سؤال: هل يشرع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في أذكار الصباح والمساء؟
الجواب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل العبادات قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا »أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وعن عبدالله ابن عمرو بن العاص وأخرجه البخاري في الأدب المفرد عن أنس ابن مالك رضي الله عنه.
ولكن ليس محدودًا في الصباح والمساء في أي وقت تصلي على نبيك محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فتحديده في أذكار الصباح والمساء لم يثبت الحديث فيه ولكن لابأس أن تُصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في صباحك ومساءك وفي ضُحاك وفي نهارك وليلك في أي وقت تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم يٌصليِ الله عليك بها عشرا وجاء في حديث أنس ويكتب له عشر حسنات ويُحط عنه بها عشر خطيئات بمجرد صلاة واحدة, حديث: «أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة» عن أوس ابن أوس عند بعض أصحاب السنن قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي من صلاتكم »، فلا بأس أيضًا أن يُكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم الجمعة .
قول بعضهم عند الأذان يقول: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ـ إضافة الآية بعد الأذان من البدع والمحدثات لا يجوز ولكن يتابع المستمعون الأذان ويقولون مثل ما يقول المؤذن فإذا انتهى المؤذن صلوا على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسألون له الشفاعة لحديث عبدالله بن عمرو بن العاص في صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم:« إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن ثم صلوا علي ثم وسلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله فمن سأل لي الوسيلة حلت له شفاعتي«, كذلك تخصيص الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في أواخر خطب الجمعة ليس من السنة، السنة أن يصليِ على النبي صلى الله عليه وسلم في أي وقت وكذلك إذا ذكره في الجمعة إذا ذكره مستدلًا ببعض أحاديثه صلى على النبي صلى الله عليه وسلم وأما أن يخص الناس صلاة في آخر كل خطبة فهذا لم يرد فيه الدليل عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
سؤال: ماحكم رفع اليدين عند أذكار الصباح والمساء؟
الجواب: لم يأتِ عن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك أنه كان يرفع يديه ويدعوه في مساءه ولو فعله لنقل فلا يفعل .
سؤال: إذا قرأ المسلم أذكار النوم ثم تكلم بعد ذلك هل هذا الأمر يبطل الأذكار؟
الجواب: لا ما يُبطل الأذكار ولكن ينبغي أن تكون الأذكار آخر كلامه وإذا تكلم بالشيء اليسير فلا بأس, وأما أن يُطيل الكلام جدا حتى تمر عليه نصف الساعة والساعة بعد الأذكار, فهذا يحتاج إلى أن يعيدها لأنه طال الفصل.
سؤال: إذا لم يتذكر الشخص دعاء دخول البيت إلا بعد دخول البيت بوقت هل له أن يقرأ الذكر في ذلك الوقت؟
الجواب: ذهب وقته وعليه أن يذكر الله وأن يتحصن بالأذكار الأخرى .
وكذلك إذا خرج من البيت ولم يتذكر إلا بعد الخروج من البيت, إن كان قريبا من الباب فلابأس أن يقوله وإن كان ما ذكر إلا بعد وقت كبير فقد ذهب مكانه.
سؤال: لفظة الله التي يقولها الناس هل تعتبر من الذكر فبعض الناس إذا سقط الولد يقول الله؟
الجواب: أولا. لفظ الله فقط ليست من الأذكار وإنما سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر, الله فقط ليست ذكرًا كما يفعله الصوفية يكررون الله الله الله هذا ليس ذكر هذا من الابتداع في دين الله الذكر بهذه الطريقة مبتدع الله الله الله يبقى نصف ساعه وهو كذلك هذا ما هو ذكر هذا مبتدع في دين الله لم يفعله نبينا صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه أو بعضهم حتى الله ما يذكرها يأتي بالضمير هو هو هو يبقى يقول هو هو هو فيصير كالكلب النباح هذا أيضًا ليس ذكرًا هذا من الابتداع في دين الله عز وجل ليس هذا من الذكر الذكر سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر, أما ما يحصل من العامة عند سقوط الولد يقولون الله فربما بعضهم ما يعرف ما المقصود بها، وبعضهم ربما على نية تقدير محذوف الله يحفظك الله يسلمك هذا لابأس به لأن نية كثير من الناس يقصد هذا الله يسلم الله يحفظ ولكن يحذف الفعل وأحسن ينبه الناس أن يزيدوا ذكر الفعل حتى يتبين الأمر الله يسلمك الله يحفظك بسم الله يسمي الله.
سؤال: من نسي الأذكار هل يقولها بعد شروق الشمس؟
الجواب: لابأس أن يقولها مادام الوقت قريبًا وكذلك إذا غربت الشمس وقالها بعد الغروب بوقتٍ يسير فلا بأس لأن قوله إذا أصبح إذا أمسى يُطلق على ما قارب ذلك يُقال أمسى إذا دخل الليل وكذلك ما قاربه لايزال يطلق عليه ذلك .
