سؤال: يقول السائل هل له أن يهجر رحمه الذي يأكل الربا, ويشتغل به ولا يتركه, وآخر من أرحامه له شبه كثيرة, من أهل الأهواء والدنيا, ولا يقتنع إلا برأيه, ويجادل, وهما خالاه, ويخشى على نفسه منهما؟

الجواب: صلة الرحم تكون بالنصيحة أيضًا, كما تكون بالزيارة, ولا يلزمك أن تجالسهما, وهما على هذا الحال, تخشى على نفسك منهما, ابتعد وراسلهما بالنصيحة, وإذا التقيت بهما, فسلم عليهما, وناصحهما, وإن كان هجرك لهما يجعله يترك باطله, فلك أن تهجره, إذا كان هجرك له, ترك السلام, وترك الزيارة, يجعله يترك باطله, فلك ذلك, وإن رأيت أنه يزداد عتوًا ونفورًا, فلا تهجره, وعليك بالكلمة الطيبة, والله المستعان, دون مجالسة لهما.

سؤال: يقول كيف يمكنه التخلص من الذنوب, فإن الذنوب منتشرة, ويخالطهم, من التصوير, ورقص البرع, ومضغ القات, ومجالسة أهل السوء؟

الجواب: عليك أن تترك هذه الأمور, إن كنت ما زلت تعمل شيئًا منها, وعليك أن تتوب إلى الله سبحانه وتعالى, وأن تبتعد عنها, وإن كنت تخالط من يفعلها فعليك النصيحة لهم, يقول الله سبحانه وتعالى: {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [المائدة: ٩٩], ويقول الله سبحانه وتعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ* لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمصَيْطِرٍ} [الغاشية: ٢١ – ٢٢], وإذا استمروا على ذلك فلا تخالطهم في وقت المعصية, ابتعد عن مجالستهم, وابتعد عنهم مطلقًا, إلا إذا كانوا من أقاربك, أو ممن تضطر إلى مخالطتهم, فلا تخالطهم في وقت المعصية, وعليك بالنصيحة.

سؤال: هناك منظمات تابعة لدول كافرة, كالمنظمة الفرنسية وغيرها, توزع أموالًا للفقراء والمساكين, فهل يجوز أخذ أموال منها؟

الجواب: يجب على المسلمين أن يحذروا من هذه المنظمات الكافرة, ولا يغتروا بها, وإن أخذوا شيئًا منها, فلا يكون بتسجيل معهم, ونحو ذلك, حتى لا يؤثروا على الناس, ربما أدى بهم إلى التنصير, إن جاءتهم شيء من هذه المنظمات بدون شروط, وبدون قيود, وكذلك ما يجالسهم, فلا بأس أن يأخذ وليس عليه أثم في ذلك, لأنها داخلة أولًا: من قبل الدولة, بإذنٍ من الدول, ثانيًا: إذا أمنت الفتنة والتأثر بهم, وأما إذا لم تحصل هذه الأمور, وكان يؤدي إلى مجالسة أصحاب هذه المنظمة والتأثر بهم, أو كذلك يأخذون عليك شروطًا أو قيودًا, فتجتنب ذلك, ولا تأخذ منهم شيئًا.

سؤال: ماحكم مجالسة غير المسلمين في العمل والأكل معهم؟

الجواب: تقدم أن الإنسان لا يجالس جليس السوء, والكافر أعظم سوءًا من مجرد قاطع الصلاة، فالكافر يجب أن تبتعد عنه، وإذا جمعك معه عملٌ طارئ فلا بأس, أما أن تجتمع معه دائمًا في العمل, فلا يجوز ذلك، وتبتعد عن مجالسة الكفار, وكذلك الأكل معه, إن جمعك به حالة نادرة وجعلتها دعوة إلى الله سبحانه وتعالى, وتدعوه إلى الإسلام فأمر طيب, وأما أن يكون هذا دائمًا’ فهذا يُذهب عنك البراء الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى به: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } [الممتحنة: ٤], ويقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}  [المائدة: ٥١], ويقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: ٥٧], {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المجادلة: ٢٢], ويقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [التوبة: ٢٣], والآيات كثيرة في ذلك والواجب هو البعد وأن كان أمرًا طارئًا فاجعله دعوة إلى الله سبحانه وتعالى ولا بأس عليك .

