سؤال: يقول السائل ما هي الأوقات المستحبة لأداء أذكار الصباح والمساء, ولو تركها الإنسان وشغل عنها؟
الجواب: أما بالنسبة لأوقات الأذكار, فأوقات أذكار الصباح تبدأ من طلوع الفجر, فإذا طلع الفجر وأذن المؤذن, يبدأ وقت الأذكار للصباح, لقول النبي صلى الله عليه وسلم, «اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا», والصباح يبدأ بطلوع الفجر, ويمتد الوقت إلى طلوع الشمس, لقول الله عز وجل: { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} [طه: ١٣٠], فإذا طلعت الشمس وارتفعت صار ضحى, إذا ارتفعت قيد رمح صار ضحى, وعند طلوعها يسمى اشراق, عند الاشراق وبعده, لا بأس بذكر بأذكار الصباح لمن شغل, ما زال الوقت إن شاء الله يصلح, لا سيما لمن شغل, أو كان له عذر, لأن الوقت ما يزال صباحًا, فقد قال الله عز وجل في قوم لوط: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ} [الحجر: ٨٣], وفي آية أخرى يقول عز وجل: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ} [الحجر: ٧٣], ما زال يطلق عليها صباحًا, مع الإشراق, قال الله عز وجل: {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ} [الشعراء: ٦٠], إلى وقت الزوال, قبل الظهر بنحو ثلث ساعة, أو ربع ساعة, هذا بالنسبة لأذكار الصباح, من نسيها, أو شغل عنها, لا بأس أن يأتي بها في الضحى, لأنها ذكر لله عز وجل, وأذكار المساء تبدأ قبيل الغروب, لقوله عز وجل: { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا } [طه: ١٣٠], ولقوله صلى الله عليه وسلم: «أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ », والمساء يكون مع غروب الشمس, ويدل عليه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ وَهُوَ صَائِمٌ، فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ قَالَ لِبَعْضِ القَوْمِ: «يَا فُلاَنُ قُمْ فَاجْدَحْ لَنَا»، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَمْسَيْتَ؟ قَالَ: «انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلَوْ أَمْسَيْتَ؟ قَالَ: «انْزِلْ، فَاجْدَحْ لَنَا»، قَالَ: إِنَّ عَلَيْكَ نَهَارًا، قَالَ: «انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا», أي يصلح لهم الطعام, فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم, لو أمسيت, ظن أن الشمس لم تغرب, دل على أن المساء هو الدخول في الليل, فمع غروب الشمس وقبيل غروبها, لا بأس بقولها, كذلك قال بعض العلماء وبعد المغرب, ما يزال الوقت باقيًا, لأنه بداية وقت الليل, ولا يأخرها إلى العشاء إلا لعذر أو نسيان, وهذه الأذكار لا ينبغي للإنسان أن يتركها, ففيها أجوز عظيمه, وفيها يستطيع الأنسان أن يدفع فيها عن نفسه شرور الشيطان, وشرور الإنس والجن, لمحافظته على أذكار الصباح والمساء, ومن ليس بحافظ لها فليحفظها, والحمد لله هي منشورة في الكتب والأوراق والله المستعان.
سؤال: من لم يقرأ أذكار الصباح والمساء فما الحكم؟
الجواب: فوت على نفسه الخير العظيم, ويكون معرض نفسه للشر والفتن, والله المستعان.
سؤال: يقول هل جميع الأذكار الواردة في حصن المسلم صحيحة؟
الجواب: لا ليست كلها صحيحة, ولكن أكثرها صحيحة, فإذا عزاه للبخاري ومسلم, فالأمر طيب تعتمد عليه, وإذا عزاه للسنن, فيحتاج أن تعرف هل صححه العلامة الألباني أو العلامة الوادعي رحمهما الله عز وجل, فهو كذلك أمر طيب تعتمد عليه, وإذا لم يذكر البخاري ولا مسلم ولا تصحيح الألباني ولا تصحيح الوادعي أو تحسينهما, فتحتاج إلى أن تسأل عنه.
سؤال: يقول إذا علق على الإنسان شيء من الأذكار والقرآن, هل يجوز ذلك؟
الجواب: وجد فيها خلاف, وأكثر العلماء على المنع من ذلك, وما سبب المنع؟, أولًا: لم يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه, وما نقل عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه علق على أولاده شيء منها لم يثبت ذلك في إسناده اسحاق وقد عنعن, وما نقل عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت التميمة ما علقت لدفع البلاء, أو قالت قبل البلاء, فكذلك لم يثبت عنها, وهي أرادت تعريف التميمة, ولم ترد إباحتها, والذي منع ذلك من السلف, عبد الله بن مسعود رضي الله عنه, وأصحابه ابراهيم النخعي وجماعة ممن أخذ عن أصحابه, ثانيًا من الأسباب في المنع: فيه أمتهان للقرآن والأذكار, لأنه قد ينام عليها, وربما قد تصيبه النجاسات إذا كان طفلا. وأيضًا معرضة للامتهان, وربما للنجاسات, ومع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن قرآءةً ولم يعلقه, ثالثًا من الأسباب: فيه فتح الباب لأهل الشر الذين يفعلون الطلاسم, ربما يدخل آية ويدخل معها طلاسم وهكذا, وبعضهم استدل بعموم الحديث: قال رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الرُّقَى، وَالتَّمَائِمَ، وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ».
سؤال: يقول الأخ السائل ذكرتم أن لا يجوز قراءة القرآن إلا باللغة العربية, و كذلك الأذكار, فكيف يعلم الأعاجم الذين يصلون بغير العربية؟
الجواب: ما يجوز أن يقرأ القرآن بغير العربية, فإن كان لا يحفظ الفاتحة, فقد جاء فيه حكم آخر, يقول سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله, فقد جاء في سنن أبي داود من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا فَعَلِّمْنِي مَا يُجْزِئُنِي مِنْهُ، قَالَ: " قُلْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا لِلَّهِ عز وجل فَمَا لِي، قَالَ: " قُلْ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي وَاهْدِنِي "، فَلَمَّا قَامَ قَالَ: هَكَذَا بِيَدِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا هَذَا فَقَدْ مَلَأَ يَدَهُ مِنَ الْخَيْرِ», فإذا لم يستطع أن يحفظها كلها ماذا يقول؟, يقول حتى بعضها, لحديث أبي هريرة في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ», فيحفظ بعض الفاتحة, فإذا حفظ آية أو آيتين أو ثلاث آيات, فيقدم قراءة الآيات على الأذكار, حتى ولو كانت آية أو آيتين, وكذلك الأذكار التي في الركوع في السجود سهلة, يحفظها سريعًا, التشهد إذا لم يستطع أن يأتِ به فمعذور, صلاته صحيحة, وإذا أتى حتى ولو ببعض ألفاظه لا بأس, قدر ما يستطيع ويعلم, أما الدعاء فلا بأس أن يدعو بلغته, يدعو في سجوده الدعاء الذي يحفظه ولو باللغة الأخرى أي بلغته.
سؤال: ما حكم الدعاء في القنوت, والإطالة فيه؟
الجواب: ليس من السنة الإطالة في القنوت, الإطالة في دعا القنوت, أنكر أهل العلم الإطالة في قراءة القرآن, أعني في الصلوات الخمس, فكيف في الدعاء, فما يحصل من إطالة ليس من السنة, وكذلك التلحين والتجويد في الدعاء, الأقرب إلى السنة ترك ذلك, أن يكون بتضرع وتذلل وبدون تكلف.
سؤال: هل يستجاب دعاء الوالد على ولده عند الغضب بدون حق؟
الجواب: إذا كان بدون حق فلا يستجاب لها, أما إذا كان بحق يخشى عليه, أغضب أباه, عصاه فدعا عليه, يخشى عليه من استجابة الدعوة.
سؤال: يقول مما ينبه عليه أن لا ينسى الدعاء على الروافض؟
الجواب: صحيح, أنه لا ينبغي أن ينسى أن يدعا عليهم, لأنهم لا يزالون يسعون في فساد البلاد, في نشر عقيدتهم الباطلة, فلا ينسى أن يدعا عليهم في أوقات الإجابة, وفي السجود, والله أعلم.
سؤال: يقول والده يطلب منه أن يعطيه القات, وإذا رفض دعا عليه, فهل دعاءه مستجاب فيه, وإذا أعطيته يعتبر معصية؟
الجواب: القات شجرة مضرة خبيثة, وأضرارها معلومة عند الناس, فلا تعينه عليها, ويمكن أن تعطيه مالًا, وقل له اشتري بهذا فاكهة, أو اشتري بها موز, أو برتقال أو كذا, فتحسن إليه, وهو وشأنه, إذا وكل شخص آخر يشتري له ذلك, فهذا راجع إليه, أما المال فتعطيه وتقل له اشتري لك به فاكهة, وهو وشأنه.
سؤال: من الذي يقول من الفرق المبتدعة, علمه بحالي يغني عن سؤالي؟
الجواب: الصوفية, إذا كان هكذا, فلماذا دعا الأنبياء, يدعون ويرفعون أيديهم, النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر جعل يرفع يديه ويقول اللهم أنجز لي ما وعدتني, اللهم آتني ما وعدتني, حتى سقط رداءه, ومكث ليلةً كاملة يصلي ويدعو الله عز وجل, ما قال علمه بحالي يغني عن سؤالي, بل قد وعده الله بالنصر, بإحدى الطائفتين, ومع ذلك مكث ليلةً يدعو الله عز وجل, نعم. موسى عليه السلام, ابراهيم عليه السلام حين ألقي في النار, أيوب عليه السلام, ما قالوا علمه بحالي يغني عن سؤالي, قال أيوب عليه السلام, كما قال الله عز وجل: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} [الأنبياء: ٨٣– ٨٤], إذًا التضرع والافتقار يجبه الله عز وجل, والدعاء, يقول الله عز وجل: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [النمل: ٦٢].
سؤال: يقول ما حال هذا الدعاء, يا ساتر ما مضى, استر ما بقى؟
الجواب: هذا دعاء طيب ما فيه محذور شرعي, أي يا ساتر ما مضى, أي ما مضى من أيامه, سترها عليه, ستر عليه ذنوبه, وستر أمره, أستر ما بقى, أي يستر ما بقي من العمر, هذا فيه أيضًا اعتراف لله عز وجل بالفضل.
سؤال: يقول بعضهم يقول شافع لا نافع؟
الجواب: كيف شافع لا نافع, من شفع لأخيه فقد نفعه, وبعضهم يقصد بالولد الصغير إذا مات, يقول شافع لك يوم القيامة, لا نافع لك في الدنيا, فَيُدعا له ويقال له, نسأل الله عز وجل أن يجعله شفيعًا لك, وأن يجعله فرطًا لك.
سؤال: بعض الناس يرددون كلمة " الله يخليك"؟
الجواب: هم يريدون الله يحفظك لكن دعا لك الله أن يتركك, خلاك أي تركك وهم يقصدون الله يبقيك ويحفظك لكن أصل هذه الكلمة من الخلو وهو الترك .
سؤال: ماحكم قول «الله بالخير» اختصارًا لكلمة مساك الله بالخير؟
الجواب: ليس محظورًا ولا محرمًا ولكن البيان أفضل حتى لا يتدرج الناس هذا يحذف كلمة وهذا يحذف أخرى حتى يحصل بعض الكلمات التي قد تكون مخالفة للشرع فينصح باستكمال العبارة والله المستعان؟ ومما ينبه عليه أن هذه الألفاظ والأدعية لا يستبدل بها تحية الإسلام المعلومة السلام عليكم ورحــمـة الله وبركـــاته فإن الأجور في هذه الكلمة أعظم ولابأس أن يدعُو بهذه الأدعية بعد أن يُسلم بتحية الإســلام وقد جاء في الحديث الذي أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم عشر حسنات فجاء آخر فقال السلام عليكم ورحــمـة الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم عشرون حسنة فجاء ثالث فقال السلام عليكم ورحــمـة الله وبركـــاته فقال ثلاثون حسنة أخرجه بعض أصحاب السنن عن عن عمران بن حصين وأخرجه الترمذي وأخرجه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه وهو أيضًا في الأدب المفرد للبخاري وكلاهما صحيح .
سؤال: يقول هل يجوز أن يقول رب لا تهنِ؟
الجواب: يجوز, والأحسن أن يدعو الله أن يكرمه, لا يقتصر على هذا اللفظ فقط, يسأل ربه الخير, ويأتي بجوامع الدعاء.
سؤال: يقول ما حكم من قال عند استعمال العلاج, اللهم اشفني لا شفاء إلا شفاءك؟
الجواب: يجوز أن يدعو به في كل وقت, ولا يجعله راتبةً عند شرب الدواء دائمًا, يدعو به في أي وقت.
سؤال: يقول ما هي الوسيلة القوية لمحاربة الشيطان؟
الجواب: الاستعاذة بالله من شرة, لقول الله عز وجل: {وَإِمَّا يَنزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نزغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأعراف: ٢٠٠], فعدو لدود ليس لك من حول ولا قوة إلا بالله, لا يقطعه عنك أحد إلا الله, فأكثر من الاستعاذة منه, لقول عز وجل: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ } وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} [المؤمنون: ٩٧ – ٩٨], عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ: «أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ، وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ، مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»، قَالَ: أَقَطْ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِذَا قَالَ: ذَلِكَ قَالَ الشَّيْطَانُ: حُفِظَ مِنِّي سَائِرَ الْيَوْمِ»», فأكثر بالله من الاستعاذة من الشيطان, وهكذا أيضًا أكثر من ذكر الله, أكثر من ذكر الله, فذكر الله حصنٌ حصين من الشيطان, وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ العَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ، كَذَلِكَ العَبْدُ لَا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلَّا بِذِكْرِ اللَّهِ», فكثرة الذكر مطرة للشيطان, والمحافظة على أذكار الصباح وأذكار المساء وأذكار النوم وأذكار الاستيقاظ من النوم وعقب الصلوات, وهكذا الإكثار من التسبيح والتحميد والتكبير, قال الله سبحانه وتعالى: { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: ٢٨], يرفع عنه الشيطان بإذن الله سبحانه وتعالى.
سؤال: يقول هل دعاء عرفة خاصٌ بالحجاج أم لا؟
الجواب: لا شك أن الدعاء المعلوم في وقوف يوم عرفة خاصٌ بالحجاج, لكن على الكيفية المعلومة وهي الوقوف, أما الدعاء فيجوز كل يوم, في يوم عرفة وفي كل يوم لجميع الناس يدعو الله, قال الله سبحانه وتعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: ١٨٦], لكن على الهيئة المعروفة فهي خاصة بالحجاج, لذلك نبه العلماء على بدعة من البدع وهي الاجتماع في المساجد يوم عرفة, يسمى التعليق في المساجد, يجتمعون بعد صلاة الظهر الى المغرب في المساجد يدعون الله سبحانه وتعالى, فهذا من البدع التي نبه عليها العلماء.
سؤال: تقول السائلة هل الاستغفار باليد اليسرى؟
الجواب: لعلها تقصد التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير وهذه تكون باليمنى, لحديث عَائِشَةَ في الصحيحين رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم «يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ، فِي تَنَعُّلِهِ، وَتَرَجُّلِهِ، وَطُهُورِهِ، وَفِي شَأْنِهِ كُلِّهِ», واليسرى يجوز أن تسبح بها ولكن الافضل أن يكون في اليمنى.
سؤال: تقول السائلة يقول القاضي لا ثواب للذكر بالقلب, هذا الذكر في القلب هل يأجر عليه الإنسان أم لا؟
الجواب: المقصود في ذلك أن مجرد التفكير بالتسبيح والتحميد بدون أن يتكلم باللسان, لا يأجر عليه إلا إذا تكلم بذلك, أما مجرد أنه يفكر بذلك فلا يأجر عليه.
سؤال: تقول السائلة هل يجوز تكرار الآيات عند القراءة للشفاء, وهل توضع اليد على مقدمة الناصية للشفاء؟
الجواب: تكرر قراءة الآيات والنفث في اليدين, لاسيما الفاتحة والمعوذتين والإخلاص و آية الكرسي, تكرر قراءتها على اليدين وتنفث عليها كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل في رقيته.
سؤال: يقول السائل متى يجوز الدعاء على المسلم؟
الجواب: الأفضل هو تصبر, وإن ظلمك ودعيت عليه جاز لك ذلك, لحديث: «وَاتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ».
سؤال: يقول السائل هل ثبت دعاء الخروج من الحمام؟
الجواب: جاء حديث عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ، قَالَ: «غُفْرَانَكَ», حسنه بعض أهل العلم, ونحن الذي ظهر لنا هو ضعفه, ومن أخذ به فلا ينكر عليه.
سؤال: هل يجوز إذا وقع في بيت الخلاء أن يذكر الله سبحانه وتعالى؟
الجواب: كأنه يقصد أنه يسقط, يسم الله بسم الله, أو إذا عطس يحمد الله, والأفضل أن يأخرها حتى يخرج إذا كان لا ينساها, هذا إذا لم يكن في حال قضاء الحاجة, أما في حال قضاء الحاجة فلا بد من تأخيرها.
سؤال: يقول هل تقبل دعوة المظلوم وإن كان ملبسه حرام ومأكله حرام؟
الجواب: ليس بينها وبين الله حجاب, فقد يتقبلها الله سبحانه بسبب أنها مظلوم, وقد يمنعه الله سبحانه وتعالى بسبب ما حصل معه من التحريم, والقبول يكون بإحدى ثلاث, كما جاء عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا» قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: «اللَّهُ أَكْثَرُ».
سؤال: يقول هل يلزم من الدعاء أن يصلي ويسلم على النبي صلى الله عليه وسلم في آخره, ولم يحمد ويثني على الله سبحانه وتعالى في أوله, وما صحة من يقول من لم يفعل ذلك يحبس دعائه؟
الجواب: هذا من أسباب الدعاء أن يبتدأ بالحمد والثناء, ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم, ثم يدعو بما شاء, هذا من أسباب الدع