فتاوى العلم 06

سؤال: شخص يقول هو طالب علم يدرس في المدارس وأبوه يمنعه منها ويريده أن يدرس في المراكز السلفية فما نصيحتكم له؟

الجواب: نصيحتنا أن تتقي الله عز وجل وأن تحمد الله عز وجل على ذلك، أبوك يريد لك الخير فاحرص عليه ماذا تستفيد من المدارس ما تتعلمه في المدرسة تتحصل عليه في المساجد وفي حلقات العلم تتحصل عليه في أيامٍ معدودة فسنوات عديدة في المدارس، الذي  فيها من الخير تتحصل عليه  في حلقات العلم والمساجد في  أيام معدودات فلا فائدة فيها وعامة من يدخلها ما يريد إلا الشهادة والمدرس يريد المال .

وما أحسن قول الشاعر:

  يا خيــــــــــــــــــــــــــرة الأقـــــــــــــــوال   }}}   وضــــــــــــعوك في الأغـــــــــلالِ

  ليــــــس المــــدرس مخلــــــــصًا     }}}   والطفـــــــــــــــــل غير مبـــــــــــــــالِ

  هذا لنيـــــــــــــــــــــــــــــل شــــهادةٍ     }}}   وذا لنيــــــــــــــــــــل المــــــــــــــــــــــــــالِ

يا خيرة الأقوال أي خيرة الأقوال هو علم الكتاب والسنة,  وضعوك في الأغلال أي ما يستفاد منها مقيدة، لم توضع عند أهلها هذا إذا كان علما صافيا فكيف إذا خالطه ضياع الأوقات فيما لا ينفع وكيف إذا خالطه مدرسون لا يتقون الله فيتلفظون بالألفاظ السيئة والسباب والشتام، سيخرج الطالب سبابا شتاما قد سمع المدرس نفسه، وربما، مدرس التربية الإسلامية يسب ويخرج مثله إلا أن يشاء الله والله المستعان,  فننصحك أن تحمد الله عز وجل أن يسر لك والدًا يحب لك الخير وأن تحرص على المساجد وعلى حلقات العلم وعلى حفظ الكتاب والسنة والإقبال على ما ينفعك,  «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز», وهنالك أبيات أخرى متعلقة بالموضوع:

تصدر للتـــــــدريس كل مهـــــــــوسِ }}} بليدٍ تســـــــــمى بالفقيـــــه المدرسِ

فحُق لأهل العلم أن يتمثــــــلوا  }}} ببيتٍ قديم شاع في كل مجلسِ

لقد هزلت حتى بدا من هزالها }}} كَلاها وحتى سامها كل مفــــــلسٍ

سؤال:  طالب يدرس في المرحلة الثانوية ويُلزم بلبس البنطلون وما لم يُحرم من دخول المدرسة فهو يلبس فوقه الإزار وعند دخول الفصل يخلع الإزار فإذا خرج لبسه مرة أخرى _ أي الإزار _؟

الجواب:  لا يجوز لولاة أمر المسلمين أن يُلزموا الناس بلبس البنطلون بل عليهم أن يحثوا طلاب العلم على أن يلبسوا لبس رسول الله صلى الله عليه وسلم, خير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس القميص والإزار وأما لبس البنطلون فهو من ألبسة أعداء الإســلام وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهذا الصنيع الذي صنعه هذا الأخ هو صنيعٌ جيد ولكن ترك البنطال بالكلية هو الذي ينبغي عليه وأن يلبس لبس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولستَ ملزمًا بحضور هذه المدرسة الذين يُلزمون الناس بالبنطال، تستطيع أن تستغني عنها ومن ترك شيء لله أبدله الله خيرًا منه .

سؤال: يقول الأخ نريد منكم توجيهًا لطلاب العلم بالدروس من إطالتها في مساجدهم؟

الجواب:  هذا الذي ينبغي أن يكون بالاهتمام, الذين عندهم خير ويستطيعون أن يدرسوا إخوانهم بإطالة الدروس في مساجدهم وذلك من الدعوة الى الله, وتعليم الناس الخير, لقول الله عز وجل: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [المجادلة: ١١], لقول النبي صلى الله عليه وسلم «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا», والناس بحاجة الى من يعلمهم الخير, قال الله عز وجل: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: ٢].

*   نصائح لطلاب العلم:

سؤال: يقول ما هو الكتاب الذي تنصحون بقراءته مع تفسير السعدي, ومنها كتاب الضوء المنير, وبدائع التفسير, أيهما أنسب؟

الجواب:  يريد أن ننصحه بأحد هذين الكتابين, ننصحك بتفسير ابن كثير, اقرأ مع تفسير السعدي تفسير ابن كثير, خير لك, هذا أفضل.

