* أسئلة خاصة بالملائكة:
سؤال: يقول هل المراد بالآية الأولى من الصافات الملائكة, وكيف جمع هنا جمع تأنيث وهم ذكور؟
الجواب: نعم. المراد بالصافات الملائكة, وهي من الأوصاف التي ذكرها الله سبحانه وتعالى بالقرآن, قال الله سبحانه وتعالى: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا } فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا } فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا} [الصافات: ١ – ٣], وأيضًا قول الله سبحانه وتعالى: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا } وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا } وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا } فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا } فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} [النازعات: ١ – ٥], وكذلك قول الله سبحانه وتعالى: {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا} [المرسلات: ٥], وجمع التكسير هنا ما يضر, وجمع هنا بالوصف.
سؤال: يقول السائل: مسألة رؤية الملائكة, هل يُرون حقًا؟
الجواب: قد ترى الملائكة, إذا تمثل بصورة رجل, فقد جاء أن الوحي كان يأتي للنبي صلى الله عليه وسلم بصورة دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه, وكان بعض الصحابة يرونه, وأم سلمة رضي الله عنها, قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «هل شعرتي من كان معي, قالت: دحية بن خليفة الكلبي, فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنه جبريل», وجاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بصورة رجل يوحى إليه, «فمر العباس رضي الله عنه وسلم عليهما, فلما رجع قال له النبي صلى الله عليه وسلم إنه جبريل عليه السلام, وقد رد عليك السلام», وكذلك قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه, «رأيت عن يمين وشمال النبي صلى الله عليه وسلم رجلين ثيابهما بيض, يقاتلان عن النبي صلى الله عليه وسلم أشد القتال», فإذا جاء على صورة الرجل قد يرى, لكن صورته التي هي صورته, التي خلقه الله عليها, ما عندنا دليل على أنهم يرون على هذا الحال, وقد يرون أيضًا على صورة بياض أمثال السرج, ففي مسلم عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ, حَدَّثَهُ: «أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ بَيْنَمَا هُوَ لَيْلَةً يَقْرَأُ فِي مِرْبَدِهِ, إِذْ جَالَتْ فَرَسُهُ, فَقَرَأَ, ثُمَّ جَالَتْ أُخْرَى, فَقَرَأَ, ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا, قَالَ أُسَيْدٌ: فَخَشِيتُ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى, فَقُمْتُ إِلَيْهَا, فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فَوْقَ رَأْسِي فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ, عَرَجَتْ فِي الْجَوِّ حَتَّى مَا أَرَاهَا, قَالَ: فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم, فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ بَيْنَمَا أَنَا الْبَارِحَةَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ أَقْرَأُ فِي مِرْبَدِي, إِذْ جَالَتْ فَرَسِي, فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ» قَالَ: فَقَرَأْتُ, ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا, فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ» قَالَ: فَقَرَأْتُ, ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا, فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ» قَالَ: فَانْصَرَفْتُ, وَكَانَ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْهَا, خَشِيتُ أَنْ تَطَأَهُ, فَرَأَيْتُ مِثْلَ الظُّلَّةِ فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ, عَرَجَتْ فِي الْجَوِّ حَتَّى مَا أَرَاهَا, فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ كَانَتْ تَسْتَمِعُ لَكَ, وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَرَاهَا النَّاسُ مَا تَسْتَتِرُ مِنْهُمْ», أي من حب الملائكة لسماع القرآن, لكن هل كانوا الملائكة على صورتهم التي خلقهم الله سبحانه وتعالى عليها؟, الله أعلم, ففي الصحيحين عن زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ, في قَوْلِ اللهِ سبحانه وتعالى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [النجم: 9], قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ مَسْعُودٍ, «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى جِبْرِيلَ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ». وفي قول الله سبحانه وتعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[فاطر: ١]
فكونه يرى بياضًا أمثال السرج, في الأماكن التي فيها الإيمان, وفيها تلاوة القرآن, وفيها حلقة العلم, وفي الحرم وما أشبه ذلك, قد يحصل رؤية شيء من البياض أمثال السرج, قد يحصل هذا, ولكن هل هي على صورة الملائكة التي هي عليها؟, هذا يحتاج إلى دليل, وهل يمكن أن يصورون؟, ما يمكن أن يصور الملائكة, إن صور شيئًا سيصور شيئًا من البياض والنور, لا تستطيع أن تجزم أن هذا ملكًا, وما يدريك أن هذا البياض بياض ملك, هذه أمور علم غيب ما تدري, أسيد بن حضير رضي الله عنه بنفسه ما علم بذلك حتى أخبره النبي صلى الله عليه وسلم.
