فتاوى في العقيدة 03

سؤال: يقول هل الجنة فيها ليل ونهار؟

الجواب: الجنة فيها تمييز في الأوقات, قال الله سبحانه وتعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [مريم: ٦٢], فيها بكرة وفيها عشي, الظاهر أن الأوقات تتميز فيها, بغير الشمس والقمر, يخلق الله سبحانه وتعالى ما يشاء, يتميز به الليل والنهار, أو يتميز به الأوقات, إن لم يكن ليل ونهار, فتتميز بها الأوقات, وتتميز بها الأيام, في مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقًا، يَأْتُونَهَا كُلَّ جُمُعَةٍ، فَتَهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ فَتَحْثُو فِي وُجُوهِهِمْ وَثِيَابِهِمْ، فَيَزْدَادُونَ حُسْنًا وَجَمَالًا، فَيَرْجِعُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ وَقَدِ ازْدَادُوا حُسْنًا وَجَمَالًا، فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُوهُمْ: وَاللهِ لَقَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالًا، فَيَقُولُونَ: وَأَنْتُمْ، وَاللهِ لَقَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالًا», قوله فيه يوم الجمعة, دليل على أن الأيام تحسب, لا يزال هناك سبت وأحد وأثنين إلى يوم الجمعة, ولكن كيف تتميز الأيام؟, الجواب: بأنوار يخلقها الله سبحانه وتعالى, فتتميز بها أول النهار وآخره, بكرةً وعشيًا, والبكرة أول النهار, والعشي آخر النهار, لكن هل هو ليل كالليل الذي هو هاهنا, هذا يحتاج إلى دليل, لكن نؤمن أنه تتميز الأوقات, وما في نوم, النوم يكون عن حاجة, والجنة ما فيها تعب, وما فيها حاجة, يذكر الله سبحانه وتعالى ليلًا ونهارًا لا يفتر, لا يزال يتنعم في مأكله ومشربه وفي ذكره لله سبحانه وتعالى, يسبح الليل والنهار لا يفتر, فليس في الجنة نوم, والأوقات تتميز بأنوار يخلقها الله سبحانه وتعالى, وهل يقال فيه ليل؟ ما أستحضر شيئًا من الأدلة, فيها وصف الوقت بأنه ليل, في يوم القيامة, وإنما عندنا البكرة والعشي.

سؤال: يقول ما حال هذه المقالة, قول رجلٍ لن آمن من مكر الله سبحانه وتعالى وإن كنت في الجنة؟

الجواب: هذا كلام باطل ما يصح, فكيف إن أدخلك الله الحنة, فأنت خالد فيها مخلد, قد أخبر الله سبحانه وتعالى بذلك, قد وعد الله سبحانه وتعالى, أن من أكرمه الله سبحانه وتعالى بالجنة, فإنه لا يخرج منها أبدًا, يقول الله سبحانه وتعالى: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البقرة: ١٦٧], فهذا يصير اتهامٌ لوعد الله سبحانه وتعالى, هذه المقالة باطلة, يقول ما جاء عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال: "لو دخلت أحدى قدمي الجنة, ولم تدخل الأخرى ما أمنت من مكر الله سبحانه وتعالى ", هذا أيضًا باطل, ولا صحت هذه المقالة عنه, فأولًا: لا يقنط الإنسان من رحمة ربه, ثانيًا: له حدود الأمن من مكر الله سبحانه وتعالى, أنت لا تأمن من مكر الله سبحانه وتعالى بسبب ذنبك, تقول نعم. عندي ذنوب, ما آمن من مكر الله سبحانه وتعالى, أن يبغتني بذنبي, إلى حدود ما جاء في الأدلة الشرعية, قال الله سبحانه وتعالى: {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الأرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ } [النَّحْلِ: 45], أنت قائم على المعصية, عندك معاصي, مقصر في الطاعات, نعم.

