048يقول السائل: ما حكم من ينكر تلبس الجني بالإنسي؟
الإجـــــــــــابة :-
هذا يعتبر ضالاً منحرفاً يرد الأدلة، فقد جاءت الأدلة الصحيحة في حصول ذلك، وهي أدلة ظاهرة جلية.
كما قال الله عز وجل: "الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ".
فذكر الله جل وعلا أن من أُصيب بالمس يتخبطه الشيطان. هذا أمر وأيضاً واقع مشاهد، يراه الناس بأعينهم.
"وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ".
تدل على أنهم قد يحضرون الإنسي ويلتبسون به.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ.
ثم أيضاً الواقع، هذه أمور واقعة مشاهدة محسوسة، فكيف تُنكَرُ الأمور المحسوسة؟
قال عبد الله بن الإمام أحمد لأبيه إن قوماً يكذبون بدخول الجني بالإنسي، فقال: يا بني هؤلاء يكذبون، ها هو يتكلم بلسانه.
هذه أمور مشاهدة، وقد يتكلم بلغة عربية فصحى، والمُصَاب ما يحسن اللغة العربية، ولا يستطيع أن يتكلم بذلك الكلام، بل قد وُجٌد أنه يتكلم بلغة أخرى، وهو في المصاب، هذه أمور واضحة. محسوسة لا ينكرها، إلا ضال مبتدع مخذول.
وفي الصحيحين عن ابن عباس أن امرأة كانت تصرع، أتت النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: يا رسول الله إِنِّي أُصْرَعُ، وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي. قَالَ : " إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ ". فَقَالَتْ : أَصْبِرُ. فَقَالَتْ : إِنِّي أَتَكَشَّفُ، أي عند أن يصيبها الصرع. فَادْعُ اللَّهَ أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ. فَدَعَا لَهَا صلى الله عليه وسلم.
فصبرت فكان بعض التابعين يقول لبعض التابعين، ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ تلك المرأة، ثم يحكي قصتها.