003يقول السائل بعض العصاة يترك الطاعة، ويترك الصلاة، ويحتج بأن الله قدر عليه ذلك، فماذا يجاب عليه؟

إذا كنت ترغب بتحميل الملف اضغط هنا ..

003يقول الأخ السائل: بعض العصاة يترك الطاعة، ويترك الصلاة، ويحتج بأن الله قدر عليه ذلك، فماذا يجاب عليه؟الإجـــــــــــابة :- هذه حجة باطلة، وهذه تُعتبر مخاصمة لله جل وعلا، الله عز وجل أمرك بالصلاة، وأنت تقول لا أصلي، وقد قدر الله علي.

هذه من المخاصمة بالقدر، هذا من الاعتراض على أوامر الله، وعلى شرعه.
هذا من المعارضة لشرع الله؛ احتجاجا بالقدر، ولا معارضة بين الشرع والقدر، وكما أن الإنسان لا يرضى لنفسه أن يُعتدى عليه، وأن يُظلم، وأن يضرب، وأن يسفك دمه، ويُؤخذُ ماله، ويقول المعتدي قدر الله عليك ذلك، ما يقبل هذا، فلو أن إنساناً اعتدى عليه، وضربه، أو لطمه أو أخذ ماله، وقال قدر الله علي، لازداد حنقاً، وغضباً عليه، فكيف تَقبلُ في شرع الله مثل هذا الكلام، ولا تقبله في حقك في حق دنيا، هذا كلام باطل.
  والله سبحانه وتعالى، قد خلق للإنسان عقلاً ومشيئة، واستطاعة، وبين له طريق الخير وطريق الشر، "وهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ". وبين له الخير، وأقام الحجة عليه، بإرسال الرسل، وإنزال الكتب، قامت الحجة على العبد، والله سبحانه وتعالى، قد جعل الإنسان يشعر من نفسه، ويرى من نفسه القدرة على ذلك الفعل، وأنه إذا تركه؛ تركه مع القدرة على فعله، وليس للمسلم أن يعارض بذلك، عليه الاستجابة، وما سُمي المسلم مسلماً إلا لاستسلامه وانقياده لأدلة الكتاب والسنة.

على المسلم أن يؤمن بالقدر، وعليه أن يجتهد في طاعة الله، وأن يعمل بشرع الله جل وعلا، والاحتجاج بالقدر طريقة إبليسية، إبليس هو الذي احتج بالقدر، ف"قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ". 
فكن على طريقة آدم عليه السلام، توبة من الذنوب واستغفار، ورجوع إلى الله جل وعلا واتباع للهداية، واتباع للعلم النافع، والعمل الصالح.
ولا تكن مقتدياً بإبليس، ثم كما تقدم في الحديث، سأل الصحابة النبيَ صلى الله عليه وسلم، أمر قد فُرغ منه، ففيم العمل، قال: اعملوا فكل ميسر لما خُلق له.
  ثم قرأ: "فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى".
  من أقبل على العمل الصالح، زاده الله هداية، "وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ"
"وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى".
  "فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ". 
فعلى المسلم أن يُقبل على ما ينفعه، وأن يَحرص على العلم والعمل، وهذا نتيجة للجهل ونتيجة لعدم العلم، وهذا ناتج أيضاً عن عدم قراءة القرآن بتدبر، فالقرآن الكريم علاج للنفوس، وعلاج للقلوب، وفيه العقيدة الصحيحة.
فمن أخذ بالقرآن وفهمه نجاه الله جل وعلا من هذه الضلالات، وليس للمسلم أن يخوض بعقله الضعيف في أمور خفية، تعتبر من أسرار الله جل وعلا، القدر سر الله تعالى في خَلقِه، وليس لك أن تخوض، عليك أن تؤمن بأن الله سبحانه أقام الحجة على العباد، وأنه سبحانه وتعالى، مع كونه خلق مشيئتك، وخلق إرادتك، وخلق أفعالك، فقد أقام عليك الحجة بذلك. 
"لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ".
وأصل القدر سر الله تعالى في خلقه، لم يطلع على ذلك ملك مقرب، ولا نبي مرسل، فمن انقاد واستسلم لما جاء في الأدلة الشرعية، نجاه الله، ومن أراد بعقله الضعيف المتحير أن يخوض في هذه الأمور وفي هذه الأسرار فإنه يكون سبباً لضلاله، أعاذنا الله وإياكم من الضلال، وثبتنا الله وإياكم على الإيمان، والتوحيد.