أسئلة حول أيام العشر من ذي الحجة

 

أسئلة حول أيام العشر من ذي الحجة

 الســـــــــــــؤال :-

يقول السائل: ما نصيحتكم للمسلمين في هذا العشر المباركة، عشر ذي الحجة، وما هي الأعمال التي تحثونهم عليها.

 الإجـــــــــابة :-

أخرج البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام" يعني أيام العشر قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلا خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء"
هذا الحديث يدل على أن العمل في هذه الأيام أحب إلى الله من العمل في أيام الدنيا من غير استثناء شيء منها. ثم استثنى جهادا واحدا هو أفضل الجهاد فإنه صلى الله عليه وسلم سئل: أي الجهاد أفضل قال: من عقر جواده وأهريق دمه.
ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في تقدير المضاعفة في ذلك حديث صحيح، ولكن الحديث المتقدم يدل على مضاعفة عظيمة، الله أعلم بمقدارها.
وقد دل حديث ابن عباس على مضاعفة جميع الأعمال الصالحة في العشر من غير استثناء شيء منها.
ومن ذلك صيام التسع منها فهي من الأعمال الصالحة، وقد ذكر ابن رجب رحمه الله ممن كان يصومها عبد الله بن عمر رضي الله عنه، وعن الحسن وابن سيرين وقتادة ذكر فضل صيامه، وهو قول أكثر العلماء.
وما جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما العشر قط وفي رواية في العشر قط 
فمن أهل العلم من عارض حديث عائشة رضي الله عنها بحديث حفصة رضي الله عنها، أنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم العشر.
وهو حديث ضعيف، في إسناده أبو إسحاق الأشجعي، وهو مجهول، وقال بعضهم: أرادت عائشة نفي أن يكون صامها كاملة. 
والأقرب أن يقال بما قاله جمع من العلماء: وهو ما ذكرته عائشة كما في الصحيحين: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يعمل العمل ويدعه خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم.
 ويستحب قيام ليالي العشر فقيام الليل من أفضل الأعمال الصالحة.
وكذلك الحرص على الصدقات، وجميع أعمال البر من تلاوة القرآن وكثرة ذكر الله عز وجل.
قال الله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج: 28] فإن الأيام المعلومات هي أيام العشر عند جمهور العلماء.
وفي مسند الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أيام أعظم ولا أحب إليه العمل فيهن عند الله من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد"، وهو حديث حسن.
ومن الأعمال العظيمة التي يتقرب بها الإنسان إلى ربه الحج والعمرة، وقد وافق أن شَرَعَ الله الحج في هذا الأيام المباركة، وهذه من خصائص الحج فأركان الحج العظيمة توافق يوم عرفة، ويوم النحر، وهي أعظم، وأفضل أيام السنة.
ومن القربات العظيمة في هذه العشر المباركة الأضاحي؛ فهي كذلك توافق يوم النحر، وهي من القربات العظيمة التي يتقرب بها المسلم لربه، قال تعالى: (لن ينال الله لحومها، ولا دماؤها، ولكن يناله التقوى منكم). وقال تعالى: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) وقال تعالى: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ * لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ). وقال تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) وقال تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يضحي في كل عام، وكذلك يهدي إلى بيت الله الحرام.
ومن كان له ذبح يذبحه، وأراد أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره من حين يهل هلال ذي الحجة.
لما رواه مسلم في صحيحه عن أم سلمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيتم هلال ذي الحجة، وأراد أحدكم أن يضحي، فليمسك عن شعره وأظفاره» وهذا الحكم الصحيح فيه أنه يختص برب البيت، دون بقية الأسرة؛ فإن الخطاب له، وهو الذي يريد، وقد أفر النبي صلى الله عليه وسلم الخطاب، فقال: (إذا أراد)، وقال (يمسك)، وقال (يضحي).
ومن الأعمال العظيمة التي لا ينبغي لمسلم أن يفوتها على نفسه في هذه العشر صيام يوم عرفة، وفي صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة؟ فقال: «يكفر السنة الماضية والباقية».
وفي صحيح مسلم أيضًا عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟».
فنسأل الله عز وجل أن يجعلنا من السابقين المقربين، وأن يلهمنا الاجتهاد في الأعمال الصالحة في هذه العشر، وفي غيرها، إنه سميع قريب.

