001يقول السائل قول بعض الناس إن الإنسان مخير بأفعاله، فإنه يستطيع أن يفعل الخير، وأن يفعل الشر، فهل هذا ينافي الإيمان بالقدر؟
الإجـــــــــــابة :-
أما ما يتعلق بقوله إنه مخير. فالإنسان قد قدر الله عز وجل أعماله، فما يفعل من خير، ومن شر إلا والله سبحانه وتعالى قد كتب ذلك عليه، فهو مسير على ما كتبه الله عليه، ولكن هو مأمور بفعل الخير، والبعد عن الشر.
قال الله سبحانه: "فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى".
الله سبحانه وتعالى خلق للإنسان إرادة ومشيئة، وخلق له استطاعة بحيث إن الإنسان يرى من نفسه أنه بالمشيئة التي خلقها الله له وبالاستطاعة التي خلقها الله له، يستطيع أن يفعل الخير، ويستطيع أن يترك الشر. فلا يُطلق أن الإنسان مخير، هذا خطأ.
الإنسان مسير على ما قدره الله له، ولكن يقال الله عز وجل جعل للإنسان الاستطاعة التي يستطيع بها الفعل، جعل له المشيئة التي يستطيع بها أن يعمل، وأما أن يقول إنه مخير بين أن يعمل ولا يعمل، فقد يكون هذا من ألفاظ القدرية للوصول إلى إنكار المشيئة، وإنكار خلق أفعال العباد، فالبعد من هذا اللفظ، علينا أن نبتعد، وهكذا قول بعض الناس هل الإنسان مسير أو مخير؟
يجب البعد عن الخوض في هذا.
الناس كلهم مسيرون على أقدار الله.
"فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ".
وقد قال صلى الله عليه وسلم: كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ.
ولكن على المسلم أن يسعى في عمل الخير، فقد سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، قالوا ففيم العمل؟ إن كان أمر قد فُرغ منه، قال: اعملوا فكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ.
هذه وصية نبينا الأمين، عليه الصلاة والسلام، هذا أمره.
وقرأ النبي صلى الله عليه: "فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى".
فالواجب هو البعد عن ذلك، وهذه من طرق أهل البدع، يأتون ببعض الألفاظ، يتوصلون بها إلى بدعهم.