0177يقول الأخ السائل: ما هو أحسن تفريق بين النبي والرسول؟

إذا كنت ترغب بتحميل الملف اضغط هنا ..

0177يقول الأخ السائل: ما هو أحسن تفريق بين النبي والرسول؟

 الإجـــــــــــابة :-

أحسن تفريق هو ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه "النبوات" أن الرسول والنبي كلاهما يوحى إليه، وكلاهما مُنَبَأٌ من الله جل وعلا، إلا أن الرسول يُرسل إلى قوم مكذبين، قوم مخالفِين مشركين يدعوهم إلى التوحيد، ويجاهدهم عليه. فاختص الرسول بإرساله إلى من يجاهدهم على التوحيد، هذا معنى كلامه رحمه الله.
وهو أحسن تفريق بين تعريف النبي والرسول، ولابد من التفريق لأن الله عز وجل فرق بينهما، قال الله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ". 
وأخطأ من قال النبي هو الرسول، والرسول هو النبي، ولا فرق بينهما إطلاقاً هذا خطأ، بل بينهما عموم وخصوص.
فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا، فكل رسول قد صار عنده النبوة قبل أن يكون رسولاً، ولذلك قال العلماء عن نبينا عليه الصلاة والسلام نُبئ باقرأ، وأُرسل بالمدثر. 
نبئ باقرأ، أي نزل عليه الوحي، "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ".
وأُمر بالدعوة إلى التوحيد وأرسل إلى المشركين بقوله تعالى:
"يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ". وهي الأوثان فأمره بهجر الشرك والأوثان وأهلهما.
فنُبئ باقرأ، وأُرسل بالمدثر. فهذا أحسن تفريق. ومن قال من العلماء إن النبي لم يؤمر بالبلاغ، فلعل مقصود كثير منهم هو هذا المعنى، لم يرسل إرسال جهاد، تبليغ على طريقة الجهاد، وإلا فمن المعلوم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم الناس، وعدم كتمان العلم، لا يجوز ترك ذلك، ولا يجوز كتمان العلم، حتى في حق العلماء، فضلاً عن الأنبياء، وقد ذم الله كتمان العلم الذي حصل من علماء بني إسرائيل، فذم علماء بني إسرائيل على كتمهم العلم، "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا".
فهذا أمر لا يغفل عنه أولئك العلماء، لكن توجيهه أن يقال: لعلهم أرادوا هذا، أرادوا أنه لم يؤمر بالبلاغ، أي على هذه الطريقة، على طريقة الجهاد، ودعوتهم إلى التوحيد، والله أعلم.