075يقول الأخ السائل: قول بعض العلماء في صفة المعية لله جل وعلا (إنها صفة حقيقية)، ما معنى ذلك؟

إذا كنت ترغب بتحميل الملف اضغط هنا ..

075يقول الأخ السائل: قول بعض العلماء في صفة المعية لله جل وعلا (إنها صفة حقيقية)، ما معنى ذلك؟

الإجـــــــــــابة :-

معنى كلامهم أن الله سبحانه وتعالى مع خلقه جل وعلا، بدون اختلاط، وبدون امتزاج، فليس معنى قولهم (معية حقيقية) أنه مختلط معهم، وإنما الله سبحانه وتعالى لِعظَمه جل وعلا، فهو مع خلقه، ومقتضاها أنه محيط بهم، بعلمه وسمعه وبصره وقدرته.
وأنت إذا تدبرت قول الله عز وجل: "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ".

إذا كانت الأرض والسماوات كلها قبضة الرحمن يوم القيامة، فإذن ما هناك شيء بعيد عن الله جل وعلا، فالله مع خلقه، بإحاطته وعلمه، ولكن ليس كما يقول الصوفية معية بمعنى أنه في كل مكان، مختلط بخلقه، تعالى الله عن ذلك، هذا القول ضلال، وقول كفري، نعوذ بالله من ذلك، عند أن يقول إن الله معهم مختلط بهم.
بل بالغ بعضهم وقالوا يحل بالذوات، وهو في الأجساد، وما نزهوا الله حتى من الأماكن المستقذرة نعوذ بالله.
فليس معنى قولهم حقيقي، كقول الصوفية. 
والإنسان إذا كان يحدث في مكان، يُفهم من كلمة حقيقية الاختلاط، فلا بد أن يبين فيقول معية الله جل وعلا مقتضاها العلم، ومقتضاها الإحاطة، وليس مُختلطاً بخلقه، وهو فوق العرش جل جلاله، وهو أيضاً مع خلقه بعلمه، وهو فوق عرشه. معهم جل وعلا صفة حقيقية، ولكن مقتضاها العلم والإحاطة، وليس مقتضاها الاختلاط.
وأنت تقول القمر معنا، وهو في السماء، تقول سرنا والقمر معنا، وتقول لأخيك سر وأنا معك، وهو في مكان وأنت في مكان. لا يلزم من المعية الاختلاط، تعالى الله عن ذلك.