أسئلة مقدمة من دولة أمريكا , ٢٢ ربيع الآخر

إجابةٌ لمجموعةٍ من الأسئلة لشيخنا الفقيه أبي عبد الله محمد بن حزام حفظه اللّــــه ورعاه ونفع به الإســلام والمسلمين.

 

 

أسئلة مقدمة من دولة

أمريكا , ٢٢ ربيع الآخر 

 

 الســـــــــؤال الأول :-

 

يقول السائل: هل ثبت حديثٌ صحيح في دخول السوق وسماع الرعد ؟ 

 

 الإجـــــــــابة :-

 

 أما مايتعلق بحديث دخول السوق فله طرق يصلح للتحسين بها _ جاء عن ابن عمر رضي الله عنه وجاء عن غيره وله طرق متكاثرة يصلح بها لتحسينه أو تصحيحه ولفظه " من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كتبت له ألف ألف حسنة ومحيت عنه ألف ألف خطيئة " وهذا من فضل الله عزوجل والله يضاعف لمن يشاء، أما مايتعلق بسماع الرعد فلم يثبت فيه حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن جاء أثر ابن الزبير وهو في الأدب المفرد للبخاري وإسناده حسن أنه كان يقول " سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته " وجاء عن بعض التابعين أنهم كانوا يقولون " سبحان من سبحت له" فلابأس من سبح عند أن يسمع الرعد فقد فعله هذا الصحابي الجليل فلابأس به .

 

 الســـــــــؤال الثاني :-

 

هناك أخٌ إذا سئل عن بعض الأمور مما يعلم الفتوى بها ولا يعلم دليلها فيذكر الإجابة ولايذكر الدليل في ذلك الوقت، هل يجيب أم يقول الله أعلم ؟ 

 

 الإجـــــــــابة :-

 

إذا كان على يقينٍ من ثبوت الحكم بدليله ولكنه لم يستحضر الدليل فلا بأس أن يذكر الحكم الشرعي في المسألة ثم بعد ذلك إذا راجع نفسه وذكر الدليل ذكره لهم إذا احتيج إلى ذلك، فلا يلزمه أن يقول الله أعلم _، وأما قوله الله أعلم فهذا أمر طيب سواء أجاب أو لم يجب، لكن لايترك الجواب يجيبهم وأما إن كان في شكٍ فلايجيب ويحيل العلم إلى الله عزوجل .

 

 الســـــــــؤال الثالث :-

 

رجل دخل المسجد يوم الجمعة والمؤذن يؤذن هل يتابع المؤذن أم يصلي ركعتين تحية المسجد ؟ 

 

 الإجـــــــــابة :-

 

الأقرب أن المؤذن إذا شرع فلا يحرم  نفسه الأجر في متابعة الأذان ففيه أجر عظيم كما هو معلوم، والنبي صلى الله عليه وسلم أمر الرجل الذي دخل المسجد أن يبدأ بتحية المسجد أن يبدأ يصلي ركعتين لما فيها من الفضل فكذلك أيضاً يبدأ بالمتابعة ثم يُصلي الركعتين _ فلايحرم نفسه أجر متابعة المؤذن، وإن كان المؤذن لم يشرع فليبدأ بالركعتين، وقد سئل الإمام أحمد رحمه الله عن هذه المسألة فأجاب أن لابأس أن يتابعه ثم يصلي الركعتين - مال الإمام أحمد رحمه الله إلى أنه يبدأ بالمتابعة .

 

 الســـــــــؤال الرابع :-

 

هل للرجل أن يكلم الإمام يوم الجمعة وهو يخطب، مثل أن يقول له قل للناس يتقدمون من أجل الزحام الموجود في الخلف ؟ 

 

 الإجـــــــــابة :-

 

الكلام مع الخطيب للحاجة لا بأس به ولا يدخل في اللغو، فقد دخل الرجل فقال يارسول الله أدع الله أن يغيثنا فدعا النبي صلى الله عليه وسلم _ في الأسبوع القادم قال أدع الله أن يمسك عنا فدعا عليه الصلاة والسلام، ودخل رجل قال رجل غريب دخل يسأل عن دينه فنزل وعلمه بعض أمور دينه، وسأله رجل وهو على المنبر كيف صلاة الليل فقال مثنى مثنى _ أحاديث متكاثرة في مشروعية الكلام مع الخطيب ولكن لاينبغي أن يُتكلم معه إلا للحاجة _ ومن تكلم مع الخطيب إذا كان للحاجة لم يدخل في اللغو , والتقدم لأجل مصلحة الناس لابأس قد يكون في بعض الأماكن حر شديد أو مطر أو نحو ذلك فيحتاجون إلى أن الخطيب يأمرهم بالتقدم حتى يدخل الناس _ فيتقدمون ولابأس عليهم، وأما الحركة للحاجة فقد كان ابن عمر رضي الله عنه  إذا أصابه النعاس تحول من مكانه النعاس _ يقوم ويتحول إلى مكان آخر حتى يذهب عنه النعاس  وهو ثابت عنه بإسناد صحيح، وكذلك يخرج الإنسان لحاجته إذا احتاج إلى الخلاء  ولايضر ذلك _ التحول من المكان أو القيام لايضر الخطبة، وأيضاً الرجل الذي جاء يتخطى رقاب الناس:  قال اجلس فقد آذيت - نهاه عن الأذية ولم ينهاه عن التحرك وما أشبه ذلك، وكذلك إذا التبس على الخطيب الآية فرد عليه وهو في الخطبة فرد عليه  فلا بأس أيضاً إذا احتيج إلى ذلك أما إذا كان مثلاً في عجلة ربما زدته ارتباكاً - لكن إذا توقف الخطيب يريد أن يفتح عليه فافتح عليه.

