سؤال: ما هي الخصائص التي اختص بها النبي صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأنبياء؟
الجواب: خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة, ولكن ما عندنا تحديد, كان الأنبياء يفعلون أو لا يفعلون مثل ذلك، فخصائص خصت بهذه الأمة معلومة وهي كثيرة فما نص على أنه من خصائص الأمة, ومن خصائص النبي صلى الله عليه وسلم, ولم يكن على عهد الأنبياء السابقين, هذا تستطيع أن تجزم أنه من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم, وليس من خصائص الأمة، وما خُص به النبي صلى الله عليه وسلم عن أمته فقط, عن بقية الأمة, وليس عندك دليل هل هو من خصائصه عن الأنبياء السابقين, فهذا ما تستطيع أن تجزم بأنه مخصص به من بين الأنبياء:
المثال الأول: أحلت الغنائم لنبينا صلى الله عليه وسلم, قال: «ولم تحل لأحدٍ قبلي» فهذه من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم, التي اختص به عن الأنبياء السابقين, وأيضًا الخمس التي ذكرهن في حديث جابر المتفق عليه, قال صلى الله عليه وسلم: «أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لِي المَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً», فهذه من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم عن باقي الأنبياء, ومن الخصائص التي خص بها عن أمته, أنه كان يواصل الصيام لكن ما عندنا دليل أن الأنبياء قبله كانوا يواصلون أم لا, ومن خصائصه التي خصص بها دون أمته, أنه له أن يتزوج بأكثر من أربع, فقد كان في الأمم السابقة ربما تزوجوا بأكثر من ذلك, فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه, عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عليهما السلام: «لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى مِائَةِ امْرَأَةٍ, أَوْ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ كُلُّهُنَّ, يَأْتِي بِفَارِسٍ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ», فمحتمل أنهن جواري, أو غير ذلك, وكذلك من خصائصه أنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يكتب له الأجر كاملًا إذا صلى النافلة قاعدًا, ففي مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو, قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم, قَالَ: «صَلَاةُ الرَّجُلِ قَاعِدًا نِصْفُ الصَّلَاةِ», قَالَ: فَأَتَيْتُهُ, فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي جَالِسًا, فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى رَأْسِهِ, فَقَالَ: «مَا لَكَ؟ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو", قُلْتُ: حُدِّثْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَنَّكَ قُلْتَ: «صَلَاةُ الرَّجُلِ قَاعِدًا عَلَى نِصْفِ الصَّلَاةِ», وَأَنْتَ تُصَلِّي قَاعِدًا, قَالَ: «أَجَلْ, وَلَكِنِّي لَسْتُ كَأَحَدٍ مِنْكُمْ», وأمور أخرى, فما ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم أنها من خصائص هذه الأمة, عن الأمم السابقة, فتستطيع أن تجزم بها أنه خص بها من الأنبياء السابقين, نعم بعث إلى الناس كافة وكان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة.
سؤال: يقول هل الأنبياء معصومون من صغائر الذنوب؟
الجواب: نعم معصومون من كبائر الذنوب, ومن صغائر الذنوب الخسيسة, التي تشين وتحلق صاحبها بالنقص, وأما إن يقع في ذنب صغير, فلا يقرون على معصية, لا صغيرة, ولا كبيرة, معصومون من الإقرار على الصغائر, ومعصومون من الكبائر, ومعصومون من الصغائر الخسيسة مطلقًا, لقول الله: سبحانه وتعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا } لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [الفتح: ١ – ٢].
أثبت الله له ذنبًا متقدمًا, وأثبت له ذنبًا متأخرًا, وغفر الله له ذلك, وجاء في الصحيحين عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ, عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي, وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي, وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي هَزْلِي وَجِدِّي وَخَطَايَايَ وَعَمْدِي, وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي», لكنهم ما يقرون على صغيرة أبدًا, وعندهم من الأعمال والتوبة ما تمحو كل ذنب, إذًا خلصنا من هذا, أنهم معصومون من الكبائر مطلقًا, وسواء كان قبل النبوة أم بعد النبوة, ومعصومون من الشرك والكفر قبل النبوة وبعد النبوة, وكذلك معصومون من الصغائر الخسيسة, مثل سرقة حبة, أو كذبة صغيرة كما يقال, أو ما أشبه ذلك, هذه خسيسة, بقي صغائر ليست خسيسة, أيضًا معصومون من الإقرار عليها, ما يبقى على معصيته, معصوم من ذلك أيضًا, إذًا قد يحصل ذنب صغير فيسارع إلى التوبة, وما أكثر استغفارهم, في مسلم عَنِ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ, وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ, أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم, قَالَ: «إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي, وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ, فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ», فهم معصومون أيضًا من الإقرار عليها, ما يقرون على معصية, مثلًا قتل موسى عليه السلام لنفس لم يؤمر بقتلها, هو ما قصد قتلها, ولكن عده لنفسه ذنبًا, كما في الصحيحين في حديث الشفاعة الطويل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عيله وسلم: وفيه قال موسى عليه السلام: «وَإِنِّي قَدْ قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا, نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي», وآدم عليه السلام, أكل من الشجرة, ولم يقر على ذلك وتاب واستغفر, هذه الأمثلة واضحة.
