الفتاوى المنهجية 01

* هذه مجموعة أسئلة قدمت من شباب في لندن:

سؤال: يقول السائل, يقول نقوم بالدعوة للكفار في منطقتنا, فهل يجوز لنا أن نوزع لهم المنشورات, لبعض الجماعات الضالة, علمًا بأن المعلومات الشخصية مثل رقم هاتف للأخوة السلفيين؟

الجواب: لا. ننصحكم أن تقتنوا المنشورات لأهل السنة والجماعة, وتكونون يد خير في نشر العلم النافع لعلماء أهل السنة والجماعة, تـأخذون من منشورات أهل السنة والجماعة, ما كان فيه نفع للكافرين, وتجدون إن شاء الله, تجدون أخوة يمدونكم من هنا, من اليمن, أو من السعودية كتبًا مفيدة لأهل السنة والجماعة, ومترجمة أيضًا, أو تترجمونها أنتم, وينتفع بها الكافرون, فربما أسملوا ويعرفون أهل السنة والجماعة, ولا ننصحكم أن تُرَوِّجوا كتب المبتدعة والحزبيين, فذلك فيه تعلق, يتعلق المسلم حديث العهد بالإسلام بذلك الكتاب وصاحبه, ويكون فيه غش له, وربما جره إلى الابتداع في دين الله سبحانه وتعالى, والله المستعان.

سؤال: يقول السائل نحن نصلي في مسجد, يقوم عليه بعض الحنفية, ويحضر كذلك التبليغ, ولهم دعوة في هذا المسجد, ونحن كذلك لنا دعوة في هذا المسجد, ولا يعترض القائمون عليه على دعوتنا, فهل نستمر على دعوتنا؟

الجواب: نوصيكم بالتميز في مسجد منفرد, فإن الدعوة تنتشر إذا تميز أهل السنة عن أهل البدعة, وأما أن تختلط مع أهل البدعة في مسجد واحد فهذا باب شر, ولا يتميز للناس دعوة أهل السنة والجماعة, ودعوة الحق, وهذا فيه إضرار وتغرير بالمسلمين, فلا ينبغي ذلك, ونوصيكم أن تجتمعوا في مسجد خاصٍ بأهل السنة والجماعة, فهذا أبرك للدعوة وأنفع لها, والله المستعان.

سؤال: يقول كيف نتعامل مع بعض الأفراد المنتسبين إلى السلفية, ويشتركون في بعض المواقف مع أهل البدع, وهل يجوز التعامل مع أهل البدع, كيف يكون موقفنا من الأفراد المذكورين؟

الجواب: أهل البدع والضلال لا يجوز المجالسة لهم, ولا التعاون معهم, لأنهم مخالفون لشرع الله سبحانه وتعالى, والله سبحانه وتعالى أمرنا بالاجتماع على الكتاب والسنة, قال الله سبحانه وتعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: ١٠٣], فيجب عليهم هم أن يتركوا بدعهم ويرجعوا إلى أهل السنة والجماعة, على كتاب الله سبحانه وتعالى وعلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم, يقول الله سبحانه وتعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: ٦٨], والله سبحانه وتعالى يقول: {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا } ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى} [النجم: ٢٩ – ٣٠], عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ, فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ», ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالجَلِيسِ السَّوْءِ, كَمَثَلِ صَاحِبِ المِسْكِ وَكِيرِ الحَدَّادِ, لاَ يَعْدَمُكَ مِنْ صَاحِبِ المِسْكِ إِمَّا تَشْتَرِيهِ, أَوْ تَجِدُ رِيحَهُ, وَكِيرُ الحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ, أَوْ ثَوْبَكَ, أَوْ تَجِدُ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً», والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ», فلا يجوز أن يحب هؤلاء المبطلين من أهل البدع والضلال, وقد نقل الإمام البغوي: "إجماع أهل السنة والجماعة على هجر المبتدعة وبغضهم وعدم الجلوس معهم", وأما ما يذكره بعض المشبهين, وبعض الملبسين على بعض المبتدئين, أن شيخ الإسلام تعاون مع المبتدعة في حرب التتار, فذلك أمر ليس عنه محيد, لأن الكافرين إذا هجموا على بلاد المسلمين, وجب على المسلمين أجمعين أن يقفوا أمامهم, فهذا أمرٌ قام به ولاة الأمور, في ذلك الزمان, وجمعوا في صفوفهم جميع المسلمين, وليس معنى هذا أن شيخ الإسلام يرى التعاون معهم, ولكن هذا أمرٌ ألجأ أليه الحال, فإذا هجم الكفار على المسلمين وجب على جميع المسلمين الوقوف ضد الكافرين, فهذا ليس من هذا الباب.

