يقول السائل: جاء في الحديث: لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت. وجاء في الحديث الآخر أن النبي صلى الله عليه وسلم: دخل على رجل يعوده، فقال: لا بأس عليك طهور إن شاء الله. فكيف الجمع بينهما؟
الإجـــــــــــابة :-
حديث العيادة، رواه البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
والجمع بينهما أن حديث ابن عباس، إخبار من النبي عليه الصلاة والسلام، أن المرض سبب للطهارة من الذنوب، ثم قال إن شاء الله طهور أي: يجعله الله لك طَهارة وهو إخبار له، ويصبره بذلك، فهذا إخبار يتضمن التصبير والتذكير بأن هذه الأمراض سبب لكفارة الذنوب. وأما الدعاء فالإنسان إذا دعا فليعزم بالمسألة، كما جاء في الحديث: لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ ؛ فَإِنَّهُ لَا مُكْرِهَ لَهُ. متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي الرواية الأخرى عند مسلم: وَلْيُعَظِّمِ الرَّغْبَةَ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ.
وعلى ذلك فلو دعا له بالطهارة من الذنوب فليقل: اللهم اجعلها لها طهارة. ولا يزد: إن شاء الله. في هذه الحالة.