فتاوى في العقيدة 02

سؤال: هل الذي ينكر عذاب القبر أيعتبر كافرًا، وهل الأشاعرة ينكرون عذاب القبر؟

الجواب: عذاب القبر ثابت بأدلة الكتاب والسنة فمن القرآن قوله سبحانه وتعالى عن آل فرعون: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: ٤٦], فبدأ وقال: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}, معناه أن العرض الأول على النار غدوًا وعشيًا قبل قيام الساعة هذا أصرح دليلٍ من القرآن على عذاب القبر, ومن الأدلة أيضًا على عذاب القبر من القرآن قوله سبحانه وتعالى : {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ}  [الأنعام: ٩٣], وقوله سبحانه وتعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} [الأنفال: ٥٠], هذه أدلة من القرآن ويوجد غيرها كقوله سبحانه وتعالى أيضًا: {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} [التوبة: ١٠١], وقوله سبحانه وتعالى: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا} [نوح: ٢٥ ], إلا أن الثلاث الآيات الأُول من أصرح ما ورد في القرآن, والأدلة كثيرة, ومن الأحاديث أدلة كثيرة كحديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم: مر على قبرين يعذبان فقال :«إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله» وحديث البراء رضي الله عنه بن عازب الطويل في قصة احتضار المؤمن والكافر وتثبيت الله للمؤمن وخذلانه للفاجر والمنافق ثم ذكر فيه أن المؤمن ينعم في قبره وأن الكافر يُعذب في قبره. فالأدلة على ذلك متواترة من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والذي أنكره هم المعتزلة وليس الأشاعرة, أنكر عذاب القبر المعتزلة وردوا أدلة الكتاب والسنة وقد ضللهم العلماء تضليلًا عظيما, ومنع التكفير بعض ما يتأولونه وإلا فهذه أقوال مكفرة إلا أن بعض التأويل عُذروا به عن التكفير، من ذلك تأويلهم الآيات على عذاب النار يوم القيامة ومن ذلك في الأحاديث يقولون ليست متواترة آحاد والعقيدة تحتاج إلى متواتر وهذه كلها ضلالات إلا أنه بسبب هذه التأويلات لم يُكفرهم أهل العلم بذلك.

سؤال: ما معنى صفة الصورة الثابتة لله سبحانه وتعالى؟

الجواب: لله صورةٌ تليقُ بجلالة, والصورة إذا أطلقت يراد بها الوجه: «رأيت ربي في أحسن صورة», لكن نثبت صفة الصورة كما تليق بجلاله سبحانه وتعالى, ويدل عليها الحديث المذكور «رأيت ربي في أحسن صورة», وحديث أيضًا أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما في الصحيحين: «قال ثم يأتيهم الله سبحانه وتعالى في صورته التي يعرفون», كما في حديث الشفاعة فأثبت لله سبحانه وتعالى الصورة، ومن أدلة الصورة أيضًا حديث أبي هريرة في الصحيحين, «أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم على صورته»، الذي عليه السلف ورجحه شيخ الإسلام  رحمه الله, وبحثه بحثًا مطولًا أن الضمير عائد على الله سبحانه وتعالى أي خلق آدم على صورة الله سبحانه وتعالى، وليس المقصود أن الكيفية كالكيفية, إنما المراد لآدم صورة ولله صورة والكيفية تختلف, كما أن للإنسان وجها ولله وجه, حتى قال السلف من رد هذا الحديث فهو جهمي، وكذلك حديث أبي هريرة في مسلم, «إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته», تشريف لوجه آدم عليه السلام, وأما ما نُقل عن ابن خزيمة وعن بعض السلف أنهم قالوا المراد بالضمير آدم , أي على صورة آدم, قد رده شيخ الإسلام ردًا قويًا من أوجه كثيرة في كتابه, "بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية", وبين أن هذا خطأ, وأنها زلة من الإمـــــــام ابن خزيمة  رحمه الله, وكذلك الذهبي بين ذلك في السير, أن هذه زلة وأن هذه من أحاديث الصفات، وجاء حديث عن ابن عمر وفي سنده ضعف, «إن الله خلق آدم على صورت الرحمن», وجاء مرسل أيضًا عن عطاء لكن يصلح أن يُستشهد بها كما ذكر ذلك شيخ الإسلام رحمه الله, والله المستعان .

