0154يقول السائل: هل هناك ناران، نار لأهل الكفر، ونار لأهل المعاصي؟
الإجـــــــــــابة :-
هي نار واحدة، نار جهنم، ولكنها دركات، وطبقات، فلا شك أن الموضع الذي يدخله الموحدون من أهل الكبائر، ممن أراد الله تعذيبهم بكبائرهم، ليس هو نفس الموضع الذي ينزله الكفار، وأما كونها نارا أخرى، فلا.
ولكن هي نار واحدة، نار جهنم، وهي دركات، ولذلك قال الله سبحانه: "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في عمه أبي طالب: وجدته في غمرات من النار، فأخرجته إلى ضحضاح. متفق عليه عن العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه
فما هو الموضع الذي يكون فيه كبار الموحدين؟ الجواب: الله أعلم به إلا أنه موضع أخف في العذاب، من عذاب الكافرين، وأيضاً ينقطع عذابهم، الموحدون يعذبون ما شاء الله، ممن أراد الله تعذيبهم،
ثم يموتون في النار، ويصيرون فحماً.
كما في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ﺃﻣﺎ ﺃﻫﻞ اﻟﻨﺎﺭ اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺃﻫﻠﻬﺎ - يعني الكفار - ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﺤﻴﻮﻥ، ﻭﻟﻜﻦ ﻧﺎﺱ ﺃﺻﺎﺑﺘﻬﻢ اﻟﻨﺎﺭ ﺑﺬﻧﻮﺑﻬﻢ - ﺃﻭ ﻗﺎﻝ ﺑﺨﻄﺎﻳﺎﻫﻢ - ﻓﺄﻣﺎﺗﻬﻢ ﺇﻣﺎﺗﺔ ﺣﺘﻰ ﺇﺫا ﻛﺎﻧﻮا ﻓﺤﻤﺎ، ﺃﺫﻥ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻋﺔ، ﻓﺠﻲء ﺑﻬﻢ ﺿﺒﺎﺋﺮ ﺿﺒﺎﺋﺮ - يعني جماعات -، ﻓﺒﺜﻮا ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎﺭ اﻟﺠﻨﺔ، ﺛﻢ ﻗﻴﻞ: ﻳﺎ ﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ، ﺃﻓﻴﻀﻮا ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻓﻴﻨﺒﺘﻮﻥ ﻧﺒﺎﺕ اﻟﺤﺒﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﻤﻴﻞ اﻟﺴﻴﻞ.
فهذا حال أهل الكبائر الذين أراد الله تعذيبهم، يكون بعد ذلك خروجهم من النار ودخولهم الجنة، وليس حالهم كحال الكافرين.