013يقول السائل: بعض الناس يعرف لا إله إلا الله، بأنه إخراج اليقين الفاسد، وإدخال اليقين الصادق، وأن يعتقد أن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت إلى آخر ذلك؟

إذا كنت ترغب بتحميل الملف اضغط هنا ..

013يقول السائل: بعض الناس يعرف لا إله إلا الله، بأنه إخراج اليقين الفاسد، وإدخال اليقين الصادق، وأن يعتقد أن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت إلى آخر ذلك؟

هذا تعريف غير صحيح، تعريف باطل، لا يتوافق مع الشرع، ولا مع اللغة، أما مع الشرع فإن هذه الأمور كان كفار قريش يعتقدونها أن الله هو الخالق، وهو الرازق، وهو المدبر للأمور.
 قال الله سبحانه: "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ". 
"قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ".
 فهذه الأمور كان كفار قريش يقرونها، ولما سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم: يقول: قُولُوا : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ؛ تُفْلِحُوا، قالوا: "أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ".
إذن كيف يُحمل معنى كلمة لا إله إلا الله على شيء أقر به المشركون.
 فكفار قريش أعلم بمعنى الكلمة من قائل هذه المَقالة، أنه هو الخالق والرازق والمدبر والمحيي والمميت، فهذه معاني الربوبية. 
والله سبحانه وتعالى ذكر عنهم أنهم استكبروا  "إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ".
  فقد فهموا أن معناها إبطال المعبودات التي تعبد من دون الله، وهكذا أيضاً بالمعنى اللغوي فالإله هو المألوه وهو المعبود، فلا معبود بحق إلا الله.
فلما علموا أن معنى هذه الكلمة بطلان آلهتهم، تنكروا لهذه الكلمة، وأبوا أن ينطقوا بها، وتكبروا عن ذلك وأعرضوا. وعلموا أن النطق بها إبطال لمعبوداتهم.
 وأما قوله: إخراج اليقين الفاسد، وإدخال اليقين الصادق، هذا الكلام فيه إجمال، وأيضاً أولاً هو لا يتناسب مع تعريف لا إله إلا الله. فإن معناها: لا معبود حق إلا الله وحده لا شريك له.
ثانياً: قولهم (إخراج اليقين الفاسد) يقال فيه: الاعتقدات الباطلة والفاسدة مبنية على الشك والريب، لا على اليقين. فوصف الفساد باليقين كلام باطل.

 وقولهم: (وإدخال اليقين الصادق)، فيُقال هذا اليقين الصادق الذي تريد أن تدخله إلى القلب، يحتاج إلى بيان، ما هذا الشيء الذي وصفته بأنه يقين صادق، وهم يريدون معاني الربوبية كما تقدم.
 وتعريف كلمة التوحيد على هذا المعنى الإجمالي ليس بصحيح.
 واليقين الصادق الذي دلت عليه كلمة التوحيد أن نعتقد أن الله هو المعبود وحده لا شريك له.
وأما تفسير اليقين الصادق الذي دلت عليه كلمة التوحيد بأن الله هو الخالق الرازق المدبر للأمور فرجع إلى ما تقدم كلام غير صحيح.
ولكنها دلت على يقين صادق في الألوهية مع العمل بالجوارح والعبادة لله وحده لا شريك له.
وكلمة التوحيد تتضمن اليقين الصادق في توحيد الربوبية أيضا، وفي توحيد الأسماء والصفات، والله أعلم.