فتاوى خاصة بالقرآن والتفسير 02

سؤال: يقول ما حكم من هجر القرآن خمس سنوات, ثم رجع إليه؟

الجواب: إن كان تعرض لنسيانه يخشى عليه من الإثم, عن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ تَعَلَّمَ الرَّمْيَ ثُمَّ تَرَكَهُ فَقَدْ عَصَانِي», أخرجه ابن ماجه, وفي رواية عند أحمد «فَهِيَ نِعْمَةٌ تَرَكَهَا», ولا شك أن حفظ القرآن أعظم من الرماية, وقد جاء حديث لم يثبت وهو نص في ذلك, «مَا ذَنْبٌ يُوافِي بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَعْدَمَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَنْسَى سُورَةً كَانَ حَفِظَهَا» أخرجه عبد الرزاق في مصنفه, ولكنه لم يثبت فيه ضعف فلم نستدل به, أما إن كان هجر الاعتكاف على قراءته, وهو لا يزال يقرأه في الصلوات, فهذا قصر ولا يصل إلى حد التحريم.

سؤال: يقول السائل ذكرتم أن المفصل من سورة ق إلى سورة الناس, فماذا تسمى بقية الأجزاء؟

الجواب: جاء حديث في إسناده ضعف, عن أوس الثقفي قَالَ: فَسَأَلْنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَصْبَحْنَا, قَالَ: قُلْنَا: كَيْفَ تُحَزِّبُونَ الْقُرْآنَ؟ قَالُوا: "نُحَزِّبُهُ ثَلَاثَ سُوَرٍ, وَخَمْسَ سُوَرٍ, وَسَبْعَ سُوَرٍ, وَتِسْعَ سُوَرٍ, وَإِحْدَى عَشْرَةَ سُورَةً, وَثَلَاثَ عَشْرَةَ سُورَةً, وَحِزْبَ الْمُفَصَّلِ مِنْ قَاف حَتَّى يُخْتَمَ» أخرجه أحمد في مسنده, ولكن ذكر هذا التقسيم, فأنت إذا جمعتها تصير إلى سورة ق, فالثلاث سور هي: الفاتحة والبقرة وآل عمران, والخمس هي: النساء والمائدة وما بعدها وهكذا, ثم سبع, ثم تسع, ثم إحدى عشرة, ثم ثلاث عشرة, وآخرها من حزب المفصل من ق إلى الناس, الحديث فيه ضعف, لكن اشتهر عند القراء أن هذا هو تقسيم الأحزاب عند الصحابة رضي الله عنهم, الظاهر أنه اشتهر من هذا الحديث فقط, وعلى كلٍ, الآن اشتهر ثلاثون جزءً, أو ستون حزبًا, ويحتاج إلى مراجعة في علوم القرآن من أول من جزأه إلى هذه الأجزاء, لمعرفة ذلك يحتاج إلى مراجعة في علوم القرآن.

سؤال: يقول هل ثبت هذا الكلام عن الإمام الشافعي رحمه الله كما في جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر رحمه الله, يقول فيها: قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ رحمه الله يَقُولُ: «مَنْ حَفِظَ الْقُرْآنَ عَظُمَتْ حُرْمَتَهُ, وَمَنْ طَلَبَ الْفِقْهَ نَبُلَ قَدْرُهُ, وَمَنْ عَرَفَ الْحَدِيثَ قَوِيَتْ حُجَّتُهُ, وَمَنْ نَظَرَ فِي النَّحْوِ رَقَّ طَبْعُهُ, وَمَنْ لَمْ يَصُنْ نَفْسَهُ لَمْ يَصُنْهُ الْعِلْمُ»؟

الجواب: هذا معروف عن الشافعي رحمه الله, وإسناده صحيح إليه.

سؤال: هل يجوز أن يوضع المصحف على سُجّاد الصلاة مباشرة أو أنه لا يجوز؟

الجواب: إن كان سجاد الصلاة نظيفًا مكرمًا فجائز, والأفضل أن يرفع, وأما إن كان ملوثًا بالأتربة فلا يصح ولا ينبغي, قال الله سبحانه وتعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}   [الحج: ٣٢], كذلك وضعُ كتابٍ آخر فوق المصحف لا ينبغي, قال الله سبحانه وتعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}، لكن هل يصل إلى حد الإهانة؟ لا يصل لأن من رآه ﻻ يقول هذا المصحف مهان ولكن يكره هذا العمل, كتاب الله يُعلى, أما حديث: «القرآن يعلو ولا يُعلى عليه», فهو إنما جاء في الإسلام, الإسلام يعلو ولا يُعلى عليه, أما في القرآن لم يأت بهذا النص, ومع ذلك حتى هذا الحديث قد تكلم عليه بعض أهل العلم.

سؤال: يقول هل هناك دعاء مخصص لسجود التلاوة؟

الجواب: ليس هناك دعاء مخصص لسجود التلاوة, بل يقال في سجود التلاوة, ما يقال في سجود الصلاة.

سؤال: من الذي جمع القرآن؟

الجواب: جُمع أولًا في عهدِ أبي بكر الصديق  رضي الله عنه, في صحف وأوراق من أجل أن لا يضيع شيءٌ من القرآن, فاحتُفظ بأوراق فقط, ثم جمعه في مصحفٍ واحد عثمان رضي الله عنه, وأمر بما سواه أن يُحرق ما يبقى إلا ما جمعه رضي الله عنه, وكان في ذلك مصلحة عظيمة دلت عليها أدلة الكتاب والسنة, وهو دفع الخلاف الذي حصل، قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تختلفوا في الكتاب فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا», فجمع عثمان الصحابة رضي الله عنهم على مصحفٍ واحد .

سؤال: قوله صلى الله عليه وسلم: «فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين», هل فيه دليلٌ لمذهب أهل السنة والجماعة بالتسمي بأهل السنة والجماعة؟

الجواب: حديث العرباض هذا يدل على هذه التسمية بأهل السنة والجماعة، قوله: «فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء», فمن أخذ بها فهو من أهلها, أهل السنة والجماعة, من قوله: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة», أي اجتمعوا على أميركم, على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, والاجتماع أيضًا على الحق وعلى السنة .

سؤال: قوله سبحانه وتعالى: {فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ} [الزمر: ٦], ما هن الظلمات الثلاث؟

الجواب: المقصود ظلمة بطن الأم, ثم ظلمة الرحم, ثم ظلمة المشيمة, عند عامة أهل العلم, والله أعلم .

سؤال: يقول السائل ذكر العلامة السعدي في تفسيره لسورة يوسف, أن أخوة يوسف باعوه, فما هو الدليل على ذلك؟

الجواب: الدليل قوله سبحانه وتعالى: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} [يوسف: ٢٠], اختلف أهل العلم في الضمير هل المراد به أخوة يوسف, أم المراد به الذين وجدوه في البئر, والصحيح أن المراد به أخوة يوسف, بدليل قوله سبحانه وتعالى: {وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ}, أخرجوه فادعوا أنه عبد, فباعوه بثمن بخس, وأما الذي وجده قال, كما قال الله سبحانه وتعالى عنه: {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} [يوسف: ١٩], فرحوا به, لم يكونوا زاهدين به, فذهبوا وباعوه في مصر للعزيز, والذي يظهر أنهم باعوه بثمن كبير, إذًا الذي باعوه بثمن بخس, هم أخوة يوسف عليه السلام, على الصحيح, لأنهم هم الذين كانوا زاهدين فيه.

سؤال: قوله: «ق», و «ص», ونحو ذلك, تعتبر من التأويل الغير المعروف، وهل التأويل جائز أم لا, أم هل له شروط؟

الجواب: أخذنا هذه المسألة قبل أيام حين ابتدأنا في تفسير السعدي, والذي خلصنا به أن الله سبحانه وتعالى استأثر بعلمها، مما استأثر الله بعلمه الحروف المقطعة في أوائل السور، ولكن فهم العلماء معان إجمالية, وقد ذكروا معنيين جميلين:

المعنى الأول: أنه بيان للغة العرب, وأن القرآن أنزل بلغتكم, ومع ذلك يعجزون عن الاتيان بمثله, وعن فهم مثل هذه الحروف المقطعة, واستندوا إلى ذلك أن الله سبحانه وتعالى يذكر بعدها الكتاب في كثيرٍ من السور, أعني القرآن .

المعنى الثاني: وهو الأجمل وهو قول ابن القيم أن هذا من امتنان الله سبحانه وتعالى على العباد, بذكر حروف الهجاء التي تعلم الناس منها البيان, وتعلموا منها اللغة العربية، فهي نعمة عظيمة، كما قال الله سبحانه وتعالى: {الرَّحْمَنُ } عَلَّمَ الْقُرْآنَ} [الرحمن: ١ – ٢].

سؤال: ما المقصود بقول الله سبحانه وتعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}[يوسف: ١١٠]؟

الجواب: المقصود استيأس الرسل, أي خشي الرسل من أقوامهم أن يتركوا نُصرتهم واستبطأوا نصر الله سبحانه وتعالى, وليس مقصودهم أنهم يئسوا من نصر الله سبحانه وتعالى ، ولذلك قال الله سبحانه وتعالى: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} جاءت قراءة قرأتها عائشة: {وظنوا أنهم قد كذِّبوا} أي استيقنوا أن بعض أقوامهم وقع في نفوسهم من استبطاء نصر الله سبحانه وتعالى, وهذه كلها من خطوات الشيطان على المؤمن, يستبطئ النصر. فربما وقع في التشاؤم والعياذ بالله، وأما الرسل فهم يُحسنون الظن بالله سبحانه وتعالى, فاليأس حصل من أتباع الرسل, وما كانت الرسل تظن بالله سبحانه وتعالى إلا الخير، فاستيأس الرسل من بعض أقوامهم, ومن بعض أتباعهم، وفُسرت أيضًا قوله: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} [يوسف: ١١٠], أي وظن بعض أتباعهم وهذا ظن سوء يقذفه الشيطان في القلوب, والمؤمن لا يُصدقه, يدافعه من قلبه, والمنافق هو الذي يقع في هذه الخطوات, أو في وساوس الشيطان, فيُصدق ذلك, وأما المسلم المؤمن حتى وإن أتته الظنون فهي ظنون خطرات وأوهامٍ يدفعها بالتوكل على الله سبحانه وتعالى: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا}  [الأحزاب: ٢٢], وأما المنافقون قال الله سبحانه وتعالى: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلا غُرُورًا}   [الأحزاب: ١٢], هذا على تفسير {وظنوا أنهم قد كُذبوا} بالتخفيف, وأما {وظنوا أنهم قد كُذًّبوا} بالتشديد, فالمقصود أن الرسل علموا أن بعض أقوامهم قد كذبوهم, فاشتد الأمر عليهم, فيأتي نصر الله سبحانه وتعالى ، فُسر أيضًا حتى إذا استيأس الرسل أي يأسوا من استجابت قومهم, وهذا أيضًا تفسير لبعض أهل العلم.

سؤال: ما معنى قول العلماء عند تفسيرهم لقوله سبحانه وتعالى: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}  [الشرح: ٦], لا يغلب عسرٍ يسرين، ما معنى هذه الجملة؟

الجواب: مقصودهم أن الله سبحانه وتعالى نكّر اليسر في الآيتين, وعرّف العسر, فلما عرّفه في الآيتين دل على أنه عسرٌ واحد, ولما نَكّر اليسر, أي أن اليسر الثانــــــي في الآية غير اليسر الأول, قال الله سبحانه وتعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: ٥] ثم قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 6], أكد الله سبحانه وتعالى بتأكيدات عظيمة: أولا. بإن التوكيدية, ثانيًا, بالتنكير، ثالثًا, بالتكرار، فإن مع العسر يسرا، وإذا نكّر اليسر دل على تعظيمه وإبهامه يدل على عِظمه, يسرٌ عظيم ويسرٌ كبير، ثم كرر, {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}, هذا أيضًا توكيد بأن الله سبحانه وتعالى سيجعل بعد العسر اليسر, ونكّر اليسرة مرة أخرى لإفادة أنه ليس الأول, يسرٌ آخر، وعرّف العسر إشارة إلى أنه عسرٌ واحد, فهذا معنى قولهم لن يغلب عسرٌ يسرين، أي أن اليسرين لاشك أنها أعظم، ولذلك تجد المسلم وإن أصيب بالشدة وهو مع الله سبحانه وتعالى, مطيعٌ لله متقي لله سبحانه وتعالى, يذهب العسر, ويأتي الله سبحانه وتعالى باليسر, فإن اليسر يغلب. ويذهب العسر, ويأتي الله سبحانه وتعالى بالأضعاف المضاعفة من اليسر  ولكن الله يبتلي عباده.

  إذا ضاقت بك الدنيا  } } }  ففكر في ألم نـــــشرح

  فعـــــــــــــسر بين يسرين  } } }  متى تذكرهـــــــــما تفرح

سؤال: يقول ما تفسير قول الله سبحانه وتعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: ٦٧]؟

الجواب: أنكر الله سبحانه وتعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم, أنه ترك الأسرى يوم بدر, ولم يقتلهم, بل أخذ الفدية, وكانوا صناديد الكفر, وكان عمر  رضي الله عنه, قد أشار على النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم, فنزل القرآن بتصويب قول عمر, {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: ٦٧], فهذا معناه أن قتلهم كان الأفضل.

سؤال: قول الله سبحانه وتعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: ١٤], الآن نفى عنهم الأيمان, وأثبت لهم الإسلام, فما المقصود بالآية, نفي ماذا؟

الجواب: نفي الإيمان الكامل, نفى عنهم الإيمان الكامل, والدليل عليه قوله سبحانه وتعالى: {وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}, أي ما دخل الإيمان بكامله في قلوبكم, ويدل على ذلك سياق الآيات, دليل على أنهم عندهم شيء من الإيمان, لقول الله سبحانه وتعالى: {لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: ١٤], أي لا ينقصكم, ومعلوم أن الكافر علمه غير مقبول, وهؤلاء أثبت الله سبحانه وتعالى أن أعمالهم لا تنقص شيئًا, إلى أن قال الله سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات: ١٥], أي آمنوا الإيمان الكامل, ثم قال الله سبحانه وتعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات: ١٧].

فأثبت لهم إيمانًا أيضًا, هذا هو الصحيح في تفسير الآية, أن الله سبحانه وتعالى نفى عنهم كمال الإيمان, وهناك تفسير آخر, أن الأعراب ادعوا الإسلام وهم منافقون, فقال لهم قل لن تؤمنوا, أي إيمانًا حقيقيًا, ولكن قولوا اسلمنا, أي في الظاهر, إسلام المنافقين, هذا أختاره البخاري في صحيحه, وبعض أهل العلم, والصحيح الذي يرجحه شيخ الإسلام وابن القيم وغيرهما, أن النفي للكمال, وسياق الآيات يدل على ذلك, راجع في ذلك مجموع الفتاوى: «7 / 238», وبدائع الفوائد لابن القيم: ­«4/ 822».

سؤال: قول الله سبحانه وتعالى: {فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [الذاريات: ٣٥ – ٣٦], الآيات في أي سياق؟

الجواب: الآيات في سياق قصة لوط عليه السلام, فمنهم الذين ذكرهم الله ولم يعذبهم؟ الجواب: لوط عليه السلام وأهله إلا امرأته, لماذا فرق بين الآية الأولى بقوله من المؤمنين, والثانية بقوله من المسلمين, لماذا ذكرهم هنا بالإيمان, ثم ذكرهم بالإسلام؟ ذكر شيخ الإسلام فائدة جيدة, قال لما ذكر المخرجين وهم لوط وأهله الذين آمنوا, لماذا ذكر المؤمنين الخلص, ذكرهم بوصف الإيمان, ولما ذكر البيت وهو يشمل من كان فيه, وممن فيه امرأة لوط, فذكرها بالوصف الآخر وهو الإسلام, فلماذا ذكر البيت, ذكره بوصف الإسلام, والمخرجون لم يكن منهم امرأة لوط, ذكرهم بوصف الإيمان, من أجل هذا فرق, ذكر هذا شيخ الإسلام ابن تيمة رحمة الله كما في مجموع الفتاوى: «7 / 473».

سؤال: قال الله سبحانه وتعالى: {قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [النمل: ٤٠], من الذي عنده علم من الكتاب؟

الجواب: هو من المسخرين من الجن, من الذين زادهم الله سبحانه وتعالى علمًا, ففيه فضيلة العلم, فكان أسرع من ذلك الذي ليس عنده علم من الكتاب, والكتاب الظاهر أن المراد به ما أنزله الله سبحانه وتعالى على أنبيائه, النبي داود عليه السلام, أو سليمان عليه السلام, ويراجع كتب التفسير وينظر ماذا قالوا هناك.

سؤال: يقول ما معنى قول الله سبحانه وتعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: ١٤٠]؟

الجواب: نداولها كما يقال, يوم لك ويوم عليك, أو يوم في نعمة, ويوم تبتلى, في شدة, في مداولة, أي في دول, مرة هكذا, ومرة هكذا:

ثـمـانية لا بد منها على الفتى  } } } ولا بد أن تـجري عليه الثــمانية

سرور وبؤس واجتمــــاع وفرقة  } } }  وعســــر ويسر ثم سقم وعافية

سؤال: يقول ما معنى قول الله سبحانه وتعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}[البقرة: ٢٢٣]؟

الجواب: المقصود أن الإتيان يكون من حيث أمر الله سبحانه وتعالى, ولا يجوز في مكان آخر.

سؤال: أخ يسأل عن قوله تعالى: {وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ} [الأنبياء: ٨٢] ؟

الجواب:

أحدث الدروس العلمية