0174يقول الأخ السائل: ما حكم وضع اليمنى على اليسرى في حال القيام بعد الركوع؟
الإجـــــــــــابة :-
لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وضع اليمنى على اليسرى بعد الركوع، ولو فعله النبي صلى الله عليه وسلم لنقل إلينا.
وإنما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وضع اليمنى على اليسرى قبل الركوع، والأحاديث التي فيها أنه صلى الله عليه وسلم كان يضع اليمنى على اليسرى إذا كان قائماً، كما جاء عن وائل بن حجر رضي الله عنه، في بعض طرق الحديث، فهو مبين في نفس الحديث في طرق أخرى، فحديث وائل بن حجر رضي الله عنه، قد جاء بتمامه أنه قال: كبرَ صلى الله عليه وسلم ثم وضع يده اليمنى على اليسرى، أخرجه أحمد وغيره، فبين أن ذلك الوضع إنما هو قبل الركوع.
وجمهور الفقهاء على أن وضع اليمنى على اليسرى إنما هو قبل الركوع، ولم يذكر أصحاب المذاهب الأربعة الوضع بعد الركوع، أعني وضع اليمنى على اليسرى، إلا رواية عن أحمد، يقول فيها من فعل أرجو أن لا بأس به، وهذه رواية تدل على أن أحمد رحمه الله فيما يظهر من هذه العبارة، لا يضع اليمنى على اليسرى بعد الركوع، وإنما يرسل، ولذلك قال: أرجو أن لا بأس به، فهي تشعر بأن مذهبه أيضاً عدم وضع اليمنى على اليسرى بعد الركوع.
والاستدلال بالعمومات، لا يكفي كما استدل بعضهم بحديث: كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة. أخرجه البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه.
هذا العموم لا يكفي، هذا مبين بالأدلة أنه كان صلى الله عليه وسلم يضع اليمنى على اليسرى قبل الركوع، وأما بعد الركوع فلم يَرِد، وعلى هذا فالأقرب الإرسال، والله أعلم، وهو مذهب جمهور الفقهاء.