سؤال: يقول هل كل إنسان لديه ملائكة؟
الجواب: نعم. لكل إنسان ملائكة موكلون بحفض الأعمال, كاتب يكتب الحسنات, وكاتب يكتب السيئات.
سؤال: هل ثبت أن كاتب الحسنات عن يمينه؟
الجواب: نعم. ثبت كما في حديث حُذَيْفَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ, أَوْ قَالَ الرَّجُلُ, فِي صَلَاتِهِ يُقْبِلُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ, فَلَا يَبْزُقَنَّ أَحَدُكُمْ فِي قِبْلَتِهِ, وَلَا يَبْزُقَنَّ عَنْ يَمِينِهِ, فَإِنَّ كَاتَبَ الْحَسَنَاتِ عَنْ يَمِينِهِ, وَلَكِنْ لِيَبْزُقْ عَنْ يَسَارِهِ» أخرجه محمد بن نصر المروزي في كتابه تعظيم قدر الصلاة, الظاهر أن هذا ثابت.
سؤال: هل ثبت أن كاتب السيئات ينتظر ست ساعات عن المذنب فإن تاب وإلا يكتبها سيئة واحدة؟
الجواب: جاء عَنْ أَبِي أُمَامَةَ, عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم, قَالَ: «إِنَّ صَاحِبَ الشِّمَالِ لِيَرْفَعُ الْقَلَمَ سِتَّ سَاعَاتٍ عَنِ الْعَبْدِ الْمُسْلِمِ الْمُخْطِئِ أَوِ الْمُسِيءِ, فَإِنْ نَدِمَ وَاسْتَغْفَرَ اللهَ مِنْهَا أَلْقَاهَا, وَإِلَّا كُتِبَتْ وَاحِدَةً» أخرجه الطبراني في معجمه الكبير, ولكن الذي يظهر أنه لم يثبت ففيه ضعف.
سؤال: يقول السائل هل صاحب البطاقة ممن قد مات؟
الجواب: ما ندري, هل قد مات, أو قد بقي من هذه الأمة, لكن نؤمن أنه سيأتي برجل يوم القيامة هذا حاله, كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم؟
سؤال: يقول الدابة التي تكلم الناس, أتكلمهم كلامًا, أو تجرحهم جروحًا؟
الجواب: الآية تكلم الناس, أما ما ذكره في قراءة, «تكْلِمُ الناس», أي تجرح الكافرين, ليست قراءة متواترة, وليست من القراءات السبع, فهي قراءة شاذة, لا تثبت قرآنًا, وإنما هي: {تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} [النمل: ٨٢].
* أسئلة تخص الدار البرزخية:
سؤال: يقول السائل هل الأمم السابقة تسأل أيضًا في قبورها؟
الجواب: نعم. الحديث يدل على ذلك, قال: «إنما تفتن يهود», ثم بعد ذلك أثبت أن الأمة هذه تفتن في القبور, ولم ينفِ أن الأمة هذه تفتن, فتفتن الأمم السابقة, واللاحقة, ويسألون أيضًا عن ربهم, وعن أنبياءهم, وعن دينهم.
سؤال: يقول هل الحيوانات تقبض أرواحها من قبل ملك الموت, وتعاني سكرات الموت؟
الجواب: نعم. هذا أمر ملاحظ, ما يتعلق بسكرات الموت, فإنك ترى البهيمة أيضًا تعاني من سكرات الموت, وتتردد نفسها في حلقها, وأما الحيوانات هل تقبض أرواحها من قبل ملك الموت, هذا هو الظاهر, لعموم قول الله سبحانه وتعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} [السجدة: ١١].
سؤال: حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه في مسلم, أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم, قَالَ «يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلَّا الدَّيْنَ», هل يدخل فيه الكبائر؟
الجواب: نعم. يغفر له كل صغيرة وكبيرة, بهذه الخاتمة العظيمة, وهي الشهادة في سبيل الله سبحانه وتعالى.
* قال الإمام الطحاوي رحمه الله: وَنُؤْمِنُ بِمَلَكِ الْمَوْتِ الْمُوَكَّلِ بِقَبْضِ أَرْوَاحِ الْعَالَمِينَ, والعالم كل المخلوقات من دون الله سبحانه وتعالى, من هذا العالم.
سؤال: يقول هل الجن تسمع عذاب القبر, كما تسمع الحيوانات؟
الجواب: لا. الثقلان لا يسمعوا عذاب القبر, كما جاء في البخاري عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه, عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «العَبْدُ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ, وَتُوُلِّيَ وَذَهَبَ أَصْحَابُهُ حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ, أَتَاهُ مَلَكَانِ, فَأَقْعَدَاهُ, فَيَقُولاَنِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ, فَيُقَالُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنَ الجَنَّةِ, قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا, وَأَمَّا الكَافِرُ - أَوِ المُنَافِقُ - فَيَقُولُ: لاَ أَدْرِي, كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ, فَيُقَالُ: لاَ دَرَيْتَ وَلاَ تَلَيْتَ, ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ إذًا يْهِ, فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ», فلا يسمعونه.