سؤال: يقال الأخ السائل, فائدة: ذكر صاحب كتاب الفرق والأديان أن أخطر وسيلة من وسائل التنصير: "هي أرسال الأطباء, حتى يكسبوا تعاطف المسلمين", وأيضًا ذكر أهم في هذا الجانب يجربوا دواء جيد في المسلمين؟

الجواب: أي يختاروا أدوية طيبة, حتى يتألفونهم, هم لهم وسائل كثيرة, وأهمها المال, وإظهار الأخلاق الحسنة, لكن أعظم ما يستخدمونه هي الأموال, فيسعون في نشر الأموال بين المسلمين, من أجل استقطابهم بها, وتيسير بعض الأعمال لهم, فتح بعض المنضمات التابعة لهم, وتوظيف بعض المسلمين فيها, وما أشبه ذلك, وكثير من الناس يعلمون ذلك, ولكن قد يتساهل كثير منهم من أجل الدنيا, وبعضهم ربما يتساهل ويقول أنا على ثبات من ديني ويتساهل ولا تدري إلا وهم يستدرجونه يومًا بعد يوم, حتى يبيع دينه بعرض من الدنيا.

سؤال: يقول الأخ السائل جلست مع بعض الحزبيين وأعطانا شبهة وهي: "كيف يجب علينا أن نكره اليهود والنصارى, وقد أباح الله لنا الزواج باليهودية والنصرانية", فكيف يمكن أن يتزوجها ولا يحبها؟

الجواب: هذا جزاء الجلوس معهم, من الذي قال: "لا تجالسوا أهل الأهواء, فإن مجالستهم ممرضة"؟ الجواب: عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه, والإسناد صحيح إليه, كما في مقدمة سنن الدارمي, وأظنه في الشريعة للآجري, ومن الذي قال: "لا جالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم, فإني لا آمن عليكم أن يغمسوكم في ضلالتهم, أو يلبسوا عليكم بعض ما تعرفون"؟ الجواب: القائل هو أبو قلابة رحمه الله, فلا يجالس, أهل الأهواء, والله المستعان, والجواب هو: المحبة المحرمة هي محبة اليهود والنصارى, ولكن الزواج منهم, من أجل أن يهديها الله سبحانه وتعالى على يديك, الرجل غالبًا يؤثر على المرأة, وإذا أحبها حبًا طبيعيًا, لأنها زوجته, وما أشبه ذلك, فلأمور دنيوية, كما يحب الإنسان المال, وليس حبًا لدينها, بل هو يبغضها على مفارقتها للدين, وإنما الحكمة من ذلك أن الله سبحانه وتعالى أباح ذلك, من أجل أن الرجل يؤثر على المرأة, ما تبقى معه إلا أيامًا ثم تدخل معه في الإسلام, هذا هو الأصل, لا ينبغي له أن يمسكها وهي معاندة على دينها, قد تفسد عليه أولاده, إذا جاءه منه أولاد, قد تفسدهم عليه, فهذا لا يدل على حبهم أبدًا. وقول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص: ٥٦], أي حب طبيعي, لقاربته, وهذا لو أحبها بسبب أنها زوجته, حبًا طبيعيًا, وليس حبًا لدينها.

سؤال: يقول هل يجوز السلام على الكافر إذا مررت به, أو سلم عليك؟

الجواب: ثبت في مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ, فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ, فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ», فلا يجوز البدء بالسلام لهذا الحديث, فإذا بدء هو بالسلام, فالجواب عليه "وعليكم", لما جاء في الصحيحين عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ   رضي الله عنه, قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الكِتَابِ فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ», والحديث: «فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ, فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ» هذا في حالة أهل الذمة, لو وجد أن المسلمين فتحوا بلاد الكافرين وصاروا يدفعون الجزية, فيعاملون هذه المعاملة, والله المستعان, فإن تيسر هذا هذه الأيام فيعاملون هكذا, وإلا في الحقيقة هم الذين يضطرون المسلمين إلى أشد المضايق.

سؤال: يقول ما حكم نقد الجماعات المخالفة للسنة, مثل جماعة التبليغ, والإخوان المسلمين؟

الجواب: فرض كفاية على المسلمين, يجب عليهم أن يبينوا أخطاء هذه الجماعات, حتى لا يقع الناس في البدع, وإذا قام به البعض سقط على الباقي, لكن يجب التعاون إذا قام به البعض, فالناس يبلغوا هذا الخير للناس, وهكذا أيضًا: «من رأى منكم منكرًا فيغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه», فيجب على كل مسلم النصيحة وإنكار المنكر بقدر ما يستطيع.

سؤال: ما نصيحتكم للإخوة من أهل السنة في الأردن؟

الجواب: نتواصى وإياهم بتقوى الله سبحانه وتعالى, والحرص على العلم النافع والعمل الصالح, فلنحرص على العلم, على حفظ القرآن والسنة, وعلى دروس العقيدة الصحيحة, وننصحهم أيضًا بنشر العلم, ونشر المنهج السلفي, دعوة أهل السنة والجماعة, فليحرصوا على التآخي, وليحرصوا على تعليم الناس الخير والسنة, وعلى تعليم الناس منهج السلف الصالح رضي الله عنهم, وتحذيرهم من البدع والضلالات وتحذير المسلمين من التفرق, والاجتماع على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, على منهج السلف الصالح  رضي الله عنهم, ونتواصى وإياهم بالحرص على الاجـــتماع والحرص على الأخوة, فالشيطان حريصٌ على التحريش بين الأخ مع أخيه, والشيطان حريصٌ أيضًا على تفريق المسلمين, فقد يكون المسلم مع أخيه المسلم على منهج واحد وعلى عقيدة واحدة, فتحصل الاختلافات من قِبل الشيطان, اختلافات وتحريشات, وربما سببه ناتجٌ عن إساءات شخصية فيما بينهم, أو حسد, أو تقصير حصل من الأخ لأخيه, فإذا به يتتبع عليه الزلات ويُلحقه بالمبتدعة, ويُزين له الشيطان هذا العمل, فهذا عملٌ لا ينبغي, يقول سبحانه وتعالى : {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [آل عمران: ١٠٣].

وإذا حصلت الزلة من أخيك, فعلاجها أن تنصح له, فإذا لم يقبل منك فغيرك ينصح له, حتى يترك الشر، ونوصي إخواننا أهل السنة والجماعة هنالك أن يُقبلوا على شأنهم وعلى العلم والتعليم, وأن يتميزوا بدعوتهم, ولا يُخالطوا المبتدعة من الإخوان المسلمين أو غيرهم, لا تخالطوا المبتدعة فإن مخالطتهم مرض وسبب لموت الدعوة, فلا تخالط المبتدعة, وأيضًا سببٌ في إدخال الشبهات على قلبك, وسبب لزيغ القلب.

* قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه: "لا تُجالسوا أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة", أخرجه الدارمي بإسنادٍ صحيح.

* وقال أبو قلابة رحمه الله: "لا تُجالسوا أهل البدع ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم, أو يلبسوا عليكم بعض ما تعلمون", أخرجه الآجري والدارمي وغيرهما بإسنادٍ صحيح.