سؤال: يقول الأخ السائل هل الأنبياء معصومون من الصغائر كلها, فما حكم من يقول ذلك؟
الجواب: الذي عليه أهل السنة والجماعة أنهم يقولون: "بعصمة الأنبياء من الإقرار على الصغائر", وهذا يعد من الظلم, أن ينسب الشخص إلى قول الباطل, بأن يطلق على أن النبي صلى الله عليه وسلم غير معصوم من الذنب الصغير, أو غير معصوم من الخطأ الصغير, هذه عقيدة أهل السنة والجماعة, فمن نسب القائل بذلك إلى أنه أخطأ في حق النبي صلى الله عليه وسلم, أو أنه أجرم في حق النبي صلى الله عليه وسلم, فهو ينسب جميع أهل السنة, فقد نقله شيخ الإسلام عن أهل السنة والجماعة, أنهم يقولون: "بعصمة الأنبياء من الإقرار على الصغائر".
سؤال: يقول السائل هل الطوفان في عهد نبي الله نوح عليه السلام, شمل الكون بأكمله, أم منطقة نوح وقومه, وهل صار الناس بعد الطوفان كلهم مسلمين؟
الجواب: الطوفان في عهد نبي الله نوح عليه السلام, أغرق الأرض, قال الله سبحانه وتعالى: {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [هود: ٤٤], وليس عندنا من الأدلة ما يدل على أن الطوفان شمل الأرض كاملة, فالله أعلم, قد يكون شمل الأرض كلها, وقد يكون اقتصرت على أماكن تواجد قومه, وقوله: هل صار الناس بعد الطوفان مسلمين كلهم؟ نعم. أغرق الله سبحانه وتعالى الكافرين, وما بقي إلا المسلمون.
يقول الله سبحانه وتعالى: {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ} [هود: ٤٠], ما بقي إلا من آمن معه, وقوله سبحانه وتعالى: {قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} [هود: ٤٠], فيها احتمال أن الغرق شمل الأرض كلها, حتى تبقى الأمم, محتمل هذا, وقوله سبحانه وتعالى: {وَفَارَ التَّنُّورُ} [هود: ٤٠], وهي أماكن خروج النار, خرج منها الماء, الإشارة بقوله: {قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ}, اشارة طيبة, أي أنهم ما سيبقى أحد إلا وسيغرق كلهم, وما كان يوجد إلا قوم نوح عليه السلام, لكن هل عمم الغرق الأرض كلها, هذا محتمل.
سؤال: يقول السائل قول نوح عليه السلام, {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الأرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نُوح : 26], أفلا يتعارض مع قوله صلى الله عليه وسلم: «وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً», ونوح أغرق جميع من في الأرض, إلا من كان معه في السفينة؟
الجواب: نعم. لم يكن في الأرض إلا قومه عليه السلام, فأرسل إليهم, إذًا لا يتعارض مع الآية.
سؤال: هل هناك نبي أو رسول قبل نوح عليه السلام ؟
الجواب: أما نبيٌ فنعم. آدم عليه السلام قبل نوح عليه السلام, وبعضهم يذكر أيضًا إدريس عليه السلام أنه قبل نوح عليه السلام: اشتهر في التواريخ والسير أنه قبل نوح عليه السلام ، وليس عندنا من الأدلة ما يُصرح بذلك, ليس عندنا من الأدلة الصحيحة ما يثبت ذلك, ولكن اشتهر في التواريخ والسير جدًا، على كلٍ آدم ثبتت نبوته لحديث: «هل كان آدم نبيًا قال نعم كان نبيًا مُكلما», عن أبي أمامة عند الطبراني وابن حبان وهو حديثٌ صحيح، وإدريس نبوته ثابتة, يقول الله سبحانه وتعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا} [مريم: ٥٦], فإن كان قبل نوح عليه السلام فهو أيضًا مما يعترض به على هذه المقال.
