فتناوى متنوعة مفر غة1438411

بسم اللــــه الرحمـــــــــن الرحيم

 

  

إجابةٌ لمجموعةٍ من الأسئلة لشيخنا الفقيه أبي عبد الله محمد بن حزام حفظه اللّــــه ورعاه ونفع به الإســلام والمسلمين.

 

 الســـــؤال الأول :-

 

يقول السائل: هل الكفار يمرون على الصراط ؟ 

 

 الإجـــــــابة :- 

 

جاء أبي سعيد الخدري وحديث أبي هريرة رضي الله عنهما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " فينادي منادً _ أي في أرض المحشر، لتتبع كل أمة ماكانت تعبد فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت ويتساقطون في النار " ، فيدل على أن جمعاً من الكفار يتبعون معبوديهم إلى النار قبل المرور على الصراط، قال في الحديثين ثم يؤمر بالصراط فينصب على ظهر جهنم ثم يمر الناس على الصراط، فيبقى أناسٌ من أهل الكفر أيضاً ولكنهم كانوا يظهرون الإيمان يمرون أيضاً على الصراط ولكن ينطفئ بهم نورهم ويتساقطون في النار أيضاً وقال الله سبحانه وتعالى ""  يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ"" سورة الحديد الآية: ١٣، وجاء أيضاً حديث جابر في صحيح مسلم أن الله عزوجل يعطي  الناس نوراً فأما المؤمنون فيتم الله لهم نورهم ويمرون على الصراط وأما المنافق فينطفئ به نوره ويسقط في نار جهنم "" إذاً يرد بعض الكفار النار  قبل أن ينصب الصراط وبعضهم يتساقطون في النار بعد أن ينصب الصراط .

 

 الســــــؤال الثاني :- 

 

يقول السائل: ما نصيحتكم لمن يتساهل في إدخال المسلسلات في جواله وكذا الصور وغير ذلك؟ 

 

 الإجــــــابة :-

 

 هذا الأمر تساهل فيه كثير من المسلمين، ولايجوز للمسلم أن يتساهل في هذا الأمر، بل ربما حتى بعض أهل الصلاح ربما تساهل في هذا الأمر مع أولاده فيصير في أجهزتهم أو في جوالاتهم المسلسلات، سواء مسلسلات لكبار السن أو للأطفال وهي مليئة بتصوير ذوات الأرواح وهي كبيرة من كبائر الذنوب التي حرمها ربنا عزوجل ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم والأدلة متكاثرة على ذلك، وهكذا أيضاً ينشأ أولاده وبناته على المحرمات وهذا من سوء التربية ومن سوء الرعاية " مامن عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة " فينشأ متجرأ على المعاصي وأنت السبب في ذلك !!  هيأت له التصوير وأعطيته أيضاً الألعاب التي فيها الصور وكذا فيها الموسيقا والمعازف فربيته على المعاصي، فبعد أن يكبر تندم أشد الندم عند أن ترى ولدك قد صار متجرأ على الذنوب وأنت الذي جرأته على الذنوب والمعاصي من أول الأمر، وبعدها ماينفع فيهم لا الترغيب ولا الترهيب ولا الضرب ولا غير ذلك، فمن أول الأمر لاتعود أطفالك على المعاصي، وأنت أيضاً أيها المسلم لا تتساهل في هذا الأمر، فالأمر الذي تعلمه من المحرمات ابتعد عنه، فما أكثر تساهل الناس في تصوير ذوات الأرواح وفي النظر إلى الصور واقتناء الصور وكذلك اقتناء الفيديوهات والنظر فيها وكلها من المحرمات، ويحصل أيضاً نظر الرجال إلى النساء ونظر النساء إلى الرجال والافتتان بذلك ""قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ "

وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ .

" سورة النور _ الآية : ٣٠ _٣١، الأدلة على ذلك كثيرة قد ذكرناها في موضع آخر وإنما هذا تنبيه على هذه الفجوة التي جاءت من قبل أعداء الإسلام وجرأ عليها كثير من شياطين الإنس والجن .