ومع ذلك لا تغلب هذا الباب, بل يكون الإنسان كجناحي طير, عنده رغبة برحمة الله سبحانه وتعالى, وعدم القنوط من رحمة الله سبحانه وتعالى, وعنده عدم الأمن من مكر الله سبحانه وتعالى, لا هكذا, ولا هكذا, لكن الإنسان يطيع الله سبحانه وتعالى, ثم يقول الله أعلم, كل ما فعل خير, ما يأمن من مكر الله, كيف الله سبحانه وتعالى قد وعدك, إذا أقمت الصلاة, وآتيت الزكاة, وآمنت بالله سبحانه وتعالى ورسله, أن يدخلك الجنة, فلا بد أن تحسن ظنك بالله سبحانه وتعالى, إنما لا تأمن ما دمت على سيئة, على معصية, مقصر في الطاعات, تخاف على نفسك من ذنوبك, أما أن تفعل الطاعات, تسيئ ظنك بوعد الله سبحانه وتعالى, هذا من سوء الظن بالله سبحانه وتعالى, ومر علينا كلام طيب جدًا, على هذه المسألة بعينها, عند الإمام ابن القيم رحمه الله سبحانه وتعالى: تكلم بكلام طويل على هذا, بين أن هذا يدخل في سوء الظن بالله سبحانه وتعالى, وأن الأمن من مكر الله سبحانه وتعالى شيء, وسوء الظن بالله سبحانه وتعالى شيء آخر, وأن الإنسان إذا كان على معصية هو الذي يخشى على نفسه من ذنبه.

سؤال: يقول الأخ السائل ما حكم هذه المقالة, يقول الرجل, لو لا فلان لضاقت بي المعيشة, أو العيشة؟

الجواب: هذه المقالة قد تكون شركًا أكبر, وقد تكون شركًا أصغر, وقد تكون مقالة مباحة, على حسب ما قام في قلب صاحبه, أولًا: إذا قال هذه المقالة متعلق قلبه بهذا الشخص, بهذا الرجل الذي سماه, يعتقد أنه هو الذي يرزقه, فهذا شرك أكبر, أو أنه مؤثر في وجود الرزق, كما يعتقده بعض الجهال في الأولياء, يقول لولا فلان لمتنا, لو لا فلان لكان كذا, هذا كفر أكبر, هذا شرك أكبر, والحالة الثانية: أن يتعلق قلبه بهذا السبب, حتى يغفل عن خالقه, وعن خالق السبب, والمسبب, فهذا شرك أصغر, إذا قام بقلبه تعلق بهذا السبب, بحيث أنه إذا انقطع السبب, يظن من نفسه أنه سيهلك, وكذا, ويصيبه الحسرات العظيمة, لأنه سيهلك وما أشبه ذلك, ولكن لا يعتقد أنه مؤثر في الرزق, أو أنه خالق الرزق, فهذا شرك أصغر, الحالة الثالثة: أن يقولها من باب التحدث, من نسبة النعمة إلى من تسبب بها دون أن يتعلق قلبه به, ودون نسيان للخالق الرازق الذي هيأ هذا السبب, الذي هيأ هذا السبب, فهذا جائز, والأفضل تركه, ودليل جوازه حديث العَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ رضي الله عنه, قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَا أَغْنَيْتَ عَنْ عَمِّكَ, فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ؟ قَالَ: «هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ, وَلَوْلاَ أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرَكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ» متفق عليه, فقوله «لولا أنا» بشفاعته صلى الله عليه وسلم خفف عنه, فقوله ولا أنا يدل على أن من أضاف النعمة إلى سببها دون نسيان للمنعم الحقيقي سبحانه وتعالى, ودون تعلق القلب به فهو جائز وتركه أولى.