سؤال: رجلٌ جندَ نفسهُ لمحاربة السنة وأهلها ومن كلامه لو كانت الجنة من طريق فلان _ ويذكر عالمًا من علماء أهل السنة وطلابه _ ما دخلتها فما حكم قائل هذه العبارة؟

الجواب: محاربة السنة وأهلها عظيمة من العظائم قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: «قال الله سبحانه وتعالى: من عادى لي وليًا فقد إذًا ته بالحرب», فهو مرتكب لكبيرة وعظيمة من العظائم, يجب عليه أن يستغفر الله وأن يتوب إليه, والمقالة التي ذكرها مقالة عظيمة يجب عليه أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى منها, وأما هل تصل به المقالة إلى حد الكفر؟ لو قصد السنة نفسها لكانت العبارة تلحقه بالكفر, ولكن غالب من يقول ذلك يعني بذلك أن هذا الشخص مخالف للسنة, وأن أعماله ليست على السنة, فلولا هذا التأويل لكانت عبارته قد تلحقه بالكفر.

سؤال: كيف يعالج نفسه من وجد عنده ضعف اليقين بالله سبحانه وتعالى ؟

الجواب: أولًا: بالدعاء، يسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقه اليقين وكذلك العمل بما يتعلم، كلما تعلمته تعمل به, وكذلك أيضًا مما يزيده يقينًا أن يدرس العقيدة الصحيحة لاسيما ما يتعلق بالأسماء والصفات, فإن الإنسان إذا عرف معاني أسماء الله وصفاته, يزداد يقينه وحبه لله سبحانه وتعالى, يزداد حبه لربه عند أن يتعلم أسماء الله وكذلك يعلم مقتضى أسماء الله وصفاته, وكذلك التذكر في نعمه الله سبحانه وتعالى: {فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأعراف: ٦٩], هذا مما يزيده حبًا لله ويقينًا بالله سبحانه وتعالى, وكذلك مجالسة الصالحين وحلقات العلم, والبعد عن أماكن المعاصي والفساد وجلساء السوء, وملازمة المساجد والصالحين وطلاب العلم, هذا يزيدك طمأنينةً وحلاوةً وإيمانًا ويقينًا بالله سبحانه وتعالى، وأيضًا يقرأ ويتذكر فيما يتعلق بأمور الآخرة صفة الجنة وصفة النار, وما ذكره الله سبحانه وتعالى من أمور الآخرة ويقرأ أيضًا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسير الأنبياء وسير الأمم المكذبة للأنبياء كيف صار حالهم.

سؤال: هل الجن من المسلمين يدخلون الجنة على صورة آدم عليه السلام؟

الجواب: لا. الذي عندنا في الأدلة أن الخطاب للإنس، النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أهل الجنة يدخلون على صورة أبيهم آدم» والجن ليس أباهم آدم, ولكن نؤمن أن الجن المسلمين ينعمون في الجنة كما ينعم الإنس المسلمون وينعمون أيضًا.

بما ذكره الله سبحانه وتعالى من نساء الجنة ومن شراب وأكل أهل الجنة, ويدل على ذلك سورة الرحمن بتمامها فالله سبحانه وتعالى خاطب بها الجن والإنس قال سبحانه وتعالى: { فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: ٢١], وذكر الحور العين وقال: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن: ٥٦].

سؤال: هل اللّوح والقلم يموتان؟

الجواب: لعلك تقصد هل يفنيان أما الموت فاللوح والقلم ليس من الأمور التي توصف بالحياة والموت, ولكن لعلك تريد هل يفنى اللوح والقلم بمعنى أن الله سبحانه وتعالى يفنيها فتصير عدمًا بعد أن كانت موجودة.

 فالسؤال الأصح أن تقول هل يفنيان؟ ذكر السيوطي رحمه الله أن اللوح والقلم مما خُلقا للبقاء لا للفناء في أبياته:

ثمانية حُكم البــــــــــقاءٌ يعمها من  } } }  الخــــــلق والباقون في حيز العدم

هي العرش والكرسي ونارٌ وجنةٌ  } } }  وعجبٌ وأرواحٌ كذا اللوح والقلم

هذه الثمانية ذكرها السيوطي بأنها خلقت للبقاء، الستة الأولى عليها أدلة واضحة, العرش والكرسي, يقول الله سبحانه وتعالى: { {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [السجدة: ٤], والله سبحانه وتعالى لايزال متصفًا بهذه الصفة والكرسي أيضًا, يقول الله سبحانه وتعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: ٢٥٥], مخلوقٌ عظيم ليس عندنا دليلٌ على فنائه, ونارٌ وجنة, الأدلة كثيرة جدًا متواترة جدًا في بقاء الجنة والنار لا إشكال في ذلك, وعجبٌ, العجب أيضًا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يَبلى ابن آدم إلا عجب الذنب, منه خُلق ومنه يُركب» متفق عليه عن أبي هريرة، وأرواحٌ, كذلك الأرواح تصير في نعيمٍ أو عذابٍ إلى أن تقوم الساعة فتعاد الأرواح إلى الأجساد وتكون فيها أبد الآباد .

بقي معنا ما يتعلق باللوح والقلم هل تفنى أو لا تزال باقية, ما عندنا فيها دليلٌ ولا نصٌ في المسألة فالله أعلم بها, يُحال علمها إلى الله لعدم وجود دليل نعلمه في هذه المسألة، فليس عندنا أن الله يفنيها وليس عندنا في الأدلة أن الله يبقيها فالله أعلم بها.

سؤال: ماحكم من يلعنُ زوجته؟

الجواب: مرتكبٌ لكبيرةٍ وعظيمةٍ من كبائر الذنوب, فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لعنُ المؤمن كقتله»,  أخرجه الشيخان عن ثابت بن الضحاك  رضي الله عنه.

سؤال: هل صلاح الذرية من أسباب رفعة المسلم في الآخرة؟

الجواب: نعم بصلاح أولادك يزيدك الله سبحانه وتعالى في الجنة درجات, لحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد ليرفع بالجنة درجات فيقول يا رب آنى لي هذا, فيقال باستغفار ولدك لك» رواه أحمد عن ابي هريرة   رضي الله عنه , وهو في الصحيح المسند للشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله.

سؤال: انتشر عندنا بكثرة كلمة: «الله والنبي» فما حكم ذلك؟

الجواب: لا يجوز أن يٌتلفظ بذلك, فإن هذا لفظ فيه مساواة النبي صلى الله عليه وسلم بالله سبحانه وتعالى, سواء قصد بذلك اليمين، أو قصد الإشراك في عبادة أخرى غير اليمين, فلا يجوز, وأقل ما فيها أنها موهمة للتسوية فالواجب اجتنابها, وأما إن كان مقصود قائلها اعرف حق الله واعرف حق النبي, يُذَكر إنسان, فكلٌ له نيته لكن كما تقدم العبارة ملتبسة وكلٌ يحكم له بما نوى بهذا اللفظ .

سؤال: ما حكم من قال لأخيه أنت من أهل الجنة؟

الجواب: إن جزم له بالجنة فلا يجوز، ولكن يقال نرجوا أن يجعلك الله من أهل الجنة, لا بأس, إذا كان رجلًا صالحًا, والأفضل أن لا يزكيه في وجهه، وأما الجزم فخطأ, الأمور بيد الله والأعمال بالخواتيم, «إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدوا للناس وهو من أهل النار», متفق عليه عن سهل بن سعد   رضي الله عنه, «وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها», متفق عليه عن ابن مسعود رضي الله عنه.

سؤال: حديث سبعون من أمتي يدخلون الجنة بلا حساب ولا عقاب هل هذا الحديث يشمل من ترك هذه الأمور الثلاثة، وإذا وقع في واحدة من هؤلاء الثلاثة هل يخرج من الحديث؟

الجواب: لعله يريد بالأمور الثلاثة الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون، المقصود به أن الإنسان يكون متوكلًا على الله سبحانه وتعالى ومن تمام توكله أن يترك هذه الأمور, الطيرة لاشك أنها من المحرمات, وهو التشائم حتى يترك العمل والعبادة لله سبحانه وتعالى تشاؤم؛ هذا من الطيرة، والاكتواء أن يكتوي بالنار وهو من المكروهات, قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وما أحب أن أكتوي إن كان في أمتي شفاء ففي ثلاث شربة عسل أو كية بنار أو شرطة محجم وأنهى أمتي عن الكي», وفي رواية «وما أحب أن أكتوي»: هل هذا النهي للتحريم أو للكراهة: هذا النهي للكراهة كون النبي صلى الله عليه وسلم كوى أسعد بن زرارة, وبعث لأبي بن كعب طبيبًا وكواه, واكتوى ابن عمر رضي الله عنه  من اللقوة, فحصل الاكتواء إنما هو على سبيل الكراهة، النبي صلى الله عليه وسلم احتجم, أما الاكتواء ما اكتوى، فمن تمام توكله أن يترك الاشياء المكروهة, وكذلك الإسترقاء, طلب الرقية من الناس, حتى لا يكون قلبه ملتفتًا إلى أحد, يكون القلب متعلقًا بالله وحده, هذا لتمام التوكل, ولذلك ختم الحديث «وعلى ربهم يتوكلون», أي خصص ثم عمم؛ ذكر ثلاث أمور ثم عمم التوكل بشكلٍ عام, بمعنى أن يكون القلب معتمدًا على الله اعتمادًا كليًا؛ القلوب متعلقة بالله سبحانه وتعالى هو الذي يسير الأمور .

سؤال: يقول الأخ إذا وقع الشخص في واحدة من هؤلاء؟

الجواب: إذا علم بالحديث, وعملها بعد علمه أنها من المكروهات, أو من المحرمات, كالطيرة فيخرج من هؤلاء القوم, وأما إن كان لا يعلم أن هذا الأمر مكروه, أو أن هذا الأمر محرم, وهو الطيرة ثم علم وترك, فإن شاء الله ما يخرج من هؤلاء.

سؤال: من طلب الرقية لغيره, هل يخرج من السبعين الألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب؟

الجواب: لا. هذا مجرد شافعٍ لغيره لا يطلب لنفسه, فهذا لا يخرج من أولئك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في وصفهم, «هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون», وهذا لم يطلب لنفسه رقية وإنما طلبها لغيره، هذا من الشفاعة, لقول الله سبحانه وتعالى: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا} [النساء: ٨٥], «من دل على خيرٍ فله مثل أجر فاعله», أخرجه مسلم عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه، «من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل», أخرجه مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.

سؤال: هل صحيح أن تربية الحمام يجلب الفقر؟

الجواب: لا. ليس بصحيح, ولا نعلم في ذلك دليلًا يدل عليه، ولا أيضًا من حيث المعنى يقتضي ذلك فهذا من باب الإحسان إلى المخلوقات, وهذا لا يجلب فقرًا, بل الإحسان إلى الطيور والحيوانات من فعل الخير, وأفعال الخير سببٌ للبركات, لقول الله سبحانه وتعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: ٩٦].

إلا أنه لا يشغلك تربية الحمام عن طاعة الله, وعن ذكر الله, ولا يشغلك عما أوجبه الله سبحانه وتعالى عليك.

سؤال: هل الأصحاب إذا دخلوا الجنة يحصل بينهم التزاور؟

الجواب: قال الله سبحانه وتعالى: { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ } قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ } فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ } إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } [الطور: ٢٥ – ٢٨], وقوله سبحانه وتعالى: {عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ}  [يس: ٥٦], فيحصل التزاور واللقي وتذكر النعمة, في مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقًا، يَأْتُونَهَا كُلَّ جُمُعَةٍ», فيحصل التلاقي والتزاور.

سؤال: هل ضمة القبر تعم الصغار والكبار حتى الأطفال؟

الجواب: النبي صلى الله عليه وسلم قال في حق سعد بن معاذ وهو شهيد, «إن للقبر لضمة لو نجا منها أحدٌ لنجا منها سعد بن معاذ», فيظهر عمومها من هذا النص, حيث أن الشهيد مغفورٌ له جميع ذنوبه، سعد بن معاذ مبشرٌ بالجنة ومع ذلك حصل له الضمة, فالذي يظهر هو عمومها والله أعلم، وإنما استُثنيَ الأطفال والمجانين من الفتنة، وحتى الأنبياء يظهر من الحديث ذلك .

* أسئلة في الجنة:

سؤال: هل الجنة مخلوقة؟

الجواب: نعم قد خلقها الله سبحانه وتعالى سابقًا بلا شك, ولكن لايزال الله سبحانه وتعالى يخلق فيها, وإلا فالجنة قد خلقت, يقول الله سبحانه وتعالى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة: ٣٥], وقال سبحانه وتعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}

أحدث الدروس العلمية