سؤال: يقول الأخ ما صحة هذه القاعدة: "التي تقول أنه لا يبدع أحد, حتى يجتمع العلماء على تبديعه"؟
الجواب: هذا خطأ, العبرة بالأدلة من الكتاب والسنة, من أظهر الحق بأدلته من الكتاب والسنة أخذ به, هذه قاعدة باطلة, هذه تهدم منهج السلف, هذه القاعدة تهدم منهج السلف, كم تجد من أقوال للائمة, الإمام أحمد يبدع شخصًا, وابن معين, أو غيرهما, كالإمام مالك, والأوزاعي, والشافعي, وما يحتاج أن يجمع العلماء عليه, هذا فيه إهدار لمنهج السلف الصالح, في الحقيقة أن بعض القواعد التي وضعها أصحاب الإبانة ما يعلمون مباعدها, يضعها من أجل قضية في رأسه, وهي تهدم منهج السلف رحمهم الله سبحانه وتعالى, فيحتاجون إلى توبة إلى الله سبحانه وتعالى مما كتبوه في هذا الكتاب.
سؤال: يقول وجد في كتاب الإبانة قاعدة تقول: إذا قلت قولًا وقال العلماء قولًا آخر, فخذوا بما قاله العلماء, فهل هذا الكلام صحيح؟
الجواب: هذا الكلام باطل, هذا الكلام مردود على صاحبه, قال الله سبحانه وتعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [الأعراف: ٣], العلماء دلونا على الأخذ بالأدلة الشرعية.
* قال الإمام أحمد رحمه الله: "لا تقلدني ولا تقلد مالكًا و لا الشافعي ولا الأوزاعي, وخذ من حيث أخذوا".
* وقال رحمه الله: "عجبت لقوم يأخذون بقول سفيان, وقد قال الله عز: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: ٦٣].
* وقال الإمام الشافعي رحمه الله: "إذا صح الحديث فهو مذهبي, إذا رأيتم قولي يخالف قول الله سبحانه وتعالى وقول رسوله فاضربوا به عرض الحائط".
* وقال الإمام مالك رحمه الله: "كل يأخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر, وأشار بأصبعه إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ".
إذًا تعليق الناس بالأشخاص ليس من تربية أهل السنة والجماعة, وليس من منهج السلف رحمهم الله سبحانه وتعالى أن تعلقهم بالأشخاص, علق الناس بكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, حتى ولو كان إمام من الأئمة, لا تعلقهم حتى بالإمام أحمد إمام أهل السنة والجماعة, أو الإمام الشافعي, أو الإمام مالك, لا تعلقهم بإمام أبدًا, ولا حتى بصحابي من الصحابة رضي الله عنهم, كل يأخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأما إجماع الصحابة فهو حجة, وكذلك الصحابي رضي الله عنه إذا قال قولًا لم يخالف من أحد من الصحابة رضي الله عنهم, فهو مقدم على قول غيره, إلا أن تجد من الأدلة ما يكون صريحًا في المسألة, والله المستعان, كل يأخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* ولشيخ الإسلام رحمه الله كلامًا طيبًا كما في مجموع الفتاوى يقول: من نصب أحدًا غير رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ بقوله, يوالي من أجله, ويعادي من أجله, فهو مبتدع.
* وقال شيخنا مقبل بن هادي رحمه الله: لا يقلدني إلا ساقط.
* وقال سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ, أَنَّهُ, سَمِعَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يَسْأَلُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ عَنِ التَّمَتُّعِ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ, فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: هِيَ حَلَالٌ, فَقَالَ الشَّامِيُّ: إِنَّ أَبَاكَ قَدْ نَهَى عَنْهَا, فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ أَبِي قَدْ نَهَى عَنْهَا, وَصَنَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم, أَمْرُ أَبِي يُتَّبَعُ أَمْ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: بَلْ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم, فَقَالَ: قَدْ صَنَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم, أخرجها ابن حزم في حجة الوداع برقم «447».
إذًا يحرم على الإنسان أن يعلق الناس بشخص, أو بعالم, ما قاله فهو الصحيح, وما خالفه فهو الباطل, لا. تربية أهل السنة والجماعة تعليق الناس بكتاب الله سبحانه وتعالى, وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح رضي الله عنه, تعليق بالأدلة, ما هو الدليل, قال الله سبحانه وتعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [الأعراف: ٣], والله المستعان.
