032ما هي العلة في تحريم الشطرنج ؟
الإجــــــابة :-
الشطرنج من أعظم الملهيات، يُلهي عن ذكر الله وعن الصلاة ، وكذلك فيها صورُ تماثيل ، والصور محرمة من كبائر الذنوب لاسيما وهي منحوتة نحتاً فصارت العلة فيها أعظم ، والتحريم فيها أعظم من غيره .
وأيضاً يُلهي عن ذكر الله كما تقدم فإن اللاعب فيه يأخذ وقتاً كبيراً وهو لا يذكرُ الله ويذهب وقت كبير في تلك اللعبة .
وقد ثبت عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه من طرقٍ يتقوى بعضها ببعض الإنكار على هذه اللعبة وعلى من يلعبها، فهي لعبةٌ قديمة وقد قرأ عليهم رضي الله عنه قوله تعالى "ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون".
وثبت عن جمعٍ من التابعين التحذير من ذلك فقد قال الله عزوجل " إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون"
وهذا مما يصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وأما إذا كان أيضاً بمقابل أموال فهو قمارٌ وميسر، إما من الطرفين أو من أحدهما إما أن يضع هذا مالا وهذا مالا والغالب يأخذ المال، أو يلعبان والخاسر يدفع المال فهذا إثمه أعظم، وهو داخل في الميسر ويصير كبيرة من كبائر الذنوب.
والشيء بالشيء يذكر، فالألعاب التي في الجوالات والذواكر والكمبيوترات وما أشبه ذلك، ما كان فيها صور فلا شك في تحريمه من أجل الصور أعني صور ذوات الأرواح، ومالم يكن فيه صور فهو يُلهي عن ذكر الله ويضيع الوقت فلا يجوز للمسلم البالغ أن يضيع وقته في ذلك.
ولكن لابأس أن تُستخدم في إلهاء الأولاد لأن الأولاد قد أباح الشرع لهم اللعب واللهو سماحةً من الشرع وربما يكون خيرا من الخروج إلى الطرقات والاختلاط بالفساق ولكن يضبط الأبوان ذلك حتى لا يقعوا إما بدخولهم في أشياء محرمة والوالد ما يعلم، وما يدري إلا وقد صاروا في صور وفي موسيقا وفي معازف، وفي النظر إلى المسلسلات والنساء.
وأيضاً ما يذهب الوقت في هذا الأمر فعليهم أن يضبطوا ذلك، فيعطيه في وقت معين ثم يرفعه عليهم.
كذلك مايُسمى بالضمنة نفس الأمر في حق الكبار إلهاء عن ذكر الله وعن الصلاة وضياع للوقت، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
"لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع منها: عن عمره فيما أفناه" ..الحديث ....
والصغار كما تقدم ما عندنا دليل يمنع من ذلك. ولكن يضبط ذلك المسئول عليهم بضبط هذا الأمر، هذا إن كانت بدون ميسر أما إن كانت مع الميسر فهي محرمة قطعاً.
فجميع الملهيات والألعاب في حق الكبار لا يجوز أن يلعبوا بها لأنها تُضيع الأوقات. قال النبي صلى الله عليه وسلم : (نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس الصحة والفراغ) . أخرجه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما . وفي حق الصغار يجوز بالضوابط المتقدمة، والله أعلم .