سؤال: يقول حديث عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَقِيعِ الغَرْقَدِ فِي جَنَازَةٍ, فَقَالَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ الجَنَّةِ, وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ», فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نَتَّكِلُ؟ فَقَالَ: «اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ» ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى } وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى } فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى } وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى } وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى } فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 5 – ١٠], نرجو توضيح هذا الحديث؟

الجواب: معناه أن الله سبحانه وتعالى قد علم أصحاب الهداية وأصحاب الغواية, قد علمهم, وكتب ذلك في كتابه اللوح المحفوظ, علمهم أزلًا, وشاءه, وكتبه, فالصحابة رضي الله عنهم قالوا إذا كان في أمر قد فرغ منه, ففيما العمل, فقال لهم

الرسول صلى الله عليه وسلم: «أعملوا فكل ميسر لما خلق له», فأهل السعادة ييسرون إلى عمل أهل السعادة, وأهل الشقاوة ييسرون إلى عمل أهل الشقاوة, معناه أنك مأمور بالعمل, لا تتكل على الكتابة, فمعنى الحديث أنه لا يجوز لك أن تترك العمل, اعتمادًا على القدر السابق, بل يجب عليك أن تعمل وأن تسأل الله سبحانه وتعالى الهداية, وسيهديك الله صلى الله عليه وسلم, إذا عملت بما أمرك به نبيك صلى الله عليه وسلم.

سؤال:  يقول ما هو الفصل في ترتيب عرصات يوم القيامة؟

الجواب: لعله يريد ترتيب الأمور التي ذكرت في اليوم الآخر, من الصراط والميزان والحوض وغيره, فمسألة الصراط يعتبر آخرها, لأن بعده يكون العبور إلى الجنة, آخر شيء هو الصراط, وقبل ذلك هل الميزان أو الحوض أيهما قبل الآخر, اختلف العلماء في ذلك أيهما قبل الآخر, والذي رجح القرطبي وغيره, أن الحوض قبل الميزان, وليس في ذلك دليل واضح, بل قد يكون الميزان قبل ذلك, لأنه فيه وزن الأعمال, وتمييز المحق من المبطل, والكافر من المؤمن, وما أشبه ذلك, ليس في ذلك دليل واضح على الترتيب, جاء في حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ, قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَشْفَعَ لِي يَوْمَ القِيَامَةِ, فَقَالَ: «أَنَا فَاعِلٌ» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيْنَ أَطْلُبُكَ؟ قَالَ: «اطْلُبْنِي أَوَّلَ مَا تَطْلُبُنِي عَلَى الصِّرَاطِ». قَالَ: قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عَلَى الصِّرَاطِ؟ قَالَ: «فَاطْلُبْنِي عِنْدَ المِيزَانِ». قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عِنْدَ المِيزَانِ؟ قَالَ: «فَاطْلُبْنِي عِنْدَ الحَوْضِ فَإِنِّي لَا أُخْطِئُ هَذِهِ الثَّلَاثَ المَوَاطِنَ», ذكر العلماء أن هذا لا يقتضي الترتيب, وإن ذكر الأمور, وإن كان ظاهره الترتيب.

سؤال: من الذي قال من الصحابة رضي الله عنهم, "الجماعة ما وافق الحق, وإن كنت لوحدك"؟

