0125يقول السائل: ما هي الجنة التي سكنها آدم عليه السلام؟ هل هي الجنة التي وعد الله بها المتقين، أو هي جنة أخرى؟
الإجـــــــــــابة :-
مذهب أهل السنة والجماعة أنها هي نفس الجنة، وهناك قول لشيخ الإسلام عزا القول الثاني للمعتزلة أي أنها جنة أخرى، ولكنه في موضع آخر من كتبه، عزاه أيضاً قولاً لبعض أهل العلم، ولم يجعله خلافاً مع المعتزلة.
والخلاصة والصحيح أنها هي نفس الجنة، ويدل على ذلك حديث الشفاعة في صحيح مسلم عن حذيفة وأبي هريرة رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر حديثا وفيه: أن الناس يقولون يا آدم استفتح لنا الجنة، فيقول: وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم.
ذكروا له الجنة، فقال: وهل أخرجكم من الجنة، أل عهدية للجنة التي ذُكرت. وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم.
فالصحيح أنها هي نفس الجنة، وأيضاً وصفها الله عز وجل بأوصاف هي وصف الجنة: "إِنَّ لَكَ أَلا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى".
وأيضاً ذكر أنه أُهبط منها، يعني أنها في السماء، أُهبط منها بعد أن أكل من الشجرة، وابن القيم له بحث في حادي الأرواح؛ رجح أنها غيرها، ولكن له قول آخر يقول إنها هي نفسها، وهذا أقرب ويوافق الأدلة، ومن أبياته:
فحي على جنات عدن فإنها
منازلنا الأولى وفيها المخيم.