إجابةٌ لمجموعةٍ من الأسئلة لشيخنا الفقيه أبي عبد الله محمد بن حزام حفظه اللّــــه ورعاه ونفع به الإســلام والمسلمين.
الســــــــــؤال الأول :-
يقول السائل: ما نصيحتكم لحفاظ القرآن الذين عندهم القدرة على الدعوة إلى الله، هل ينصحون بالبقاء ههنا للتزود من العلم أم الذهاب في الدعوة إلى الله ؟
الإجــــــــــــابة :-
ننصحهم بالدعوة إلى الله عزوجل - من تهيأ له الخروج فأمر طيب - إذا وجد المكان المناسب لإقامة دعوته فهذا خير عظيم وأنصح إخواني بالخروج دعوة إلى الله عزوجل وهو شهرٌ واحد ينفع الله عزوجل بك فتعلم الناس مما علمك الله وكذا أيضاً تراجع القرآن والذي يصلي بالناس يكون أتقن لكتاب الله جل وعلا في المراجعة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم ) متفق عليه عن سهل بن سعد رضي الله عنه في قصة علي بن أبي طالب رضي الله عنه , ( من دعا إلى هدى كان له مثل أجور من تبعه لاينقص ذلك من أجورهم شيئا ) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، ( من دل على خيرٍ فله مثل أجر فاعله ) رواه مسلم عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه، ( وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحيتان في البحر يصلون على معلمي الناس الخير ) رواه الترمذي عن أبي أمامة رضي الله عنه، ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، فتعليم الناس العلم من الأمور العظيمة المهمة { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } فصلت /٣٣, { قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} يوسف /١٠٨, وهذا من أسباب انتشار الخير وذهاب الشر - خروج الناس في تعليم المسلمين خروج الدعاة إلى الله وطلاب العلم من أهل السنة والجماعة - هذا يضعف الشر ويضعف أهل الشر وينتشر الخير ويقوى بإذن الله عزوجل، فلا يتوانى الإخوة عن هذا الأمر_ هذه أيام قلائل أنت نفسك ربما بقيت تراجع في هذا المكان ربما ما تجد مثل ما يجده أخوك الذي خرج في المراجعة يجعل الله البركة في خروجه والله المستعان، على كلٍ من بقي فهو في خير وفي تزود من طلب العلم وفي عبادة وهو أيضاً على خير ولكن لا يتوانى الإخوة عن الخروج _ من كان عنده القدرة ففي ذلك الخير الكثير ولا يأتي بالأعذار الواهية، ولكن نوصي الأخ الذي يخرج أن يخرج إلى مكان ينفع الله به _ لو نزل في مسجدٍ ورآى عدم إقبال من الناس ورآى أنهم ما يستفيدون منه وما استفاد هو نفسه أن يضع العلم عندهم فلابأس أن يرجع _ ينظر من يخلفه في الإمامة ويرجع .
الســــــــــؤال الثاني :-
يقول السائل: من صلى صلاة سرية فقرأ سورة فيها سجدة هل يجهر بالآية التي فيها سجدة والتي قبلها حتى يسمع الناس ويسجد ويسجدون معه ؟
الإجــــــــــــابة :-
لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسنادٍ صحيح أنه سجد في الصلاة السرية، فهذا العمل خلاف السنة، فلا يُسجد للتلاوة في الصلاة السرية فهذا من أسباب عدم المتابعة ومن أسباب اختلاف الناس وربما بعضهم كذلك يظنه أخطأ فيسبح وآخر يتابعه وما يعلمون ما الذي حصل، فهذا العمل خلاف السنة فلا يُسجد في الصلوات السرية لأن النبي عليه الصلاة والسلام لم يرد عنه بإسناد صحيح أنه سجد فيها .
الســــــــــؤال الثالث :-
يقول السائل: بعض الرواة يقال فيه رمي بالقدر أو بالتشيع ويقولون فيه ثقة ؟
الإجــــــــــــابة :-
يقولون ثقة في الرواية وقد يكون أيضاً حصل له شبهة في ذلك ولم يتبين له - لم تقم عليه الحجة، ومع ذلك حتى ولو حصل من بعضهم بدع فقد قدم علماء الحديث مصلحة حفظ الحديث وحفظ السنة على مصلحة زجر بعض المبتدعة فبعضهم قد تبينت بدعتهم ومع ذلك روى عنه الأئمة وأوردوا له في كتبهم، وأفضل مايقال في ذلك أن المحدثين قدموا مصلحة حفظ السنة على مصلحة زجر المبتدع خشية أن يفوت شيء من السنة، وأما في هذه الآونة فلا مصلحة في أخذ العلم عنهم فقد حفظ الله دينه : حفظ الله القرآن والسنة في الكتب وحفظ الله دينه وقيض الله أولياءه أهل السنة والجماعة فلاحاجه للرواية عن المبتدعة، وبعض المحدثين قد لايعلم عن هذا الرجل أن عنده بدعة - يظنه على غير بدعة ويعلمه غيره وبعضهم ممن كان من أهل السنة والجماعة حصلت له زلة ولم يعلم أنه تبين له الأمر في ذلك فيبقى على الأصل وهو أنه من أهل السنة والجماعة _ فهذه احتمالات متكاثرة فيما يتعلق بمن وجد ممن رمي ببدعة وهو في الصحيحين أو في غيرهما من كتب السنة .
الســــــــــؤال الرابع :-
يقول السائل: هل يجوز الحج عن رجلٍ كبير في السن لايزال حياً ولكنه عاجز مالاً وبدناً ؟
الإجــــــــــــابة :-
أما العجز المالي فلا يكفي بانفراده بل يبقى في ذمته حتى ييسر الله له المال وأما العجز البدني فإن كان لايقدر على السفر ولا يتحمل الذهاب إلى بيت الله الحرام فنعم لابأس في النيابة عنه لحديث ابن عباس في الصحيحين أن المرأة قالت يارسول الله إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخاً كبيراً لايستطيع الثبوت على الراحلة فهل أحج عنه قال حجي عنه .
الســــــــــؤال الخامس:-
يقول السائل: كيف يُقال لمن يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع في أذان الفجر قول المؤذن الصلاة خير من النوم ؟
الإجــــــــــــابة :-
هذا قول باطل - بل هو مشروع في سنة النبي صلى الله عليه وسلم _ ففي صحيح ابن خزيمة عن أنس رضي الله عنه قال السنة إذا قال المؤذن حي على الفلاح أن يقول الصلاة خير من النوم وقول الصحابي من السنة يريد به سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان بلال يقولها في زمنه عليه الصلاة والسلام وما كان لبلال أن يأتي بشيء من قبل نفسه بل هو من قبل النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا كلام باطل .
الســــــــــــؤال السادس :-
يقول السائل: رجل ذهب إلى الساحر فعقد له الساحر عقداً من السحر فأخذها مصدقاً للساحر وبعد أيام تاب الرجل وأنكر على الساحر كلما صنع له من قبل، فهل له توبة ؟
الإجــــــــــــابة :-
نعم : ومن يحول بينه وبين التوبة عليه أن يستغفر الله وأن يتوب إليه من ذلك وأن يفسد ما صنعه من السحر إذا امكنه أن يفسده بنفسه وأما الذهاب إلى الساحر فلايجوز له الذهاب إلى الساحر لإفساده، فإذا كان يعلم بمكان السحر فليفسده - فمن تمام توبته أن يفسد السحر على من سحره إذا أمكنه ذلك .
والحمـــــد للّه رب الـعالـمين