 

 الســــــــــؤال الثالث :-

 

يقول السائل: هل الله عز وجل علم الملائكة طريقة السحر، وأخذ عليهم موثقًا ألا يعلموا أحدًا؟

 

 الإجــــــــــــابة :- 

 

يقول الله عز وجل: {ﻭاﺗﺒﻌﻮا ﻣﺎ ﺗﺘﻠﻮ اﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻚ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﻛﻔﺮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭﻟﻜﻦ اﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻛﻔﺮﻭا ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ اﻟﻨﺎﺱ اﻟﺴﺤﺮ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﺑﺒﺎﺑﻞ ﻫﺎﺭﻭﺕ ﻭﻣﺎﺭﻭﺕ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﻠﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻮﻻ ﺇﻧﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﻼ ﺗﻜﻔﺮ ﻓﻴﺘﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﻔﺮﻗﻮﻥ ﺑﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺮء ﻭﺯﻭﺟﻪ ﻭﻣﺎ ﻫﻢ ﺑﻀﺎﺭﻳﻦ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﺑﺈﺫﻥ اﻟﻠﻪ ﻭﻳﺘﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﻀﺮﻫﻢ ﻭﻻ ﻳﻨﻔﻌﻬﻢ ﻭﻟﻘﺪ ﻋﻠﻤﻮا ﻟﻤﻦ اﺷﺘﺮاﻩ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻵﺧﺮﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻕ ﻭﻟﺒﺌﺲ ﻣﺎ ﺷﺮﻭا ﺑﻪ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ} البقرة: ١٠٢، فالشياطين يتعلمون السحر ويعلمون الناس السحر، قوله: (وما أنزل على الملكين) فالصحيح أن ما موصولة، أي والذي أنزل على الملكين، وليست نافية، أي أنهم يعلمون الناس السحر ويعلمونهم أيضًا السحر الذي أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت اسمهما أي الملكين هاروت وماروت، وهذان الملكان أمرهما الله عز وجل بهذا فتنة للعباد، وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر، فهذا حصل وليس كل سحر موجود هو من ذلك، أي من الملكين، وقوله تعالى: يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت، فالسحر موجود، وأيضًا ابتلاء الله به العباد، وهو فتنة افتتن الله عز وجل بها العباد، وما جاء في بعض الإسرائيليات أنهما مسخا، أنهما كانا ملكين ثم مسخا إلى الزهرة وغيره، فهذا كلام باطل ليس عليه دليل، وفي تلك القصص أنهما أي هذين الملكين تنقصا البشر حيث يعصون الله عز وجل، فقال الله عز وجل إن كنتم مثلهم ستبتلون، فطلبا أن يكونا من البشر، ففتنا، وذكروا من القصص أنه حصل منهما الزنا والعياذ بالله عز وجل، وهذا كله باطل، لقول الله عز وجل عن الملائكة {ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﻗﻮا ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻭﺃﻫﻠﻴﻜﻢ ﻧﺎﺭا ﻭﻗﻮﺩﻫﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﻭاﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﻏﻼﻅ ﺷﺪاﺩ ﻻ ﻳﻌﺼﻮﻥ اﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻭﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﺆﻣﺮﻭﻥ}  التحريم: ٦، وقوله عز وجل: {ﻭﻗﺎﻟﻮا اﺗﺨﺬ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﻟﺪا ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﻞ ﻋﺒﺎﺩ ﻣﻜﺮﻣﻮﻥ ﻻ ﻳﺴﺒﻘﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﻭﻫﻢ ﺑﺄﻣﺮﻩ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ} الأنبياء: ٢٧، فهذه القصص باطلة.

