سؤال: يستدل بعض المبتدعة بقاعدة, " الغاية تبرر الوسيلة ", يستدلون على هذه القاعدة بقاعدة الفقهاء, " الوسائل لها أحكام المقاصد"؟
الجواب: أما القاعدة الأولى: فهي قاعدة إلحادية لأن قوله «تبرر» أي تحلل الوسيلة وإن كانت محرمه, فهذه قاعدة إلحادية, معناها: "أن الإنسان يستبيح من أجل تحقيق مقصده أي وسيلة"، وهذا كلام باطل, فالله سبحانه وتعالى أمر الناس بطاعته, فلا يجوز أن يقترف المعصية من أجل أنه يحقق أمر خير، والله سبحانه وتعالى حرَّم على المسلم أن يقصد بعمله سيئًا, ثم كيف يقترف الشرك بالله سبحانه وتعالى, ويقول أنا أريد الإصلاح: قد أفسد من بداية أمره غاية الفساد، كيف يقع في كبائر الذنوب والبدع وغيرها بحجة أنه يريد الإصلاح، {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} [البقرة: ١١ – ١٢], فهذا غاية الإفساد.
وأما قاعدة الفقهاء: "الوسائل لها أحكام المقاصد", فقد بينوا أن مقصودهم في أمورٍ خاصة, وهي إذا كانت الوسيلة مباحة ليست محرمة شرعًا, لم يأتِ النهي عنها شرعًا, فيصير لها حكم القصد، إذا كان ذلك الواجب الذي يُراد تحقيقه لا يتم إلا بهذه الوسيلة صارت الوسيلة واجبة لها حكم المقصد، بشرط أيضًا أن لا يمكن تحقيق ذلك الواجب إلا بهذه الوسيلة, إذًا اشترطوا الأمر الأول أن تكون الوسيلة مباحة شرعًا, والأمر الثانــــي: أن لا يتحقق ذلك المقصد إلا بتلك الوسيلة فقط, فتأخذ حكم المقصد إن كان واجبًا "فلا يتم الواجب إلا به فهو واجب", وإن كان مستحبًا ولا يتم إلا بهذه الطريقة فهو مستحب أخذ حكمه, إذًا هذا هو المقصود عند الفقهاء, وليس المقصد أن الإنسان يقترف المحذور لتحقيق بعض فعل الخير, فهذا لم يقله أحد من أهل العلم, والأصل أن الإنسان يحتج بالأدلة الشرعية, والقول في القاعدة الشرعية, تحتاج إلى ضبط بالأدلة الشرعية .
سؤال: يقول ما رأيكم في هذا المقالة: "كل نص عام لم يجرِ عليه العمل من السلف على جزء من هذا النص العام, فالعمل في هذا الجزء العام من البدع الإضافية"؟
الجواب: نعم. هذه قاعدة صحيحة, قد ذكرها الشاطبي رحمه الله في الاعتصام, وقررها الإمام الألباني رحمه الله في جلسات كثيرة.
سؤال: يقول يوجد جمع من العلماء يعبرون بقولهم هذا خلاف السنة, فهل هناك فرق بين قوله هذا وبين قوله هذا بدعة؟
الجواب: نعم. قوله خلاف السنة, قد يطلق ويراد به البدعة أيضًا, خلاف السنة, أي أن هذا العمل الذي تعمله ليس من السنة, إنما هو من البدع, وقد يطلق هذا اللفظ ويريد أنه ليس من السنة هذا العمل, ولكنه مكروه, كما يقال ليس من السنة تركك السواك, فيكون المراد به خلاف المكروه, يراد به أنه خلاف السنة ولا يراد به التبديع, فقوله خلاف السنة, عبارة تشمل أن هذا العمل بدعة, وتشمل أنه مكروه, وتشمل أيضًا أنك تركت الأفضل, فهي عبارة أوسع.