فالحرص الحرص على العلم النافع, فليحرصوا على تعلم العقيدة الصحيحة, وكذلك يحرصوا على التفقه في دين الله سبحانه وتعالى, وعلى أخذ العلوم من أهل السنة والجماعة, ومن لم يتيسر له الجلوس في حلقات العلم, فليقتني الملفات الصوتية, التي تُنشر في الشبكات, وليأخذ دينه عن أهل السنة والجماعة, عن من عُلم بالثبات على الحق والسنة.

* قال الإمام محمد بن سيرين رحمه الله: "إن هذا العلم دينٌ فانظروا عمن تأخذون دينكم ", كما في مقدمة صحيح مسلم بإسنادٍ صحيح .

سؤال: يقول السائل في قريتنا علماء من الإخوان المسلمين, ونحن نتمكن في بعض الأحيان من الإمامة, وهكذا العوام يحبون السلفية, ولكن يكرهون من  يسرون بالبسملة, فما تنصحوننا؟

الجواب: ننصحكم أن تعلموهم أن السنة هي الأسرار, فإن أحبوا أن تصلوا فيهم بذلك, السنة هي الإسرار, تعلمون الناس السنة, وإذا كنا سنعطي الناس ما يهوون, ما سنحيي السنن, لكن قد يترك الإنسان الإسرار إذا حصلت فتن ومضاربات وقتال, لهذا نتركه, نترك ذلك من أجل الفتن, إما من غير ذلك فننصح بأحياء السنن.

سؤال: يقول الأشاعرة والماتريدية والإخوان المسلمون هل هم من أهل السنة والجماعة, أم هم من أهل السنة فقط؟

الجواب: هؤلاء مبتدعة خالفوا نهج أهل السنة والجماعة, وتفصيل بدعهم يطول, وهناك كتب ألفت في ذكر مخالفتهم لنهج السلف الصالح  رضي الله عنهم.

سؤال: يقول الله سبحانه وتعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: ١٠٨], ما المراد بالسب؟

الجواب: المراد به شتم آلهة المشركين, يتكلم عليهم ويشتم آلهتهم, وهم يشتمون الله سبحانه وتعالى, فنهى الله سب آلهتهم حتى لا يسبوا الله سبحانه وتعالى, وهذا من باب سد الذرائع, وإلا فسب آلهتهم جائز, ولكن لما كان ذلك سببًا لسبهم لله سبحانه وتعالى, أمر الله سبحانه وتعالى بعدم سبها.

سؤال: يقول السائل هل هناك فرق بين الزوامل والأناشيد؟

الجواب: كلها من الشعر, ولكن إنشاد الشعر على طريقة الجماعات, والترتيب في ذلك, وكونه مصحوبًا بالموسيقى والمعازف والطبول والدفوف, هذا هو المنكر, أو أتخاذه أيضًا دعوة إلى الله سبحانه وتعالى, من أساليب الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى, كما يفعله المتصوفة والإخوان المسلمون, هذا أيضًا من البدعة, وإلا فلو كان هنالك نشيد خالي من هذه الأمور كلها, وكلماته طيبة ليست مذمومة, فلا بأس, وأيضًا من المنكرات في الأناشيد اتخاذ الأصوات الجميلة, من حدثاء الأسنان والمردان, اللذين ربما سببوا فتنة, بينما الزوامل غالبًا يقولها الرجال الكبار, مع اختلاط الأصوات, فلا يقع فيها من ذلك, حتى الزامل لو صحب بالدفوف والطبول, فهو محرم.

سؤال: يقول هل يجوز الأناشيد إذا كانت خالية, أي من دون المعازف.

الجواب: الشعر جائز, ويقال الشعر بدون تلحين كتلحين الأغاني, يقال شعرًا ولا يلحن كتلحين الأغاني, بشرط أن يكون الشعر ليس فيه معازف محرمة, أو أمور محرمة, أما الدعوة إلى الشهوات وغيرها فلا يجوز, وأيضًا لا تستخدم في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى, مثل الحالة الصوفية والإخوان المسلمين, والشعر لا شك أنه ينافح فيه عن دين الله سبحانه وتعالى, لكن بدون أسلوب الفرق والتلحين وغير ذلك هذا من البدع.

سؤال: يقول السائل ما هو منهج الموازنة, ونسمع كثيرًا ممن يتكلم في هذا؟

الجواب: منهج الموازنة: المراد به أن الإنسان المخالف للسنة, المبتدع في الدين, فإن لا يحذر منه فقط, بل يذكر حسناته, يقال كان يفعل كذا وكذا, ويجمع بين التحذير منه وذكر حسناته, وهذا غير صحيح, فمنهج السلف رضي الله عنهم أنهم كانوا إذا حذروا من المبطلين ومن أهل البدع والضلال, فإنهم يحذرون منهم من دون ذكر حسناتهم, وإذا قرأت كتب أهل العلم تجد كثيرًا من ذلك, وهذا ليس من منهج السلف.

سؤال: يقول السائل هل المبتدع يكره مطلقًا, أم يحب على ما عنده من الخير, ويكره على ما عنده من الشر؟

الجواب: لا يستوي المبتدع مع الكافر, لا شك أن الكافر يكون لنا معه البراءة المطلقة, قال الله سبحانه وتعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأبِيهِ لأسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ} [الممتحنة: ٤].فلا شك أن المبتدع لا يبغض كبغضنا للكافر, ولا شك أن له ولاء على إيمانه, ولكن ليس معنى ذلك أنه يجلس معه, أو ننصح بالذهاب إليه, أو نجالسه, فهذا ليس من منهج السلف رضي الله عنهم, وليس معنى ذلك أننا لا نقول أننا نبغضه, نحن نبغضه, ولا يشترط أن نقول نحن نبغضه ونحبه هذه موازنة, بل نقول أهل البدع يبغضون ويحذر منهم, كما أنك إذا أساء إليك إنسان وظلمك وأخذ ولدك وانتهك عرضك, هل تحبه؟ هو رجل فاسق ظالم, ومع ذلك أنت تبغضه, ولا شك أنه لو ولاء على إيمانه, ما زال مؤمنًا على إيمانه, ومع ذلك تقول أنا أبغضه ولا تقول أنا أحبه على إيمانه, فالمبتدع من باب أولى, فإن شره على الدين, وشره على نهج النبي صلى الله عليه وسلم أعظم, وضرره على الناس متعدي, فهو يبغض.

* فقد نقل الإمام البغوي  رحمه الله في شرح السنة: "إجماع أهل العلم على بغض المبتدعة ومقاطعتهم وعدم الجلوس معهم", ففرق بين هذا وهذا.

سؤال: يقول وجد أناس يقولون الاختلاف رحمة؟

الجواب: الاختلاف شر, وليس برحمة, وهو عذاب من الله سبحانه وتعالى, {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [المائدة: ١٤], وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اسْتَوُوا, وَلَا تَخْتَلِفُوا, فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ» فالاختلاف شر وليس برحمة, ولكن يقدره الله سبحانه وتعالى لحكمة, ويقدر الله سبحانه وتعالى الخلاف لحكمة عظيمة, وهو خير لما قدره الله سبحانه وتعالى, فإن الله لا يخلق ولا يقدر إلا ما فيه مصلحة وحكمة, يعلمها الله سبحانه وتعالى, فالشر يخلقه الله لحكمة, خلق الله الشيطان لحكمة, وخلق الله النار لحكمة, وخلق الشياطين, وخلق أهل الشر, وأهل الباطل, وأهل الظلم والعناد, لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى, وخلق الاختلاق لحكمه.

سؤال: يقول هل يكون التحذير من المبتدعة بحسب الحاجة, أم يكون في كل المجالس والأحوال؟

 

الجواب: هو ليس بتسبيح, حتى يكون في جميع الأحوال, وإنما عند الحاجة, عند الحاجة, فإذا وجدت الحاجة حذر, دخل عنده أناس ما يعلمون حال هذا الرجل, فيحذر منه, إذا كان داعية شر وضلال وبدعة, ويبين حاله, وأما في باقي الأوقات فيشغل نفسه في العلم, بمراجعة القرآن, وذكر الله سبحانه وتعالى.