سؤال: يقول ما حكم القواعد الموجودة في كتاب الإبانة؟
الجواب: القواعد الموجودة في كتابة الإبانة لمحمد الإمام المخالفة كثيرة, لهم أشياء كثيرة قد بينت, ألف فيها أخونا الشيخ سعيد دعاس رحمه الله, وأخونا الشيخ يوسف الجزائري وفقه الله سبحانه وتعالى, كتابين جيدين يراجع فيها من أحب أن يراجع القواعد المبتدعة مع الردود عليها, فليراجع في هذين الكتابين, وإنما نحن نشير هنا إشارة.
سؤال: ما قولكم في قول سلاّم بن أبي المطيع في ميزان الاعتدال: "لأن ألقى الله بصحيفة الحجاج خير لي من أن ألقاه بصحيفة عمرو بن عبيد"؟
الجواب: كلامه حق, إن عند الحجاج معاصيًا وظلمًا وجورًا, وعمرو بن عبيد عنده بدعة في الدين, بل قد كفره بعض أهل العلم, فقد حرّف وأنكر صفات الله سبحانه وتعالى, عطل الله سبحانه وتعالى عن صفاته, مبتدع هالك، وكذلك له من الأقوال التي ربما أدت به إلى الكفر, كقوله في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «يجمع أحدكم خلقه في بطن أمه أربعين يومًا ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد», نقل عنه الذهبي رحمه الله في ميزان الاعتدال أنه قال لو سمعت هذا من الأعمش لكذبته ولو سمعته من زيد بن وهب ما صدقته, ولو سمعته من عبدالله بن مسعود ما قبلته ولو سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم لرددته ولو سمعته من الله سبحانه وتعالى لقلت ما على هذا أخذت ميثاقنا، فهذا انحراف عظيم، وليس الكفر عنه ببعيد لو ثبتت عنه هذه المقالة, فنسأل الله العافية، والأصل أن البدع أحب إلى الشيطان من المعصية، لأن المعصية صاحبها يعتبر نفسه عاصيًا ويتوب إلى الله ويستغفر، وأما المبتدع فيرى نفسه مصيبًا, فلذلك قال السلف: "البدعة أحب إلى الشيطان من المعصية"، البدعة لا يتاب منها, والمعصية يتاب منها.
سؤال: متى لا يؤُخذ عن العالِم؟
الجواب: إذا كان مدعيًا للعلم فقط, وليس عالمًا, فلا يؤخذ العلم إلا عن أهله, فكم من إنسانٍ يدعي العلم, وهو ليس من أهله .
أولًا: لابد أن يَثبُتْ أن عنده علم وأنه من المجتهدين في علمٍ ما .
ثانيًا: أن يكون ثابتًا على السنة, فالمبتدع لا يؤخذ عنه العلم, ولا في أي نوع من أنواع العلم .
ثالثًا: أن يكون صادقًا, الكذاب لا يؤخذ عنه العلم .
رابعًا: أن يكون عدلًا, فالفاسق ما يؤخذ عنه العلم .
سؤال: هل من الحكمة التعاون مع الجماعات الاسلامية في الدعوة إلى الله
الجواب: من الحكمة أن يجتمع جميع المسلمين على كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم, يقول الله سبحانه وتعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: ١٠٣], ولا يمكن أن يجتمعوا حتى يترك المبطل باطله, وحتى يترك المبتدع بدعته, لأن الله, أمر بالاجتماع على حبل الله الكتاب والسنة, على الكتاب والسنة, فلا يجوز الاجتماع مع هؤلاء الجماعات, مع البقاء على البدعة, فالواجب عليهم أن يتركوا بدعهم, ويجتمعوا مع أهل السنة والجماعة, على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, ويدعوا إلى الله كلهم على كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم, على فهم السلف الصالح.
سؤال: يقول السائل إذا أصر المبتدع على بدعته ومات على ذلك, فأين يكون مآله؟
الجواب: إذا كانت البدعة مكفرة, وأصر على الكفر, وأقيمت عليه الحجة, فيحكم عليه بالكفر, ويحكم عليه ظاهرًا أنه من الكافرين, وأنه يستحق عذاب الله سبحانه وتعالى, أما إذا كانت بدعته مفسقة وليست بمكفرة, ولم يحكم عليه العلماء بالكفر, هذا ما زال مسلمًا, فحكمه حكم أهل الكبائر, نقول فيه حكمه إلى الله أن شاء عفى عنه وإن شاء عاقبه, إن شاء عفى عنه وأدخله الجنة برحمته سبحانه وتعالى, وإن شاء عذبه بعدله سبحانه وتعالى بقدر ذنوبه ثم مآله الى الجنة.
