047يقول السائل: هل الجن عالم حقيقي؟ وما حكم من ينكر وجود الجن؟
الإجـــــــــــابة :-
نعم عالم حقيقي، خلقهم الله جل وعلا، لحكم عظيمة، وخلقهم الله لعبادته.
"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ".
وقد أنزل الله جل وعلا، سورة الرحمن، فيها الخطاب للجن والإنس، من أولها إلى آخرها.
"خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ * وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ".
"فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ". خطاب للجن والإنس.
وقوله "يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ* فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ"
ثم بعد ذلك السورة كلها في الخطاب لهم، وتذكيرهم بالنعم، ووعد من خاف الله جل وعلا من الجن والإنس بالجنان، والوعيد لمن لم يخش الله، ولم يتقه بالنيران.
فمن أنكر وجود الجن فهو كافر، الجن عالَمٌ حقيقي نؤمن بأن الله خلقهم. "وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ".
فهم مخلوقون، ومأمورون أيضاً بالعبادة، ومكلفون بالتوحيد والعبادة، ومن كان منهم مطيعاً لله، وصار من المسلمين الموحدين، فهو من أهل الجنة. يكرمهم الله أيضاً بالجنان، ومن كان مُعرضاً وكافراً فهو من أهل النيران، ومنهم من استجاب، ومنهم من كان من الكافرين.
قال الله عز وجل في سورة الجن، وهي أيضاً سورة كاملة في إثبات الجن، وفي إثبات أمور متعلقة بهم.
"قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا".
ومما ذكر فيها: "وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا".
فمنهم الصالح، ومنهم من هو دون ذلك، ومنهم الفاسق، ومنهم الكافر، ومنهم السني، ومنهم المبتدع، وفي الآيات نفسها:
"وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا*وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا".
فالذي ينكر وجود الجن، يعتبر كافراً؛ لأنه رد لهذه الأدلة من كتاب الله جل وعلا.