فتاوى في حكم الغناء والمعازف 01

سؤال: يقول السائل ما حكم الغناء والأناشيد الاسلامية؟

الجواب: الغناء يكون مصحوبًا بالآت اللهو الطرب وفيه تهييجًا للشهوات, وهو محرم لقول الله سبحانه وتعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [لقمان: ٦ – ٧], ثبت عن عبدالله بن مسعود بإسناد صحيح أنه قال: "والله الذي لا إله إلا هو إن لهو الحديث هو الغناء", وثبت عن عبدالله ابن عباس بنحو ذلك, كما في تفسير ابن جرير  رحمه الله, وأيضًا غالبها مصحوبه بالآت اللهو والطرب,  وقد ثبت في البخاري عن أَبي عَامِرٍ أَوْ أَبي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ رضي الله عنهما قالا: قال النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ, يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ, وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ», أي يستحلون الزنا والحرير والخمر والمعازف, فقرن المعازف بالخمر والحرير والزنا, دل على تحريم آلات اللهو والطرب, والاناشيد الاسلامية أصبحت كالغناء, وليست مجرد قول الشعر, وإنما أصبحت مصحوبة بالدفوف, وأيضًا تلهي القلوب وتشغلها عن ذكر الله سبحانه وتعالى, ويستخدم فيها الأصوات, أصوات المردان فهي أصبحت كالغناء, وحكمها كالغناء.

سؤال: ماحكم اللعب بتنس الطاولة والبلياردو وكرة القدم المجسمة على طاولة, وماحكم فتح محلات تجارية لهذه الألعاب لغرض تأجيرها بالساعة للتكسب؟

الجواب: هذه الألعاب كلها ملهيات عن ذكر الله سبحانه وتعالى وعن الصلاة, وكلها تُعتبر من اللهو واللعب, فيأثم الإنسان على إضاعة وقته في هذه الألعاب ولا يجوز له أن يفتح محلات تجارية لهذه الألعاب, يَضيع فيها شباب المسلمين وتضيع أوقاتهم, قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه, وعن شبابه فيما أبلاه, وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه, وعن علمه ماذا عمل به» رواه الترمذي عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه, وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ» رواه البخاري عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما, ثم أيضًا هذه الأماكن يجتمع فيها الفساق وجلساء السوء, ويتركون الصلاة, وكثير منها أيضًا تقام فيها الملهيات والغناء والمزامير, ويُجالس الفساق, فتجتمع عليه محرمات أخرى مع ما تقدم ذكره، وأيضًا في كثير من هذه الألعاب أيضًا يحصل فيها الميسر والقمار, فيحصل المغالبة من طرفٍ لطرف ويأخذ أمواله بدون حق, فيصير كبيرة من كبائر الذنوب, إذا كان فيها الميسر وقعوا أيضًا في كبيرة من كبائر الذنوب, قال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: ٩٠] .

سؤال: ماحكم العمل في سلك الشرطة علمًا أنهم يفرضون عليهم حلق اللحى, ومنكرات أخرى, ومن ضمن عملهم حراسة الحفلات الغنائية, والمباريات, وغير ذلك, وماحكم من يعمل شرطيًا على هذا؟

الجواب: أما العمل على هذه المنكرات فلا يجوز, ومن ترك شيئًا لله أبدله الله خيرًا منه: «إنك لن تدع شيء اتقاء لله سبحانه وتعالى إلا أبدلك الله خيرًا منه» أخرجه الإمـــــام احمد عن رجلٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, وحلق اللحى محرم, ففي الصحيحين عن ابن عمر وفي مسلم عن أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خالفوا المشركين قصوا الشوارب واعفو اللحى» بألفاظ متقاربة إضافة إلى ما فيها من المنكرات والله المستعان .

سؤال: ما حكم راتب الذي يعمل بهذا العمل؟

الجواب: أما إن كان عمله بحراسة أمور محرمة مثل حفلات الغناء, أو البنوك الربوية ,وما أشبه ذلك, فعمله محرم, وراتبه محرم, وأما إن كان عمله آخر لحماية البلاد, وحماية الأمن, فراتبه حلال, ولا يسلم من مداخلات محرمة بسبب ما يحصل من منكرات في أعماله .

سؤال: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «فمن لم يجب الدعوة_ أي في الوليمة_ فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم», فإذا كان في هذا العرس الأغاني فماذا يعمل؟

الجواب: إن كان في وقت الوليمة لا يوجد منكر فلابأس بحضوره وإن تيسر وقت مناسب للنصيحة نصح وأما إن كان في ذلك الوقت أيضًا يوجد المنكر والغناء لا يجوز له الحضور لا يجوز له أن يحضر في وقتٍ فيه المنكرات .

سؤال: يقول ما حكم الأناشيد الإسلامية, والمسجلات الصوتية, التي يردد المنشد أسماء الله بصوت جميل مع نغمة؟

الجواب: استصحاب الأناشيد لما فيه معازف محرم, النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ, يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ, وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ», فجميع المعازف المصحوبة للأناشيد محرمة, فجميع المعازف المصحوبة للأناشيد محرمة لذلك, وإذا خلت من المعازف تكون شعرًا, ويكون فيه دفاعًا عن الحق بدون تمطيط, وبدون استخدام الأصوات الفاتنة, فذلك مما يثير الشهوات, ويكون من المحرمات, فأما إن خلى عن ذلك وكان شعرًا خاليًا من الأمور المحرمة, فهو جائز.

سؤال: يقول مما يتساهل به بعض الناس, وهو ما يسمى بالزوامل, أو الأشعار التي يصاحبها طبول, أو المعازف؟

الجواب: إذا صاحبها الطبل, أو المعازف, فهي محرمة, لما أخرجه البخاري في صحيحه عن أَبي عَامِرٍ أَوْ أَبي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ, وَاللَّهِ مَا كَذَبَنِي: سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ، وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ», عن ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا حَرَّمَ عَلَيَّ, أَوْ حَرَّمَ الْخَمْرَ وَالْمَيْسِرَ وَالْكُوبَةَ», قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ: مَا الكوبة؟ قال: الطبل ", أخرجه أحمد في مسنده, فهذا محرم, ولا ينصح فيه, بل ننصح بعدم الانشغال بالزوامل مطلقًا, لأن كثير من الناس يلتهي فيها عن ذكر الله سبحانه وتعالى, تصبح وتأخذ عليه أوقاته, وتقسي قلبه, ويبتعد عن ذكر الله سبحانه وتعالى, فلو سمعها نادرًا, فلا بأس, أما يبقى دائمًا هو مع الزوامل فتقسي قلبه, وكذلك بعض الزوامل تكون فيها تصوير فيديو, وهو محرم, لأنه فيها صور, والذين يطلعون على الفيديو من الدعاة أخطأوا, على التلفاز, وعلى الصور, وبعضهم يقول يستطيع أن ينشر الخير عن طريقها, فنقول له كيف نشر الخير, النبي صلى الله عليه وسلم استطاع أن ينشر الخير من دونها, وكذلك الصحابة  رضي الله عنهم من بعده, وكذلك أئمة الهدى من بعدهم, نشروا الدين أكثر مما نشرنا, وأنتشر الدين في عهدهم أكثر مما ينتشر اليوم في التلفاز, والمسلسلات وغيرها, والإنترنت والدشوش, فالصحيح أن البركة من الله سبحانه وتعالى, والبركة بملازمة السنة, والبركة بالبعد عن المعصية, وينتشر الخير بالوسائل الشرعية, بالمسموعات, وكذلك بالكتب, والأوراق, والرسائل, والمطويات, وغيرها من العلوم النافعة, وربما يطلع ويبرر للناس النظر إلى هذا, أو يجوز أن ينظر إلى هذا, المسكين ينظر ساعة تظهر له امرأة, وبعد حين تظهر له أغنية, هذا الشيء لا ينكر, كل الناس يرونه, وحين سماع معزف, أو موسيقى, قسوة قلب, معصية بعد معصية, حتى البرامج الدينة فيها من هذه الأمور, ما يسلم من المعاصي, يغالط نفسه, قد يقول نحن نسمع الخير, ما نسمع إلا قرآنًا, ما نسمع إلا محاضرةً, يغالط نفسه, فهذه أمور صارت واضحة, عند جميع الناس, كل من لاحظ هذه الأمور, التلفازات والدش, تمر عليه المعازف, تمر عليه الأغاني, تمر عليه النساء, والله المستعان.

