سؤال: ماذا يقول المعتزلة في هذه العبارة؟
الجواب: يقولون حق معاوضة, أنت عبدت الله ولم تشرك به, فواجب على الله سبحانه وتعالى أن يدخلك الجنة, وقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة وجاء عن عَائِشَةَ رضي الله عنهم, عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا, فَإِنَّهُ لا يُدْخِلُ أَحَدًا الجَنَّةَ عَمَلُهُ» قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلا أَنَا, إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِمَغْفِرَةٍ وَرَحْمَةٍ», العمل سبب فقط.
سؤال: يقول بعض أهل البدع, كان الله ولا مكان وهو على ما كان عليه كان؟
الجواب: هذا كلام باطل, وقولهم كان الله ولا مكان, هذا باطل, لأن الله سبحانه وتعالى في العلو أزلًا, لا يزال سبحانه وتعالى متصفًا بصفة العلو, وقولهم وهو الآن على ما كان عليه, يريدون أيضًا أن ينفوا صفة العلو, وصفة الاستواء على العرش.
سؤال: يقول ما تعريف الجماعة؟
الجواب: الجماعة من أجتمع على الحق, ولو كانوا أقله, ولو كانوا قليلين, بل لو كنت وحدك وأنت على الحق, فأنت الجماعة.
* أسئلة في الأسماء والصفات:
سؤال: هل يجوز الاستعاذة بصفات الله وكذلك الاستغاثة؟
الجواب: يجوز أن يستعيذ بالله متوسلًا بصفاته, وكذلك يستغيث بالله متوسلًا بصفاته, فقولك: «اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك», ليس المعنى أن الصفة منفردة عن الله, وأنه يستعيذ بالصفة، الصفة متصف بها الله سبحانه وتعالى, وإنما المعنى في ذلك أعوذ بالله متوسلًا بصفته، برضاه من سخطة, بمعافاته من عقوبته، فهو استعاذة بالله أو استغاثة بالله, «اللهم إني أستغيث برحمتك»، «برحمتك أستغيث»، «أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر»، هذا ليس استعاذة بالصفة نفسها, ولا استغاثة بالصفة نفسها, وليس الدعاء بالصفة نفسها, والمقصود بهذا كله, الاستعانة بالله والاستغاثة بالله متوسلًا بصفاته, يقول الله سبحانه وتعالى: {وللهِ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: ١٨٠] .
سؤال: هل يطلق على الله أنه «شيء»؟
الجواب: نعم. ولكنه ليس من الأسماء الحسنى, إنما من باب الإخبار أن الله شيءٌ، قال الله سبحانه وتعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} [الأنعام: ١٩], فهو ليس من باب الأسماء, ولا من باب الصفات, إنما يُخبر به إخبار, لا من باب الأسماء ولا من باب الصفات .
سؤال: بعض الناس يقول: ماذا يترتب على القول بخلق القرآن, وإذا قيل: "إنه كلام الله" هل هناك أثر شرعي أو تعبدي أو تشريعي على حياة الإنسان؟
الجواب: لعلك ما فهمت المراد منهم، لأن هذا يؤدي إلى القول بأن صفات الله سبحانه وتعالى مخلوقة, تعالى الله عن ذلك, وذلك يستلزم أن الله مخلوق, لأنه إذا كانت صفات الله مخلوقه, فمعناه أن الله مخلوق والعياذ بالله، وهذا تكذيب للقرآن, وأيضًا إذا كان القرآن مخلوقًا, فمعناه أنهم لا يلتزمون بشيء مخلوق .
سؤال: هل الظل صفة من صفات الله, «اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي»؟
الجواب: الظل ليس من الصفات, وإنما إضافته إلى الله إضافة تشريف، أي ظلٌ مخلوق مشرف, وقد جاء مبين في الحديث الآخر, «أظلهم الله في ظل عرشه يوم القيامة», في بعض الأحاديث كما في حديث أبي هريرة عند الترمذي أو غيره قال, «من أنظر معسرًا أو وضع عنه أظله الله في ظل عرشه يوم القيامة», هذا هو الصحيح .
سؤال: ما هي الصفات التي تؤخذ من الأسماء التالية: "الأول, والأخر, والظاهر, والباطن"؟
الجواب: الأول: الذي ليس قبله شيء أي صفة الأولية, والآخر: الذي ليس بعده شيء أي صفة الأخروية, والظاهر: الذي ليس فوقه شيء, أي صفة الظهور, والباطن: الذي ليس دونه شيء, أي صفة الدنو والقرب, والله أعلم.
سؤال: يقول السائل هل الصانع من أسماء الله سبحانه وتعالى؟
الجواب: أسماء الله الخالق, البارئ, المصور, أما الصانع فلم يثبت من أسماء الله سبحانه وتعالى, لحديث حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ كُلَّ صانع وصنعته», فإذا وجدت كلام لأهل العلم يقولون فيه بأن الله هو الصانع, فهذا على سبيل الإخبار, وليس عل سبيل التسمية.
سؤال: يقول السائل هل الظل من صفات الله سبحانه وتعالى, لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللهَ سبحانه وتعالى يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: «أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي, الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي»؟
الجواب: الظل ليس من صفات الله سبحانه وتعالى, وإنما إضافته إلى الله إضافة تشريف, من باب إضافة المخلوق إلى خالفه, مخلوق مشرف, وقد جاء مبين في أحاديث أخرى, فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا, أَوْ وَضَعَ لَهُ, أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ» رواه الترمذي, هذا هو الصحيح.
سؤال: يقول هل النور من أسماء الله سبحانه وتعالى؟
الجواب: {اللَّهُ نُورُ السَّموَاتِ وَالأرْضِ} [النور: ٣٥], استدل به أهل العلم على أن النور من أسماء الله سبحانه وتعالى, ونقل ابن القيم الإجماع على ذلك كما في مختصر الصواعق, وذكره أيضًا في نونيته, فهو من الأسماء الثابتة, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما كما في الصحيحين، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم, كَانَ يَقُولُ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ: «اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ, أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ, وَلَكَ الحَمْدُ, أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ».
سؤال: يقول السائل هل تعالى من أسماء الله سبحانه وتعالى؟
الجواب: تعالى بمعنى تعاظم, فهذا وصف لله سبحانه وتعالى, على تقدير محذوف, قال الله تعالى, وهذا أوضح, تقول قال الله تعالى, أي قال الله تعاظم وتقدس, لكن على تقدير محذوف الفاعل, قال معروف عند الناس أنه الله سبحانه وتعالى, ثم أتى بتعالى, فعل ماضي, بمعنى تعاظم وتقدس, فليس تعالى من الأسماء.
سؤال: يقول هل تثبت لله اسم الوتر, في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «وَإِنَّ اللهَ وِتْرٌ, يُحِبُّ الْوِتْرَ»؟
الجواب: نعم. صريح إن الله وتر يحب الوتر.
سؤال: يقول هل نثبت لله سبحانه وتعالى صفة التأذي؟
الجواب: لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ اللهُ سبحانه وتعالى: «يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ, يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ, أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ» متفق عليه, نعم يثبت له ذلك.
سؤال: يقول هل نثبت لله سبحانه وتعالى صفة الخط والكتابة؟
الجواب: نعم لحديث أبي هريرة في الصحيحين, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وَخَطَّ لَكَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ», و «كَتَبَ لَكَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ», وكذلك الكتابة بمعنى الفرض, قال الله سبحانه وتعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: ٥٤], وقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: ١٨٣].
سؤال: يقول هل يجوز الاستعاذة بالصفات, كذلك الاستغاثة؟
الجواب: يجوز أن يستعيذ بالله سبحانه وتعالى, متوسلًا بصفاته, فقوله صلى الله عليه وسلم: «اللهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ, وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ, وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ», ليس معنى ذلك أن الصفة منفردة عن الله سبحانه وتعالى, وأنه يستعيذ بالصفة وهي منفردة, فالصفة هي متصف بها الله سبحانه وتعالى, فيكون المعنى أعوذ بالله سبحانه وتعالى متوسلًا بصفته, فهي استعاذة واستغاثة بالله سبحانه وتعالى, «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ», وقوله صلى الله عليه وسلم: «امْسَحْهُ بِيَمِينِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ, وَقُلْ أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ, مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ», فليس المقصود من هذا الاستعاذة بالصفة نفسها, ولا الاستغاثة بالصفة نفسها, ولكن المقصود يستعيذ بالله سبحانه وتعالى ويستغيث بالله سبحانه وتعالى, متوسلًا بصفاته, قال الله سبحانه وتعالى: {وللهِ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: ١٨٠].
سؤال: يقول: "أسألك يا الله بذاتك العلية, يا عالم بما كان وما سيكون, وبسرك المكنون", هل يجوز الدعاء بهذا؟
الجواب: يقول الله سبحانه وتعالى: {وللهِ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: ١٨٠], فالذات ليست ثابتة من الأسماء الحسنى, فيمكن أن يتوسل بعلو الله سبحانه وتعالى, يا علي, يا أعلى, نعم كلاهما ثابت, أو يا علي, يا عظيم, وما أشبه ذلك.
سؤال: يقول السائل هل يجوز تسمية الله سبحانه وتعالى بالزارع, من قول الله سبحانه وتعالى: {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} [الواقعة: ٦٤]؟
الجواب: أهل العلم يذكرون هذا على سبيل الإخبار, أن الله سبحانه وتعالى الذي أنبت هذه النباتات, وينظر هل من أهل العلم من أثبته اسمًا.
سؤال: يقول معلوم أن العلماء يقسمون صفات الله سبحانه وتعالى, إلى ثبوتية وسلبية, أي ما أثبته الله لنفسه, وما نفاه عن نفسه, فلماذا يقال لها من صفات الله وهي تنفى عن الله سبحانه وتعالى؟
الجواب: من صفات الله سبحانه وتعالى, أنه لا يظلم, وأنه لا ينام, هذه صفة من صفاته, وفي حق الله سبحانه وتعالى, ولكن مع إثبات كمال الضد, فاقتضت المدح ليس من نفسها فقط, فمن صفات الله سبحانه وتعالى, أنه لا يظلم لكمال عدله, ومن صفات الله سبحانه وتعالى أنه لا ينام لكمال قيوميته وكمال حياته, فالنفي من الصفات, ولكنها ليست مدحًا مطلقًا إلا مع أثبات كمال الضد, وما في إشكال, فيعتبر من الصفات, وأنت تقول من صفات هذا الرجل أنه لا يبخل, وأنه لا يرد سائلًا, وأنه أيضًا لا يجبن عند اللقاء, طيب أنت وصفته بهذه الصفات, تريد بها إثبات أنه كريم, وأنه شجاع, إلى أخره, إذًا تنفي عنه صفة, أنه لا يظلم, مع إثبات كمال الضد, وهي لكمال عدله.
سؤال: يقول بعضهم أن النووي أشعري العقيدة؟
الجواب: نعم. وقع في مخالفات لأهل السنة وافق فيها الأشاعرة, في الأسماء والصفات, وبعض مسائل القدر, والجبر, وما أشبه ذلك, حصل له زلات في هذه, وفي شرح مسلم فيما يتعلق بهذه الأمور نعم. لكن ما يقال فيه أنه مبتدع, وإنما وقعت له زلة.
سؤال: يقول الأخ السائل ما الحكم إذا وجد الحذاء مقلوبة إلى السماء؟
الجواب: بعض الناس اعتداء إذا وجد الحذاء إلى أعلى, أنه يقلبها ويعيدها إلى وضعها, وهذا من فطرتهم السليمة أن الله سبحانه وتعالى في العلو, في السماء, أما بعضهم يقولون أن الله سبحانه وتعالى في كل مكان, هذا معتقد باطل, يقول الله سبحانه وتعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى} [الأعلى: ١], ويقول الله سبحانه وتعالى: {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} [الملك: ١٧ٍ], هذا باطل الذين يقولون أن الله في كل مكان, الله في العلو, فوق السماء السابعة, وقول الله سبحانه وتعالى: {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} [الملك: ١٧], هل يدل على أن السماء تحيط بالله سبحانه وتعالى؟, في بمعنى على, أي على السماء, مرتفع عليها, وهناك جواب آخر, السماء بمعنى العلو, واللغة العربية, كل ما سماك فقد علاك, على كل: {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ}, ليس المقصود أن السماء تحيط بالله تعالى الله سبحانه وتعالى عن ذلك, ولكن المقصود أن الله في العلو, مرتفع على السماء, أين عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ عرج به حتى جاوز السماء السابعة, إلى سدرة المنتهي, فكيف يقولون أن الله في كل مكان, على كلٍ ما يفعله هؤلاء الناس من قلب الحذاء, يعني لا تأمر به, ولا تنهى عنه, من فعل ذلك من نفسه, ولا نحث الناس على ذلك, لأنه شيء لم يأتِ فيه أمر في الأدلة الشرعية, ومن فعل ذلك لا ينكر عليه, وهم نيتهم طيبة, لكن ما هو لازم هذا العمل, لو كان لازمًا, لأمر به النبي صلى الله عليه وسلم, أو لو كان مستحبًا لأمر به النبي صلى الله عليه وسلم, وحث عليه الصحابة, وكذلك ما تزال النجاسات في كل مكان.
سؤال: يقول الأخ السائل هناك من ينكر نزول الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل, ويستدلون على ذلك باختلاف التوقيت من بلد إلى آخر, فكيف يكون الرد على هؤلاء؟
الجواب: الرد على هؤلاء, أولًا: ما ترد الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذا, ثانيًا: بنى هذا الرجل الإشكال على تشبيه صفات الله سبحانه وتعالى بصفات الخلق, فليس نزول الله سبحانه وتعالى كنزول الخلق, يقتضي أن يخلو منه العرش, وأن ينتقل من مكان إلى مكان, فماذا تكون السموات السبع كلها, أمام عرش الرحمن, ما السموات السبع عند العرش, إلا كخردلة في يد أحدنا, فكيف تفهم أن نزول الله سبحانه وتعالى المقصود منه أنه ينتقل, أو يخلو منه مكان, حتى تأتي بهذا الإشكال, نزول الله يليق بجلاله, الله سبحانه وتعالى أعلم بكيفيته, نؤمن بنزوله إلى السماء الدنيا ولا نعلم كيفيته, ونؤمن بالأحاديث كما جاءت, ولا نأولها, ولا نكيفها على خلاف ما جاءت, قال جمع من السلف: "أمروها كما جاءت بلا كيف", فهذا الاستشكال عندك مبني على فهمك القاصر, أن نزول الله يقتضي أنه يخلو منه مكان, أو ينتقل إلى مكان, فنعم يشكل, لأن ثلث الليل الأخير ما ينتهي, كل يوم في بلدة, معنى أنه يبقى في السماء الدنيا على فهمك, على هذا الفهم القاصر, لكن هذا في حق المخلوق, النزول والفراغ والانتقال والانشغال لمكان آخر, هذا في حق المخلوق, أما في حق الله سبحانه وتعالى, فيليق بجلاله سبحانه وتعالى, الله أعلم بكيفيته.
سؤال: هل صفة الكراهة ثابتة لله سبحانه وتعالى وهل هي صفة مقابلة؟
الجواب: صفة الكراهة ثابتة لله سبحانه وتعالى : {وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ} [التوبة: ٤٦], «إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا, كره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال»، ويقول الله سبحانه وتعالى: {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا} [الإسراء: ٣٨] «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه» متفق عليه جاء عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم, عن عائشة وأبي هريرة وأبي موسى وعبادة بن الصامت رضي الله عنهم, وهي في صحيح مسلم كلها و