سؤال: يقول السائل هل يجوز تكفير الرافضة؟

الجواب: الروافض جملة, بحكم إجمالي يقال لهم كفار, كذلك الجهمية, وعندهم من الكفريات ما الله به عليم, من التزم نهج الرفض, كما يقولونه من أن القرآن ناقص, أو يتهمون عائشة رضي الله عنها الطاهرة المطهرة, الصديقة يتهمونها بالزنا والعياذ بالله, أو يسبون الصحابة  رضي الله عنهم كلهم, إلا النفر اليسر, أو ما أشبه ذلك, فلا شك في كفرهم, لكن على التفصيل, لا يعين شخص بالتكفير, حتى تقوم عليه الحجة, وهكذا ايضًا الجهمية والله المستعان, وعامة أهل العلم على تكفيرهم إجمالًا.

سؤال: يقول ما حكم الفرق الضالة المخالفون للفرقة الناجية هل يخلدون في النار, أو يطهرون ثم يخرجون من النار, ويدخلون الجنة؟

الجواب: ظاهر الحديث أنهم ما يزالون تحت المشيئة, لأنه فرق بينهم وبين اليهود و النصارى, فرق بينهم وبين اليهود والنصارى, فهم معرضون للوعيد, معرضون للوعيد, وهم يستحقون النار إن أراد الله, إن شاء عاقبهم بعدله, وإن شاء رحمهم بفضله وتجاوز عنهم, والله المستعان, ولكن يجزم بأن بعض أهل الكبائر وهؤلاء المبتدعة بعضهم يدخل النار, ثم من كان موحدًا لم يصل به الحال إلى الكفر, يخرج منها.

سؤال: يقول السائل ما الفرق بين الرافضة والشيعة؟

الجواب: الروافض يطلقون على غلاة الشيعة, الذين حصل منهم أمور كثيرة مكفرة, والشيعة لفظ عام فيشمل الروافض ويشمل أيضًا من تشيعهم تشيعًا خفيفًا, وقعوا في البدعة ولم يقعوا في الكفر, كمن فضل علي رضي الله عنه على عثمان رضي الله عنه, وقال هو أحق الخلافة من عثمان, وتنقصوا معاوية  رضي الله عنه, وبعض الصحابة رضي الله عنهم فهؤلاء وقعوا في البدعة ولم يصلوا إلى حد الكفر.

سؤال: يقول الأخ نرجو من الأخوة إلا ينسوا من الدعاء على الرافضة؟

الجواب: نعم. هذا لا شك, لا ينبغي أن نغفل عن الدعاء عليهم, فهم لا يزالون يسعون ليلًا ونهارًا في نشر أفكارهم, وفي نشر الباطل في البلاد, فلا ينبغي أن يخلو يوم من أيامك, ولا ليلة من لياليك, إلا وأنت تدعو عليهم.

سؤال: يقول بعضهم يزيد توحيد الحاكمية في أقسام توحيد الله سبحانه وتعالى, فما الحكم؟

