فتاوى شرعية مفرغة 1438414

 

بسم اللــــه الرحمـــــــــن الرحيم

 

 

إجابةٌ لمجموعةٍ من الأسئلة لشيخنا الفقيه أبي عبد الله محمد بن حزام حفظه اللّــــه ورعاه ونفع به الإســلام والمسلمين.

 

 

 الســـــــــؤال الأول :-

 

يقول السائل: ما هو الراجح في الذبيح هل هو إسماعيل عليه الصلاة والسلام، أم إسحاق عليه الصلاة والسلام؟

 

 الإجــــــــــــــــابة :-

 

الراجح أن الذي أمر الله عز وجل بذبحه أنه إسماعيل عليه الصلاة والسلام، لأنه هو الأكبر، ولأنه بشر به ابراهيم عليه الصلاة والسلام قبل إسحاق، والله عز وجل لما ذكر قصة إسماعيل عليه السلام، قال الله عز وجل: (فبشرناه بغلام حليم...) ثم ذكر قصته.الصافات: ١١٢، وبعد ذكر إسماعيل عليه السلام، ذكر إسحاق فقال تعالى: (وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين) فدل على أن الذي هم بذبحه هو إسماعيل عليه السلام، وليس إسحاق عليه السلام، وأيضًا ذكر بعض أهل العلم أن الله عز وجل لما ذكر إسحاق عليه السلام، قال الله عز وجل: (فبشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب) هود: ٧١، فقد بشر بيعقوب بعد إسحاق فكيف يؤمر بذبحه، استنبط ذلك محمد بن كعب القرظي من التابعين في عهد عمر بن عبد العزيز عليه رحمة الله تعالى .

 

 الســـــــــؤال الثانــــــي :-

 

رجل أجنب وهو لابس جوربين، فتيمم ثم توضأ، ثم مسح على الجوربين، ثم برئ من المرض يسيرًا، إلا أنه يخشى على نفسه من الغسل أن يتضاعف المرض، فواصل على هذا الحال، فهل فعله هذا صحيح ؟

 

 الإجــــــــــــــــابة :-

 

مسألة الغسل لمن أجنب وهو مريض، يغسل ما استطاع من جسده على الصحيح من الأقوال، إذا استطاع أن يغسل قليلًا، ما ارتفع من الركبة، ولا يضره ذلك، أو المرفق والمرفقين، فيغسل ما استطاع من جسده مع الوضوء، يرفع أيضًا ما استطاع، لقوله تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم)التغابن: ١٦، ولقول النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ»، والباقي يتيمم عنه، ويكون بتيممه ناويًا رفع الحدث الأكبر، ويرتفع الحدث الأصغر ضمنًا، أو بالوضوء، ثم كل ما أحدث يكفيه الوضوء، لأن الحدث الأكبر مرفوع حتى يستطيع الغسل، فإذا استطاع الغسل عند ذلك فيجب عليه أن يغتسل .

 

 الســـــــــؤال الثالث :-

 

معلوم عندنا أن قاعدة الموازنة ليست من قواعد أهل السنة والجماعة، ويذكر في بعض التراجم للمبتدعة، كترجمة عبد الرحمن بن ملجم، أنه كان عابدًا، أو كثير العبادة، فكيف يحمل هذا ؟

 

 الإجــــــــــــــــابة :-

 

الذي يظهر أنه ذكروا ذلك في ترجمة هذا الرجل، حتى لا يغتر به، ذكر هذه العبادات، ذكر هذه العبادات ليس لذكر حسانته، إنما ذكرًا لها حتى لا يغتر بصاحبها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج: «يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ، وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ، وَيَقْرَءُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ »، فليس هذا من باب ذكر الحسنات، وإنما تحذير منهم حتى لا يغتر بهم .

 

 الســـــــــؤال الرابع :-

 

هل إذا قال عالم من العلماء، إن فلانًا لا تفلح دعوته، بسبب ما عنده من المخالفات، هل يكون هذا من علم الغيب، أم لا ؟

 

 الإجــــــــــــــــابة :-

 

ليس هذا من علم الغيب، وإنما هذا أخذ من النصوص الشرعية، كما سمعتم في الحديث: «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ، مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ»، فكونه يقبل المخالفة والمعصية فهذا ضرر على دعوته، ولا يصلح لدعوته أن تستمر على ذلك، وكذلك قول الله عز وجل: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو تصيبهم عذاب أليم) النور: ٦٣، والدعوة لا تنصر وفي صفوفها، شر، أو معصية، أو بدعة، والله المستعان، لا بد من تطهير الدعوة، وقول الله عز وجل: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أوائك لهم الأمن وهم مهتدون) الأنعام: ٢١، والظلم كما تعلمون، المعصية من الظلم، والبدع من الظلم، وأعظم الظلم الشرك بالله عز وجل .

 

 الســـــــــؤال الخامس :-

 

يقول رجل إنه استدان من فلان عشرة الآف ريال، فذهب ليعطيه المبلغ، فأخبره رجل أنه مات، ثم قال له أخبرني فلان الميت أنك تقرأ له قرآنًا بهذا المبلغ، فهل يقوم بهذه الوصية، وجزاكم الله خيرًا ؟

 

 الإجــــــــــــــــابة :-

 

هذه الوصية ليست بصحيحة، وعلى هذا فالمال الذي عليك يتحول إلى الورثة، فهذه وصية باطلة، وينصح الورثة بصرف الوصية، إلى ما هو أنفع، من الأوقاف الشرعية، لبعض المساجد، كشراء بعض المصاحف، وكذلك الكتب لطلبة العلم، أو حتى صدقة على الفقراء والمساكين، ولكن الأفضل أن تكون صدقة جارية، لما تعلمون من فضيلتها، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ "، وإذا كان ما عنده ورثة، يصرفها بنفسه هذا الشخص، لا يقرأ بها، ولكن ينظر وقفًا، ويصرفها في بعض الأوقاف .

 

 

       والحمـــــد للّه رب الـعالـمين