http://sh-ibnhizam.com/vfatwa-details.php?ID=547
حمل المادة صوتيا برابط مباشر من هنا
إجابة لمجموعةٍ من الأسئلة لشيخنا الفقيه أبي عبد الله محمد بن حزام حفظه اللّــــه ورعاه ونفع به الإســلام والمسلمي
أسئلة يوم الجمعة الموافق
٢٤ ربيع الأول لسنة ١٤٣٨هـ
الـســـؤال الأول :-
يقول السائل: هل الدعاء بعد صلاة الفرض من البدع أم لا، أفيدونا بذلك؟
الإجـــــــــابة :-
الدعاء في أي وقت مشروع ومستحب "" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ "" سورة البقرة _ الآية: ١٨٦، "" : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ} "" سورة - غافر - الآية:٦٠ ، وأما تخصيصه بعد الفريضة فالأقرب إلى فعله صلى الله عليه وسلم أنه دعا قبل السلام وحث الناس على ذلك قال عليه الصلاة والسلام " إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه عز وجل ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعوا بما شاء " أخرجه الترمذي عن فضالة بن عبيد وهو حديث حسن، وفي الصحيحين عن ابن مسعود قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن علمه التشهد ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعوا " وفي مسند أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه جلس يتشهد ثم صلى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام سل تعطه سل تعطه، فالأقرب أن الدعاء يكون قبل السلام وهو وقت يستجاب فيه الدعاء لأنه يبدأ بالثناء على الله ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعوا بما شاء قبل السلام، أما الدعاء بعد السلام فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يُشعر ببعض الأدعية _ جاءت أحاديث أنه صلى الله عليه وسلم دعا بعد السلام، في صحيح مسلم عن البراء بن عازب أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول بعد السلام " رب قني عذابك يوم تبعث عبادك " وقال معاذ أوصيك أن لاتدع دبر كل صلاة مكتوبة أن تقول "" اللهم أعني على ذكرك و شكرك وحسن عبادتك "" مع أن بعض أهل العلم حمل الدبر هنا على أنه مؤخرة الصلاة وهو قبل السلام _ كما أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله إلا أن قوله دبر يشمل بعد السلام عند جماعة من أهل العلم، وفي صحيح البخاري عن سعد بن أبي وقاص قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله دبر كل صلاة يقول " اللهم أني أعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من البخل وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا ومن عذاب القبر "" وكذلك ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان يستغفر ثلاثا. أخرجه مسلم عن عائشة وثوبان رضي الله عنهما. والأصح أنه يحمل على أنه قبل السلام كما حمله شيخ الإسلام ولكن قوله دبر من فسرها بأنها بعد السلام فله وجه أيضاً لأن الدبر يطلق على مؤخرة الشيء وعلى عقب الشيء ، وحديث أنس قال لأم سليم تسبحين الله عشرا وتحمدين عشرا وتكبرين عشرا ثم تسألين حاجتك يقول قد فعلت : قد فعلت، حمله بعضهم على أنه دعاء الاستفتاح - اختلفت ألفاظ الحديث، ولابأس إذا حمل على المعنى الأول فلابأس، وأما حديث: اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملا متقبلاً، كان يقوله عقب صلاة الفجر والحديث ضعيف لم يثبت أخرجه أحمد عن أم سلمة رضي الله عنها، وفيه رجل مجهول، واستمسك من قال بأنه يشرع الدعاء عقب الصلوات بحديث _ أي الدعاء أسمع قال (جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبات)، على كلٍ من دعا بمثل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم يقتصر عليه ومن دعا بغيره فلا ينبغي أن يتحرى ذلك، ادع الله في سجودك وادع الله في صلاتك وعقب التشهد ولاتتحرى أن تجعل الدعاء عقب الصلاة - لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك رفع اليدين في ذلك الوقت لو فعله صلى الله عليه وسلم لنقل، فالأقرب إلى السنة ترك ذلك، ولانستطع أن نحكم على صاحبه بالبدعة لأن العمومات تشمل جميع الأوقات حتى عقب الصلوات- يدعوا الله متى ماشاء، والذي ننصحه به أن يلازم هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيدعو الله في سجوده وعقب التشهد ولو دعا أيضاً ما استطعنا أن نحكم عليه بالبدعة، والذي نراه له أن لايتحرى هذا الموضع بالدعاء، والله أعلم، أما حديث خير الدعاء جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبات، فقوله دبر يطلق على مؤخرة الشيء كما أنه يطلق على عقب الشيء أيضا يطلق على المؤخرة فقد يكون موافقاً للأحاديث الأخرى التي ذكرناها _ سل تعطه سل تعطه_ أي عقب التشهد قبل السلام، وحديث ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعوا فهذا حمله على قبل السلام هو الأقرب لأنه هو الوقت الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوا فيه ويحث الناس على الدعاء فيه، ولكن مع هذه الأدلة التي سمعتموها هناك متمسك لمن يدعوا عقب الصلاة، فينبغي أن لا يحكم عليه بأنه بدعة، والمقصود بالتشهد هو التشهد الأخير أما التشهد الأول ما فيه دعاء لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة في مسلم " إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليستعيذ بالله من أربع فذكرها، فهذا النص فيه تخصيص التشهد الأخيرفيحمل عليه بقية الأدلة الأخرى، والله المستعان.
الســــؤال الثاني:-
يقول السائل: لوأن إنساناً أفطر رمضان كله لعذر ثم قضاه بعد ذلك في شهر من الأشهر فكان ذلك الشهر ناقصاً، هل يتمم الثلاثين من شهرٍ آخر ؟
الإجـــــــــابة :-
إن كان رمضان الذي أفطره تسعاً وعشرين فيكتفي بالتسعة والعشرين الذي قد صامها وإن كان رمضان الذي أفطره ثلاثين يوماً فيجب عليه أن يتمم العدة وأن يصوم يوماً من شهر آخر "" ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ
" سورة البقرة - الآية:١٨٤ .
الســــــؤال الثالث :-
يقول السائل: من كان أصيب بالجنابة واستطاع أن يغسل أعضاء الوضوء أو أكثر من ذلك ولم يستطع الغسل كاملاً فكيف يصنع وماذا ينوي ؟
الإجــــــابة :-
يتوضأ ويغسل ما استطاع من جسده بنية غسل الجنابة فيغسل مااستكاع من جسده مع الوضوء ثم يتيمم لما بقي من الأعضاء لقول الله عزوجل " فاتقوا الله ما استطعتم"" ولقوله صلى الله عليه وسلم " إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه استطعتم "" فما استطاع أن يغسله غسله ومالم يستطع تيمم حتى يستطيع استعمال الماء ثم يجب عليه بعد ذلك الغسل .
الســـــؤال الرابع :-
يقول السائل: رجل تقدم لابنة خالته وهو لايصلي ولايصوم فرغبت المرأة فيه ولم يرض أهلها أن يزوجوها، فما الحكم في ذلك؟
الإجــــــابة :-
أحسنوا في ذلك "" يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا" فلا يزوجوا ابنتهم برجل قاطع للصلاة ولا، فهذا جليس سوء لا يجوز لهم أن يزوجوا ابنتهم به، والله المستعان، وهذا من سوء الرعاية ومن الخيانة أن يزوجوها بمن هذا حاله " مامن عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة" في الصحيحين عن معقل بن يسار رضي الله عنه.