054يقول الأخ السائل: جاءت الأدلة في إثبات صفة العينين لله جل وعلا بالإفراد وبالجمع، "وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي" "تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا". فمن أين أثبت أهل السنة والجماعة أن لله عينين؟

إذا كنت ترغب بتحميل الملف اضغط هنا ..

054يقول الأخ السائل: جاءت الأدلة في إثبات صفة العينين لله جل وعلا بالإفراد وبالجمع، "وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي"  "تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا". فمن أين أثبت أهل السنة والجماعة أن لله عينين؟

 الإجـــــــــــابة :-

جاء حديث، وهو في السلسلة الضعيفة برقم (١٠٢٤)، ولفظه: إن العبد إذا قام في الصلاة، فإنه بين عيني الرحمن، فإذا التفت قال له الرب، يا ابن آدم إلى من تلتفت، إلى من هو خير لك مني، يا ابن آدم أقبل على صلاتك، فأنا خير لك ممن تلتفت إليه. 
 ضعيف جداً. أخرجه العقيلي والبزار عن أبي هريرة رضي الله عنه، وفي إسناده إبراهيم بن يزيد الخوزي وهو متروك، واللفظ للعقيلي، وأما البزار فلفظه: "بين يدي الرحمن".
وقد استدل أهل السنة على ذلك، واعتمدوا على حديث الدجال، "إِنَّ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ". هذا أصح ما استدلوا به.
فإن العَور في اللغة العربية في حق من له عين طافئة، وعين يبصر بها، ونفى النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل العَور كما هو شأن الدجال. 
فهذا الذي عليه أهل السنة والجماعة، إثبات العينين لله جل وعلا، وقد أثبت ذلك السلف رضوان الله تبارك وتعالى عليهم، وليست كأعين المخلوقين، الله أعلم بكيفية صفاته. "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ". 
 ومسألة الإفراد بقوله: "وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي" لا يَنفي أن يكون لله عينان، كما يقول الإنسان أنت في عيني أي: في حفظي ومراقبتي، ولا ينفي أن لك عينين، ما يتنافى، فالعين المضافة لا تقتضي الإفراد.
كقوله تعالى " تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ". لا ينافي أن لله يدين، قال تعالى: "بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ".
 والجمع أيضاً بسبب أن المضاف إليه ضمير تعظيم، وهو ضمير الجمع، "بأعيننا" فلما كان المضاف إليه ضمير جمع، يفيد التعظيم، ناسب أن يجمع المضاف "بأعيننا".
 ولما كان المضاف إليه مفردا، "بيده الملك" "وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي" ناسب إفراد المضاف، وهذا معروف في اللغة العربية، إذا كان المضاف إليه  مفردا، ناسب أن يكون المضاف مفردا، وإذا كان المضاف إليه مجموعاً ناسب أن يكون المضاف مجموعاً.
وليس للمسلم أن يتخيل العينين كعينيه، أو كعين المخلوق، لا يجوز للمسلم أن يتصور هذا في نفسه، قال تعالى؛ "وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ". وقال تعالى: "فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ".