة ذكر هذا الشيء والأظهر أنهم من بني آدم يستترون, يقول الله سبحانه: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}[الأعراف: ٢٦].

سؤال: ما الدليل على أنهم من نسل آدم عليه السلام؟

الجواب: جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في الصحيحين: «يا آدم أخرج من ذريتك بعثًا إلى النار فيقول من كم فيقول من كل ألفٍ تسعمائة وتسعة وتسعين فشق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا أينا ذلك الواحد قال أبشروا فإن من يأجوج ومأجوج ألفٌ ومنكم واحد», هذا يدل أيضًا على أنهم أمة كبيرة.

سؤال: هل بلغتهم الحجة؟

الجواب: هذا الأمر إستشكله بعض أهل العلم قالوا: ما عندنا من الأدلة أنه بلغتهم الحجة وكيف يُعذبون؟ والأقرب أنه على أحد أمرين أنه بلغتهم الحجة ولكنهم أعرضوا من زمنٍ قديم من قبل أن يأتي ذو القرنين ويتوارثون هذا الأمر في الإعراض، والأمر الثانــــــي وهو الأقرب أن الله سبحانه وتعالى قد علم من جنسهم أنهم عتاة وأهل نفور وأهل فساد في الأرض, ومعلومٌ أن من لم تبلغه الحجة يختبر يوم القيامة, والذي لا يُوفق في الاختبار مآله إلى النار، وقد علم الله سبحانه وتعالى من حال هؤلاء الناس أن كلهم أهل شرٍ وفساد وغلظة وكبر فحكم عليهم بالنار, لعلمه سبحانه وتعالى أو أخبر أنهم من أهل النار لعلمه السابق وهذا القول هو الأقرب .

سؤال: هل هم من أمة النبي صلى الله عليه وسلم بلغتهم الدعوة .

الجواب: الله أعلم بلغتهم الدعوة أم لا من أجل هذا قلنا قد يكونون من الجنس الذين يختبرون وعلم الله حالهم, والنقاش حول قوله سبحانه وتعالى: {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}  [الإسراء: ١٥], ما يعذبهم الله إلا بحجة إما حجة دنيوية أو حجة أخروية: حجة دنيوية بأن يرسل إليهم رسل أو حجة من الله من الرسل و الكتب المنزلة أو حجة أخروية بالاختبار يوم القيامة .

 ومما يدل على وجودهم أيضًا حديث زينب بنت جحش في الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ويل للعرب من شرٍ قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بأصبعه الإبهام والوسطى ", فهذا يدل على وجود هذه الأمة.

سؤال: ما حال الحديث الوارد أنهم يحفرون كل يوم؟

الجواب: كأنه عن أبي هريرة ظاهر إسناده الحسن ولكن أعله بعض الحفاظ واستغربوه وأنكره ابن كثير, لأنه يعارض قول سبحانه وتعالى: {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا} [الكهف: ٩٨], وأنهم ما يستطيعون أن ينقبوه هم, وفي الحديث أنهم ما يقولون إن شاء الله كل يوم يفتحون حتى إذا رأوا شعاع الشمس قالوا سنرجع غدًا, فيرجعون فإذا هو أشد مما كان, فيفتحون مرة أخرى يضربون حتى إذا رأوا شيئًا من شعاع الشمس قالوا نكمل غدًا, فيبقون هكذا كل يوم حتى إذا كان عند قرب قيام الساعة, ألهمهم الله سبحانه وتعالى أن يقولوا إن شاء الله نرجع غدًا, فيرجعون وهو على ما هو عليه فيفتحونه»: هذا خطأ الحديث فيه نكارة والله أعلم. وفيه معارضة مع حديث فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه فقوله في الحديث: «فيرجعون في الغد فإذا هو أشد مما كان», وأيضًا ظاهر الآيات أن الله سبحانه وتعالى يجعله دكًا سبحانه وتعالى, والنقب مجرد نقب ما يدك السد كاملا إنما يفتح منه فتحًا .

* أسئلة في النار:

سؤال: هل كل الخلق يدخلون النار لقوله سبحانه وتعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا } ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}    [مريم: ٧١ – ٧٢]؟

الجواب: قال نزرٌ يسير من المفسرين قالوا بهذا القول وهو قولٌ ضعيف وقالوا بتتمة القول ومن دخلها ممن ليس من أهلها لا يشعر بعذابها تكون عليهم بردًا وسلامًا وهذا القول غير صحيح وإنما المراد بالورود المرور على الصراط كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم: «فالورود هو المرور على الصراط» كما جاء بيانه في صحيح مسلم عن جابر عن أم مبشر رضي الله عنها قرأ النبي صلى الله عليه وسلم الآية وبين أنه المرور على الصراط فقوله سبحانه وتعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} [مريم: ٧٢], فكيف يقول ننجي هل يُشعر بأنه قد دخل النار لأنه سبحانه وتعالى قال: { ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}  [مريم: ٧٢], المراد ننجيه من السقوط لأنه قد تعلق بهم خطرٌ عظيم عند مرورهم على الصراط فنجاهم الله من السقوط .

سؤال: يقول هل النار التي تخرج من قعر عدن تحرق أم كيف ذلك؟

الجواب: لا شك أنها تحرق ولعلهم يموتون فيها أناس كثر, لكن الذي جاء صريحًا في الاحاديث أنها تحشرهم, أظن أنه جاء في بعض الاحاديث أنها تحرق أو شيئًا من ذلك تحتاج إلى تأكد من صحت تلك الاحاديث, اذًا الذي نجزم به من تلك الاحاديث أنها تحشرهم ومسألة الإحراق تحتاج إلى نظر في صحة الاحاديث التي ذكرت في ذلك.

سؤال: يقول هل الذين يكونون في الجبال قبل أن يأتيهم عيسى عليه السلام يعلمون بالأحاديث التي تحذرهم من الدجال؟

الجواب: لا شك أن علم النبي صلى الله عليه وسلم ما يزال يتوارث إلى تلك الساعة, كما سمعتم في الحديث: «في ذلك الرجل الذي يقول هذا المسيح الدجال الذي ذكره لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم».

* أسئلة في الأحوال البرزخية:

سؤال: هل يجوز النزول في القبر عند الحفر بالنعال لتجنب الشرور؟

الجواب: وكأنه يعني بالشرور قطع الزجاج والشوك, أو خشية أن يوجد ثعبان, أو ما إلى ذلك, أو عقارب، إن كان يخشى من هذه الأمور فلابأس أن يلبسه وهو في قبره, وإذا خرج فيمشي بين القبور حافيًا, لحديث بشير بن الخصاصية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يمشي بين القبور وعليه نعلاه قال: «يا صاحب السبتيتين اخلعهما» أمره أن يخلعهما، فإن كان أيضًا يتضرر من الشوك والزجاج فلابأس أيضًا أن يمشي لوجود الحاجة, ويبتعد عن القبور بقدر استطاعته .

سؤال: ما الفرق بين فتنة القبر وعذاب القبر؟

الجواب: الفتنة هي سؤال الملكين, والعذاب شيء زائد على ذلك، والفتنة تشمل المسلم والكافر، وأما العذاب فخاص بمن يستحق العذاب من الكافرين, ومن أراد الله تعذيبه من أصحاب الكبائر، أما ذاك مجرد السؤال وهو الفتنة يقول الله سبحانه وتعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: ٢٧].

سؤال: يقول قوله: «اكتبوا كتاب عبدي في عليين», هل يكتب اسمه, أم أرواحهم؟

الجواب: يحتمل اجتماع الأمرين, الكتابة على ظاهرها, وقد يحتمل أن تكون كتابة كونية, أي يكون من أصحاب العليين, والظاهر اجتماع الأمرين, والله أعلم.

سؤال: هل الصرط منصوب الآن على متن جهنم؟

الجواب: في حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما في الصحيحين جاء في بعض الألفاظ فيهما قال: «ويضرب الصراط على جهنم», أي في ذلك الوقت، فهو يشعر أنه يضرب يوم القيامة قبل المرور، فهذا هو الظاهر من لفظ الحديث .