سؤال: يقول السائل ما حكم الاستماع إلى صوت قارئ عرف بالبدعة والانحراف؟
الجواب: ينصح بالاستماع إلى أهل السنة, ومن عرف بالبدعة والانحراف فلا يستمع له, لأنه منحرف, إذا سمعت له, والآخر يستمع له, فينتشر بين الناس فيحبونه, فيتأثرون بانحرافه.
سؤال: لماذا ينقل العلماء عن أبي حامد الغزالي على سبيل الاستشهاد بأقواله, وعنده من الانحرافات والتصوف والفلسفات ما هو معلوم, بل ويصفه الذهبي بحجة الإســلام والبحر والإمام الكبير, واختصر كتابه ابن قدامة في منهاج القاصدين, وخرج العراقي كتابه الإحياء خرج أحاديثه؟
الجواب: لعل هؤلاء الذين ذكرتهم ينقلون عنه ويستشهدون بأقواله, لِما نقل عنه من توبته قبل موته, فقد ذكروا في ترجمته أنه ندم وتاب قبل موته, وعلى هذا فينبه على الضلالات الموجودة في كتبه, ومن نقل شيئا عن هذا الرجل فيحتاج إلى أن ينبه الناس أن عنده انحرافات وضلالات حتى لا يغترون به, وكذلك يجب على من نقل عنه أن يُنبه على ما حصل في كتبه من الضلالات لاسيما كتابه إحياء علوم الدين, الذي فيه انحرافات كبيرة, وفيه تصوفات كبيرة, وفيه تمجيد للصوفية, بل وفيه نقولات عن أهل الحلول والاتحاد والعياذ بالله .
وعلى هذا فلا تنقل عنه, وإن نقلت عنه كما نقل عنه بعض أهل العلم, فلابد من بيان حاله والله المستعان.
سؤال: يقول ما حكم من يقول أنتم يا أهل السنة متشددون؟
الجواب: هو قد يقصد بقلبه أشخاص معينين, وهذا اللفظ خطأ عظيم بلا شك, لكن هو لا يقصد النبي صلى الله عليه وسلم, ولا أصحابه رضي الله عنهم, وهو إذا أطلق كلمة تتناول السب وهو لم يقصدها, يقولون أنه لا يقع في الكفر, لكن يعتبر عاصي, عليه التوبة.
سؤال: يقول تفسير الظلال للسيد قطب, هل يستفاد منه؟
الجواب: عنده بعض الأخطاء وبعض المخالفات الشرعية, فيترك ويستفاد من كتب أهل السنة والجماعة, وما أكثرها في التفسير, ومن أحسنها تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى, وتفسير ابن جرير رحمه الله, وتفسير البغوي رحمه الله, هذه يستفاد منها.
سؤال: ما الفرق بين المداراة والمداهنة, وكيف يتعامل من يعيش في مكان تكثر فيه المعاصي, خاصة أن أهلها معتادون عليها, ويظنون أنها ليست مخالفات، فما النصيحة؟
الجواب: أما الفرق بين المداراة والمداهنة, فالمداهنة: "أن يجاري إنسانًا على خلاف الحق على المعاصي فيسكت عن باطله ويجاريه عليه دون إنكار", قال الله سبحانه وتعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [القلم: ٩], أي يود الكفار لو يتغاضى نبينا صلى الله عليه وسلم عنهم, ولا ينكر عليهم شركهم, ولا ينكر عليهم مخالفاتهم لدين الله سبحانه وتعالى, فيداهنونه، فهذا محرم ولا يجوز للمسلم أن يجاري العاصي, يغره بذلك إما بالمدح, أو بالثناء, فيغره على معصيته, فهذا إثم عظيم وإعانة على الباطل، والمداراة: "لا يكون فيها ارتكاب معصية ولا إقرار لذنب, أو لمعصية, فيُحَسّن كلامه مع الشخص, دون إقرار لمعصية, ودون أن يُشعره بإقراره بالمعصية"، فالفرق بينهما كبير .