وأما رسول فنوح أول الرسل إلى أهل الأرض نوحٌ عليه السلام, أول الرسل إلى أهل الأرض, قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة: «فيقول الناس يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وقد سماك الله عبدًا شكورا اشفع لنا إلى ربك»، والله سبحانه وتعالى يقول: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} [النساء: ١٦٣], فما الفرق بين النبي والرسول, لأننا قلنا إذا كان نبيًا فنعم آدم قبل نوح وإذا كان رسولًا فلا: فيحتاج إلى أن نعلم ما هو الفرق بين النبي والرسول .
* ذكره شيخ الإسلام رحمه الله في كتاب النبوات: أن النبي والرسول كلاهما منبأ من الله, وينبئ بما نبأه الله سبحانه وتعالى, كلاهما يوحى إليه, وكلاهما يبلغ, ولكن امتاز الرسول عن النبي, بأنه يُبعث إلى قومٍ مخالفين يدعوهم إلى التوحيد, فامتاز الرسول بمزية زائدة على مجرد النبوة، ولذلك قال بعض أهل العلم في نبينا صلى الله عليه وسلم: "نبئ بإقرأ, وأرسل بالمدثر"، قوله: "نبئ بإقرأ" أي أوحي إليه نزل عليه الوحي: يقول الله سبحانه وتعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ } اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ } الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ } عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: ١ – ٥], فهنا صار نبيًا صلى الله عليه وسلم, بهذا وأرسل بالمدثر لما أمره الله سبحانه وتعالى, وبعثه الله سبحانه وتعالى, إلى قـومه المكذبين, يقول الله سبحانه وتعالى: { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ } قُمْ فَأَنْذِرْ } وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ } وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ } وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: ١ – ٥], يعني الأصنام, إذًا هذا أحسن تفريق ذكر في هذه المسألة .
سؤال: ما هو الدليل على أن أسماء الأنبياء العربية أربعة نبينا صلى الله عليه وسلم: "محمد, وشعيب, وهود, وصالح", صلوات الله وسلامه عليهم؟
الجواب: هؤلاء من العرب كلهم، وأسماؤهم كلها عربية، فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم من نسل إسماعيل عليه السلام, وهو عربي، ولكن إسماعيل عليه السلام, كان مسمى من أبيه باللغة الأعجمية، قبل أن ينشأ إسماعيل على العربية، وشعيبٌ أيضًا من أهل مدين وهي عربية، هودٌ كذلك من عاد وهي عربية وصالح كذلك من ثمود وهي عربية، قبيلة عاد, وثمود, ينتهي نسلهم إلى سام ولد نوح أبو العرب .
سؤال: هل الدعاء: «اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا» _أي على الكافرين _ هل يعد من الاعتداء في الدعاء؟
الجواب: كأن الأخ استشكل أن الكفار لا يزالون إلى قيام الساعة: قد قدر الله سبحانه وتعالى كونًا أن الحق والباطل لا يزالان إلى قيام الساعة, فكيف يقال ولا تبقي منهم أحدا, والجواب: هذا ليس من الاعتداء بالدعاء, قد دعا صحابي رضي الله عنه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم, ولم ينكر عليه أحد, بل رووا الحديث عنه, والصحابي الذي دعا به هو خُبيب رضي الله عنه, عند أن أسره الكفار, فدعا عليهم بذلك، وأما الاستشكال المذكور فكون الله سبحانه وتعالى قد قدر أن الشر لايزال, وأن الكفار لايزالون إلى قيام الساعة, فهذا لا ينافي أن يدعا عليهم أن يهلكهم الله، لا منافاة في ذلك، وقد كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقنت في صلاة الفجر في بعض أيامه ويدعوا على الكفار جملةً: "اللهم العن الكافرين اللهم عذب كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك", ويعمهم بالدعاء ويعمهم أيضًا باللعن, والإسناد صحيح كما في مصنف ابن أبي شيبة وسنن البيهقي، ونوح عليه السلام دعا كما في قوله سبحانه وتعالى: {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الأرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا } إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح: ٢٦ – ٢٧], فلا شك أن هذا الأمر لا يتعارض مع الشرع, وليس من الاعتداء في الدعاء, كما أنك تدعوا للمسلمين جميعًا بأن يدخلهم الله الجنة, وقد علم يقينًا أن بعض المسلمين سيعذبون في نار جهنم, وهم من أهل الكبائر ثم يخرجون، هذا لا ينافي أن تقول اللهم اغفر لجميع المسلمين, اللهم ادخل جميع المسلمين الجنة, هذا لا ينافي أن يجعل الله سبحانه وتعالى دعائك على من أراد سبحانه وتعالى, وأنت مأجور على دعائك .