سؤال: يقول السائل ما حكم الزوامل التي فيها آلات البرع المعروفة, الطبول وما يسمى بالطاسة؟

الجواب: هذه من المعازف, التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم, في صحيح البخاري عن أَبي عَامِرٍ أَوْ أَبي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ, وَاللَّهِ مَا كَذَبَنِي قال: سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ, يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ, وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ», فقرنها بالخمر والحرير والزنا, فدل على أن هذه الآت محرمة, فما كان مصحوبًا بآلات محرمة, فهو محرم, وجاء عند أحمد وأبو داود عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيَّ, أَوْ حُرِّمَ الْخَمْرُ, وَالْمَيْسِرُ, وَالْكُوبَةُ» قَالَ: «وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ» قَالَ سُفْيَانُ: فَسَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ بَذِيمَةَ عَنِ الكُوبَةِ, قَالَ: «الطَّبْلُ», وهو في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين للشيخ مقبل رحمه الله.

سؤال: أما قوله كيف يتعامل من يعيش في مكان فيه المعاصي, خاصة مع أن أهلها معتادون عليها, ويظنون انها ليست معاصي؟

الجواب: إن كان يعيش معهم مع النصح والإنكار, فإن كانت معاصٍ خاصة بهم, كحلق اللحية وإسبال الإزار لا تتعدى المعصية إليه, فيستمر معهم بالنصيحة: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان», وأما إن كانت معاصيٍ تتعدى إليه, وإلى أولاده, كما يحصُل من اختلاط الرجال بالنساء, أو كذلك المعازف والموسيقا, وتصوير ذوات الأرواح والنظر إلى المسلسلات والتلفاز وغيره، فيجب عليه أن يفارقهم, يجب أن يبتعد عنهم حتى يسلم دينه, مع الإنكار أيضًا وبالله التوفيق.

سؤال: يقول بعض أهل العلم أجاز لنا الاناشيد التي فيها الدعوة إلى الدين والجهاد و غيره؟

الجواب: هو الشعر, الشعر إذا كان فيه نفاحًا عن دين الله فهو حق, وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه, كان يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم, فمن شعره:

خَلُّوا بَنِي الكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ } } } اليَوْمَ نَضْرِبْكُمْ عَلَـى تَنْزِيلِهِ

ضَرْبًا يُزِيلُ الهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ } } } وَيُذْهِلُ الخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ

وكذلك حسان بن ثابت رضي الله عنه, كان يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن شعره:

هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ  } } }  وَعِنْدَ اللهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ

هَجَوْتَ مُحَمَّدًا بَرًّا حَنِيـــــــــفًا  } } }  رَسُـــولَ اللهِ شِيمَتُهُ الْوَفَـــــاءُ

 فَإِنَّ أَبِــي وَوَالِــــــــــدَهُ وَعِرْضِي  } } }  لِعِرْضِ مُحَــمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَـاءُ

إلى آخر تلك الابيات, فالدفاع عن الحق, وتبيين الحق أمرٌ مطلوب كما فعله الصحابة رضي الله عنهم, وأما فرقة أناشيد وأصوات ملحنة, وتخذون ذلك وسيلة للدعوة لدين الله سبحانه وتعالى, فليس ذلك من هدي النبي صلى الله عليه وسلم.

سؤال: يقول ما حكم المغني الذي تاب, وأشرطته ما زالت توزع؟

الجواب: ينشر أنه لا يحل لأحدٍ أن يوزع أشرطته, يقول لا أحل لأحدٍ أن يوزع أشرطتي, ويسعى في إزالتها بقدر ما يستطيع.