الجواب: هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه, أخرجه اللالكائي في أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة, وإسناده فيه نعيم بن حماد, وهو فيه ضعف, ولكن الأثر له طرق أخرى عند الخطيب في تاريخ بغداد, والفقيه والمتفقه, بمعناه أو مقاربًا له يرتقي بها إلى الحسن, لا بأس بذلك, فهو ثابت عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه, وهي كلمة وفق فيها  رضي الله عنه, لأن الناس أكثرهم يرى إلى الكثرة والميزان في الحق ليس الكثرة, الميزان من كان مع الكتاب والسنة, من كان على منهج السلف الصالح  رضي الله عنهم, قال الله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } [النساء: ١١٥], إذًا لا تبالي في الكثرة أبدًا, كن مع الحق, مع الدليل الشرعي من كتاب الله سبحانه وتعالى, ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم, وأنت الجماعة, وأنت الجماعة, وقلبك مطمئن, وما أحسن ما قاله بعض السلف: "أَنَّ سُلَيْمَانَ, قَالَ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ لَا تَعْجَبْ مِمَّنْ هَلَكَ كَيْفَ هَلَكَ, وَلَكِنِ اعْجَبْ مِمَّنْ نَجَا كَيْفَ نَجَا, يَا بُنَيَّ لَا غِنَى أَفْضَلُ مِنْ صِحَّةِ جِسْمٍ, وَلَا نَعِيمَ أَفْضَلُ مِنْ قُرَّةِ عَيْنٍ ", أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء, لأن الصوارف عن الخير كثيرة, والضلالات كثيرة, والشبهات كثيرة, والشهوات كثيرة, والآراء والأهواء كثيرة, ولكن من وفقه الله للثبات على الحق قليل, فعجبًا له, ولذلك قال رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ, إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنِ, إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنُ, وَلَمَنْ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ فَوَاهًا» أي فوا عجبًا له, عن المقداد بن الأسود رواه أبو داود وهو في الصحيح المسند لشيخنا مقبل رحمه الله سبحانه وتعالى, فنعمة على الإنسان أن يثبته الله سبحانه وتعالى, على دينه حتى يلقاه, وما أحسن قول شيخ الإسلام بن تيمية  رحمه الله سبحانه وتعالى: "من أعظم الكرامة دوام الاستقامة", أعظم الكرامة دوام الاستقامة, فإذا وفقك الله سبحانه وتعالى وثبت على الدين, وثبت على الاستقامة على العلم النافع والعمل الصالح, تعلم دينك, فأنت والله على خير, في هذا الزمان الذي كثرت فيه الشبهات والشهوات والآراء والأهواء والصوارف, ولا يثبت إلا من ثبته الله سبحانه وتعالى, إذًا هذا كلام طيب, إن الجماعة ما وافق الحق.

* ولابن القيم : كلام مفيد في إعلام الموقعين «3/397»: بين فيه هذا المعنى أن الجماعة ما وافق الحق, قال رحمه الله: وقال بعض أئمة الحديث وقد ذكر له السواد الأعظم فقال أتدرى ما السواد الأعظم هو محمد بن أسلم الطوسي واصحابه فمسخ المختلفون الذين جعلوا السواد الأعظم والحجة والجماعة هم الجمهور وجعلوهم عيارًا على السنة, وجعلوا السنة بدعة, والمعروف منكرًا, لقلة أهله وتفردهم في الإعصار والأمصار, وقالوا من شذ شذ الله به في النار, وما عرف المختلفون أن الشاذ ما خالف الحق وان كان الناس كلهم عليه إلا واحدا منهم, فهم الشاذون وقد شد الناس كلهم زمن احمد بن حنبل إلا نفرًا يسيرًا, فكانوا هم الجماعة, وكانت القضاة حينئذ والمفتون والخليفة وأتباعه كلهم هم الشاذون, وكان الإمام احمد وحده هو الجماعة, وذكر كلام آخر طيب, من أحب أن يطلع عليه فليراجع هذا المصدر.

والله سبحانه وتعالى يقول: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: ١٢٠], {أمة}, سماه أمة وهو منفرد, وكذلك زيد بن عمرو بن نفيل والد سعيد بن زيد, كان على ملة ابراهيم قبل البعثة, فقال النبي صلى الله عليه وسلم فيه كما في مسند أحمد عن سعيد بن زيد رضي الله عنه: «َإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ» رضي الله عنه.

سؤال: يقول كنت في مسجد ولم يكن هناك سترة, فتقدمت حتى وصلت إلى سترة, فقال لي بعض الناس, أنتم تفرقون الناس؟

الجواب: هذا باطل, لأنه تتبع السترة, يقال فيه هذا القول, هذا كلام باطل, وإذا كان تطبيق السنن يفرق الناس, يدل على أن الذي تفرق هو الذي خالف السنة, وإلا السنن تجمع الناس, تجمع الناس على الحق, كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, يجمعون الناس.

