فتاوى العلم 04

سؤال: يقول السائل بعض الأخوة من طلبة العلم, في جوالاتهم صور من ذوات الأرواح, وربما نظروا فيها وهم داخل المسجد؟

الجواب:  هذا الأمر مما بدأ فيه بعض طلبة العلم بالتساهل فيه, ولا يجوز ذلك, فصور ذوات الأرواح من كبائر الذنوب, فلا يجوز لك أن تقرها في جوالك, أو تقرها في بيتك وأنت تستطيع إزالتها, والأدلة في تحريم الصور كثيرة, وأنت إذا نقلتها إلى جوال أخيك, تكون في حكم المصور, لأنك متعاون عليها, وفي حكم الراضي بها, والصور تشمل سواء صورة مرسومة, أو تمثالًا منحوتًا, كله يدخل في ذلك, ويدخل في ذلك ما أخذ بالآلة, أو رسم باليد, كله من المحرمات, ينبغي العمل بالعلم, يجب على المسلمين أن يعملوا بهذه الأدلة التي تحرم الصور, ذكر العلماء أن ما أضطر إليه الناس, من البطائق والجوازات, وغيرها, هذا قد اضطروا إليه, وألزموا به, فلا يستطيع أن يمت أموره, إلا بذلك, والإثم على من ألزم المسلمين بذلك, ولو صور يد أو أصبع أو رجل, وما لا روح فيه, يجوز ذلك, ولكن الأفضل الترك, وقد يتدرج به الشيطان إلى أن يرسم الرأس, والدليل على ذلك حديث، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ  رضي الله عنهما قَالَ: «الصُّورَةُ الرَّأْسُ فَإِذَا قُطِعَ الرَّأْسُ فَلَيْسَ بِصُورَةٍ», أخرجه البيهقي في الكبرى, وفي سنن أبي داود والترمذي عن أَبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَتَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام، فَقَالَ لِي: أَتَيْتُكَ الْبَارِحَةَ فَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَكُونَ دَخَلْتُ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ عَلَى الْبَابِ تَمَاثِيلُ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ قِرَامُ سِتْرٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ كَلْبٌ، فَمُرْ بِرَأْسِ التِّمْثَالِ الَّذِي فِي الْبَيْتِ يُقْطَعُ، فَيَصِيرُ كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ، وَمُرْ بِالسِّتْرِ فَلْيُقْطَعْ، فَلْيُجْعَلْ مِنْهُ وِسَادَتَيْنِ مَنْبُوذَتَيْنِ تُوطَآَنِ، وَمُرْ بِالْكَلْبِ فَلْيُخْرَجْ "، فَفَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم, وَإِذَا الْكَلْبُ لِحَسَنٍ - أَوْ حُسَيْنٍ - كَانَ تَحْتَ نَضَدٍ لَهُمْ، فَأُمِرَ بِهِ فَأُخْرِجَ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: «وَالنَّضَدُ: شَيْءٌ تُوضَعُ عَلَيْهِ الثِّيَابُ شَبَهُ السَّرِيرِ», والشاهد هو قوله: «فَمُرْ بِرَأْسِ التِّمْثَالِ الَّذِي فِي الْبَيْتِ يُقْطَعُ، فَيَصِيرُ كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ», وجاء عن عائشة رضي الله عنها.

سؤال: يقول السائل نريد خروج دعوة إلى مدينة جبلة, والدعوة هناك ضعيفة, ونريد الاهتمام في ذلك؟

الجواب:  إن شاء الله عز وجل يحصل ذلك, ويحصل الاهتمام بذلك, ومن كان عنده معرفة بالمنطقة, ويستطيع أن يرتب الأخوة, يأتيني وإن شاء الله نرتب معه الموضوع, ذكرنا هذا, نريد أخوة يخرجون إلى القفر.

سؤال: يقول السائل نريد نصيحة لطلاب العلم في ملازمة المسجد؟

الجواب: لا شك أن طالب العلم ينبغي له أن يلازم المسجد, بل عامة المسلمين ينبغي لهم أن يتعلقوا بالمساجد, ففي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الإِمَامُ العَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ، أَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ», ومما ذكر منهم رجل معلق قلبه بالمساجد, يحب المسجد, ويريد أن يجلس فيه, وإذا خرج فقلبه متشوق للرجوع إليه, هذا معنى معلق قبله بالمساجد, وفي مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم, قَالَ: «أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللهِ أَسْوَاقُهَا», ثم هناك في بركة عظيمة في ملازمة المساجد, ما شاء الله تجد نشاطًا على حفظ القرآن, وتجد نشاطًا على حفظ السنة, وتجد نشاطًا على حلقات العلم, على دروس العلم, دروس العقيدة والفقه وغيرها, تجد نشاطًا عظيمًا على طلب العلم, ولا ينبغي لطالب العلم أن يضيع أوقاته في الطرقات وفي الأسواق, إذا مكثت في المسجد وجدت في قلبك انشراحًا عظيمًا, وراحة وطمأنينة وانشراح نفس, وإذا خرجت الأسواق والطرقات تجد قسوة في قلبك, بسبب المعاصي والمنكرات, إذًا لازم المسجد بقد ما تستطيع.

سؤال: يقول السائل هل يقتصر العلم على الدروس فقط, أم على غيرها من المسموعات؟

الجواب:  كله من العلم, سواء حضر حلقة العلم, أو سمع من المسموعات, ولكن حضور حلقة العلم, أعظم بركة, وأعظم أجرًا عند الله عز وجل, تحفها الملائكة, وتنزل عليها السكينة, وبركتها أعظم, بركتها عظيمة, ولا تجد عالمًا إلا وخرج من المساجد ومن حلقات العلم.

سؤال: يقول ما الدليل على أن أجر التعليم والتدريس, أكثر من أجر العمرة؟

الجواب:  الدليل هو ما جاء في مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم,  قَالَ: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا», أنت تعلم شخص, فإذا علمته, فلك أجره وأجر من يعلم إلى قيام الساعة, وفي مسلم عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم,  فَقَالَ: إِنِّي أُبْدِعَ بِي فَاحْمِلْنِي، فَقَالَ: «مَا عِنْدِي»، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا أَدُلُّهُ عَلَى مَنْ يَحْمِلُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ».

سؤال: يقول السائل أيهما أفضل أن يبدأ بدراسة الفقه, هل يبدأ في دراسة أصوله, أو يدرس الكتاب الفقهي من الأبواب الفقهية, لا حبذا لو درس أصول الفقه؟

الجواب:  حقيقة الفقه جميل وأدلته واضحة من الكتاب والسنة, إلا أن بعض المسائل التي يكثر فيها النزاع والاختلاف, تحتاج إلى إدراك شيء من أصول الفقه, ولكن المدرس نفسه, من خلال المسائل, يستطيع أن يفهم الأخوة, بأن هذا اللفظ عام, وهذا اللفظ خاص, أو أن هذا اللفظ يخصصه, هذا الدليل قديم ثم نسخ, وما أشبه ذلك حتى يفهم الطالب, وإذا تيسر للطالب دراسة الأصول قبله, أو معه, فهو أمر طيب.

سؤال: يقول ما هي أحسن طريقة لإتقان الدروس التي درسها, سواء في العقيدة, أو في الفقه, أو في المصطلح, وغير ذلك؟

الجواب: أحسن طريقة أولًا: أنك تتقن الدرس, إذا حضرت درسًا تفهمه جيدًا, وما لم تفهمه تسأل عنه, لا تنتقل إلى الدرس الآخر, إلا وقد فهمت الدرس الأول, ثم بعد ذلك تراجع دروسك في آخر الاسبوع مثلا. الدروس التي مرت عليك, ثم بعد ذلك أيضًا إذا انتهيت من الكتاب, أولًا تستقيد من المراجع التي يذكرها المدرس, إذا أحال مثلًا إلى مجموع الفتاوى, إلى كتب ابن القيم, هذه تتطلع عليها, وتستفيد منها, وإذا انتهيت من ذلك تدرس الكتاب التي درسته, بعد الاطلاع على المراجع التي يعزى إليها.

سؤال: يقول ما هي أحسن طريقة لحفظ أسماء الرواة, لا سيما رجال الشيخين؟

الجواب: أحسن طريقة, كلما مر عليك إسناد في أحد الصحيحين, وأنت تعرف رجال الإسناد وما أسماءهم, وما حالهم, وعندنا هذه الأيام, كتاب الأدب المفرد للبخاري, فكلما مر عليك رجل من هذا الكتاب تعرف من هو, وما تمام اسمه, وما حاله,  وتقرأ اسمه كاملًا من التقريب, وما حاله, ومع الأيام يثبت أسماء الرواة في ذهنك, لأن أسماء الرواة مشتركة بين الأمهات الست, وغيرها, وما مر عليك في البخاري, هو من رجال الأسانيد, تجده في جميع الكتب إلا النادر, الرجل الذي يمر معك في الأدب المفرد, تجده غالبًا من رجال الأمات الست, من رجال الإمام أحمد, من رجال أبي يعلي, من رجال الطبراني, إلا النادر.

