أسئلة تتعلق في مسائل الإيمان مقدمة من قطر

 

بسم اللــــه الرحمـــــــــن الرحيم

 

        

إجابةٌ لمجموعةٍ من الأسئلة لشيخنا الفقيه أبي عبد الله محمد بن حزام حفظه اللّــــه ورعاه ونفع به الإســلام والمسلمين.

 

 

أسئلة تتعلق في مسائل الإيمان مقدمة من بعض إخواننا في قطر  أجاب عنها الشيخ المبارك أبو عبد الله محمد بن علي حزام الفضلي البعداني حفظه الله ورعاه ونفع به الإسلام والمسلمين

 

السائل : هل من لا يكفر تارك الصلاة تكاسلاً يكفره بترك بقية الأركان إذا اجتمع تركها مع ترك الصلاة ؟

 

الشيخ: من أهل العلم القائلين بأن من ترك الصلاة تكاسلاً لا يكفر يستثنون صورة معلومة لديهم كما بينها شيخ الإسلام رحمه الله وهي من أصروا على تركها حتى وإن عرض على السيف فإنه يُصر على تركها حتى يقتل فإنه يقتل مرتداً كما قرره شيخ الإسلام رحمه الله لأنه بإصراره على تركها حتى الموت يدل على أنه ليس في قلبه إيمان بفرضيتها وأنه جاحد، إذ أن الإيمان بفرضيتها مع القدرة على عملها يوجب فعلها مع هذا الظرف.

وأمر آخر أحب أن أنبه عليه: وهو أيضاً مما نبه عليه شيخ الإسلام رحمه الله أنه لا يتصور وجود إيمان صحيح في القلب مع عدم وجود أي عمل من أعمال الجوارح التي يتقرب بها المسلم إلى الله عزوجل لاسيما أركان الإسلام مع القدرة على عمله، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله إلا وهي القلب) فهاتان صورتان ينبغي أن تكون في الحسبان أنها لاتدخل فيما يقرره بعض أهل العلم بأن من ترك الأعمال الظاهرة أنه لايزال على الإيمان فإنهم لايدخلون هاتين الصورتين في ذلك وإنما مقصدوهم من ترك في الجملة فإنه لاينتقض عليه إيمانه مادام موحداً وإن كان ينقص كما هو معلوم من عقيدة أهل السنة والجماعة ولاتدخل الصورة المذكورة في المسألة وبالله التوفيق.

 

السائل: هل يُقال أن من لم يكفر هذا أنه مرجئ؟

 

الشيخ : لا - لا يقال ذلك هذا عليه جمعٌ كبير من أهل السنة والجماعة أن من ترك الأعمال الظاهرة مثل أركان الإسلام غير الشهادتين لايزال على الإيمان ولكن كما تقدم التنبيه آنفاً أنه ليس مقصودهم الترك الكلي-  الاستمرار مايعلم عنه إلا النطق بالشهادتين فقط دون أي عمل هذا لايمكن أن يوجد إيمان صحيح في القلب مع إجماعه على ترك جميع أركان الإسلام بالكلية ولا يعملها أبداً في أي يوم من الأيام هذا يدل على نفاقٍ في قلبه، وبالله التوفيق.

 

السائل : أعمال الجوارح كالأركان الأربعة سوى الشهادتين هل هي ركن عند من لم يرى بكفر تارك الصلاة هل هي ركن من أركان الإيمان مثل الشهادتين والنطق باللسان إذا ما أتى بها كفر ؟

 

الشيخ: هي من أركان الإسلام ولكن نزيدكم أيضاً توضيحاً وهو أن السلف رحمهم الله عزوجل كلهم يقررون أن الإيمان قول وعمل وهذه عقيدتنا وبها ندين الله عزوجل أن الإيمان قول وعمل ولايمكن أن يتصور إيمان صحيح بدون أي أعمال ( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) وعلى هذا فينبني عليه ماتقدم ذكره ونزيده توضيحاً وهو أن أركان الإسلام وغيرها من الأعمال الظاهرة وأعمال الجوارح إن تركها في غالب وقته وهو يعمل بها نادراً فلا نستطيع أن نخرجه من الإيمان على الصحيح من أقوال أهل العلم، وأما إن كان لا يعمل شيئاً من ذلك طوال حياته ومن حين نطق بالشهادتين وهو لايعمل شيئاً من الأعمال فهذا يدل على نفاقٍ في قلبه ولايُنكر على من حكم عليه بالكفر في هذه الصورة .

 

السائل : ما نصيحتكم لمن يقول أن الشيخ الألباني مرجئ غالي بسبب قوله في مسألة الإيمان؟

 

الشيخ : نسأل الله العافية هذا حكم بمالايعلم والله سبحانه وتعالى نهى عن القول بغير علم { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} الإسراء من الآية:٣٦ ، ولايجوز للمسلم أن يتجرأ بالحكم على إمامٍ من الأئمة بهذا الحكم والشيخ الألباني رحمه الله هو مراده ماذكرنا أنه من تركها فلا يدل على أنه كافر لما تقدم ذكره ولم يرد الإمام الألباني رحمه الله الصورة التي استثناها شيخ الإسلام رحمه الله وهي أن من أجمع على ترك الصلاة حتى يقتل أو الصورة الأخرى وهي أن من ترك الأعمال بالكلية دون أي عملٍ يعمله فهذا يدل على نفاقٍ في قلبه - الشيخ الألباني رحمه الله لم يرد هذه الصور وإنما تكلم على مسألة وهي ما تقدم ذكره من أنه تارك للصلاة ولكن قد يصلي في بعض أوقاته قد يعمل أعمال صالحة أخرى في أوقاتٍ متفاوته هذا ما أراده الإمام الألباني رحمه الله وأما الصورة الأولى فلا تدخل في كلامه عليه رحمة الله .