الجواب: ما ذكره السلف, السلف ذكروا الثلاثة الأقسام, فإفراد توحيد الحاكمية من أفعال بعض المعاصرين المبتدعة, لم يسبقوا إليه, فهو داخل في أي الأقسام؟, نعم الله سبحانه وتعالى يفرد بالحكم, كقول الله سبحانه وتعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} [الأنعام: ٥٧], وقول الله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُون} [المائدة: ٤٤], وقول الله سبحانه وتعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ} [آل عمران: ٨٣], {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: ٥٠], لكنه داخل في الألوهية, وفي توحيد الربوبية, وفي توحيد الأسماء والصفات, فهو من حيث أن الحكم لله سبحانه وتعالى, بمعنى أن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نحكم بحكمه, وأن لا نخالف ذلك, ولا نحكم بغير ما أنزل الله سبحانه وتعالى, هذا من توحيد الألوهية, فمن حيث أن الله سبحانه وتعالى أمرنا لا نحكم بغير حكمه, وأن الحكم بغير حكمه من الشرك, سواءٌ كان من الأكبر أو الأصغر, أو كان من الكفر الأصغر, أو الأكبر, من هذه الحيثية يدخل في توحيد الألوهية, لأن الله سبحانه وتعالى تعبدنا بذلك, ومن حيث أن الحكم له وحده, ليس لأحد من الناس أن يحكم, فالحكم لله وحده, فهو الذي يشرِّع ولا يشرِّع غيره, قال الله سبحانه وتعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى: ٢١], في أي قسم يدخل من هذه الحيثية؟, في توحيد الربوبية, ليس لأحد أن يحكم في دين الله سبحانه وتعالى بشيء من عنده, الحكم لله وحده, قال الله سبحانه وتعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [يوسف: ٤٠], ومن حيث أن الله سبحانه وتعالى من صفته الحكم, وأنه هو الحاكم يدخل في توحيد الأسماء والصفات, فالأمر عبارة عن استحداث في الدين لم يسبقوا إليه من أحد من السلف, ولا يستطيعوا أن يذكروا ذلك عن أحد من السلف, والثلاثة الأقسام مذكورة في كلام السلف, وقد ذكرنا بعضها في الدرس السابق, ذكرها ابن بطة في الإبانة, والنيسابوري عبد الله بن محمد, وكذلك وجد في كلام ابن حبان, وفي كلام الطحاوي في بداية عقيدته, لكن ما قالوا ينقسم إلى ثلاثة أقسام بهذه العبارة, لكن قالوا لا يؤمن الإنسان حتى يوحد الله في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته, عبارة نحو هذا, فالعبارات منهم شبه صريحة في ذلك, وأيضًا ما جاءوا بقسم منفرد, جاءوا بقسم داخل تحت الأقسام, مع على هذا نقول توحيد السجود لله, توحيد الركوع لله, توحيد الذبح لله, توحيد الرغبة والرهبة لله, توحيد الخوف من الله, سنعدد الأقسام كلها.