سؤال: ما هو القول الراجح في القنطرة هل هي من الصراط أم مستقلة عنه؟
الجواب: لا. هي أُخرى ليست على متن جهنم، لأنه ذكر في الحديث: «إذا جاوزوا الصراط وُقفوا على قنطرة بين الجنة والنار», فدل على أن القنطرة ليست من الصراط لأنهم جاوزوها والصراط ما يكون إلا للمرور عليه فقط, فهي ليست من الصراط وإنما هي شيءٌ آخر، ولذلك يقفون فيه, والصراط ليس مكانًا للوقوف, «إما مكدس في نار جهنم وإما ناجٍ».
سؤال: لماذا يوقف المؤمنون في القنطرة؟
الجواب: يُنزع ما في قلوبهم من غلٍ ويُهذبون وينقون ثم يدخلون الجنة، يتقاصون مظالم كانت بينهم كما جاء في الحديث الذي انفرد به البخاري عن أبي سعيد، «فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة», قال الله سبحانه وتعالى: { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ} [الأعراف: ٤٣], إذًا ليس في الجنة أحقاد ولا تحاسد ولا ضغائن, كلهم أخوة .
سؤال: يقول السائل ما هو علاج المصاب بالعين؟
الجواب: أولًا قبل كل شيء, يؤمن بقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره, وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه, ويستيقن بقلبه أن الله سبحانه وتعالى سيفرج عنه, وأن بعد الشدة فرج, ولا ييأس ولا يقنط من رحمة الله سبحانه وتعالى, ثم يبذل الأسباب في رفع ذلك المرض, بقراءة القرآن والرقية الشرعية, لا سيما قراءة قل هو الله أحد والمعوذتين, مع النفث في يديه والمسح على جسده, هذا علاج نافع بإذن الله سبحانه وتعالى, وتأثير القرآن بالناس على حسب يقينه بالله سبحانه وتعالى, فالدعاء والرقية سلاح, والسلاح بحده, وبقوة ضاربه يؤثر, فكذلك الإنسان بحاجة إلى يقين, وارتباط القلب بالله, والثقة بالله والتوكل على الله والاستعانة به, إذا اجتمعت هذه الأمور, مع الدعاء والرقية, إن شاء الله يذهب, إضافة إلى ذلك غير المعوذتين من القرآن ينفع, كالفاتحة وما أشبه ذلك, وهناك علاج بأن يأخذ من العائن ماءً من بقايا غسله أو وضوئه, ويصب على المريض, لحديث عَائِشَةَ رضي الله عنها, قَالَتْ: «كَانَ يُؤْمَرُ الْعَائِنُ فَيَتَوَضَّأُ ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ الْمَعِينُ» أخرجه أبو داود, فيبرأ بإذن الله سبحانه وتعالى, فقد أخرج الحاكم في مستدركه عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ, أَنَّ عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ رَأَى سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلُ بِالْخَرَّارِ, فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ, وَلَا جَلْدَ مُخَبَّأَةٍ, فَلُبِطَ سَهْلٌ وَسَقَطَ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, هَلْ لَكَ فِي سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ؟ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ, وَقَالَ: «لِمَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ أَوْ صَاحِبَهُ أَلَا يَدْعُو بِالْبَرَكَةِ, اغْتَسِلْ لَهُ» فَاغْتَسَلَ لَهُ عَامِرٌ فَرَاحَ سَهْلٌ, وَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ, «وَالْغُسْلُ أَنْ يُؤْتَى بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ فَيُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي الْقَدَحِ جَمِيعًا, وَيُهَرِيقُ عَلَى وَجْهِهِ مِنَ الْقَدَحِ, ثُمَّ يَغْسِلُ فِيهِ يَدَهُ الْيُمْنَى وَيَغْتَسِلُ مِنْ فِيهِ فِي الْقَدَحِ, وَيُدْخِلُ يَدَهُ فَيَغْسِلُ ظَهْرَهُ, ثُمَّ يَأْخُذُ بِيَدِهِ الْيَسَارِ فَيَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ, ثُمَّ يَغْسِلُ صَدْرَهُ فِي الْقَدَحِ, ثُمَّ يَغْسِلُ رُكْبَتَهُ الْيُمْنَى فِي الْقَدَحِ, وَأَطْرَافَ أَصَابِعِهِ, وَيَفْعَلُ ذَلِكَ بِالرِّجْلِ الْيُسْرَى, وَيَدْخُلُ دَاخِلَ إِزَارِهِ, ثُمَّ يُغَطِّي الْقَدَحَ قَبْلَ أَنْ يَضَعَهُ عَلَى الْأَرْضِ فَيَحْثُو مِنْهُ, وَيَتَمَضْمَضُ وَيُهَرِيقُ عَلَى وَجْهِهِ, ثُمَّ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ, ثُمَّ يُلْقِي الْقَدَحَ مِنْ وَرَائِهِ», وما معنى داخلة الإزار, أي مما يلي الجسد, ما يمس جسده.
