فتاوى العلم 07

سؤال: ما أحسن طريقة لمراجعة الأحاديث والمتون التي أحفظها؟

الجواب: نفس الطريقة السابقة من حيث أنه يتخذ شخصًا يزامله  في حفظ الأحاديث  حتى يحفظه ولا ينتقل إلى أحاديث أخرى حتى يتقن الأولى  ولا يشق على نفسه يحفظ على قدر طاقته, الذي ما يستطيع أن لا يحفظ إلا حديثين, ثلاثة, لا يكثر على نفسه  ويحفظ الخمسة والعشرة، ويهتم بإتقان الحديث فلو حفظت في اليوم حديثا, أو حديثين بإتقان  خيرٌ من أن تحفظ خمسة مزعزعة لست متقنًا لها,  فاهتم بالإتقان,  اهتم بإتقان الحديث الذي تحفظه ولا تنتقل إلى أحاديث أخرى حتى تتقن التي قبلها,  وكرر مراجعة الأحاديث التي حفظتها وكرر تسميعها  في اليوم الثاني وفي اليوم الثالث كذلك كرر مراجعتها  مع تسميع ما مر عليك في اليوم الأول والثاني والثالث وهكذا إلى أربعة أيام إلى خمسة أيام  وأنت تكرر من البداية يكون أن شاء الله سببًا كبيرًا في إتقانك,  أيضًا مع المراجعة في آخر الأسبوع لما مر عليك ثم مراجعة في نصف الشهر لما مر عليك من أول الكتاب ثم مراجعة على رأس الشهر لما مر عليك من أول الكتاب وهكذا .

سؤال: هل يجوز تعلم وتعليم الإنجليزية للحاجة؟

الجواب:  يجوز للحاجة، وأيضًا تُعَلَمْ من لا يستخدمها في محاربة الدين وهي من العلوم المباحة ما يُشجع عليها وإنما يُشجع على علم الكتاب والسنة ولا يُمدح صاحبها إنما يُمدح من تفقه في دين الله, «من يرد الله به خيرًا يفقه في الدين», والمتعلم والمعلم كلٌ بحسب نيته, من تعلمها لأمر مباح فهي مباحة,  من تعلمها لأمرٍ مستحب كأن يريد أن يدعوا إلى الإسلام أو ما أشبه ذلك فيُرجى له الأجر:  كلٌ على حسب نيته، ومن تعلمها للتجارة مباح له ومن تعلمها لأمورٍ محرمة حَرُمَ عليه ولكن ليست ممدحة لصاحبها,  العلم الشرعي هو الذي يرفعك الله عز وجل: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}  [المجادلة: ١١], {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: ١١٤], وما أكثر الذين تعلموا مثل هذا ولم يستفيدوا منه وغاية ما يستفيد منه شيءٌ من المال وأما أنت يا طالب العلم فأنت تقبل على حفظ القرآن وعلى حفظ السنة وينفع الله عز وجل بك وتدعوا الناس إلى الخير يكون لك أجرهم وأجر من تبعك  إلى يوم القيامة وأجور عظيمة, ذاك في ضيق صدر بعد هذه الأمور وأنت في انشراح  صدر وأنت تحفظ كتاب الله وسنة رسوله تتلوا القرآن آناء الليل وآناء النهار تُحسد على هذا الحال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا حسد إلا في اثنتين رجلٌ آتاه الله مالًا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار» متفق عليه عن ابن عمر وجاء بنحوه عن ابن مسعود في الصحيحين وعن أبي هريرة في البخاري,  فهذا فضلٌ لك يا طالب العلم أن تقبل على علم الكتاب والسنة وأن تدع هذه العلوم الدنيوية وما أكثر أصحابها, لا تقل كما يقول بعضهم نحن بحاجة إلى هذه اللغة بحاجة إلى  الطب,  الأطباء ملأوا المدن والمهندسون ملأوها وبعضهم ما يجد العمل, لكن أين العلماء الربانيون الذين يعلمون الناس كتاب الله وسنة ورسوله صلى الله عليه وسلم الذين يفقهون الناس، الذين فتح الله عليهم بالعلوم قليل جدًا  العلماء الربانيون قليلٌ جدا,  فأقبل على العلم ينفع الله عز وجل بك إن شاء .

سؤال:  يقول ما موقف طالب العلم, أو المسلم, من الاعراف القبلية يدخل نفسه؟

الجواب:  ما كان من الاعراف موافق للكتاب والسنة لا بأس به, يمكن أن يصلح بين الناس بما لا يخالف الكتاب والسنة, لقول الله عز وجل: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: ١١٤], فأجر عظيم لمن أصلح بين الناس بما وافق الحق والشرع والكتاب والسنة, وأما الاعراف التي تخالف الكتاب والسنة فلا تعمل بها, ولا تتدخل فيها بل انصحهم أن يتركوا الاعراف المخالفة لكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