سؤال: يقول ما حكم سب يزيد بن معاوية, ومعاوية رضي الله عنه, وهل يكون حلال الدم؟

الجواب: من سب معاوية رضي الله عنه, فقد سب صحابيًا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم, فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه, قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي, فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ, ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ, وَلاَ نَصِيفَهُ» متفق عليه, وجاء عن أبي هريرة في مسلم, وقد أعل وهو خطأ من الراوي ,وإنما هو عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه, والعلماء لم يكفروا من سب معاوية رضي الله عنه, لشبهة التأويل, لأنهم يقولون أنه ظلم عليًا بن أبي طالب رضي الله عنه, هؤلاء الروافض والشيعة حيث قاتل عليًا رضي الله عنه, وعقيدة أهل السنة والجماعة أن كلًا منهما صحابي جليل, نترضى عنهم جميعًا, وأن معاوية رضي الله عنه أخطأ, في قتاله لعلي رضي الله عنهم جميعًا, ومجتهدون أجتهد معاوية وأخطأ, وأجتهد علي وأصاب, والله المستعان, هم ما بين مجتهد مصيب, ومجتهد مخطأ, وأما معاوية رضي الله عنه, يقال عنه أنه ظالم, ما يجوز أن يطلق عنه مثل هذه الأوصاف, لأنه أجتهد وأخطأ, لا يجوز أن يقال ظالم, ولا فاسق, ولا باغي, وما أشبه ذلك, لأن له من الحسنات والصحبة ما يمحو به من الأخطاء, وأما يزيد بن معاوية ولده  رحمه الله, حصل منه بعض الأخطاء, ولكن كما قال الإمام أحمد لا نسبه ولا نحبه, بسبب ما حصل منه من بعض التجاوزات والأخطاء والله المستعان, وعلى كلٍ هو مسلم, وله فضيلة ذكرها شيخ الإسلام رحمه الله, وغيره من أهل العلم, فعن أُمُّ حَرَامٍ: أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم, يَقُولُ: «أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ البَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا», قَالَتْ أُمُّ حَرَامٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا فِيهِمْ؟ قَالَ: «أَنْتِ فِيهِمْ», ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ», فَقُلْتُ: أَنَا فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لاَ» أخرجه البخاري في صحيحه, وكان على يد يزيد بن معاوية رحمه الله, فلعل الله سبحانه وتعالى يغفر له بسبب ما قام به من جهاد لأعداء الإسلام, ما حصل عليه من أخطاء لعلها مغفورةٌ له, والذي جعل الشيعة يسبونه سبًا شديدًا, أن الذي قتل الحسين بن علي  رضي الله عنهما, هو عبيد الله بن زياد وكان مرسلًا من يزيد بن معاوية, ولكن هذا ليس بصحيح أنه رضي قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما, وعبيد بن زياد هو الذي تجرأ على هذا العمل بدون إذن يزيد بن معاوية, وإلا فالحسين بن علي  رضي الله عنهما, غره الشيعة أنفسهم, وخدعوه وكتبوا له الكتابات من الكوفة, أن الأمور طيبة, وأننا لا بد أن نخلع يزيد بن معاوية, لأنه عنده فسوق وعنده ظلم, وكتبوا له يعطونه البيعة, وأغروه أنه لا بد من إزالة الفسوق والظلم, وأن أهل الكوفة كلهم معك, وكتبوا له الرسائل والبيعات بأوراق كثيرة, حتى أغتر الحسين رضي الله عنه, وخرج وتوجه إلى مكة وأراد أن يتوجه إلى الكوفة, فنصحه عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما بأن يترك ذلك, وأن لا يسمع لهم, فأبى إلا أن يخرج, فقال عبد لله بن عباس رضي الله عنه, أستودعك الله من قتيل, وكأنه تفطن أنه سيحصل قتل, أو يحصل له شيء من ذلك, فأبى إلا أن يذهب واغتر بمكر الرافضة, فهم عند أن وصلوا, فإذ به لا يجد أحدًا, إلا نفرٌ يسيرٌ جدًا, فعلم أنه قد خدع, فلم يقاتل الحسين بن علي رضي الله عنه, أبى القتال من بداية أمره, فخرج عبيد الله بن زياد بمن معه من الجيش إلى الكوفة, حتى وصلوا إلى كربلاء, والتقوا به, وكان الحسين بن علي رضي الله عنه قد ترك الخروج, فلا يستحق أن يقاتل, ومع ذلك أبى عبيد الله بن زياد إلا أن يقتله, وكان الحسين بن علي رضي الله عنه, قد قال لهم وهو ابن بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولكنه ما عظموا حرمته, حتى أنه ترك الخروج, وقال إما أن تتركني وأعود إلى المدينة, أو تأخذني إلى يزيد بن معاوية, وهم أقارب أولاد عم, تعرفون نسب أبو سفيان يلتقي بالنبي صلى الله عليه وسلم بعبد مناف, فهم أولاد عم, فقال له تأخذني إلى يزيد بن معاوية, أو تجعلني أذهب إلى الثغور أرابط بها, فأبى إلا قتله والله سبحانه وتعالى حسيبه, والله المستعان, وعلى كلٍ ما حصل من يزيد بن معاوية, حتى أن يزيد بن معاوية حزن حزنًا شديدًا لما قتل وأنكر هذا العمل, وعلى كل ليس بصحيح أن يزيد بن معاوية أذن  بقتل الحسين بن علي رضي الله عنه, وإنما حصل من عبيد الله بن زياد.

