فتاوى شرعية مفرغة 1438415

 

بسم اللــــه الرحمـــــــــن الرحيم

 

 

إجابةٌ لمجموعةٍ من الأسئلة لشيخنا الفقيه أبي عبد الله محمد بن حزام حفظه اللّــــه ورعاه ونفع به الإســلام والمسلمين.

 

 

 الســـــــؤال الأول :-

 

رجلٌ اشترى أرضاً كبيرةً واسعة هل يزكي عليها ؟ وهل تكون الزكاة عند حولان الحول فقط ؟ 

 

 الإجــــــــــــابة :-

 

إن اشتراها بنية حفظ المال ثم بيع الأرض بمبلغ أكبر فهو في حكم من أخذها للتجارة فعليه أن يزكي عليها على رأس كل عام إذا حال الحول على أمواله يزكي عليها بسعر يوم الزكاة، وأما إذا اشتراها لنفسه يريد أن يبنيها أو أن يزرعها فهذه ليس فيها زكاة، والله المستعان .

 

 الســـــــؤال الثانــــي :-

 

حصل تهاون من بعض الناس في جعل الصور في هواتفهم وخاصة في الواتساب وغيره ويعللون بأنها مخفية ؟ 

 

 الإجــــــــــــابة :-

 

ينبغي للمسلم أن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن لايتلمس لنفسه الأعذار ويتلمس لنفسه المبررات فالصورة هي صورة، صور ذوات الأرواح محرمة وكبيرة من كبائر الذنوب وقد ذكرنا في أكثر من موضع الأدلة الواردة فيها فالواجب علينا أن لا نتساهل في هذا الأمر وأن لايستدرجنا الشيطان بخطواته، فالإنسان يبتعد عن استقبال الصور في جواله وإذا وصل شيء عارضاً أزاله سريعاً يزيل ذلك ولايشترك في مجموعات فيها صور ذوات الأرواح .

 

 الســـــــؤال الثالـث :-

 

يقول السائل هل المبتدع يكره مطلقًا، أم يحب على ما عنده من الخير، ويكره على ما عنده من الشر ؟

 

 الإجــــــــــــابة :-

 

لا يستوي المبتدع مع الكافر، لا شك أن الكافر يكون لنا معه البراءة المطلقة، قال الله عز وجل: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ الممتحنة: ٤، فلا شك أن المبتدع لا يبغض كبغضنا للكافر، ولا شك أن له ولاء على إيمانه، ولكن ليس معنى ذلك أنه يجلس معه، أو ننصح بالذهاب إليه، أو نجالسه، فهذا ليس من منهج السلف، وليس معنى ذلك أننا لا نقول: إننا نبغضه، نحن نبغضه، ولا نقول نحن نبغضه ونحبه هذه موازنة، على خلاف منهج السلف، بل نقول: أهل البدع يبغضون ويحذر منهم، كما أنك إذا أساء إليك إنسان مسلم وظلمك وأخذ 

ولدك وانتهك عرضك، هل تحبه، هو رجل فاسق ظالم، ومع ذلك أنت تبغضه، ولا شك أنه له ولاء على إيمانه، ما زال مؤمنًا على إيمانه، ومع ذلك تقول أنا أبغضه ولا تقول أنا أحبه على إيمانه، فالمبتدع من باب أولى، فإن شره على الدين، وشره على نهج النبي صلى الله عليه وسلم أعظم، وضرره على الناس متعدي، فهو يبغض، فقد نقل البغوي في شرح السنة إجماع أهل العلم على بغض المبتدعة ومقاطعتهم وعدم الجلوس معهم، ففرق بين هذا وهذا .

 

الســـــــؤال الرابع :-

 

يقول الأخ السائل: ما حكم الظهور في القنوات الفضائية، فقد ظهر فيها مشايخ كثر يفتون فيها ؟

 

 الإجــــــــــــابة :-

 

هذا الأمر حكمه إلى الله عز وجل ورسوله، قال الله عز وجل:﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ ذَلِكُمُ اللهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ الشورى: ١٠، وإن ظهر بعض من كان عنده علم فالله عز وجل يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا النساء: ٥٩، فهذا لا شك أنه تصوير، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصور، فقد قال النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ القِيَامَةِ المُصَوِّرُونَ» متفق عليه عن ابن مسعود رضي الله عنه،  وفي صحيح مسلم عن أبي طَلْحَةَ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لاَ تَدْخُلُ المَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ، وَلاَ صُورَةُ »، وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ »، فهذا تصوير ولا يجوز، وأيضًا فيه نظر الرجال إلى النساء، ونظر النساء إلى الرجال، وقد أخبرنا بوجود نساء يفتن بصور هؤلاء المشايخ، فالمشايخ لهم إذا أرادوا أن يعلموا الناس بالملفات الصوتية، وأما أن يسببوا فتنة في الناس، فلا يجوز لهم ذلك، فقد أخبرنا أن امرأة فتنت ببعض المشايخ الذين يظهرون بهذه القنوات، حتى تتصل عليه امرأة وتقول له أختي تفتن بك اتق الله عز وجل، فعليهم أن يتقوا الله عز وجل .

 

 الســـــــؤال الخامس :-

 

 يقول الأخ: ما شرح حديث(البركة مع الأكابر) ؟

 

 الإجــــــــــــابة :-

 

معنى ذلك أن العلماء الراسخين يرجع إليهم، ويستفاد منهم ومن نصائحهم، والله عز وجل يقول:﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا النساء: ٨٣، فلذلك ينبغي على طلبة العلم أن يرجعوا إلى علمائهم، وإذا حصل خلاف فيقرأوا في أقوالهم، وفي الأدلة التي يذكرونها حتى يتوصلوا إلى الحق.

وليس المراد بالأكابر هو كبر السن، بل المراد كبر العلم والقدر والدين والصلاح .

 

 الســـــــؤال السادس :-

 

يقول وجد أناس يقولون الاختلاف رحمة ؟

 

 الإجــــــــــــابة :-

 

الاختلاف شر، وليس برحمة، وهو عذاب من الله عز وجل: ﴿وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ المائدة: ١٤، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اسْتَوُوا، وَلَا تَخْتَلِفُوا، فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ» فالاختلاف شر وليس برحمة، ولكن يقدره الله عز وجل لحكمة، ويقدر الله عز وجل الخلاف لحكمة عظيمة، وهو خير لما قدره الله عز وجل، فإن الله لا يخلق ولا يقدر إلا ما فيه مصلحة وحكمة يعلمها الله عز وجل، فالشر يخلقه الله لحكمة، خلق الله الشيطان لحكمة، وخلق الله النار لحكمة، وخلق الشياطين، وخلق أهل الشر، وأهل الباطل، وأهل الظلم والعناد لحكمة، يعلمها الله عز وجل، وخلق الاختلاف لحكمة .

 

 الســـــــؤال السابع :-

 

يقول هل يكون التحذير من المبتدعة بحسب الحاجة، أم يكون في كل المجالس والأحوال ؟

 

 الإجــــــــــــابة :-

 

إنما يكون عند الحاجة، فإذا وجدت الحاجة حذر، دخل عنده أناس ما يعلمون حال هذا الرجل، فيحذر منه، إذا كان داعية شر وضلال وبدعة، ويبين حاله، وأما في باقي الأوقات فيشغل نفسه بالعلم، وبمراجعة القرآن، وذكر الله عز وجل، والتعليم وغيرها من أعمال الخير .

 

 

 

       والحمـــــد للّه رب الـعالـمين