سؤال: يقول بعض الطلاب ربما أكثر من استعمال الماء أثناء غسله؟

الجواب: نعم نتواصى على الاقتصاد وعدم الإسراف, وعدم الإكثار من استعمال الماء, نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة الماء.

سؤال: يقول هل يجوز لطالب العلم, أن يأخذ كتاب أخيه, أو مصحفه للاستفادة منه, وصاحب الكتاب غير موجود؟

الجواب:  بإذن منه, إلا أن تكون بينك وبينه مودة عظيمة, بحيث تستيقن في قلبك أن يأذن, فلا بأس أن تستخدمه, وأما إذا لم يكن كذلك فلا بد من الإذن منه.

سؤال: يقول ما علاج الخوف الشديد من تسميع الحديث, وقد يصل به الحال إلى الارتعاد؟

الجواب: كيف نصنع معك, ابدأ وعود نفسك عن العامة, ألقي بعض الكلمات عند العامة, عند عامة الناس, وإن شاء الله الأمر قد يسهل عليك, فإن كنت تستطيع أن تلقي عند الناس, لكن ما تستطيع بين طلاب العلم, فبدأ عود نفسك, وجاهد نفسك, ابدأ بالقصير, ابدأ بالحديث القصير الذي تسمعه سريعًا, فإذا تجرأ على الصغير, فبعد أيام الذي أطول منه, حتى يسهل ذلك, وينبغي لك أن تجاهد نفسك, لا تنقطع, تقول أنا ما استطيع, وتترك التسميع لا, أنصحك أنك تستمر حتى أمام إخوانك طلاب العلم, لكن ابدأ بالقصير حتى لا يشق عليك, مرة أخرى بالذي أطول قليلًا حتى تعتاد على هذا الأمر, وكذلك لا حياء عليك, حتى وإن حصل لك الخطأ بين إخوانك, ليس عيبًا عليك أن تخطأ, تذكر من نفسك, أن ما هناك إنسان سالم, إنسان يسلم من الخطأ, وليس عيبًا ولا نقص, أن تخطأ أمام إخوانك, ما فيه شيء, لا يزال الأئمة الكبار الحفاظ, الذي محفوظاتنا ما تساوي شيئًا من حفظهم, وتحصل لهم الأخطاء وينبه العلماء, يقولون أخطأ شعبة في حديث كذا, أخطأ سفيان في حديث كذا, وهم جبال في الحفظ, ويخطئون, فماذا لو أخطأت في كلمة, أو نسيت كلمة, أو جملة, ما يضرك شيء, إذًا الخطأ ما يضر أمام الناس, ما تستعظم الخطأ أمام الناس ما يضر, أخطأت ما ضرك شيء, عند أن تستعظم الخطأ أمام الناس, هذا أيضًا يجعلك تخاف, لكن ما الذي يحصل لو أخطأت, يقولون أخطأت, يصيحون بأعلى أصواتهم, كما قال الإمام مالك أصعد على جبل عالي وقل قال الإمام مالك ما يدري, عند هذا, إذا وقع هذا في قلبك إن شاء الله يسهل عليك, يسهل عليك هذا الأمر, لا تبالي, حتى إن قيل أخطأت, لا تبالي.

سؤال: يقول الأخ ما الحكم في جعل كلام أهل العلم نغمات على الجوال, وكذلك قراءة بعض القرآن أو الأدعية؟

الجواب:  هذا الأمر يكرهه أهل العلم, والذي نعلم عن علمائنا أنهم يكرهون أن يجعل كلامهم ونصائحهم عبارة عن نغمات في الجوال, فينصح المسلمين بترك ذلك, وأن يعطى للعالم قدر في كلامه, وفي علمه, ولا يجعل نغمات في الجوال, وكذلك قراءة القرآن والأدعية كله ينصحون بتركه, فتعظيمك لهذه الأمور يجعلك تترك هذا الأمر, واكتفي بالنغمة التي لا غناء فيها ولا معازف من الأصوات ولا مزامير ولا جرس, من الأصوات العادية التي تنبهك فقط, هذا هو الذي نصح المسلمين به, وأنت يا طالب العلم, أحق الناس أن تعمل بهذه الأمور, وأن تترك هذا الأمر, والله المستعان, والناس يتأسون بأهل السنة والجماعة وبطلاب العلم.