سؤال: يقول هل هذا صحيح, يقال لمن اشترى كتابًا, مثل كتاب عمدة الأحكام مثلا, نسأل الله أن يعطيك خيره, ويكفيك شره؟

الجواب:  ما في شر في الكتب العلمية, لا سيما أحاديث عمدة الأحكام كلها خير, أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم, فيقال له نسأل الله عز وجل أن يبارك لك فيه, أما إذا اشترى أشياء دنيوية, ممكن أن يقال له ذلك, اشترى سيارة, أو متاعًا, أو ما أشبه ذلك.

سؤال: يقول السائل ما حكم تصوير الكتب, التي حقوق طبعها محفوظة للمؤلف أو الناشر, ولا يجيز ذلك؟

الجواب:  ما يصلح أن تصور إذا كانت متوفرة, إلا في حالة انعدامها ورغبت طلب العلم بالاستفادة من ذلك الكتاب, وهي ليست موجودة, فمن باب نشر العلم, تصور ولكن لا يتاجر بها, وإنما إذا أخذ شيئًا يسيرًا مقابل تعبه, وأما أن تتخذ تجارات فلا. وتصور كمية محدودة لطلبة العلم, لأن كتم العلم لا يجوز, أما إذا كان الكتاب موفرًا, فلا يصلح, يشترى الكتاب.

سؤال: يقول الأخ مضت عليه مدة لا بأس بها في طلب العلم, وهو يعاني من قلة التحصيل وعدم التأصيل, فما النصيحة؟

الجواب:  النصيحة لك, وحقًا إنها لنعمة على الإنسان أن يوفق لطلب العلم, ونعمة أخرى عليه, أن يوفق للسير الحسن في طلب العلم, لأنه إذا لم يسير سيرًا حسنًا, تمر عليه الأشهر السنوات, فلا يستفيد, ويضيع عليه الوقت, وعلى هذا فننصحك, أن تستنصح من سبقك في طلب العلم, ولا تستكبر, أنظر من سبقك في طلب العلم, قد مضت عليه السنوات العديدة, واستنصحه في السير, فإنه قد جرب كما جربت, وقد ضاعت عليه أوقات, كما ضاعت عليك, فاستنصحه يدلك على الكتب المناسبة لك, وعلى الكتب التي تحفظها في ذلك, فلا يضيع الوقت عليك, فاستنصح في أي مجال تحبه, في النحو, في المصطلح, في العقيدة, في التوحيد, في الفقه, في أصول الفقه, في جميع المجالات, وبأيمها تبدأ, وكذلك في الحفظ, في المحفوظات, وقد تكلمنا عليه في مجلس, سميناه الطريق المثالي في وصول طالب العلم إلى المعالي, إن شاء الله هو مسجل موجود, من أحب أن يستمعه, شريط كامل.

سؤال: يقول السائل رجل قدم يطلب العلم, وترك مسجده يخطب فيه أي شخص ولو كان من الحزبين, فما نصيحتكم له, هل يستمر في طلب العلم, أم يستمر في مسجده, علمًا بأنه يحتاج إلى التزود من العلم؟

الجواب:  يستزيد من العلم, ويحرص على مسجده أيضًا أن يخطب في أهل السنة والجماعة, فإذا لم يمكنه ذلك, كأن يكون في القرى ما يبالون, عنده العوام, من استطاع أن يخطب طلع, فتقديمه لطلب العلم مقدم, وإن شاء الله عز وجل يرجع إلى قريته وعنده الاستفادة والعلم,  فيفيد أهل قريته.

سؤال: يقول رجل خيره أبوه, بين أن يزوجه, أو يشتري له مكتبة, ما هو الأفضل له؟

الجواب:  إن كان مشتاقًا للزواج يقدم الزواج ولا شك, إذا كان يرغب في الزواج وتشتاق إليه, فيقدم الزواج, وإن كان لا رغبة له بالزواج, ولا يحدث نفسه به, فلا بأس أن يقدم المكتبة, وفي كل خير.