سؤال: هل يجوز إدخال الماء المرقي إلى الحمام؟
الجواب: الماء المرقي ليس فيه القرآن, إنما فيه بركة القراءة, الماء المرقي ليس فيه قرآن حتى يُقال لا يجوز أن يُدخل إلى الحمام, وإلا لكان أيضًا لا يصح أن ترميه إلى الأرض, هل يصح أن يُرمى بكلام الله إلى الارض في أي مكان ذهبت, وعلى هذا ممكن أيضًا أن يُقال لا يجوز أن تُشربه لأنه سيذهب إلى مجرى البول والغائط, إذًا يُفهم أن الماء المرقي ليس المقصود فيه أن فيه قرآنا، أنما أصابته البركة بقراءة القرآن فيه أصيب ببركة جعلها الله عز وجل في ذلك الماء, فلابأس أن يشرب منه وأن يغتسل منه حتى وإن أصاب موضع العورة ما يُقال أنك أهنت القرآن, وإلا فما سيستفاد من الماء المرقي إطلاقًا, لأنه إما أن يُشرب إلى أين سيذهب الماء - إلى مجرى البول - وإما أن يغتسل منه سيتساقط في الأرض وربما أيضًا أصاب عورته وأصاب أماكن لا يجوز أن يُوضع القرآن فيها, إذًا ما بقي إلا أن الأمر فيه واسع لابأس أن يغتسل به ولابأس أيضًا أن يشرب منه, والله المستعان .
سؤال: فماذا عن استخدام الأوراق المكتوبة بالقرآن والأذكار بتحليلها بالماء ثم الشرب منه؟
الجواب: ما يُنصح استخدام الحبر فيها لأن الحبر مادة ربما تضر بجسمه ولكن بعضهم صار يكتب الآيات والأذكار بالزعفران, والزعفران أمرٌ أفضل, هذه الصورة أجازها بعض أهل العلم عملًا بعموم قوله صلى الله عليه وسلم لابأس بالرُقى مالم يكن فيها شرك رواه مسلم عن عوف بن مالك رضي الله عنه, وممن أجاز هذه الصورة شيخ الإســلام وابن القيم وتبعهم على ذلك العلامة ابن باز والعثيمين رحمة الله عليهم, ونحن نفضل تركها لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستخدم النفث في اليدين, الرقية والنفث إلى اليدين ثم يمسح على جسد المريض, هذه الصورة أفضل, الصورة التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم هو القراءة في الكفين مع النفث ثم المسح على الجسد, هذه أفضل صور الرقية, وممكن أيضًا أن يقرأ وينفث مباشرة إلى مكان المرض, كما جاء أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي سعيد الخدري وهذه الصور التي يفعلها بعض الناس جائزة مالم يقع في الشرك كما جاء في حديث عوف بن مالك والحكم فيها واحد أنه لا يُعتبر قرآنًا من حيث أنه لو بلل الورقة في الماء ثم أخرجها: هو قد أخرج الآيات في الورقة, فكذلك لا يكون له حكم الماء, ومع ذلك من تجنب النجاسات من باب دفع الريبة عن القلب « دع ما يريبك إلى مالا يريبك » فلا بأس والله المستعان .
سؤال: هل ثبت أن السدر ينفع لعلاج العين والسحر وماهي النصيحة لمن ابتُلي بمرض السحر والعين هل يرقي نفسه أو يلتمسها من قارئ؟
الجواب: السدر جُرب فعلم أنه ينفع مع الرقية بإذن الله عز وجل ولكن التحديدات بأعداد أوراق معينة لا دليل على ذلك, فيُخلط مع الماء و يُقرأ فيه ويُشرب منه ويغتسل وأهم شيء هو الرقية والأذكار, هذه مجرد إضافات يتأذى منها الجان, الجان يتأذون من السدر, وأما هل يرقي نفسه أو يلتمس قارئ, إن استطاع أن يرقي نفسه فهو أفضل وإذا رقاه قارئ آخر بدون طلب فلابأس كما رقى جبريل نبينا صلى الله عليه وسلم وأما مع الطلب فالاكتفاء بنفسك أفضل, وإن طلبت من غيرك فهو جائز مع الكراهة.