سؤال: يقول هل صحيح أن هناك من الشيعة فرقة تكون على الخير؟

الجواب: كلهم على ضلالة فرق الشيعة, إلا أن هناك فرقة مبتدعة, ولا يحكم عليها العلماء بالكفر, وهم الذين لا يطعنون في الصحابة رضي الله عنهم, في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما, وإنما يقدمون علي بن أبي طالب على عثمان بن عفان  رضي الله عنهما, يقولون علي أفضل من عثمان, وبعضهم يقول أحق بالخلافة من عثمان, هؤلاء طائفة ضالة, لأنهم خالفوا الصحابة رضي الله عنهم, فالصحابة  رضي الله عنهم قدموا عثمان على علي رضي الله عنهما في الخلافة وفي الفضل, وهؤلاء خالفوا, هذه الفرقة ضالة, ولكنها أهون فرق الرافضة, وأهون فرق الشيعة, ولكنها على ضلال أيضًا, لأنهم خالفوا الصحابة رضي الله عنهم, وكثير منهم يتستر بهذا الاسم ويكون رافضيًا, كثير من الرافضة يتسترون بهذا الاسم ويقولون نحن شيعة, نحن زيدية, وهم في الحقيقة رافضة.

سؤال: حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما في الصحيحين, قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ, إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا», ثُمَّ قَالَ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ, وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 104], إِلَى آخِرِ الآيَةِ, ثُمَّ قَالَ: «أَلاَ وَإِنَّ أَوَّلَ الخَلاَئِقِ يُكْسَى يَوْمَ القِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ, أَلاَ وَإِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ, فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُصَحَابِي, فَيُقَالُ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ, فَأَقُولُ كَمَا قَالَ العَبْدُ الصَّالِحُ: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ, فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المائدة: 117], فَيُقَالُ: إِنَّ هَؤُلاَءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ», يستدل به الرافضة على تكفير الصحابة رضي الله عنهم إلا النفر اليسير منهم؟

الجواب: هم يستثنون النفر اليسير, علي بن أبي طالب رضي الله عنه, والحسن والحسين رضي الله عنهما, وسلمان الفارسي رضي الله عنه, وابن عباس رضي الله عنه, يستثنون نفرًا يسيرًا من آل البيت, مستدلين بهذا أن الصحابة ارتدوا, لقول صلى الله عليه وسلم: «إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك», وقوله: «إنهم لا يزالون مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم», والجواب عنهم: أن هؤلاء ليسوا من الصحابة رضي الله عنهم, وإنما هم قوم ارتدوا, من جفاة الأعراب, ممن كان عندهم شيء من النفاق, ولا يطلق عليهم صحابة, ما هو تعريف الصحابي عند أهل السنة؟ الجواب: "هو من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به ومات على ذلك", وهؤلاء ماتوا على ردة, فليسوا من الصحابة, أما أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذي أثنى عليهم, فلا يعلم عن أحد منهم أنه ارتد, نصروا الإسلام, وحاربوا عليه وجاهدوا, حتى بلغ الإسلام مشارق الأرض ومغاربها, صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم, لا يعلم عنهم ردة, وإنما هؤلاء في قوم ارتدوا, في قوم ارتدوا عن الإسلام, ولم يرتد أحد ممن خالط الإسلام بشاشة قلبه, وإنما ارتد بعض ممن كان من جافة الإعراب, أو كان ممن لم يستمكن الإيمان في قلبه, من المنافقين, وليسوا صحابة, هؤلاء لا يطلق عليهم صحابة, الذي مات على الكفر, لا يطلق عليه صحابة, عبيد الله بن جحش, نقل عنه أنه ارتد في الحبشة, ربما بسبب مخالطته للنصارى, فمن استمكن الإيمان في قلبه ما أحد منهم ارتد, وكيف يطلق عليهم أصحابه رضي الله عنهم, باعتبار الظاهر, أنه كان يعلمهم ممن صحبوه, أو ممن رأوه, وما أشبه ذلك, يستفاد من الحديث فقط, أنه يوجد ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنه ارتد, وقد رآه عبد الله ابن أبي ابن سلول, وقد رآه المنافقون, وقد رآه الكافرون, والله المستعان.

