بســـم الله الرحــمــن الرحيم
خطبة قيمة بعنوان :-
((تحذير المسلمين من التشبه بالمجرمين في استهزائهم وسخريتهم من الصالحين ))
للشيخ المفضال الفقيه أبي عبد الله محمد بن علي بن حزام الفضلي البعداني حفظه الله ورعاه
من هنا تفريغ الخطبة :-
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
يقول الله سبحانه وتعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
[سورة آل عمران [١٠٢]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
[سورة النساء ١]
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا *يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
[سورة اﻷحزاب ٧٠-٧١)
عباد الله إن خير الكلام كلام الله وخير الهدى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
عباد الله إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يترك خيرا إلا دلنا عليه ولم يترك شرا إلا حذرنا منه صلوات الله وسلامه عليه فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة وأتم الله به النعمة وأكمل الله به الدين (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ )
[سورة المائدة ٣]
ومما حذرنا عنه نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الأعمال القبيحة والأعمال السيئة هو ما يحصل ويتساهل به كثير من الناس الاستهزاء بالآخرين واﻻستحقار لغيره من عباد الله المسلمين فإن هذه من الذنوب العظيم الذي يتساهل بها كثير من الناس فيستهزئ بأخيه المسلم ويستحقره ويطعن فيه
فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم
كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه
تدبر أيها المسلم قول نبيك عليه الصلاة والسلام: بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم
لو لم يكن عندك من الشر إلا هذا الذنب العظيم لكان ذنبا كبيرا ربما أوبقك في نار جهنم والعياذ بالله
بحسبه من الشر أن يوجد عنده هذا الشر
أي يكفيك من الشرور أن يكون عندك هذا الشر نعوذ بالله
لو كان عندك هذا الشر لكان عندك شر عظيم والعياذ بالله فهذا ذنب عظيم أن يحتقر الصالح وأن يحتقر المسلم وأن يحتقر المؤمن وأن يسخر منه ويستهزئ به فهذه من الذنوب العظيمة التي حرمها الله سبحانه وتعالى وحذرنا منها رسولنا صلى الله عليه وعلى آله وسلم
بل الله سبحانه وتعالى ذكر أنها من خصال الكافرين ومن خصال المنافقين ومن صفاتهم أنهم يستحقرون ويستهزئون ويسخرون من المؤمنين
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
(زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ۘ وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)
[سورة البقرة ٢١٢]
هكذا حال الكافرين يسخرون من المؤمنين بل كانوا يسخرون من أنبياء الله عز وجل
كما قال الله سبحانه وتعالى عن نبيه نوح (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ*فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ)
[سورة هود ٣٨-٣٩]
وقال الله سبحانه:
(وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)
[سورة اﻷنعام ١٠]
هكذا تأتي عليهم الدائرة ويحل الله عليهم وباله ويحل الله عليهم عقابه
فالله قد آذن بالحرب من آذى أولياءه وعلى رأسهم الأنبياء
قال الله تعالى:كما في حديث أبي هريرة في صحيح البخاري: حديث قدسي قال الله تعالى:(«من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب»)
فمن عادى أولياء الله ومن سخر منهم واستهزأ بهم فالله سبحانه قد آذنه بالحرب
فليحذر المسلم على نفسه أن يقع بالسخرية من عباد الله المؤمنين ومن عباد الله الصالحين وعلى رأسهم الأنبياء وصحابة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم السخرية بهم والاستهزاء بهم والطعن فيهم عظيمة من عظائم الذنوب التي توبق صاحبها في نار جهنم فإذا كانت الاستطالة في عرض المسلم من أربى الربا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في سنن أبي داود عن سعيد بن زيد قال صلى الله عليه وسلم: «أربى الربا اﻻستطالة في عرض المسلم بغير حق»
فكيف باستحقاره وكيف بالاستهزاء به وكيف أيضا بالسخرية منه وكيف إذا كان ذلك في أهل العلم وفي العلماء وفي الصالحين وفي عباد الله سبحانه بل كيف اذا كان ذلك في صحابة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بل كيف إذا كانت تلك السخرية بأنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم بل كيف يتجرأ بعض الناس بالاستهزاء برب العالمين سبحانه والسخرية والطعن والسب لله سبحانه وتعالى
ولأنبيائه عليهم الصلاة والسلام
قال الله سبحانه وتعالى :
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ*لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)
[سورة التوبة ٦٥-٦٦]
إن السخرية أو السب لله سبحانه وتعالى ولأنبيائه وللصالحين الذين يحملون الدين يُستهزَأ بهم من أجل دينهم ومن أجل صلاحهم ذلك كُفْر بالله سبحانه وتعالى
قال الله سبحانه وتعالى:
{لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ})
[سورة التوبة ٦٦]
روى الإمام ابن أبي حاتم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال:( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فاستهزأ المنافقون بالصالحين بنبينا عليه الصلاة والسلام وحملة القرآن القراء فقال المنافقون في سفرهم ذلك: ما رأينا مثل هؤلاء أرغب بطونا وأكذب ألسنة ولا أجبن عند اللقاء فأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم بمقالة المنافقين : {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ*لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)
[سورة التوبة ٦٥-٦٦]
هكذا توعدهم الله سبحانه وتعالى توعدهم الله جل وعلا بعقاب لهم على هذا الذنب العظيم الذي اقترفوه والذي تجرءوا عليه إنه لذنب عظيم يتساهل فيه كثير من الناس ويرمي الصالحين بالأقوال التي تُسيء إليهم ويتقرب بها إلى قوم آخرين يتقرب بهذه الألفاظ بعض الناس يتساهل ويتكلم في أهل العلم ويتكلم في الصالحين بل وربما يتكلم في الصحابة بل وربما أعظم من ذلك متقربا بها إلى أناس آخرين متقربا بها إلى جهة من الجهات ونسي أنه يسخط خالقه ({ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ*وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ*وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَىٰ أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ*وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَضَالُّونَ*وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ*فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ*عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ*هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُون } َ)
[سورة المطففين [٢٩-٣٦]
انظروا كيف عاقبهم الله سبحانه وجعل عليهم السخرية يوم القيامة وجعل الله سبحانه وتعالى للمؤمنين عليهم بعد أن كانوا يضحكون من المؤمنين في الدنيا يتعجبون من المؤمنين ،
هكذا حال الكافرين يسخرون من الصالحين ويسخرون من المؤمنين فهي خصلة من خصال الكافرين فاحذر أيها المسلم أن تتشبه بهم وهي خصلة أيضا من خصال المنافقين كما سمعتم في الآيات :
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ)
[سورة التوبة ٦٥]
وأيضا قال الله سبحانه وتعالى:
(وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ*اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)
[سورة البقرة -١٤-١٥]
هذه خصلة من خصال المنافقين أن يسخروا بالصالحين ويضحكوا بالصالحين ويستهزءون ويلمزون
قال الله سبحانه وتعالى:
(الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ۙ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
[سورة التوبة ٧٩]
روى الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصدقة وكنا نحامل على ظهورنا ونتصدق —يحملون على ظهورهم ويتكسبون الأموال ثم يتصدقون مما رزقهم الله—، قال أبو مسعود رضي الله عنه: فجاء رجل من الصحابة بشيء كثير من الصدقة فقال المنافقون: هذا مرائي وجاء رجل آخر من الصحابة بشيء قليل –على قدر جهده وعلى قدر طاقته– فقال المنافقون: إن الله لغني عن صدقتك إن الله لغني عن صاع هذا الرجل فأنزل الله عز وجل : {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ۙ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
[سورة التوبة ٧٩]
فهكذا استحقوا من الله سبحانه وتعالى سخطه واستحقوا من الله سبحانه وتعالى أن يكبتهم
هكذا قال الله سبحانه:
(فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ۙ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
[سورة التوبة ٧٩]
توعدهم الله سبحانه بالعذاب الأليم جزاء على هذا العمل على هذا العمل المشين وعلى هذا الذنب العظيم الذي يتجرأ عليه كثير من الناس دون خوف من الله ودون وجل من الله ولا
حول ولا قوة إلا بالله.