سؤال: رجل يقول: عنده وساوس شيطانية تأتيه دائمًا بغير رضاه ويقول آمنت بالله ورسوله ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله خوفًا على إسلامه, هل هناك حلٌ غير هذا وماذا يفعل إذا أتاه؟
الجواب: الذي تفعله أمرٌ طيب من قولك: آمنت بالله ورسوله وأيضًا من ذكر الله ومنها الشهادة ومنها التوحيد لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير, فهذا أمرٌ طيب, وهذه الوساوس تدفعها عن نفسك بهذه الأذكار وبقراءة المعوذات والمحافظة على أذكار الصباح والمساء والإكثار من ذكر الله عز وجل والانتهاء عن التفكير في هذا الأمرـ
إذا أتاك فجاهد نفسك على ترك ذلك, اشغل نفسك بأي أمرٍ آخر تفكر به حتى ينتهي عنك ذلك التفكير قال النبي صلى الله عليه وسلم «فليستعذ بالله ولينته», إذن تنتهي عن هذا التفكير وإن شاء الله سيذهب عنك مع الذكر والدعاء بإذن الله, واستعظامك لهذا الأمر من الإيمان فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم عن ابن مسعود وقد سُئل عن الوسوسة فقال: «ذلك محض الإيمان», أي استعظامك لهذا الأمر واعتبارك له من الوسوسة من الإيمان, وفي رواية عن أبي هريرة عند مسلم قال: «ذلك صريح الإيمان», أي استعظام هذا الأمر والذي فعلته, أيضًا آمنت بالله ورسوله جاء في حديث أبي هريرة في الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يأتي الشيطان إلى أحدكم فيقول من خلق كذا ومن خلق كذا حتى يقول له هذا الله من خلق الله فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته», وفي رواية فليقل: «آمنت بالله وبرسله», على المسلم أن يتفقه في هذا الأمر, فهذا وسواس من الشيطان عليك أن تنتهي عن ذلك وأن تؤمن أن الله هو الأول فليس قبله شيء وهو الآخر فليس بعده شيء وأن الله عز وجل هو الخالق البارئ المصور وأنه هو الخالق وغيره مخلوق, في مسند أحمد عن ابن عباس رضي الله عنه قال جاء أناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله: «إن أحدنا يجد في نفسه ما إن يخر من السماء خيرٌ من أن يتكلم به قال قد وجدتموه قالوا نعم قال الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة», أي حمدَ الله نبينا صلى الله عليه وسلم لما رأى أن الصحابة تعاظموا هذا الأمر من أنفسهم وقال أحدهم لأن يخر من السماء خير له من أن يتكلم به, فإذن المسلم يتعاظم هذا الأمر ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم, وتعاظمه لهذا الأمر من الإيمان .
سؤال: ما حكم الترتيل في قراءة الأحاديث والأذكار والمتون العلمية؟
الجواب: أمر الله عز وجل بترتيل القرآن: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا} [المزمل: ٤], وأما غيرها من الأذكار والمتون وقراءة الأحاديث فلا ترتل هذا شيء خاص بالقرآن: لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة ترتيل الأدعية وترتيل الأذكار وترتيل الأحاديث: فيُترك.
وأما تجميل الصوت عند حفظ الأحاديث أو عند حفظ المتون إذا كان مجرد تجميل الصوت في الشعر لا بأس قد كانوا ينشدون الأشعار فلا بأس.أما في الأذكار عند أن يذكر الله عز وجل هذا ما ورد عن السلف أما الشعر قد كانوا ينشدون الأشعار: والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا, وغيرها من الأشعار .
سؤال: هل آية الكرسي من أذكار الصباح والمساء؟
الجواب: لم يثبت في ذلك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكرها من أذكار الصباح والمساء.
سؤال: قول الرجل لأخيه صلِ على النبي عند أن يريد أن يكلمه أو أن يهدئه, هل في ذلك شيء؟
الجواب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من فضائل الأعمال ولكن ذكرها في مثل هذه المواضع الأقرب تركه والاكتفاء بذكر الله عز وجل والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من العبادات والقربات العظيمة في أي وقت, قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من صلى علي صلاة صلى الله به عليه عشرا» أخرجه مسلم رحمه الله من حديث أبي هريرة ومن حديث عبدالله بن عمرو بن العاص, وأخرجه البخاري في الأدب المفرد عن أنس رضي الله عنه, ففيه الفضيلة العظيمة ولكن جعله على هذا السبيل من أراد أن يذكر شخص قال له صلِ على النبي, أو أراد أن يتكلم معه, قال له صلِ على النبي, هذا لم يفعله السلف, وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم. وعند الغضب يؤمر بالاستعاذة من الشيطان الرجيم كما في الصحيحين من حديث سليمان بن صُرد رضي الله عنه.
سؤال: يقول هل تقرأ أذكار النوم في نوم النهار؟
الجواب: إذا لم ينم في جميع الليل فيقولها قبل نومه بالنهار, لأنه صار شبيهًا بنومه في الليل, وإن كان نومًا يسيرًا, استراحة يسيرة في القيلولة, فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أذكار النوم في قيلولته.