027الفتاوى الشرعية المتنوعة الأربعاء29ربيع أول1438هــ

http://www.sh-ibnhizam.com/vfatwa-details.php?ID=551 

حمل المادة صوتيا برابط مباشر من هنا

 

بسم اللــــه الرحمـــــــــن الرحيم

 

 

إجابةٌ لمجموعةٍ من الأسئلة لشيخنا الفقيه أبي عبد الله محمد بن حزام حفظه اللّــــه ورعاه ونفع به الإســلام والمسلمين.

 

أسئلة يوم الأربعاء الموافق

٢٩ ربيع الأول لسنة ١٤٣٨هـ 

 

 الســــؤال الأول :- 

 

يقول السائل: امرأة في اليوم السادس من الدورة اغتسلت ولكن ما زالت الصفرة موجودة فهل تُصلي أم لا؟ 

 

 الإجــــــابة :- 

 

 في صحيح البخاري عن أم عطية رضي الله عنها  قالت "كنا لانعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئا" , فإذا كانت المرأة تعرف طهرها بالقصة البيضاء فتنتظر حتى تنزل منها القصة البيضاء، فقد كان النساء يرسلن إلى عائشة ويسألنها عن إحداهن قد انقطع عنها الدم وبقيت الصفرة فتقول لهن لاتعجلن حتى ترين القصة البيضاء، وهو ماء أبيض يدفعه الرحم بعد الحيض، وبعض النساء لايخرج منها القصة البيضاء ولكن تعرف طهرها بالجفاف من الدم يوم وليلة فإذا انقطع منها الدم يوماً وليلة لم ينزل منها ما بقي إلا صفرة، فبعد اليوم تغتسل ولا تبالي بالصفرة بعد ذلك _ يوم كامل تنتظر بعد انقطاع الدم فإذا لم يعاود الدم ما بقي إلا صفرة وكدرة فلا تعتبر بها لإنها ليس لها قصة بيضاء فتغتسل بعد يوم وليلة .

 

 الســـــؤال الثاني:- 

 

يقول السائل : شاب لا يرغب في طلب العلم ويريد أن يتوظف وأبوه يمنعه من الوظيفة ويريد أن يجبره على طلب العلم، فما الحكم؟ 

 

 الإجــــــابة :- 

 

ننصحه أن يأخذ بنصيحة أبيه ويطلب العلم لله سبحانه وتعالى : طلب العلم خير له من الوظائف وخير له من أمور الدنيا، فالدنيا تنفذ والعلم النافع والعمل الصالح هو الذي يبقى للمسلم بعد موته " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له " فأبوك يريد لك الخير والدنيا سييسرها الله : ما أحد جعل للدنيا هماً إلا ذهبت عليه وما أحد جعل همته في الآخرة إلا يسر الله له أموردينه ودنياه ،"" تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ "' سورة القصص - الآية: ٧٣، قال النبي صلى الله عليه وسلم" من كانت الدنيا همه شتت الله شمله وجعل فقره بين عينيه ولم يؤت من الدنيا إلا ماكتب له  ومن كانت الآخرة همه جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة"" ومهما اشتدت عليك الأمور وأنت مقبل على الخير وعلى العلم وعلى السنة فسيجعل الله بعد ذلك الفرج ".  فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٦) سورة الشرح، هذا وعد الله_  (سيجعل الله بعد عسر يسرا)، ولعل كثير من الناس يتألم من الفقر والشدة والقلة والله عزوجل ربما اختار له ذلك لأنه أصلح له وربما لو بسط الله عليه لبغى وطغى وانصرف عن الخير قال الله سبحانه"" ۞ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ "" الشوري - الآية : ٢٧، وقال الله جل وعلا '".  {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى ** أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى}  سورة العلق ٦_٧, فاحمد الله عزوجل على ما يسر وربما أدب الله الإنسان بالفقر فيرجع إلى الله ويدعو الله ويكون خيرا له من الغنى، والله له الحكمة البالغة : فارض بما يسره الله تكن أغنى الناس، قال النبي صلى الله عليه وسلم " ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس "  متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه ، " قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنعه الله بما آتاه "" رواه مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، فهذه نعمه أن يجرك والدك إلى طلب العلم، فننصحك أن تقبل نصيحة أبيك وتترك الوظيفة وتقبل على العلم النافع، وقوله تعالى ولا تنس نصيبك من الدنيا" أي لاتأخذك الدنيا عن أمور الآخرة _ قدم من الدنيا للقاء الله للآخرة ولاتشغلك عن أمور الآخرة، فنصيب المؤمن من الدنيا ماقدمه للقاء الله وإلا فما معه من الدنيا شيء، "هل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت "" رواه مسلم عن عبد الله بن الشخير وعن أبي هريرة بألفاظ متقاربة، " ذبحت شاة فتصدقوا بها غير كتفها قال النبي صلى الله عليه وسلم مابقي من الشاة قالت عائشة بقي كتفها فقال عليه الصلاة والسلام بل بقيت كلها غير كتفها " رواه الترمذي، "" أيكم مال وارثه خير له من ماله قالوا يارسول الله ما منا أحد إلا وماله خير له من مال وارثه قال فماله ماقدم ومال وارثه ما أخر "" رواه البخاري عن عبد الله بن مسعود .

 

 الســــؤال الثالث :- 

 

يقول السائل: رجل دخل في الصلاة، وعند الركوع وجد بقعة في رجله لم يصبها الماء فمسحها بيده وهي مبللة فما حكم صلاته ؟ 

 

 الإجــــــابة :- 

 

ما يصح هذا العمل، لأنه قد بدأ الصلاة على غير طهارة، ولكن لو كان قبل الصلاة وكان لايزال هناك بلل في قدمه فكمل البقعة بالبلل فإن شاء الله يحزئه، هذا إذا كانت في القدم، أما إذا كانت في اليد مثلاً فيحتاج إلى أن يرجع ويكمل الوضوء مع الترتيب _ فيعيد اليدين ويمسح رأسه ويغسل رجليه من أجل الترتيب ، على كلٍ هذا العمل خطأ أن يفعله في الصلاة لأنه قد ابتدأ صلاته بغير طهارة والواجب عليه أن يمسح ويعيد الصلاة هذا إذا كان الماء كثيرا،

 

أما إذا لم يكن بقي ماء هل له أن يأخذ من لعابه ويتمم البقعة ؟

 

 اللعاب ليس بماء وليس مطهراً- اللعاب طاهر لكنه ليس بمطهر، التطهير للماء وليس للعاب .

 

 الســـــؤال الرابع :- 

 

يقول السائل: رجل تزوج امرأة في  اليمن والمرأة الثانية في السعودية، هل يجب عليه العدل بين زوجتيه؟ 

 

 الإجــــــابة :- 

 

نعم يجب عليه العدل بينهما "". فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا"" سورة النساء الآية : ٣، إذاً وجب عليه العدل ولايجوز له أن يبقيها بدون عدل ويعدل بينهن حتى ولو بالأشهر إذا لم يتيسر له ذلك مع التراضي أو يرضي زوجتيه إذا لم يستطع أن يقسم قسمة متساوية يرضيها ويتراضى معها ولو أعطاها شيئا من المال أو نحو ذلك، وإلا فلا يقدم الإنسان على الزواج بثانية وهو لايرى أنه قادر على العدل .

 

 الســـــــــؤال الخامس :-

 

يقول السائل هل يجوز أن يقول الداعي, اللهم اعصمني من المعاصي والذنوب؟

 

 الإجـــــــــابة :-

 

العصمة للأنبياء, ولكن يجوز أن تدعو بهذا الدعاء, ولست قاصدا فيه أن تكون بمنزلة الأنبياء أو الملائكة سيقتضي أنك ما ستخطئ, يعصمك الله عز وجل من الذنوب والمعاصي, ومن ذلك قول الله عز وجل في شأن دعاء الملائكة للمؤمنين: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (٧) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٨) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}, ومنه ذلك ما جاء عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ عَمِّهِ، وَهُوَ قُطْبَةُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ: «اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي مُنْكَرَاتِ الْأَخْلَاقِ وَالْأَعْمَالِ وَالْأَهْوَاءِ وَالْأَدْوَاءِ» أخرجه الترمذي والطبراني وغيرهما, ومن ذلك سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الهداية, كما في قوله عز وجل في سورة الفاتحة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ }, وهذا يتضمن أنه يبتعد عن الذنب, وأنه يجنبه الذنوب, كل هذا يتضمن ذلك.

 

 الســـــؤال السادس :-

 

سؤال: يقول الأخ رأى أناسًا يسجدون سجدة القرآن, واحد يسجد هكذا إلى جهة, وواحد يسجد هكذا إلى جهة أخرى؟

 

 الإجـــــــــابة :-

 

لا يشترط في سجود التلاوة استقبال القبلة, لأنها ليست صلاة, سجود التلاوة لا يشترط فيه استقبال القبلة, ولكن الأفضل أن يسجدوا جميعًا نحو القبلة, إذا كان الدعاء يستحب فيه استقبال القبلة, النبي صلى الله عليه وسلم كان يستقبل القبلة إذا دعا, في مواطن كثيرة, فسجدة التلاوة من باب أولى, تتضمن الدعاء وزيادة السجود أيضًا, ولأن فيها شبه بالصلاة, فلا شك أن الأفضل استقبال القبلة, ولكن ليس شرطًا, فتصح السجدة لغير القبلة, أعني سجود التلاوة, وسجود الشكر, وأما الأفضل, فالأفضل أن تكون للقبلة, وقد جاء حتى في المجالس, أن أفضل المجالس ما كان قبالة القبلة, فكيف بالسجود, فهو من باب أولى.

  

            

 

       والحمـــــد للّه رب الـعالـمين