 

 الســـــــــؤال الخامس :-

 

 متى تكون تكبيرات الانتقال، بعد الانتقال للسجود أو للركوع أو قبل ذلك؟  

 

 الإجـــــــــابة :-

 

تكبيرات الانتقال تكون أثناء الانتقال - بعد مفارقة الركن الأول وقبل الوصول إلى الركن الثاني _ أثناء الانتقال، وأخرج ابن أبي شيبة بإسنادٍ صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يكبر وهو منحط _ قبل أن يصل إلى السجود، والنبي صلى الله عليه وسلم أيضاً ظاهر حديث أبي هريرة في الصحيحين ثم يكبر حين يركع ثم يكبر حين يهوي ساجداً ثم يكبر حين يرفع رأسه - هذه الألفاظ واضحة أنه المقصود بها أثناء الانتقال حين يركع _ حين يسجد، فظاهرها أنه قبل الوصول إلى الركن الثاني، فمن الخطأ أن يؤخر التكبير حتى يركع أو حتى يسجد ويكبر وقد صار ساجداً فيصير التكبير كأنه من أذكار السجود _ والسجود أذكارها أخرى والركوع أذكارها أخرى _ فتأخير التكبير حتى يصل إلى الركن الآخر خطأ .

 

 الســـــــــؤال السادس :-

 

ماحكم من يستخدم برنامج أو آلة يعد بها التسبيحات والذكر ويُقال له الذاكِر؟ 

 

 الإجـــــــــابة :-

 

هذا العمل يشبه ماتكلم عليه أهل العلم مما هو التسبيح بالمسبحة والتسبيح بالنوى والحصى والراجح في هذه المسألة أن هذا العمل لايُشرع، فلم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت في ذلك حديث صحيح ولم يفعله الصحابة أيضاً بإسنادٍ صحيح وما ورد من الأحاديث أنه صلى الله عليه وسلم أقرهم على التسبيح بالنوى أو الحصى فهي أحاديث ضعيفة لا تثبت، فالأقرب أنه يسبح باليد كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل _ كان النبي صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيده " أخرجه أبو داود وأحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص وإسناده صحيح _ ولفظة بيمينه عند أبي داود شذ بها محمد بن قدامة _ لم تثبت، والراجح في الحديث قد رواه أكثر من خمسة من الصفات أو نحو خمسة رووه بلفظ " كان يعقد التسبيح بيده" خالفهم محمد بن قدامة فقال كان يعقد التسبيح بيمينة _ فالصحيح في لفظ الحديث أنه كان يعقد التسبيح بيده، والمسابح والأجهزة الإلكترونية تجعله يتلفظ  يحرك لسانه وهو لا يدري مايقول، وربما يبقى مشغولاً في أمور أخرى وهو يحرك يده فما يعقل التسبيح، والأفضل أنه يعقد التسبيح بيده، وعلى كلٍ ينبغي أن يتنبه أن المسألة حصل فيها خلاف بين أهل العلم وبعض أهل العلم يرى مشروعية ذلك ويحتج بتلك الأحاديث الواردة وهي فيها ضعف أنه صلى الله عليه وسلم مر على امرأة وهي تسبح فأقرها أو نحو ذلك _ أحاديث ضعيفة وأيضاً بعضهم يقول من باب أن بعض الناس مايحسن العد _ كثير منهم فيرى الترخيص له، فالأقرب هو المنع ولكن قد وجد في المسألة خلاف بين أهل العلم، وكذلك وجدت برامج للتذكير بين الوقت والآخر يقول سبحان الله ويبنغي للمسلم أن يكون ذاكراً لله بدون هذه البرامج

 

 الســـــــــؤال السابع :-

 

كيف العمل بحديث بسم الله تربة أرضنا بريق بعضنا يشفى به سقيمنا بإذن ربنا، وبماذا يبدأ بالتراب أم بالتفل ؟

 

 الإجـــــــــابة :-

 

كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رقى أخذ ريقه ووضعه في التراب وقال بسم الله تربة أرضنا بريق بعضنا يشفى به سقيمنا بإذن ربنا " أخرجه مسلم عن عائشة رضي الله عنها _ ويبدأ بريقة ثم يأخذ التراب ثم يمسح لكن خصه جماعة من أهل العلم بتربة المدينة _ تربة أرضنا أي المدينة - وعلى كلٍ الحديث ظاهره العموم ويحتاج إلى معرفة لعلها في بعض الأمراض دون بعض، والله المستعان .

 

 

       والحمـــــد للّه رب الـعالـمين