سؤال:  قوله صلى الله عليه وسلم:  «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور » هل يدخل في هذا من ينسخ كلامًا لأهل العلم أو مقالًا لطلاب العلم ثم ينشره على صفحته بدون أن ينسب المقال إلى أهله؟

الجواب: نعم يدخل في هذا الحديث الحديث في الصحيحين عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنه ومعنى هذا الحديث أنه آثم بكونه يوهم الفضل لنفسه وهذا الفعل من صفات المنافقين, قال تعالى: «لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويُحبون أن يُحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذابٌ أليم», والعجب من مثل هذه الأفعال ذاك قد تعب وبحث في كلام أهل العلم وقرأ هنا وهنا وجمع من هذا الكتاب ومن هذا الكتاب ثم بقي اليوم يجمع واليومين أو الثلاثة أو أكثر من ذلك وذاك يأتي وهو جاهز ويأخذه لنفسه وكتب اسمه تحته, هذا يحرق القلب أكثر من سرقة الأموال .

لو أحذ عليك مالك أهون من أن يأخذ عليك كتابًا ينسبه لنفسه,  فهذا يعتبر ظلمًا,  الإنسان يرجع إلى كتب أهل العلم ويقرأ بنفسه ويأخذ من فوائدهم ويستفيد لنفسه, أو ينسب الفضل لأهله يقول قرأنا في كتاب كذا وكذا وينقل بنصه ما عليك أي بأس ويجعل الله بركة في فعلك عند أن تُحيل إلى كتاب أخيك المسلم الذي استفدت منه:

     إذا أفادك إنســــــــان بفائــــــدة  }}}  من العـــــــــــــلوم فلازم شكره أبدا

     وقل فـــلانٌ جزاه الله صالحة  }}}  أفادنيها وألق الكبــــــر والحســــدا

سؤال: ماهي المدة التي يستطيع الطالب أن يأخذ علم الآلة؟

الجواب:  يختلف الناس في المدة منهم من يأخذها سريعًا ومنهم من يتأخر,  وينبغي لطالب العلم أن يعتني  بالإتقان ولا يعتني بالسرعة,  أهم شيء عنده أن يأخذ العلوم بإتقان,  يأخذ العلوم ويكون محسنًا فيها, علوم الآلة تطلق على العلوم التي يتوصل بها إلى فهم العلوم الأخرى,  كعلم المصطلح وعلم أصول الفقه وعلم النحو والتجويد لأنها تستخدم لعلومٍ أخرى,  وكما سمعتم القصد هو الإتقان فيبدأ الطالب بالتدريج يأخذ الدرس الأسهل ثم ما يليه ثم الذي يليه ولا يستعجل ولا يستحقر درسًا صغيرًا: فيقول أنا كبير ما سأدرس هذا الكتاب الصغير يستعجل على الكتاب الكبير,  هذا يجعله ما يتقن العلوم ولا يهضمها,  فمثلًا في المصطلح تبدأ بدراسة البيقونية وتتقنها ثم اختصار علوم الحديث لابن كثير ثم النزهة هكذا بالتدريج,  النحو كذلك تبدأ بالآجرومية مع  شرحها ثم المتممة ثم قطر الندى ثم ابن عقيل بالتدريج وكذلك التجويد تتدرج به تدرجًا من الأقل إلى الأعلى,  كذلك في العقيدة يبدأ بالدروس الصغيرة  كالأصول الثلاثة مثلاٌ والقواعد الأربع وكذلك كتاب التوحيد وكشف الشبهات ويتدرج في العقيدة  أيضًا لمعة الاعتقاد ثم الواسطية والقواعد المثلى ثم العقيدة الطحاوية وهكذا يتدرج الإنسان .

سؤال: ماهي أحسن طريقة  لإتقان الفنون التي درستُها من العقيدة أو الفقه أو النحو أو المصطلح؟

 

الجواب: أحسن طريقة أولًا أن تأخذ الدرس على يد مدرس ممن يُفيدُك في هذا الباب ولا تخرج من الدرس إلا وقد فهمته فإن لم تفهم الدرس فاسأل المدرس، وكذلك دارس إخوانك الدرس وراجع معهم حتى تفهم الدرس,  فلا تنتقل إلى درسٍ آخر إلا وقد فهمت الدرس الأول,   وأيضًا يحتاج إلى حفظ الأدلة من الكتاب والسنة,  إذا كانت مسألة متعلقة بالأدلة في الفقه والعقيدة,  ثم أيضًا المراجعة,  مراجعة الدروس التي تأخذها مثلًا كل يوم تراجع الدرس قبل أن تحضر الدرس الآخر, ما تحضر الدرس الآخر إلا وقد راجعت الدرس الأول,  تُراجع الفوائد,  وفي آخر الأسبوع تُراجع ما مر عليك في الأسبوع كاملًا  مع حفظ الأدلة الواردة في ذلك ثم تدرس الكتب التي درستها .