سؤال: يقول الأخ بعض الطلاب يحصل له قليل من الضيق والضجر ولا يدري؟

الجواب:  هذا أمر يحصل كثيرًا لمن أبتدأ في طلب العلم, وربما لمن مضت له مدة في طلب العلم, وأعظم سبب له, أنه داخله الشيطان, إما وقع في ذنب من حسد أو عجب أو كبر أو ريا, وأعظمها لا شك الريا, فربما حصل له رياءً, أو حصل له شيء من هذه الذنوب, وما أشدها على طالب العلم, فنعم نزهك الله من الكذب, نزهك الله عز وجل من السرقة, نزهك الله من أمور من المعاصي الظاهرة, لكن عندك هذه المعاصي الباطنة تفتك بك, من العجب والكبر والريا والحسد والحقد, أو من غيبة, أو من نميمة, أو ما أشبه ذلك, ومن الأمور العظيمة التي قد تحصل لك, وأنت لا تشعر, سوء ظنك بالله عز وجل, وهذا أكثر ما يسبب الضجر, يسوء ظنه بربه عز وجل, وأنه سيضيع, وأن الله عز وجل ما سينفع به, يأتيه الشيطان من باب سوء الظن بالله عز وجل, فيسوء ظنه بربه عز وجل, من أين الرزق, من أين المأكل, من أين المشرب, ضيعت نفسي, ضيعت كذا, فهذا من أعظم ما يسبب عليك الضيق والضجر, فاحرص على التوحيد, وحسن التوكل على الله, والإعتماد على الله عز وجل, وحسن الظن بالله, وأكثر من الإستغفار, ومن ذكر الله عز وجل, ومن دعائه, وأكثر من الإستغفار من الذنوب التي تعلمها, والتي لا تعلمها, علمتها, وما لم تعلمها, وجالس من يحافظ على وقته, لا تضيع الوقت, فإذا ضيعت الوقت, ذهب عليك خير كثير, وتجد الضجر العظيم في قلبك, فاصبر, ويفرج الله عز وجل.

سؤال: يقول والده يريد منه أن يدرس في المدراس النظامية, وهو يريد أن يطلب العلم؟

الجواب: المدراس النظامية فيها اختلاط بالنساء, وفيها ضياع للوقت, وضياع للعمر, طلب العلم من أجل الشهائد, فلا يستفيد, فليس له الطاعة عليك, ولكن ينبغي لك أن تتراضى معه على هذا الأمر, أي طلب العلم, وأكثر الآباء يريدون الدراسة النظامية من أجل المال والراتب, فإذا أقنعته من جهة المال, أن الأمر ليس صعبًا, وأنك متى احتجت المال ستعمل أي عمل, حتى يكفك عن الناس, بعد ذلك سيطمئن, ربما يطمئن, وأيضًا أخبره وقل له كثير من الموظفين راتبة ما يكفيه, بعض الناس يعلق نفسه بالوظيفة, تتعلق قلوبهم تعلقًا كبيرًا بالوظائف, بحيث لو فاتته الوظيفة يظن أنه ما سيعيش, أو سيعيش في شدة, كثير من الموظفين رواتبهم ما تكفيهم, وكثير ممن ليس موظف مستور الحال أكثر من الموظفين, ربما بعضهم صاحب دراجة نارية, يعيش براحة وطمأنينة أكثر من ذلك الموظف الذي قد أجهد نفسه فيها, وربما آخر صاحب باص, يعيش مستور الحال في كفاية, وهو على طمأنينة عظيمة, إذًا ليست الأرزاق بمجرد الوظيفة, فاطلب العلم, وسييسر الله عز وجل الأمر.

سؤال: يقول يجد صعوبة في حفظ الأحاديث بالإسناد؟

الجواب:  عليك أن تصبر, فحفظها حتى ولو بدون إسناد, إذا شق عليك الإسناد, فاحفظها بدون إسناد, ومع الأيام يسهل عليك, ولكن حفظ الأسانيد له فائدة كبيرة في معرفة المحدثين, وفي معرفة الرجال, وفي معرفة الثقات والضعفاء, وأيضًا بمرورنا على صحيح مسلم, تعرف رجال الشيخين, فيسهل عليك البحث إذا تقدمت في طلب العلم, تعرف الحديث سريعًا, يمر عليك الإسناد, تعرفه سريعًا, فما يبقى معك إلا الرجل أو الرجلان, ما تعرقهم, فتنظرهم سريعًا, يوفر عليك وقتًا كبيرًا.

سؤال: هو يسكن في مكان لا يجد أحدًا يعينه على طاعة الله عز وجل, ويقل الجلساء الصالحين فيها, ولم يحفظ القرآن بعد, وهو يحب أن ييسر الله عز وجل له ذلك؟

 

الجواب: عليك أن تختار المكان الطيب, والجليس الصالح, لا سيما حلقات العلم, مع أهل السنة والجماعة, تحضر هذه الحلقات وتستفيد منها, وتختار الجليس الصالح الذي يعينك على حفظ القرآن والسنة, وتصبر على ذلك, وسيفتح الله عز وجل عليك, مع العلم, ومع الدعاء, ومع الاستعانة بالله عز وجل والتوكل على الله عز وجل والاخلاص والصدق مع  الله عز وجل, يفتح  الله عز وجل عليك.