سؤال: يقول ذكرت بالأمس أن الرقية بالماء تدخل تحت حديث: عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ, قَالَ: كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ فَقَالَ: «اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ, لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ», فلماذا لا يدخل فيها أيضًا كتابة الآيات القرآنية ومحوها بالماء؟

الجواب: لأن الرقية على الماء والنفث فيه جربت كثيرًا, ورأيا أنها تنفع, أما محو الآيات القرآنية, فالأمر فيها أقل من ذلك, ربما إن انتفع فيها شخص, لم ينتفع الآخر, وفيها أيضًا حبرٌ قد يضر بالإنسان, فالحبر نفسه قد يسبب الضرر وفيها أشياء قد تسبب الأضرار بالجسم, فيها مواد كماوية قد تسبب عليه الأضرار.

سؤال: يقول ما حكم القراءة في الماء؟

الجواب: لم يأتِ فيها نصٌ صحيحٌ, جاء حديث عند أبي داود فيه ضعف, ولكن لا بأس قد عرفت بالتجربة نفسها, لما جاء في مسلم عن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ رضي الله عنه, قَالَ: كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ فَقَالَ: «اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ, لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ», فجائز, ومع ذلك فالأفضل طريقة النبي صلى الله عليه وسلم, وهو النفث مع القراءة, سواءٌ مباشرة في جسم المريض, أو ينفث في يديه ثم يمسح في جسم المريض, هذا كلاهما ثابت, وأما القراءة في الماء, فيشملها الحديث السابق, «اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ, لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ», فهي جائزة, وما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو أفضل.

سؤال: يقول ما حكم كتابة القرآن ثم يمحى بالماء ثم يشرب؟

الجواب: ذكر هذه الطريقة بعض أهل العلم, لكن لم يثبت ذلك بنص صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم, فالأولى تركه, وإلا فقد ذكرها الإمام ابن القيم في زاد المعاد, وشيخ الإسلام أشار إليها, لكن ينبغي ترك ذلك, نفعل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وهو أفضل, وهو القراءة بالمعوذات على اليدين مع النفث, ويمسح بهما مكان المرض, وتلك الحالة الأفضل تركها, حتى ولو كانت من القرآن, أو الأذكار, لأنها لم تنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته  رضي الله عنهم, فالأفضل هو الترك.

سؤال: يقول هل يجوز أن يرقي شخص آخر بغير اللغة العربية؟

الجواب: لا بأس. لو أن أحدهم رقى أخاه بالأدعية, فهذا جائز, أما القرآن فلا يقرأ إلا باللغة العربية, لكن لو دعا له بلغة أخرى, جائز ذلك, لأنه مفهوم عندهم, كأن يقول له باللغة الإنجليزية, اللهم اشفه وعافه, اللهم اشفه شفاءً لا يغادر سقمًا, يجزئ والأفضل أن يكون باللغة العربية, إذا كان يستطيع أن يتكلم بها, لهذا قال بعض العلماء باللغة العربية, أو بما يفهم معناه, أضافوا هذا.

سؤال: يقول ما حكم من أتى قارئًا, وقال له أقرأ علي بسورة كذا وكذا, وحدد السور؟

الجواب: يجوز, والأفضل أن يقرأ لنفسه, يقرأ المعوذات وينفث بيديه ويمسح جسده, يكثر من قراءة قل هو الله أحد والمعوذتين, فهي رقية عظيمة, والنبي صلى الله عليه وسلم كان يرقي نفسه بذلك, ويرقي أهله بذلك, وقراءة الفاتحة والنفث والمسح, والقرآن كله شفاء, ولكن أكثر ما رقى النبي صلى الله عليه وسلم نفسه وأهله, بقل هو الله أحد والمعوذتين, ننصحك بذلك, ارقي نفسك بالقراءة على يديك, والنفث, ثم مسح الجسد, فيه خير عظيم.

سؤال: يقول كيف نتعامل مع أولاد الساحر وأهله؟

أحدث الدروس العلمية