سؤال: يقول السائل في سورة الصف, يقول الله سبحانه وتعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ} [الصف: ٦], ولم يقل مثل موسى عليه السلام: "يا قومي", ما الفرق بين قول: "يا بني اسرائيل" و قول: "يا قومي"؟
الجواب: عيسى ابن مريم عليه السلام, هو نبي من أنبياء بني اسرائيل, ولكنه ليس مرسلًا لجميع بني اسرائيل, لأنه جاء بعد فترة كبيرة, فقد تقدمه رسل كثر, رسل بني اسرائيل, فليسوا بني اسرائيل كلهم قوم عيسى عليه السلام ؟
سؤال: يقول ما هو السبب أن الله سبحانه وتعالى أمر موسى عليه السلام أن يخلع نعليه؟
الجواب: السبب أنه في الوادي المقدس, وهذا كان من شريعة موسى عليه السلام أن يخلع النعلين في ذلك المكان المقدس, فلا يقاس عليه أنه يلزمنا أن نخلع بعرفات ومزدلفة, لأنها شعائر مقدسة, هذا أمر خاص في شريعة موسى عليه السلام, أما شريعتنا, فالنبي صلى الله عليه وسلم صلى بنعليه, كان يصلي بنعليه في المسجد النبوي, وفي المسجد الحرام, ولم يأمر أحدًا من الصحابة رضي الله عنه أن يخلع عند أن حج البيت, وعند أن نزل مزدلفة, وعند وقف بعرفات, ما أمر أحدًا أن يخلع نعليه.
سؤال: التوراة والإنجيل أكانت باللغة العربية, أم بلغة موسى وعيسى عليهما السلام؟
الجواب: نعم بلغتهم قال سبحانه وتعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم: ٤], بالعبرية أو السريانية .
سؤال: هل الله سبحانه وتعالى تكلم مع الأنبياء السابقين بغير اللغة العربية؟
الجواب: نعم. لاشك أنه سبحانه وتعالى تكلم معهم بما يفهمونه, قال سبحانه وتعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم: ٤], فموسى عليه السلام كلمه الله سبحانه وتعالى, قال سبحانه وتعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: ١٦٤], كلمه بما يفهم, وموسى عليه السلام لغته ليست اللغة العربية فكلمه بما يفهم .
سؤال: هل أم إسماعيل عليه السلام هاجر, كانت قبل زواجها من إبراهيم عليه السلام جارية؟
الجواب: نعم. كانت جارية ثم أعتقها وتزوجها، وهي التي أخدمها ذلكم الملك الجبار أخدمها سارة، لما دخل إبراهيم وامرأته سارة في أرض مصر, فقيل للملك إنه دخل أرضك امرأة جميلة لا ينبغي لها أن تكون إلا لك, قال أتوني بها, فذهبوا وأتوه بها, فقام ابراهيم إلى الصلاة فابتلي ببلوى فقال لها: إذا سألك فقولي إنك أختي فإنك أختي في الإسلام، فليس على وجه الأرض مسلم غيري وغيرك, فلما أدخلوها عليه كانه أرادها بالشر, فكان الله سبحانه وتعالى يصيبه بالشلل حتى يسقط على الأرض ولا يتحرك, فتقول اللهم إنك إن قتلته يقولون هي قتلته, فيفرج الله عنه, يُطلقه الله سبحانه وتعالى, ثم يريدها بالشر مرة أخرى, فيأخذه الله سبحانه وتعالى بالشلل مرتين أو ثلاثة, فقال أتيتموني بشيطان, ولم تأتوني بإنسان, ثم أعطاها هاجر وهي أم اسماعيل, فتزوجها إبراهيم عليه السلام, فولدت له إسماعيل عليه السلام.
سؤال: يقول ما هو الراجح في الذبيح, هل هو إسماعيل عليه السلام, أم هو إسحاق عليه السلام ؟
الجواب: الراجح في المسألة, أن الذي أمر الله سبحانه وتعالى بذبحه, أنه إسماعيل عليه السلام, لأنه هو الأكبر, ولأنه بشر به ابراهيم عليه السلام قبل إسحاق, والله سبحانه وتعالى لما ذكر قصة إسماعيل عليه السلام, قال الله سبحانه وتعالى: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ} [الصافات: ١١٢], بعد ذكر إسماعيل عليه السلام, فدل على أن الذي هم بذبحه هو إسماعيل عليه السلام, وليس إسحاق عليه السلام, وأيضًا ذكر بعض أهل العلم أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر إسحاق عليه السلام, قال الله سبحانه وتعالى: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ}