046يقول السائل: هل هناك ضابط لإثبات أسماء الله تعالى؟ ولماذا حصل الخلاف بين أهل العلم، في بعض الأسماء من حيث الإثبات والنفي؟

إذا كنت ترغب بتحميل الملف اضغط هنا ..

046046يقول السائل: هل هناك ضابط لإثبات أسماء الله تعالى؟ ولماذا حصل الخلاف بين أهل العلم، في بعض الأسماء من حيث الإثبات والنفي؟

 الإجـــــــــــابة :-

الطريقة القويمة في إثبات الأسماء الحسنى، هو أن يأتي التنصيص عليها في كتاب الله، أو في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكون التنصيص عليها على سبيل التسمية، لا على سبيل ذكر الفعل أو ذكر الصفة، فإنه ليس كل صفة يُثبت منها اسم، ولا كل فعل يثبت منه اسم، كما هي القاعدة في أسماء الله الحسنى.
وإنما الاسم هو الذي يشتق منه الصفات والأفعال لله جل وعلا، ومن هذا الباب حصل الاختلاف فإن بعض أهل العلم لم يضبط ذلك، وأثبت الأسماء الحسنى حتى من الأفعال ومن الصفات، وهذه الطريقة، من طردها ومشى عليها سيلزمه إثبات أسماء لم يُسبق إليها، ومن أثبت بعضها، وترك بعضها، فإنه لن يستقر على قاعدة. 

والقاعدة القويمة، ما قرره ابن القيم رحمة الله تعالى عليه في (بدائع الفوائد) بما معناه: أن الاسم هو الذي يُشتق منه الصفة والفعل.
وعلى هذا فلا نُثبت الاسم من أسماء الله الحسنى إلا بأن يأتي على سبيل التسمية، وعلى صيغة الاسم في نصوص الكتاب والسنة، لا على سياق الوصف أو الفعل. 
هذا هو الفرق، ومع ذلك فلا ننفي ما ثبت الوصف فيه، فلا ننفي الاسمية فيه، إلا إن كان إثبات الاسم، ليس على طريقة الأسماء الحسنى، مثل بعض الأوصاف التي لا يصلح أن يُشتق منها اسم، فإن الأسماء وصفها الله بأنها حسنى. 
مثلاً صفة الإرادة، ما يُسمى الله بالمريد، لأن المريد ينقسم مسماه إلى حسن وغير حسن، مريد للخير ومريد للشر، ولا يسمى الله بالفاعل، وهو من صفته الفعل، ولا يُسمى الله جل وعلا بالشائي ومن صفته المشيئة، ولا يُسمى أيضاً بما مُسماه ينقسم إلى كمال ونقص، مثل أيضاً المتكلم، وعلى هذا فلا ننفي الأسماء التي ثبتت أوصافها، ولا نثبتها إلا أن يأتي دليل يدل على ذلك، فنتوقف فيها إلا أن يكون ليس من الأسماء الحسنى، فيُنفى كما تقدم ذكره. والله أعلم.