إرشاد الناس إلى علاج الوسواس«

 

بسم اللــــه الرحمـــــــــن الرحيم

 

نصيحة قيمة تضمنت نصائح عظيمة  حول  " الوسواس وعلاجه" بعنوان

 

»إرشاد الناس إلى علاج الوسواس«

 

للشيخ الفاضل أبي عبد الله محمد بن علي بن حزام الفضلي البعداني حفظه الله والتي كانت ضمن درس:

 

 الأدب المفرد للإمام البخاري رحمه الله."باب الوسوسة

 

قال أبو عبد الله وفقه الله وسدده.

 

قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في الأدب المفرد، حدثنا محمد بن سلام قال أخبرنا عبدة  عن محمد بن عمرو وهو ابن علقمة قال حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه  قالوا يارسول الله إنا نجد في أنفسنا شيئاً مانحب أن نتكلم به وإن لنا ما طلعت عليه الشمس "  أي الدنيا بما فيها، قال أوقد وجدتم ذلك قالوا نعم : قال ذاك صريح الإيمان

 

قال أبو عبد الله وفقه الله وسدده 

 

 الحديث في صحيح مسلم بدون قوله مانحب أن نتكلم به ولنا ماطلعت عليه الشمس

قوله ذاك صريح الإيمان أي تعظيمهم لهذا الأمر وخوفهم منه _ تخوفهم من هذا الأمر واستعظامهم لذلك , وقولهم ما نحب أن نتكلم به ولو أن لنا ماطلعت عليه الشمس _  يدل على إيمان قوي في قلوبهم، فالوسوسة بنفسها ليس هي التي مدح عليها _ التي أثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فيه هو استعظامهم الأمر  وقولهم مانحب أن نتكلم به ولنا ماطلعت عليه الشمس.

 

» قال وعن حريز عن ليث عن شهر بن حوشب! !!وليث هو ابن أبي سليم فيه ضعف وشهر بن حوشب أيضاً فيه ضعف ,  قال دخلت أنا وخالي على عائشة رضي الله عنها فقالت : إن أحدنا يعرض في صدره ما لوتكلم به ذهبت آخرته ولو ظهر لقُتل به : قال فكبّٙرت ثلاثاً ثم قالت : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : إذا كان ذلك من أحدكم فليكبر ثلاثاً فإنه لن يحس ذلك إلا مؤمن !! وهذا السياق ضعيف _ ليث وشهر كلاهما ضعيف .

 

» وعن عقبة بن خالد السكوني قال حدثنا أبو سعد سعيد بن مرزبان قال : سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لن يبرح الناس يسألون عن حتى يقولوا الله خالق كل شيء فمن خلق الله "" الحديث في الصحيحين متفق عليه عن أنس رضي الله عنه وبنحوه أيضاً بمسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه .وفي حديث أبي هريرة قال : فليستعذ بالله ولينته، وفي رواية فليقل آمنت بالله وبرسله " وهو متفق عليه أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه .

 

» وفي هذا تعظيم الوسوسة وعدم الانجرار حولها _ إياك أيها المسلم أن تنجر حول الوسواس _ استعذ بالله من الشيطان الرجيم، كلما أتاك الوسواس سواء في أمور العقيدة _ في أمور البعث والنشور _ في اليوم الآخر _ في الله سبحانه وتعالى وفي ذاته وفي أسمائه وصفاته وكذلك في القدر أو في الطهارة _ أو كذلك في الصلاة أو غير ذلك _ أعظم علاج للوسواس أن تعرض عنه ولو كان ثقيلاً على نفسك : خالفه، ولو رأيت في نفسك الضيق ما هي إلا أيام ويذهب عنك الوسواس _ خالفه وليس عليك إثم، إذا رأيت نفسك قد كثر عليك هذا الأمر فخالفه وليس عليك أثم، فكثير ممن يصاب بالوسواس يخشى على نفسه أن يقع بالذنب وإذا بالشيطان يجرجره حتى يوقعه في الحرج العظيم ، فعلاج الوسواس أن تخالفه _ خالفه: يقول أنت لست على طهارة فقل بلى أنا على طهارة ولا تلتفت إليه _ صلِ وليس عليك إثم، ما قرأت الفاتحة _ قل بلى قد قرأتها وصلِ وليس عليك إثم ولا ذنب  _ هذا في حق من كثر عليه أما الذي يأتيه نادر _ شك أقرأ الفاتحة أم لا فيبني على الأصل أنه ما قرأ، كذلك الطهارة يأتيه الشك نادرا هل هو على وضوء أو على وضوء فيبقى على الأصل أنه على غير وضوء، أو العكس يأتيه الشك هل أحدث أو ما أحدث يبقى على الأصل أنه ما أحدث وهكذا يبقى على اليقين، لكن متى ما تسلط الشيطان وكثر الوسواس صرت دائماً تفكر في هذا الأمر فاعلم أن هذا من قبل الشيطان .

 

 علاج الوسوسة :

 

الإعراض عنها والمخالفة _ خالف وليس عليك أي ذنب، بل أنت بمخالفتك مأجور لأنك تجاهد الشيطان، لا تخشٙ على نفسك أنك ستقع في الذنب ؟ : لا العكس أنت مجاهد للشيطان فإن شاء الله أنت مأجور، لاتلتفت إلى وسواس الشيطان، وكم يأتي من إخوة كثر يسألون عن هذا الأمر وهذا أعظم علاج للوسواس المخالفة _ أنت تخاف أنك ماقرأت الفاتحة اجعل نفسك قد قرأتها ولاتبالي وليس عليك أي ذنب وصلاتك صحيحة، وكذا الوضوء وكذا أيضاً أمور العقيدة أعرض عنها _ يقول أنت ستشك بالله !! قل لا أنا ما أشك بالله آمنت بالله ورسله , يأتي الشيطان حتى إلى قلب الإنسان يقول أنت تشك في الله يخوفه وهو مايشك وهوعلى يقين بالله مؤمن بالله وكتابه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره _ من أين جاء الشك !! ماجاء إلا من قبل الشيطان، قل آمنت بالله ورسله وأعرض عن هذا _ أعظم علاج هو الإعراض لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم" فليستعذ بالله ولينته " اعمل بنصيحة النبي صلى الله عليه وسلم انتهِ عن هذا الوسواس وخالفه_ هو يقول أنت تشك في اليوم الآخر ؛!! أنت قل ما أشك - أنا مؤمن بالله عزوجل ، ويقول أنت لست على طهارة ! قل أنا على طهارة، خالف الوسواس في جميع أمور الوسواس حتى في مسائل الأمراض، سيأتي الموت ! : قل متى ماقدر الله أنه سيأتي سياتي، فبعضهم أيضاً يأتيه الشيطان من قبل الموت _ يبقى ليله ونهاره وهو متخوف من الموت متى سينزل _ طيب قل له قد مر عليك شهر ولا أتى هذا الموت !! - ماسيأتي إلا بالوقت المؤجل "" 

قال الله تعالى{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }الأعراف٣٤, وآخر في الأمراض سيصاب بكذا وكذا من الأمراض _ خالفه قل الأمر لله مايحصل إلا ماكتب الله، وأيضاً قنع نفسك ربما لك مدة شهر أو شهرين سنة نصف سنة وأنت سيأتي الموت - سيأتي ما أتى _ أو سيأتي المرض لك مايقارب السنة ونصف السنة أو السنتين وأنت متخوف من الأمراض !! ما أتى المرض _ طيب قنع نفسك أن هذا من قبل الشيطان ولاتلتفت إليه أبدا , الوسواس باب خطير ويتعب الإنسان تعباً عظيماً، فهذا علاجه _ المخالفة والإعراض وعدم المبالاة وكثرة الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وكذلك من العلاج كثرة الذكر _ حافظ على أذكار الصباح والمساء، أذكار النوم والاستيقاظ وكذلك قراءة المعوذات بكثرة _ ويرقي نفسه أيضاً بقراءة قل هو الله أحد والمعوذتين بكثرة ويمسح على صدره ويذهب بإذن الله تعالى، وكذلك مجالسة الصالحين مجالسة حلقات العلم _ والبعد عن أماكن اللهو وأماكن المعاصي والفسوق _ فيها يتسلط الشياطين، والله المستعان، فهذا أمر مهم، والنبي صلى الله عليه وسلم فرح فرحاً عظيماً لما استعظم الصحابة هذا الوسواس : استعظموه وخافوا منه ففرح صلى الله عليه وسلم وأمرهم بالانتهاء عنه، في حديث ابن عباس عند أحمد قالوا يارسول الله "" إن أحدنا يجد في نفسه ما إن يخر من السماء خيرٌ له من أن يتكلم به_  قال الله أكبر, الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة""، إذاً هذا هو العلاج، مهما بحثت ما ستجد إلا هذه العلاجات التي ذكرتها لك، وأيضاً ستتعب نفسك إذا ما اقتنعت بهذا الذي ذكرناه ستتعب نفسك -  ستبقى تتنجر معه وتعيد الوضوء مرة ثانية وتعيد الصلاة مرة ثانية وإذا بك قد فتحت على نفسك الوسواس واتعبت نفسك ووقعت في الحرج _ وقعت في الإحداث في دين الله بكثرة الإعادة، فلا تلتفت إلى هذا وأبواب الشيطان في الوسواس كثيرة كلٌ يأتيه من الجهة التي يخافها، بعضهم يأتيه من باب الخوف من الرياء، وبعضهم يأتيه من باب الطهارة وبعضهم من باب الفاتحة باب الصلاة، بعضهم من أمور العقيدة وبعضهم في باب القدر _ أمور كثيرة من أبواب الشيطان، والمسلم يعمل بالأدلة الشرعية _ ماترك النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً فيه خير إلا دلنا عليه ولا ترك شراً إلا حذرنا منه، قال عليه الصلاة والسلام " فليستعيذ بالله ولينتهي " نعمل بما أمرنا به نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

 

       والحمـــــد للّه رب الـعالـمين

________________________

http://www.sh-ibnhizam.com/sermons-details.php?Post=Tips&ID=148