0105يقول الأخ السائل: هل أشراط الساعة الكبرى معلوم ترتيبها؟
الإجـــــــــــابة :-
بالنظر إلى الأدلة الشرعية، نعلم ترتيب بعضها، ولا نعلم ترتيبها كلها، فإنه قد جاء في أحاديث أشراط الساعة ما يدل على تقدم المهدي المجدد، على خروج الدجال، ونزول عيسى بن مريم، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما مُلئت ظُلماً وجَوراً.
وأيضاً فتحُ الروم، يكون قبل خروج الدجال. فقد جاء في حديث أبي هريرة في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن المسلمين يتوجهون إلى الروم، ويفتتحونها ويفتتحون القسطنطينية، ثم يأتي الصريخ الكاذب بخروج الدجال، فيرجعون، فإذا وصلوا إلى الشام خرج.
فكان الصريخ أولاً كَذباً، ثم أول ما يصلون إلى الشام يخرج الدجال، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم.
ثم خروج الدجال بعد فتح الروم، وبعد خروج الإمام المجدد قبل قيام الساعة. الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظُلماً وجوراً، ثم يخرج رجل من أهل بيتي يوافق اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي، يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا، وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا. أخرجه أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه.
ثم خروج الدجال بعد ذلك، ويبقى في الأرض ما شاء الله أن يبقى، كما جاء في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لبثه في الأرض: أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ.
ثم ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام فيقتل الدجال، وبعد ذلك يمكثون ما شاء الله، فيخرج يأجوج ومأجوج، من كل حدب ينسلون، كما جاء ترتيب ذلك في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه، ثم يدعو عليهم عيسى بن مريم عليه السلام فيأخذهم الله، وبعد ذلك يمكثون ما شاء الله أن يمكثوا.
وما يتعلق بطلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، جاء في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أنها إذا خرجت إحداهما فالأخرى على إثرِها.
هل يسبقُ طلوع الشمس أو يسبق خروج الدابة الله أعلم.
لكن طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، متأخر على خروج الدجال، وعلى نزول المسيح، وعلى خروج يأجوج ومأجوج، لأن في زمن عيسى عليه السلام لا يزال يأمر بالإسلام، ويجاهد على الإسلام، ولا يقبل إلا الإسلام، ولا يقبل الجزية، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير.
وأما إذا طلعت الشمس من مغربها فليس هناك بعد ذلك إيمان، لا يُقبل إيمان بعد ذلك. والدليل على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه مسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا، وذكر طُلُوع الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخروج الدَابَّةُ، وذكر معها الدجال". فالمقصود: مجموعها، أي بعد خروج الدجال، إذا طلعت الشمس من مغربها وخروج الدابة.
ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم، قول الله عز وجل: "هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا".
فإذا طلعت الشمس آمن الناس كلهم أجمعون، قال: فحينئذ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا.
وخروج الدابة، وطلوع الشمس من مغربها، يظهر أنه متقدم على خروج الريح الباردة، التي تقبض روح كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى شرار الناس تقوم عليهم الساعة. لأن بعد ذلك لا يبقى إلا شرار الخلق تقوم عليهم الساعة، وبقية الآيات الله أعلم بترتيبها، هذا الذي عُلم من سياق بعض الأدلة المذكورة والله أعلم .