009يقول الأخ السائل: ذكر الله تعالى أنه خلق الجن والإنس ليعبدوه، وفي آية أخرى بعد أن ذكر الاختلاف، قال: "وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ". فما الجمع بين الآيتين؟
الإجـــــــــــابة :-
الآية الأولى قوله تعالى "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ". فيها أن الغاية من خلق الجن والإنس تحقيق العبادة.
والآية الثانية، قوله تعالى: "وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ". فيها أنه خلقهم للخلاف.
فالجمع بين الآيتين، الآية الأولى، "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ".
أي: ليحققوا العبادة، فهذا مطلوب شرعاً، ولذلك حصل من الناس، من استجاب وعبدَ الله، ومنهم من لم يستجب، هذه ليست غاية قدرية كونية.
هذه غاية شرعية، مطلوب من المكلفين تحقيقها، مأمورون بتحقيق العبادة، الجن والإنس مأمورون بذلك. غاية شرعية.
والآية الثانية: غاية كونية، ليس مطلوباً منهم الخلاف، بل هم مأمورون بالاجتماع، ولكن قدر الله كَوناً أن يقع الخلاف "وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ". لابد من وقوع الخلاف.
"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ". غاية شرعية، مأمورون شَرعاً بتحقيق العبادة، فمنهم من عبد، ومنهم من لم يعبد.
والآية الأخرى: "وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ". غاية كونية، قدر الله كَوناً وقوع الخلاف، ولا مرد له.