انظروا إخواني في الله انظروا معشر المسلمين إلى حال أهل النار وهم يتندمون ويتمنون أن يرجعوا الى الدنيا يعملون صالحة فيذكرهم الله بحالهم أنهم كانوا كافرين وأنهم كانوا يستهزئون بالمؤمنين
قال الله سبحانه وتعالى عن حالهم :
(رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ*قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ*إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ*فَاتَّخَذْتُمُ
[سورة المؤمنون[١٠٧-١١١]
فنقول لأهل الصلاح ولأهل الإستقامة الذين يسخر منهم المجرمون اصبروا فهذا جزاءكم يوم القيامة
(إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ)
قال الله:
(فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ*إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ)
كم استهزأ كفار قريش بنبينا صلى الله عليه وسلم كم استهزءوا به وسخروا منه واتهموه بالأمور الكثيرة التي تنزه عنها نبينا صلى الله عليه وسلم يسخرون من نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويستهزءون به ويكذبونه ويقولون عنه "مجنون" ويقولون عنه "ساحر" بل بلغت بهم السخرية والاستهزاء إلى أن يأخذوا سلا الجزور ويضعونه على ظهر نبينا صلى الله عليه وسلم وهو ساجد ويتمايلون بالضحك على نبينا عليه الصلاة والسلام
كما في الصحيحين عن عبدالله مسعود رضي الله عنه قال:بينما كان النبي يصلي عند البيت وملأٌ من قريش تمالئوا فيما بينهم وقالوا: أيكم ينطلق الى سلا جزور بني فلان ويأتي بها ويضعها على ظهر محمد إذا سجد فانطلق أشقى القوم عقبة بن أبي معيط وأتى بسلا الجزور ووضعها على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم، قال عبد الله بن مسعود:فجعلوا يضحكون ويتمايلون من الضحك قال:وأنا قائم أنظر لو كانت لي منعة لمنعته عن نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى جاءت فاطمة وهي بنت صغيرة فأزالته عن ظهر النبي صلى الله عليه وسلم فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته فرفع يديه فقال:اللهم عليك بقريش، فسكتوا وكانوا يخافون دعوته، ثم خصص عليه الصلاة والسلام فقال: اللهم عليك بأبي جهل ابن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وعقبة بن أبي معيط قال الراوي: وعد السابع فلم أحفظه قال الراوي: قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه: فوالله إن الذين دعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم لقد رأيتهم صرعى يوم بدر ثم سحبوا على وجوههم فألقوا في طوي من أطواء بدر»
هكذا استجاب الله لنبيه
دعوة المظلوم لا تذهب
قال النبي صلى الله عليه وسلم:قال لمعاذ بن جبل :« وإياك ودعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب »
فليحذر المسلم على نفسه أن يقع في السخرية في الصالحين وأن يقع في السخرية من المستقيمين بل يجب عليهم أن يحبهم لله أن يحبهم لطاعتهم وأن يحبهم ﻻستقامتهم وأن يحبهم لطاعتهم لله سبحانه وتعالى فلا يرمِ عليهم الألفاظ ويتنقصهم ويسخر بهم ويضحك بهم كل ذلك من أجل أن يتسلى أو من أجل أن يسلي نفسه أو من أجل أن يرضي نفسه أو يرضي قوما آخرين بإسخاط الله عز وجل رب العالمين ويلقون بالألقاب التي ليست فيهم
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :«من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال»
فيجب على المسلم أن يحافظ على ذلك وأن يقول قولا سديدا
فالله عز وجل يقول:
({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا})
[سورة اﻷحزاب ٧٠]
فعلى المسلم أن يصلح عمله وأن يتقيَ الله ربه وأن يراقب الله سبحانه وتعالى والحمد لله رب العالمين.