سؤال: يقول أخ يسأل عن عمرو خالد؟
الجواب: عمرو خالد هذا داعية فتنة, وداعية ضلال, ولا يتحرى, يلبس البنطال, ويحلق لحيته, ويتكلم مع النساء, ويجلس مع النساء الأجنبيات, وكذلك عنده ضلالات ومحدثات, ويدافع عن بعض الكافرين, أنهم أهل حضارة وترقي, عنده مخالفات كثيرة, وقد ألفت في ذلك رسائل وأشرطة, ومنها للشيخ يحي بن علي الحجوري حفظه الله سبحانه وتعالى.
سؤال: يقول معلوم عندنا أن قاعدة الموازنة ليست من قواعد أهل السنة والجماعة, ويذكر في بعض التراجم للمبتدعة, كترجمة عبد الرحمن بن ملجم, أنه كان عابدًا, أو كثير العبادة, فكيف يحمل هذا؟
الجواب: الذي يظهر أنه ذكروا ذلك في ترجمة هذا الرجل, لبيان, أو حتى لا يغتر به, حتى لا يغتر به, ذكر هذه العبادات, ذكر هذه العبادات ليس لذكر حسانته, إنما ذكرًا حتى لا يغتر به, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج: «يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ, وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ, وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ, وَيَقْرَءُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ, يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ», فليس هذا من باب ذكر الحسنات, وإنما تحذير منهم حتى لا يغتر بهم.
سؤال: يقول هل إذا قال عالم من العلماء, إن فلانًا لا تفلح دعوته, بسبب ما عنده من المخالفات, هل يكون هذا من علم الغيب, أم لا؟
الجواب: ليس هذا من علم الغيب, وإنما هذا أخذ من النصوص الشرعية, كما سمعتم في الحديث: «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا, فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا, نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ, وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا, نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ, حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ, عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ, وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ، مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا, وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا, إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ», فكونه يقبل المخالفة والمعصية, فهذا ضرر على دعوته, ولا يصلح لدعوته أن تستمر على ذلك, وكذلك قول الله سبحانه وتعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم} [النور: ٦٣], والدعوة لا تنصر وفي صفوفها شر, أو معصية, أو بدعة, والله المستعان, لا بد من تطهير في الدعوة, وقول الله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [الأنعام: ٢١], والظلم كما تعملون, المعصية من الظلم, والبدع من الظلم, وأعظم الظلم الشرك بالله سبحانه وتعالى.
سؤال: هل صح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "إذا أخطأت فقوموني بالسيف"؟
الجواب: لم يثبت ذلك من عمر رضي الله عنه, وما كان ليحث الناس على الخروج عليه, وعلى أنهم يقومونه بالسيف, هذا ليس بصحيح, وهذا أولًا: لم يثبت عن عمر, ثانيًا: هذا من حجج المبطلين: أصحاب الخروج والثورات والانقلابات .
سؤال: يقول ما حكم الذهاب إلى مخيم جماعة التبليغ السنوي, وهذا المخيم يستمر مدة ثلاثة أيام؟
الجواب: جماعة التبليغ ليس عندهم علم حتى يدعوا إلى الله سبحانه وتعالى, قال الله سبحانه وتعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: ١٠٨], فالدعوة إلى الله تحتاج إلى علم وبصيرة, وهم عندهم جهل ومخالفات وبدع, فلا ينصح بالذهاب معهم, ولا بالخروج معهم.
سؤال: يقول السائل هل الأشاعرة يثبتون الأسماء كلها لله سبحانه وتعالى؟
الجواب: يثبتون الأسماء وينفون الصفات, وما يثبتون إلا سبع صفات فقط, ومع ذلك إثباتهم لها ليس على الطريقة الصحيحة, التي عليها أهل السنة والجماعة, عامتها يثبتونها إثباتًا غير صحيح.
سؤال: أبيات الزمخشري المنحرف التي مطلعها:
لجماعة سموا هواهم سنة } } } لجماعة حُمر لعمري موكفة
هل يكفر في هذه الأبيات, وما هو المانع من تكفير الزمخشري مع أقواله؟
الجواب: الزمخشري معتزليٌ ضال, ضلله أهل العلم, وحكموا عليه بالبدعة والضلال, ولم يُكفروه بسبب التأويل, فإنه منحرف, ولم يكفره العلماء مع أن بعض أقواله مكفرة, كإنكاره للصفات, وإنكاره للرؤية, رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة للتأويل, فإن في كلامه يريد تنزيه الله سبحانه وتعالى عن التشبيه, وأنه إذا أثبت ذلك: معناه أنه جسم الله أو شبهه بخلقه, وكل هذه الأقوال ليست صحيحة وليست لازمة من إثبات الصفات, إلا أن أهل السنة والجماعة لم يكفروه بسبب هذا التأويل الحاصل .
سؤال: ما الجمع بين سياق الآيات التي تدل على أن السحر في الأنبياء يكون نقصًا في حقهم, وبين حديث: «سُحر النبي صلى الله عليه وسلم»؟
الجواب: قال أهل العلم: سحر لا تأثير له من حيث الوحي والتبليغ, وإنما يؤثر في الجسد كالأمراض فقط، السحر الذي حصل للنبي صلى الله عليه وسلم هو من هذا الباب فقط, والأمراض ليس الأنبياء معصومين منها, الأمراض والشدائد والجروح ليسوا معصومين من ذلك, فبين العلماء أن السحر الذي حصل للنبي صلى الله عليه وسلم من باب المرض, لا تأثير له في أقواله صلى الله عليه وسلم, وفي التبليغ وفي الوحي، لا تأثير له في هذه الأمور، والكفار لما رموه بالسحر, قالوا ذلك على سبيل اتهامه بالجنون, حتى لا يقبلوا منه الدعوة إلى التوحيد، كما قال سبحانه وتعالى: {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ } وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ } وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ } بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} [القلم: ٢ – ٦], فكان ذلك من باب أن الله سبحانه وتعالى نفى أن يحصل لهم نقصٌ أو جنون أو سحر لازم أو سحر يؤثر في التبليغ, وأما مرض فهذا حصل, وقد ذكر أن بعض الناس يطعن في الحديث, ممن لا صناعة له بالحديث, وبعضهم من العقلانيين الذين يردون السنة بالعقول, كالمعتزلة, ومن المتأخرين جماعة من المتكلمين من أصحاب حزب التحرير, وغيرهم، فهذا باطل لا يُرد الحديث, وهو في الصحيحين, وقد تلقت الأمة الصحيحين بالقبول، فما بقي إلا هذا التأويل, وقد ذكره ابن القيم رحمه الله بكلامٍ طيب في كتابه بدائع الفوائد.
سؤال: هل جميعُ طوائف المسلمين, يُطلق عليهم بالمعنى العام أنهم على السنة, أو لا تطلق إلا على من تمسك بالكتاب والسنة على فهم السلف؟
الجواب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتى على ثلاثٍ وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة» أخرجه أبو داود عن أبي هريرة, وجاء عن عبدالله بن عمرو بن العاص عند الترمذي: «قالوا من هي يا رسول الله قال من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي», ولها شاهدٌ أيضًا من حديث معاوية عند أبي داود وأحمد: «قالوا من هي يا رسول الله قال: هي الجماعة» .
فهذا الحديث نص صريح في المسألة, على أن المسلمين أنفسهم يفترقون, وأن الفرقة الناجية والطائفة المنصورة: "من كان على هدي النبي صلى الله عليه وسلم "، إذًا فأهل السنة هم من تمسك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم, أهل السنة والجماعة, سموا أهل السنة: "لتمسكهم بطريقة النبي صلى الله عليه وسلم وعدم ابتداعهم في دين الله، وعدم اتخاذهم هديًا غير هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا طريقة غير طريقته"، وسموا الجماعة: "لأنهم اجتمعوا على الحق وعلى السنة", إذًا هذا القول ليس بصحيح, أن جميع طوائف المسلمين يعتبرون أهل سنة, ليس بصحيح, قول باطل لا يلتفت إليه، والذين هم أهل السنة: هم الذين سلكوا طريقته صلى الله عليه وسلم, قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة» .
سؤال: ما تعريف السنة في اللغة وفي الشرع؟
الجواب: لغةً: الطريقة، قال صلى الله عليه وسلم: «لتتبعن سَــنَنَ أو سُنَنَ من كان قبلكم», جاء باللفظين أي طرقها, «حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضبٍ لدخلتموه», وفي الشرع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من أقوال وأفعال أو تقريرات جميع ما أتى به نبينا صلى الله عليه وسلم من دين الله سبحانه وتعالى، "سنة فعلية أو قولية أو تركية أو تقريره ", كله يدخل في ذلك, وكذلك هي الطريقة التي سلكها النبي صلى الله عليه وسلم، وهديه صلى الله عليه وسلم هي طريقته, «خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم» .
سؤال: ما تعريف الجماعة؟