050يقول السائل: هل إبليس لعنه الله من الملائكة؟

إذا كنت ترغب بتحميل الملف اضغط هنا ..

050يقول السائل: هل إبليس لعنه الله من الملائكة؟

 الإجـــــــــــابة :-

قد ذُكر التصريح بأنه من الجن في آية من القرآن الكريم،  قال الله تعالى: "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ".
 هذا نص صريح أن ابليس من الجن، ومما يدل على ذلك أيضاً أنه مخلوق من النار، قال تعالى: "خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ".
 والملائكة مخلوقون من نور، كما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم : خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ  مَارِجٍ  مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ.
والملائكة لا يعصون الله ما أمرهم كما قال الله عز وجل: "بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ  لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ"
 وقال: "لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ". 
 وقال: "لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ".
 "يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ". 
 وهذا تَكبرَ على أمر الله، ومعنى الاستكبار عن أمر الله جل وعلا أنه استحقر أمر الله جل وعلا، ورأى نفسه أعظم من هذا الأمر نعوذ بالله، فوقع في الكفر، كفر الكبر.
 وأيضاً الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون، كما هو معلوم من صفاتهم، قال تعالى: "فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً".
وإبليس له ذرية، وينكح ويأكل ويشرب كما هو واضح في أدلة الكتاب والسنة، اختلفت الأوصاف كلها.
 وأما قوله تعالى: "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ". فاستثناه من الملائكة، فهذا يسميه أهل اللغة العربية (استثناء منقطع)، أي المستثنى، ليس من جنس المستثنى منه، كما تقول جاء القوم إلا حماراً، الحمار هل هو من جنس القوم، الجواب: لا.
  هذا يسمى في اللغة العربية (استثناء منقطع). 
 الاستثناء المنقطع معناه أن المستثنى ليس من جنس المستثنى منه، والاستثناء المتصل من جنسه، تقول: جاء القوم إلا زيداً، هذا استثناء متصل، جاء القوم إلا حماراً استثناء منقطع، هذا موجود في اللغة العربية، ولا إشكال في ذلك، فهذا استثناء منقطع. 
 ولكن توجه الأمر لإبليس بالسجود لأنه كان ممن يتعبد مع الملائكة، وكان قد داخل الملائكة واختلط بهم.