094الفتاوى الشرعية المتنوعة الجمعة 23شعبان 1438هــ

بسم اللــــه الرحمـــــــــن الرحيم

 

        

 

إجابةٌ لمجموعةٍ من الأسئلة لشيخنا الفقيه أبي عبد الله محمد بن حزام حفظه اللّــــه ورعاه ونفع به الإســلام والمسلمين.

 

 

أسئلة يوم الجمعة الموافق

٢٣ شعبان لـ عام ١٤٣٨هـ.

 

 الســــــــــــؤال الأول :-

 

يقول السائل: جاءت زيادة في حديث بعض أزواج النبي صلى الله عليه  وسلم الذي في مسلم ( مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ ؛ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ".)، جاءت زيادة ( مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ") :

 

 الإجــــــــــــابة :-

 

هذه الزيادة في مسند أحمد والراجح في الحديث أنه بدونها _ الحديث بدون الزيادة طرقه أقوى وأرجح، قد بينا ذلك في تحقيق فتح المجيد - أن الزيادة لا تثبت، ولأنه إذا صدقه صار كافراً مرتداً فما يُقال إنها لاتقبل له صلاة أربعين يوماً - يحدد أربعين فقط - قد صار كافراً إذا صدق الساحر : يُصدقه بأنه يعلم الغيب أو بأنه يشفي من دون الله أو شيء من ذلك، فما يقيد أنها ما تقبل له صلاة أربعين يوماً فقط .

 

 الســــــــــــؤال الثانــي :-

 

يقول السائل: لو قال الساحر عند أن يضرب بالسيف - لا إله إلا الله _ هل يدخل بها الجنة ؟

 

 الإجــــــــــــابة :-

 

إن كان قالها تائباً نادماً من السحر فيما بينه وبين الله أراد بها الإسلام والتوبة - فهذا بينه وبين الله فإنه لايزال يقولها حتى وهو في حال سحره بينه ،فمن حيث ما بينه وبين الله قد تنفعه إذا كان مسلماً بها تائباً نادماً مقلعاً عن هذا الكفر - قد تنفعه فيمابينه وبين الله وأما الأحكام الدنيوية فيعامل معاملة الكافر لأنه ضُرب وقتل على سحرٍ، وهناك نواقص كثيرة من نواقص الإسلام ما يُحكم لصاحبها بالإسلام بمجرد أن يقول لا إله إلا الله - حتى يتبرأ إلى الله من الكفر الذي كان عليه - من النواقض، فمن كان مثلاً يقول لا إله إلا الله وينكر نبوة عيسى عليه السلام  : فما يكفيه أن يقول لا إله إلا الله حتى يتوب إلى الله من قوله ذلك ويشهد أن عيسى عبد الله ورسوله فإذا أظهر الرجوع مع الشهادتين فهنا يعامل معاملة المسلمين ويصلى عليه.

 

 الســــــــــــؤال الثالث :-

 

يقول السائل: رجل زوجته مريضة وهو يعاشرها فيما دون الفرج حتى يحصل منه خروج المني - هل هذا من الاستمناء المحرم وهل عليه شيء في ذلك، وهل عليه الغسل؟

 

 الإجــــــــــــابة :-

 

نعم عليه الغسل لأنه قد أمنى : النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إنما الماء من الماء  )، وأما هل يكون من الإستمناء المحرم فلا يكون من الاستمناء المحرم  قال الله عزوجل{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُمَلُومِينَ*فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ }, فهذا مما أباحه الله له، فالغسل إذا حصل الجماع أو الإمناء.

 

 الســــــــــؤال الرابع :-

 

يقول السائل: إذا اغتاب أحد الناس فهل يلزم عليه في توبته أن يذهب ويستسمح منه أو لايلزم ذلك ؟

 

 الإجــــــــــــابة :-

 

إن كان قد بلغه ذلك فيلزمه أن يتحلل منه، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لِأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ". وإن كان لم يبلغه وانتشر خبرها أو حصل الفساد من كلامه فيُصلح ما أفسد ويثني عليه حيث أفسد، فإذا لم يُصلح فيحتاج إلى التحلل أيضاً، إذا لم يستطع إصلاح ما أفسده وانتشر كلامه بين الناس وتسبب بالضرر على أخيه المسلم فلا تزال المظلمة حاصلة فيحتاج إلى أن يذهب ويتحلل منه، فإذا لم يبلغه واستطاع أن يُزيل كلامه وأن يثني عليه وأن يُذهِب الفساد الذي حصل من قبله فلا يحتاج بعد ذلك إلى أن يتحلل منه لأنه قد أصلح ما أفسد، وإن لم يستطع الإصلاح وانتشر كلامه وتأثر به أناس كثر وجب عليه أن يتحلل منه لأن المظلمة حاصلة .

 

 الســــــــــــؤال الخامس :-

 

يقول السائل: ماحكم من يقرأ بعد تكبيرة الإحرام قوله تعالى {  إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }؟

 

 الإجــــــــــــابة :-

 

جاء من أدعية الاستفتاح كما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كان إذا قام إلى الصلاة قال ( وَجَّهْتُ  وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ.)، فهذا ثابت من أدعية الاستفتاح لابأس به ولايزال له بقية طويلة ( اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي ؛ فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا ؛ إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ، وَأَتُوبُ إِلَيْكَ " ومن قال بعضه إن شاءالله اجزأه، فقد جاءت روايات عند النسائى فيها الاجتزاء ببعضه .

 

           

       والحمـــــد للّه رب الـعالـمين

 

 حمل المادة صوتيا برابط مباشر من هنا