والذين قاتلوا المرتدين هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, هم أبو بكر الصديق رضي الله عنه, وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم, هم الذين قاتلوا المرتدين, إذًا هذا القول: قول ضلال وبعد: وافتراء على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم, إنما هي شبهات يلبسون بها على بعض الجهال, وكذلك الآيات الكثيرة في الثناء على الصحابة رضي الله عنه, ترد عليهم, وعلى قولهم.

سؤال: يقول لماذا يحارب أعداء الإسلام دار الحديث بدماج؟

الجواب: تأسست تلك الدار على التقوى من أول يوم, لهذا أزعجت أعداء الإسلام إزعاجًا عظيمًا, وخافوا من تلك الدار, لأنها حقيقةً هي التي تمثل الإسلام الحق, وكانت تمثل الدعوة السلفية بحق, ولا شك أن الإسلام منشور في كل مكان, والدعوة السلفية موجودة في كل مكان, ولكن الالتزام بالأعمال الصالحة, وتطبيق السنن, والالتزام بالمنهج السلفي على أحسن الأحوال, كان موجود في ذلك المكان, ولذلك حارب أعداء الإسلام تلك الدار حربًا عظيمًا, ولم يزالوا في تخطيط عليها, حتى حصل ما علمتموه, من ظلم أهلها, والعدوان عليهم, بالأسلحة الثقيلة, التي يمكن أن يحارب بها دولة من الدول, ووجهوها كلها على قرية صغيرة, ومسجد صغير, وديار صغيرة, كله تخطيط من أعداء الإسلام, لإزالة الخير الذي أقلقهم, أقلقهم ذلك الخير الذي يخرج من تلك الدار العامرة, فقلقوا قلقًا عظيمًا, فحاربوا الدين, وحاربوا الإسلام, وحاربوا السنة, وما جعلوا الرافضة إلا وجهًا, وجهًا لهم, وإلا في الحقيقة هي حرب مدبرة, من أعداء الإسلام, من اليهود والنصارى, وأعوانهم, ولكن ما يزال الخير موجودًا, من آثار تلك الدار, ومن آثار دعوة الشيخ مقبل رحمه الله, قال الله سبحانه وتعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس: ١٢], وإن مات الشيخ, وإن خرج الطلاب من تلك الدار, لا تزال الحسنات تتبع الشيخ  رحمه الله, لأنه هو السبب في تعليم الناس, وكتبه ما زالت تدرس, وتحفظ وتدرَّس, والحمد لله سبحانه وتعالى, لا يزال الخير يلحق شيخنا رحمه الله, وله من الأجور العظيمة في ذلك.

سؤال: يقول السائل ما حكم سب بعض الصحابة رضي الله عنه, وبعض العلماء مثل الألباني وابن تيمية رحمة الله عليهما؟

 

الجواب: أما سب الصحابة بأكملهم فهذا كفر, لا يسب الصحابة بأكملهم إلا كافر لان الله سبحانه وتعالى أثنى عليهم, بقوله في كتابه الكريم  : {وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَارُ} [التوبة: ١٠٠], وأما من سب بعض الصحابة رضي الله عنهم, فإن كان جاهلًا يُعلم, وإلا فيعتبر مبتدعًا ضالًّا منحرفًا عن صراط الله القويم, وأن بينت له الأدلة في فضائل أحد منهم فردها فهو كافر, إذا كان رد الأدلة عنادًا وجحودًا, وأما إن ردها متأولًا فهو ضالًا مبتدعًا.