سؤال: ماحكم تحريك اليد عند ذكر صفة من صفات الله كأن يذكر سمع الله وبصره, فيشير إلى إذًا ه وعينه؟

الجواب: هذا ينبغي تركه عند أُناس لا يفهمون مرادك, أو يفهمون التشبيه, وأما عند أناسٍ لا يفهمون التشبيه فيجوز, وقد ثبت في سنن أبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: «قول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: ٥٨], وأشار بسبابته إلى عينه وإبهامه إلى إذًا ه» أخرجه أبو داود عن أبي هريرة  رضي الله عنه , إذًا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفعل، ليس على وجه التشبيه إنما على وجه التحقيق أنها صفات حقيقة، فلا بأس أن يشار عند قوم لا يفهمون التشبيه, وأما إذا كنت في مكانٍ قد يفهمون التشبيه والتمثيل فيكره ذلك، ومن ذلك أيضًا عند أن يقول: «القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن» يشير بأصابعه نفس المسألة .

سؤال: في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل يسوق الناس بعصاه من قحطان»، هل هذا الرجل قبل المهدي أم بعده؟

الجواب: بعد المهدي ينزل عيسى بن مريم عليه السلام, فالظاهر أنه قبله، سياق الأحاديث تدل على أنه قبله .

سؤال: يقول السائل سمعنا أن الإمام الألباني  رحمه الله, يقول بأن الأرض تدور, فهل هذا صحيح عنه؟

الجواب: ما نعلم عنه هذا القول, وهو ليس بصحيح, يقول الله سبحانه وتعالى في الشمس: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [يس: ٣٨], فلا شك أن الشمس تجري, ومن قال بثباتها وعدم جريانها, فهذا ضلال بعيد, ويخشى عليه من الكفر, وأما الأرض فالأدلة ظاهرة في قرارها, لكن بعضهم يقول, هي مع قرارها تدور, يحاول أن يؤلها ولا يمنع دورانها أن تكون قرارًا, لذلك الأمر فيها, ليس الأمر في جريان الشمس, بسبب التأويل الحاصل, لكن الصحيح هو قرارها, والله سبحانه وتعالى جعل الجبال أوتادًا لقرارها, فيحتاج إلى نظر.

وفي علامات الساعة, قال الله سبحانه وتعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} [النمل: ٨٨], هذا يوم القيامة, وقول الله سبحانه وتعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا} [طه: ١٠٥ – ١٠٧].

سؤال: قوله سبحانه وتعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} [الفلق: ٤], لماذا أنث لفظ النفاثات؟

الجواب: النفاثات قال بعضهم: خص النساء بالذكر لأنهن اللاتي يسحرن أكثر، لكن ذكر ابن القيم تأويلًا أفضل أو كلامًا أفضل وهو تقدير محذوف, "من شر الأنفس النفاثات", لأن الأنفس تشمل الرجال والنساء, أو الأرواح الخبيثة النفاثات، من شر الأنفس أو الأرواح، فهذا يتناسب بأنه يشمل الرجال والنساء, فكلام ابن القيم هذا أفضل من أن يُخص بالسواحر النساء, إذًا قوله سبحانه وتعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} [الفلق: ٤], يشمل الرجال والنساء, على تقدير الأنفس النفاثات والأنفس تشمل الذكور والإناث, ولا شك أن التقدير الذي يناسب العموم أولى من جعله خاصًا بذلك .

سؤال: يقول هل الإنس يقتصون من الجن يوم القيامة من المظالم؟

الجواب: لا شك أن يقتصون, من ظلم من الإنس, لا شك أن الله سبحانه وتعالى يقيم عدله في الظالم.

يقول الله سبحانه وتعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ} [إبراهيم: ٤٢], وكم من أناس من الجن ظلموا أناسًا من الإنس ظلمًا عظيمًا, فيهلكه وهو حي, يبقى في عذاب مستمر, وهو لا يزال حيًا, بل الموت ربما يكون أريح له من تلك الحياة التي يعيشها, بما يظلمه هذا الجان, فهو ظلم عظيم, فإذا كان يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء, فكيف لا يقاد للإنسي من الجان, فالله سبحانه وتعالى ليس بغافل عن ظلمهم, يقول الله سبحانه وتعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ}

أحدث الدروس العلمية