سؤال: يقول الأخ إذا أصاب العائن نفسه, فكيف يكون الغسل لذهاب العين عنه؟
الجواب: هذا قد لا يحصل, وإن حصل فيكون غسله في غسله.
سؤال: يقول الأخ بعض الناس يبالغ ويضع له إناء أمام المسجد, وكل من خرج يتوضأ له؟
الجواب: هذا ما يصلح, إن شككت في أناسٍ حدث منهم كلام, حدث منهم رؤية, لك حق في أن تطلب منهم, وليس لهم حق أن يمتنعوا من الوضوء, أخرج الإمام مسلم في صحيحيه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه, عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْعَيْنُ حَقٌّ, وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ, وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا», إذا طلب منك الغسل, وجب عليك أن تغسل, ولا يستأنف الإنسان, لكن يكون هنالك سبب, أنه تكلم أو رأى أو خالط, يعني شككت فيه بقرائن, وأما تطلب من شخص ما له علاقة, ولا يجلس معك, هذا يعني إساءة إليه, وأكثر من ذلك الذي يطلب جماعيًا, مائتين واحد يغتسل له, هذا مبالغات ما تصلح.
سؤال: تقول بعضهم يكتب القرآن بالزعفران ثم يمحوه وتشربه ويغتسل به, فما حكم ذلك؟
الجواب: هذه من الأمور التي جربها الناس ورأوا فيها الانتفاع, فتجوز, وممن أفتى بجوازها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله سبحانه وتعالى, والعلامة وابن القيم رحمه الله, واللجنة الدائمة وابن باز والعثيمين رحمة الله عليهم, والأفضل أن تكون الرقية على الطريقة التي كان يرقي بها النبي صلى الله عليه وسلم, وهي أن يجمع يديه ويرقي فيهما وينفث, ثم يمسح على موضع الألم, أو يقرأ ويفث من فمه مباشرة, على مكان الألم.
سؤال: إذا اغتسلت امرأة وفي شعرها زيت فيه رقية هل يجوز لها ذلك, وهل يجوز لها أن تغتسل بماء مرقي في الخلاء؟
الجواب: تكرر هذا السؤال, نعم يجوز أن يغتسل بالماء المرقي في الخلاء, فالماء المرقي ليس فيه قرآن, إنما فيه بركة القراءة, جعل الله سبحانه وتعالى فيه البركة, بركة القراءة, ولو كان فيه قرآن ما جاء أن يرمى إلى الأرض, أين ستستخدمه, ولا جاز أن تشربه, لأنه سيذهب إلى المعدة, ويذهب إلى مجرى البول, ولا يجوز له أن يغتسل في أي مكان, لأنه سيصيب عورته, الماء سيصيب عورته, إذًا صار الأمر واضحًا, ليس هو قرآن, إنما أصابته البركة بالقراءة, فلا بأس أن يغتسل به في الخلاء, والله المستعان, سيجعل الله سبحانه وتعالى البركة في جسمه, وسيتساقط بقية الماء, إن شاء الله سبحانه وتعالى لا بأس عليه.
سؤال: هل يجوز رقية الماء في البراميل الكبيرة؟
الجواب: توسع الناس في ذلك, فما ينبغي أن يتوسعوا إلى هذا الحد إلى البراميل الكبيرة, ما بقي إلا الخزانات والبرك والبحيرات, هذا توسع غير مرضي, ولكن يقرأ في الماء القليل فيشربه, أو يغتسل فيه, توسعوا وهو توسع غير مرضي، فالذي جاء عن السلف أنها رقية في ماء يسير يقرأ فيه ويشربه وبعض الناس لا يتقي الله فربما أخذوا القرب الكبيرة فيقرؤون فيها ثم يبيعونها بالتجزئة.
سؤال: بعض الناس يقول: إن الاغتسال بماء المطر يَشفي بإذن الله من المس والسحر لقوله سبحانه وتعالى: { وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ} [الأنفال: ١١], فهل هذا صحيح؟
الجواب: