002يقول السائل قول بعض الناس إن الإنسان مجبور على ما قدره الله عليه؟
الإجـــــــــــابة :-
هذا اللفظ من الألفاظ الباطلة المجملة التي يجب البعد عنها، فالإنسان مسير على أمر الله جل وعلا، فقد سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، قالوا ففيم العمل؟ إن كان أمر قد فُرغ منه، قال: اعملوا فكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ. "فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ". ولكن الله جعل للإنسان مشيئة قال تعالى: "وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ".
وإطلاق الجَبر: أي أن الإنسان مجبور، من أقوال الجبرية، وهم فرقة مبتدِعة، ينفون عن العبد المشيئة، يقولون العبد ليس له مشيئة، فهذه من الألفاظ التي يستعملها الجبرية.
وأهل السنة والجماعة يقولون الإنسان له مشيئة، وأفعاله يعملها وتنسب إليه حقيقة، فهو فاعلها حقيقة، والله خالقه، وخالق فعله. "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ".
خَلقَهُ وخلقَ له المشيئة، وأعمال العبد من خلق الله جل وعلا، ولكن لا يطلق أهل السنة هذا اللفظ، (مجبور)، لأن هذا اللفظ، يحتمل المعنى الذي ذكره المبتدعة، نفي المشيئة عن العبد، والله أثبت للعبد مشيئة حقيقية، يقع بها الفعل بإذن الله، وبعد مشيئة الله.
قال الله سبحانه: "وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ".
فأثبت للعبد مشيئة، ومشيئته تحت مشيئة الله جل وعلا، فإذن هذا لفظ منكر، أن يقال العبد مجبور، لأن كل شيء قد قُدر، هذا لفظ منكر، لم يأت في الأدلة، وهو لفظ مجمل يحتمل المعنى الباطل، ولكن نقول بما جاء بالأدلة، الإنسان ميسر لما خُلِق له.
هذا هو الذي جاء بالأدلة، ولم يأتِ لفظ (مجبور)، ولفظ الجَبر فيه معنى باطل، وهو نفي مشيئة العبد، وأن العبد حاله كحال المرتعش، الذي يرتعش ليس له مشيئة برعشته، كحال الريشة في مهب الريح، ليس له إرادة، وهذا كلام باطل، الله عز وجل قد أثبت للعبد إرادة حقيقية، يقع بها الفعل بعد مشيئة الله.