 

السائل: شيخنا بارك الله فيك هل من لا يصلي الصلاة تركها كلياً تكاسلاً باعترافه بوجوبها ويقول ادعوا لي أنا سأصلي أنا مخطئ والزكاة والصيام والحج كذلك، لكن عنده بر الوالدين أو إماطة الأذى عن الطريق أو يتصدق أو يعين على شيء، هل هذه الصورة تدخل بأنه عمل شيئا من أعمال الجوارح من الخير تدخل,لأنه لايوجد من لا يعمل أي خير - فرضيات لا يعين أحد ولا يعمل خيرا ولايبر بوالديه ولايصل رحمه ولا شهد الجمعة يوما من الأيام والعيدين مع المسلمين، والمقصود أنه لا يصوم في السنوات أو لايصلي ولكن أحياناً يحضر صلاة العيد أو يبر بوالديه، هل هذا يدخل من الموانع في عدم تكفيره ؟

 

الشيخ: إن كان يصلي في بعض أوقاته كما أشرت في كلامك ولو الجمعة أو الأعياد وما أشبه ذلك فنعم ما يكفر وأما إن كان طوال عمره لم يسجد لله سجدة واحدة ثم يدعي الإيمان ففي النفس شيء من هذا كما تقدم لا يمكن أن يمر عليه عمر كامل دون سجدة واحدة لله تعالى فهذا يدل على نفاقٍ في قلبه ومن كفره لاينكر عليه .

 

السائل : مسألة من يرى بكفر السُبكي مانصيحتكم لبعض الإخوة يرون بكفر السبكي وابن حجر الهيتمي ويقولون بسبب إجازتهما بالاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم يقولون أنهم كفار وأيضاً يقولون ابن حزم مبتدع ضال وأنه جهمي جلد ؟

 

الشيخ : الله المستعان أما مايتعلق بالسكبي والهيثمي نعم وجدت في أقوالهم مخالفات شرعية وتصوف ولكن تكفيرهم لم نعهد عليه علماءنا، وكأن السبكي والهيتمي متأولون وأنهم ما أقيمت عليهم الحجة في بعض المسائل ثم الاستغاثات التي أجازوها لها صور مقصورة ليست جميع الصور - أجازوا التبرك  والتوسل : أشياء مبتدعة وأما دعاء غير الله بالكلية فهذا ما نعلمه عنهم وإنما أجازوا صور معينة فمن أجل ذلك اعتذر لهم أهل العلم بالتأويل، ولاينبغي لطالب العلم أن يسبق علماءه في مثل هذه الأحكام، والله المستعان، أما مايتعلق بابن حزم فهو رجلٌ متجرد للكتاب والسنة كما هو معلوم وإن حصلت له زلات وأخطاء فيما يتعلق بالصفات وغيرها أيضاً فيما يتعلق ببعض التشنيع على علماء المسلمين فهو أيضاً مجتهد وقد حكم له بالاجتهاد جمع من الأئمة منهم شيخ الإسلام رحمه الله والذهبي وابن القيم وغيرهم من الأئمة، فهذه زلات ولانعلم من أقام عليه الحجة واتبع هواه حتى يُحكم عليه بالبدعة ولكن يُقال إمام من أئمة أهل السنة حصلت له بعض الزلات .

 

السائل : حصلت نقاشات بيني وبين بعض الإخوة في السودان في مسألة العذر بالجهل وقبل أيام بلغني أنهم يعذرون حتى من سب الله سبحانه وتعالى وسب النبي صلى الله عليه وسلم وسب الدين وكفر بالرسل إذا جهل ذلك ؟

 

الشيخ: سبحان الله من يجهل هذا من المسلمين؟

 

السائل: هم يعتبرونها مسألة فرضية ويقولون إن وجد من يجهل فهو معذور ؟

 

الشيخ: مايحتاج إلى هذا الافتراض الذي لايمكن وجوده - أي مسلم من المسلمين يجهل مثل هذه الأمر وهو مأمور أن يؤمن بالله ورسوله ومأمور بالدخول في الإسلام ثم يسبه - هذا أمر لايمكن أن يوجد فمثل هذه الأمور مايعذر فيها .

 

السائل: نعم كما تعلم ياشيخ بيئة في السودان جارنا يذهب إلى القبة يوم الجمعة ويأتي غداً يصلي معك وغداً في عيد رجب أو عيد شعبان يذهب إلى قبة الكباشي أو غيره من طواغيت السودان ويقولون هؤلاء مسلمون معذورون بالجهل رغم وجودهم في القرية وسماعهم لدروس أهل السنة بالميكرفونات فيها؟

 

الشيخ: سبحان الله سبحان الله - بالنسبة لهذه الأمور قد يحصل في شيء منها جهل حيث هذا من باب التوسل بالأولياء أو التوسل بدعاء الصالحين قد يداخله جهل في مثل هذه الصور فمثل هذا نعم يحتاج إلى أن يعلم وتقام عليه الحجة في مثل هذه الصور - لكن بعض الصور مايجهلها مسلم.

 

السائل : يطلبون منهم المطر والرزق والولد وعندما يتأخر موسم المطر بعضهم يذهب إلى هذه القباب ويدعوها؟

 

الشيخ: نسأل الله العافية، مثل هذه الأمور لا يعذر فيها، والله أعلم.

 

 

       والحمـــــد للّه رب الـعالـمين