فتاوى متنوعة -------143844

بسم اللــــه الرحمـــــــــن الرحيم

 

 

إجابةٌ لمجموعةٍ من الأسئلة لشيخنا الفقيه أبي عبد الله محمد بن حزام حفظه اللّــــه ورعاه ونفع به الإســلام والمسلمين.

 

 

 الســــــؤال الأول :-

 

هل تقرأ أذكار النوم في نوم النهار؟

 

 الإجـــــــــابة :-

 

إذا لم ينم في جميع الليل فيقولها قبل نومه بالنهار, لأنه صار شبيهًا بنومه في الليل, وإن كان نومًا يسيرًا, استراحة يسيرة في القيلولة, فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أذكار النوم في قيلولته.

 

 الســــــؤال الثاني :-

 

هل الجد من قبل الأم محرم لزوجة ابنها؟

 

 الإجـــــــــابة :-

 

نعم, الجد أب, سواء من قبل الأب, أو من قبل الأم, في صحيح البخاري عن أَبَي بَكْرَةَ رضي الله عنه َقال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى المِنْبَرِ وَالحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنْبِهِ، وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً، وَعَلَيْهِ أُخْرَى وَيَقُولُ: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ», وهو ابن ابنته صلى الله عليه وسلم.

 

 الســــــؤال الثالث :-

 

سؤال: يقول ما حكم الدعاء بعد الأذان, للمؤذن؟

 

 الإجـــــــــابة :-

 

إن كنت تقصد دعاء الوسيلة, فظاهره أنه في حق من تابع المؤذن, ومع ذلك لو قاله المؤذن لا نستطيع أن ننكره عليه, لأنه دعاء بالوسيلة لنبيه صلى الله عليه وسلم, وإن كنت قصدت الدعاء بين الأذان والإقامة, فهو عام للمؤذن والمستمع, والمؤذن لا يردد أذانه بينه وبين نفسه, هذا من المحدثات.

 

 الســــــؤال الرابع :-

 

يقول السائل هل الرجل الذي يمس ذكره وهو متوضئ, بدون قصد, هل يبطل الوضوء؟

 

 الإجـــــــــابة :-

 

الراجح عندنا أنه ما ينقض الوضوء, سواء قصد أو لم يقصد, وإنما يستحب الوضوء, جمعًا بين الحديثين, حديث (من مس ذكره فليتوضأ), وحديث (إنما هو بضعة منك), فالجمع بينهما أن الأمر للاستحباب, ومن باب أولى إذا كان بدون قصد, ليس عليه وضوء.

 

 الســــــؤال الخامس :-

 

هل تعليق أذكار الصلاة في المساجد فعل صحيح؟

 

 الإجـــــــــابة :-

 

لا ليس فعلًا صحيحًا, ما فعله السلف, وهم أحرص على تعليم الناس منا, ومع ذلك ما كتبوا على أوراق وعلقوها بالمساجد, هذا العمل يترك, هذا العمل يترك, هل يصل إلى حد البدعة؟, إذا فعل وقتًا يسيرًا, بقصد التعليم, قد لا يصل, وإن كان باستمرار, هكذا يعلق بالمساجد, ففي النفس شيء, قد يصل إلى حد البدعة, والله المستعان.

 

 الســــــؤال السادس :-

 

يقول قول الناس جمعة مباركة, وما أشبهها, كقولهم خواتم مباركة, وعيد مبارك؟

 

 الإجـــــــــابة :-

 

هذا مما اعتاده الناس وينبغي تركه, لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته رضوان الله عليهم, وتركه هو الذي ينبغي, لأنه قد يؤدي إلى أن بعض الناس قد يتخذها عبادة, يرى أن لها فضيلة, فيصير من المحدثات عند ذلك, وعلى هذا فيوصى بتركها لهذه الأمور, ومن قالها لك, أجبته, من قال لك جمعة مباركة, قل له بارك الله لك, وفقنا الله وإياك, جعل الله عز وجل أيامنا كلها بركة, وهذا ونحو ذلك من الأدعية, مع بيان الحكم له, أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل هذا, في الوقت الذي تراه مناسبا.