 

 الســــــــــــــؤال :- 

يقول السائل: في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم العشر فماهو الأفضل أن تصام أو تترك ؟

 الإجــــــــــــابة :-

الصيام من الأعمال الصالحة وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الأعمال الصالحة في العشر ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(  ما العمل في أيامٍ أفضل منها في هذه قالوا يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلٌ خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الأعمال الصالحة ومن الأعمال الصالحة الصوم ومن صام التسع كاملة فلاينكر عليه لأنه يدخل في عموم الحديث، وأما قول عائشة لم يصم العشر-  فمحمول على أنه صلى الله عليه وسلم كان يترك العمل وهو يحب أن يعمله خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم كما قالت عائشة رضي الله عنها في الصحيحين ( وإن كان صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم)، والذي ننصح به أن يتقوى في بعض أيامه على العبادات الأخرى فإنه إذا صام فتر عن العلم وعن الحفظ وعن الذكر وعن تلاوة القرآن فليأخذ له من هذه الأيام نصيباً في الصيام وليأخذ له أياماً يفطر بها يتقوى بها على العبادات الأخرى فإن الصائم يفتر عن بقية العبادات .

 

 الســــــــــــــؤال :- 

يقول السائل: ماحكم حلق الرأس وتقصير الأظافر في العشر الأول من ذي الحجه لغير الحاج؟ 

الإجــــــــــــابة :- 

من كان يريد أن يضحي فليمسك عن شعره وعن أظفاره - حديث أم سلمة في صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من كان له ذبح يذبحه وأهل هلال ذي الحجة فلايأخذن من شعره ولا من أظفاره شيء حتى يضحي ) وفي رواية ( إذا أهل هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره ) إذاً الإمساك في حق من أراد أن يضحي والصحيح أن الخطاب متوجه لرب الأسرة- صاحب الأضحية ولا يلتحق به جميع  أفراد الأسرة على الصحيح والله أعلم، لأنه هو الذي يريد، ولأن الخطاب مفرد - فليمسك عن شعره وأظفاره، وهو المالك للمال وهو المضحي،

 السائل: إذا وافق دخول العشر وقد جاوز أربعين يوماً  وقد قال أنس في صحيح مسلم وقت لنا أن لانتركها أكثر من أربعين أي تقصير الأظفار وتقصير الشارب ونتف الإبط وحلق العانة ؟ 

الشيخ: هذا عذر له في مزيد التأخير حتى يجاوز العشر - هذا إذا غفل عنها قبل العشر .

 

 الســــــــــــؤال :- 

يقول السائل: ما الجمع بين قول من يقول إن عشر ذي الحجة أيامها أفضل وعشر الأواخر من رمضان لياليها أفضل، مع أن القسم ورد بليالي العشر في سورة الفجر؟

 الإجـــــــــــابة :-

وجه ذلك أنه أقسم بالليالي وأراد الأيام والليالي - الليالي بأيامها فإن فضيلة العمل الصالح حاصل لليوم والليلة ،ففي أي وقت عملت العمل ففيه الفضيلة سواء في الليل أو في النهار، وفضلت ليالي رمضان بسبب ما فيها من تلك الليلة المباركه ,,ليلة القدر,, وبقيت أيام العشر بدون مقابلة في أيام العشر من رمضان - أعني بدون مقابلة في ذلك الفضل العظيم, فلذلك هذا التفصيل أقرب أن ليالي رمضان تفضل لما فيها من تلك الليلة، مع أن فضيلة الأيام العشر هي شاملة لليالي والأيام.