سؤال: يقول الأخ السائل هل يجوز تعلم وتعليم اللغة الإنجليزية؟

الجواب:  يجوز للحاجة, وكذلك تعلم لمن لا يستخدمها في محاربة الدين, وهي من العلوم المباحة ما يشجع عليها, وإنما يشجع على علم الكتاب والسنة, ولا يمدح صاحبها, إنما يمدح من تفقه في دين الله عز وجل, قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ», والمتعلم والمعلم كل بحسب نيته, من تعلمها لأمر مباح فهي مباحة, ومن تعلمها لأمر مستحب, كأن يريد أن يدعو إلى الإسلام وما أشبه ذلك, فيرجى له الأجر كل على حسب نيته, ومن تعلمها للتجارة مباح له, ومن تعلمها لأمور محرمة حرمت عليه وهكذا, ولكن ليست ممدحة لصاحبها, العلم الشرعي هو الذي يرفعك الله به, قال الله عز وجل: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [المجادلة: ١١], وقول الله عز وجل: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114], وأكثر الذين تعلموا مثل هذا, ولم يستفيدوا منه, غاية ما يستفيد منه شيء من المال, وأما أنت يا طالب العلم, فأنت تقدم على حفظ الكتاب, وحفظ السنة, وينفع الله عز وجل بك, وتدعو الناس إلى الخير, فيكون لك أجرهم وأجر من تبعهم إلى يوم القيامة, أجوز عظيمة, ذاك في ضيق صدر بعد هذه الأمور, وأنت في انشراح صدر, وأنت تحفظ القرآن وسنة رسوله, تتلو آيات الله آناء الليل وآناء النهار, تحسد على هذا الحال, كما جاء في الصحيحين عَنْ عبدالله بن عمر رضي الله عنهما, عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم, قَالَ: «لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا، فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَآنَاءَ النَّهَارِ», وجاء بنجوه في الصحيحين عن عبدالله بن مسعود وعن أبي هريرة في البخاري, فهذا فضل لك يا طالب العلم أن تدع العلوم الدنيوية وما أكثر أصحابها, وتقبل إلى العلوم النافعة, لا تقل كما يقول بعضهم نحن بحاجة إلى هذه اللغة, بحاجة إلى الطب, الأطباء ملئوا المدن والأسواق, والمهندسون ملئوها, وما يجدون أعمالا. بعضهم ما يجد عملا, لكن أين العلماء, العلماء الربانيون, الذين يعلمون الناس كتاب الله عز وجل, وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, الذين يفقهون الناس, الذين فتح الله عليهم بالعلوم؟, الجواب: قليلٌ جدًا, العلماء قليلون جدًا, فأقبل على العلم, ينفع الله عز وجل بك, إن شاء الله.

سؤال: يقول هل يستطيع طالب العلم أن يعتمد على المسموعات, على الملفات الصوتية؟

الجواب: يعني يحتاج إليها إذا لم يحضر عند أهل العلم, أو لم يتيسر له المجيئ من بلاده, فلا بأس أن يستفيد منها, وما أشكل عليه أتصل على أهل العلم وسأله, ولا شك أن الحضور في حلقات العلم أفضل, وأشد بركة, وأعظم استفادة, وأعظم أجرًا, وأدقن للمعلومات, وأشد بركة, حضور حلقات العلم, لا يقارن بمثل سماع الملفات الصوتية.

سؤال: رجلُ يحب أن يدرس في مراكز العلم ولكن أبوه وصاه قبل موته أن يدرس في المدارس فهل له أن يخالف ذلك؟

الجواب: لست ملزمًا بهذه الوصية لأن الأفضل دراسة المساجد وما يتعلق بالمال والرزق يسوقه الله عز وجل من طرقه التي لاتُعد ولا تُحصى والمدارس غالبها فيها معاصي وإنما الطاعة بالمعروف .

سؤال: الذي حفظ القرآن ثم حفظ بلوغ المرام هل يشرع في حفظ مسلم أم رياض الصالحين، مع العلم أنه لم يتقوَ في الخطابة ولم يخطب بعد؟

 

الجواب: كلا الكتابين ينصح بحفظهما رياض الصالحين وصحيح مسلم ـ وأيهما رأيت من نفسك ميلًا إليه بدأت به فكلاهما فيه الخير,  ولكن إن أردت أن تتعجل على معرفة أحاديث الآداب والإرشادات والخطابة والوعظ فابدأ بالرياض,  لأنها مجموعة ميسرة قد جمعت ورتبت وتيسرت لكن لو قرأت من مسلم رب حديث متعلق بالصبر أو بالتقوى أو بالتوبة ما تجده إلا في آخر الكتاب وحديث تجده في نصف الكتاب,  ليس الأمر مسهلًا مثل رياض الصالحين,  فننصح الأخ  بحفظ الكتابين وإن كان يحب أن يبدأ يتعلم الخطابة ويفيد الناس ويتعلم الإرشادات والمواعظ فليبدأ برياض الصالحين فإنه ييسر عليه كثيرًا بإذن الله عز وجل ثم بعد ذلك يشرع في الصحيحين والله المستعان.