 

 الســــــؤال السابع :-

 

يقول ما حكم الجهر في صلاة النافلة في النهار؟

 

 الإجـــــــــابة :-

 

الجهر بالقراءة إنما هو في صلاة الليل, في النافلة, وأما في النهار, فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رفع صوته بالقراءة, في النافلة بالنهار, والذي ورد أنه كان يجهر في بعض الآيات أحيانًا في صلاة الفريضة, فلا بأس بالجهر في بعض الأحيان في صلاة النافلة.

 

 الســــــؤال الثامن :-

 

يقول صلينا المغرب في جماعة, ثم صلينا العشاء في جماعة خوفًا من نزول المطر, ولم ينزل المطر, ما حكم صلاتنا؟

 

 الإجـــــــــابة :-

 

الصلاة صحيحة, ولا ينبغي أن يتساهل الناس في هذا الأمر, لأن العذر في المطر نفسه, لم يثبت فيه حديث صريح, فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الصلاة في أوقاتها, ولكن هو رخصة إذا حصلت المشقة على الناس جمعوا, أما أن يتخوفوا, ومازالت غيوم, ثم يجمعون, هذا غير صحيح, قلنا الصلاة صحيحة باعتبار ما جاء في حديث ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا بِالْمَدِينَةِ، فِي غَيْرِ خَوْفٍ، وَلَا مطر» قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: فَسَأَلْتُ سَعِيدًا، لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ كَمَا سَأَلْتَنِي، فَقَالَ: «أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِهِ» أخرجه مسلم, فإذا حصل هذا نادرًا, فلا بأس, وأما أن يتكرر مثل هذا العمل, فإعادة الصلاة أولى, وبعضهم قد يتساهل في الظهر والعصر, ولا ينبغي ذلك, لأن الوقت طويل, ولا مشقة فيه.

 

 الســــــؤال التاسع :-

 

يقول السائل: صام اليوم ثم أفطر, فهل يأثم على ذلك؟

 

 الإجـــــــــابة :-

 

لا, ما تأثم, صوم التطوع للإنسان أن يفطر فيه, وكذلك صيام القضاء, إذا وجد الإنسان من نفسه رغبة بالإفطار, ما يزال الوقت متسعًا للقضاء, فلا إثم عليه.

 

 الســــــؤال العاشر :-

 

يقول رجل طلق زوجته عن طريق المحكمة, بعد ذلك يقول أنه ردد الحكم تخويفًا للزوجة هل يعد هذا طلاقًا؟

 

 الإجـــــــــابة :-

 

من كتب الطلاق في ورقة للتهديد, فلا يقع الطلاق, إنما الأعمال بالنيات, وبعض أهل العلم يقولون إن طلاقه يقع, لحديث ثلاث جدهن جد, والحديث فيه ضعف, فالأقرب إنما الأعمال بالنيات, وأن الطلاق لا يقع, والله أعلم.

 

 الســـــؤال الحادي عشر :-

 

هل يجوز لي أن أطلب الدعاء من أصدقائي, الذين يذهبون للحج والعمرة, أو لسفر آخر؟

 

 الإجـــــــــابة :-

 

نعم, يجوز أن تطلب الدعاء من أخيك المسلم, سواء عند ذهابه إلى سفر, أو غير ذلك, في أي وقت جائز, ودعاء المسافر مستجاب, وإذا كان لحج وعمرة, فيرجى فيه الإجابة أعظم, دعوة المسافر مستجابة, لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ المَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ " أخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما, ومع ذلك فلا يكثر الإنسان من طلب الدعاء من غيره, الله عز وجل أمرك بنفسك أن تدعو بنفسك فقال: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}, وقال الله عز وجل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}, وقال الله عز وجل: {وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }[غَافِرٍ: ٦٠], وقال الله عز وجل: { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}, إذن اضطر إلى الله بنفسك, وتضرع إلى الله عز وجل, وادعو الله عز وجل, ولا بأس أن تتوسل بدعاء الرجل الصالح, ولا تكثر من هذا الأمر, كل من رأيته تقول له أدعو لي, وكل من سافر تقول له أدعو لي, أدعو الله عز وجل بنفسك, والله المستعان.

  

                   والحمـــــد للّه رب الـعالـمين