 

 الســـــؤال الرابع :- 

 

يقول السائل : عندما يسجد الشخص في صلاته هل يقدم ركبتيه أم يديه ؟ 

 

 الإجـــــــــابة :- 

 

هذه مسألة اختلف فيها أهل العلم و الأحاديث الواردة فيها كلها تكلم فيها وأفضل ما ورد فيها حديث أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم قال " *إذا سجد أحدكم فلايبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه* " والحديث قد أعل أيضاً - أشار البخاري إلى إعلاله وحمزة الكناني والترمذي والدارقطني فقد أعله جماعة من الحفاظ وهذا أحسن ماورد ووردت أحاديث أضعف منه - منها مافيه تقديم اليدين ومنها مافيه تقديم الركبتين، وحيث لم يثبت في المسألة حديث صحيح صريح فبقي من الأدلة ما يُشعر بتقديم اليدين وهو حديث البراء بن عازب في الصحيحين قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع لم يحن أحد منا ظهره حتى يقع النبي صلى الله عليه وسلم ساجداً ثم نقع سجوداً بعده " هذا الحديث يوحي ويشعر بتقديم اليدين - قوله يحني - الانحناء يحصل لمن قدم اليدين وأما من هبط على ركبتيه فإنما يحصل هبوط ولا يحصل انحناء في الغالب، وكذلك قول أبي هريرة في الصحيحين وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكبر حين يهوي ساجدا ً- والهوي هو الخرور والسقوط ويحصل غالباً بتقديم اليدين وإذا قدم ركبتيه لا يحصل الهوي، فهذا يؤيد تقديم اليدين وهو الذي نختاره لهذه الأحاديث.

وجاء عن عمر بن الخطاب بإسناد صحيح في مصنف ابن أبي شيبة أنه كان يقدم ركبتيه _  ولذلك نرى مشروعية الأمرين سواءٌ قدم اليدين أو قدم الركبتين كله مشروع والذي نختاره تقديم اليدين لأن الأدلة تشعر بذلك ومن قدم ركبتيه على يديه فقد صنعه عمر بن الخطاب رضي الله عنه والسند صحيح إليه .

 

 الســــــؤال الخامس :- 

 

يقول السائل: حديث فريعة بنت مالك (امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله) فيه زينب بنت كعب بن عجرة، ماحاله؟ 

 

 الإجـــــــــابة :- 

 

 كنا ضعفنا الحديث في بلوغ المرام بسببها على أنها مجهولة حال، ثم رأينا أنه يحسن أولا ً- هي بنت رجلٍ صحابي فهذا يقوي حالها وتحكي قصة حصلت لفريعة والراوي إذا حكى قصة مما يجبر به حفظه وأيضاً أفتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بما ورد فيه كان يفتي بما جاء في حديث فريعة وجماعة من الصحابة أيضاً، وأيضاً صحح الحديث جماعة من الحفاظ منهم ابن خزيمة والذهلي وهم يتحرون فتصحيحهم يكون توثيقاً ضمنياً لهذه الراوية، فتعددت هذه الأمور فرجعنا إلى تحسين الحديث أو تصحيحة .

 

 الســـــؤال السادس :- 

 

يقول السائل: حديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول دبر كل صلاة الفجر " اللهم إني أسألك علماً نافعاً وعملاً متقبلا ورزقاً طيبا" ؟

 

 الإجـــــــــابة :- 

 

أخرجه الإمام من طريق موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها، فهذا مولى أم سلمة مايدرى من هو - مجهول، إذاً فيه رجلٌ مبهم - الراوي عن أم سلمة مبهم.

 

 الســـــؤال السابع :- 

 

 إذا أقيمت الصلاة والرجل يصلى النافلة، هل يكمل النافلة، أو يخرج منها؟

 

 الإجـــــــــابة :- 

 

إذا علم أنه سيدرك الجماعة من أولها، فيكمل النافلة، ثم يدرك الجماعة، وأما إذا خشي على نفسه أن يفوته شيء من الفريضة، فيقطع الصلاة، لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةُ» أخرجه مسلم في صحيحه، ويقطع الصلاة من غير سلام.

  

 

                   والحمـــــد للّه رب الـعالـمين