087هل يشرع أن يجمع بين المغرب والعشاء في البيوت، بسبب المطر؟
الإجـــــــــــابة :-
لا يشرع ذلك، وبعض العامة ينزل المطر، فيقوم ويجمع وهو داخل البيت، وهذا جهل، فإنه لا يشرع الجمع في البيوت.
وقد جمع بعض الصحابة كعبدالله بن عمر رضي الله عنه مع الأمراء، وكانوا يجمعون في المساجد، لا سيما بين مغرب وعشاء؛ لِما يحصل من المشقة، فيعجلوا الرجوع إلى البيت ليتخلصوا من المشقة الحاصلة في الظلمة، لحصول الدحض والزلق، ففي الظلمة يشق عليهم.
ونوصيهم في هذه الأيام وهم داخل المدن مع الإزفلت والأنوار، والمسجد بجوار البيت، أن لا يجمعوا فلا مشقة على الناس، لا في المغرب، ولا في الظهر، فلا يجمعوا.
لم يرد عنه صلى الله عليه وسلم في حديث قط صريح أنه جمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء من أجل المطر.
ولكن استفاد العلماء مشروعية ذلك من حديث ابن عباس رضي الله عنهما في صحيح مسلم: جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر.
قالوا: ابن عباس ذكر المطر فيدل على أنه من الأعذار، وأيضاً ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يجمع مع الأمراء إذا جمعوا بين المغرب والعشاء، جمع معهم.
وأما الأفضل، ففي الظهر والعصر الوقت طويل نحو ثلاث ساعات بين الظهر والعصر، فلا ينبغي أن يُجمع، ولو كانوا في قرية، لعدم المشقة البينة، ولكن إذا جمعوا الصلاة فهي صحيحة. ولو فرض وجود مشقة ظاهرة في بعض القرى فالأفضل الجمع.
وإذا ترك الجمع، ثم جاء وقت العصر وفيه مشقة، فله أن يصلي في بيته (صلوا في رحالكم).
والنبي عليه الصلاة والسلام مُطر ولم يجمع. كما في حديث أنس في قصة الرجل الذي جاء يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يستسقي لهم في الجمعة، قال: فمكث المطر أسبوعاً، فمكثنا سَبتاً لا نرى الشمس، أي أسبوعاً لا نرى الشمس.
يُمطرون لمدة أسبوع، ولم يَنقُل أحد من الصحابة أنه صلى الله عليه وسلم جمع بين الصلاتين.
فالأفضل عدم الجمع، وإن وجدت المشقة فالأفضل أن يأخذوا بالرخصة، كما يحصل بين مغرب وعشاء في القرى.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب أن تُؤتى رُخَصُه. كما يحب أن تُؤتى عَزائِمه".
ففي القرى التي يحصل فيها الطين، ويشق على الناس، الأفضل أن يأخذوا بالرخصة.
وأما داخل البيوت، فلا جمع داخل البيوت، بل تصلى الصلوات في أوقاتها.