034الفتاوى الشرعية المتنوعة الأحد 8ربيع الآخر 1438هــ

http://sh-ibnhizam.com/vfatwa-details.php?ID=561

حمل المادة صوتيا برابط مباشر من هنا

 

بسم اللــــه الرحمـــــــــن الرحيم 

 

 

 

إجابةٌ لمجموعةٍ من الأسئلة لشيخنا الفقيه أبي عبد الله محمد بن حزام حفظه اللّــــه ورعاه ونفع به الإســلام والمسلمين.

 

 

أسئلة يوم الأحد الموافق

١٠ ربيع الآخر لعام ١٤٣٨

 

 الســـــــــؤال الأول :-

 

يقول السائل: هل يجوز له لبس القميص إلى الكعبين , وماحكم من يُفتي بجواز ذلك ويقول إنما المحرم ما كان تحت الكعبين ؟ 

 

 الإجـــــــــابة :-

 

أما من حيث الجواز فهو جائز، ولكن الأفضل أن يكون إلى نصف الساق لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم " إزار المؤمن إلى نصف الساق ولاحرج أو لا جناح فيما بينه وبين الكعبين " رواه أبو داود وأحمد، وما كان أسفل من الكعبين ففي النار، وإذا وصل الكعبين ولم ينزل عليها فلم يدخل في المحرم حتى ينزل على الكعبين،وقال النبي صلى الله عليه وسلم" ما تحت الكعبين من الإزار ففي النار " أخرجه البخاري فقط عن أبي هريرة رضي الله عنه .

 

 الســـــــــؤال الثاني :-

 

يقول السائل : هو رجل سمين جدا ويتعب في الهوي إلى السجود والقيام إلى الركعة التالية ويصلي الفريضة قائماً مع ما يجده من التعب، هل يجوز له أن يصلي قاعداً في بعض الأحيان إذا شعر بالتعب الشديد ؟ 

 

 الإجـــــــــابة :-

 

عليه أن يتحامل فإذا وجد الضرر فلا بأس أن يقعد إذا عجز عن القيام أو يجد المشقة شديدة " يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر" وأما مادام يتحمل فالفريضة يجب القيام بها "" صلِ قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب"" أخرجه البخاري عن عمران بن حصين رضي الله عنه، والمشقة ضابطها أن يحصل عليه ضرر _ مشقة شديدة يتوقع أو يغلب على الظن وقوعه بالضرر حالاً أو مآلاً، أما أن يكون الضرر حاصلاً في وقته أو مشقة شديدة تلحقه بالضرر ولو مالاً، وعدم الاستطاعة في عرف الشرع فإن لم تستطع فقاعداً _ تتناول الذي لا يستطيع بالكلية كالعاجز عن القيام ويتناول من أصابته المشقة كما قرره  جمعٌ من أهل العلم منهم شيخ الإسلام رحمه الله، إذاً الذي لا يستطيع في عرف الشرع يشمل العاجز عن فعل ذلك الشيء ويشمل أيضاً من شق عليه فعل ذلك الشيء، أما في النافلة فما فيه بأس بل له أن يصلي النافلة قاعداً وله نصف الأجر .

 

 الســـــــــؤال الثالث :-

 

يقول السائل: إذا احتلم الرجل ثم قام ليلاً ووجد أثر المني في ثوبه ولم يستطع الغسل لشدة البرد رغم وجود مايدفئ به الماء ولكن قد يسبب له الأمراض كالزكام وغيره  إذا كان الجو بارداً، فهل له أن يتوضأ ويتيمم عند صلاة الفجر ويجزئه عن الغسل ؟

 

 الإجـــــــــابة :-

 

إذا غلب على ظنه وقوع الأمراض فلا بأس أن يتوضأ ويغسل ما استطاع من جسده ويتيمم لما بقي " يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر" حتى وإن كان الماء ساخناً والجو بارداً قد يُصاب بالأمراض، وإن كان لايغلب على ظنه حصول الأمراض فلا يتيمم ويستخدم الماء الساخن  الهواء البارد .

 

 الســـــــــؤال الرابع :-

 

أيهما أولى للمسلم إذا قام في  الفجر وقد أجنب أيغتسل ويصلي في بيته أو يتيمم ويذهب يصلي في المسجد ؟ 

 

 الإجـــــــــابة :-

 

يغتسل ويصلي في البيت فالمحافظة على شرط العبادة وهو الوضوء مقدم على صلاة الجماعة _ صلاة الجماعة واجب والطهارة بالماء شرط، فيقدم الغسل ويكون عذراً له عن الخروج إلى المسجد، فقد جاء أيضا حديث يدل على أن البرد عذرٌ للشخص في التخلف عن الجماعة ، " إذا كانت ليلة ذات مطر أو ذات برد ينادى بالصلاة بالرحال، هذا إذا غلب على ظنه أنه سيصاب بالمرض _ البرد شديد والهواء شديد وهو بعد غسل  وما عنده من الثياب الغليظة التي  تمنع البرد أو ما أشبه ذلك " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" وحديث نعيم بن النحام في الصحيح المسند أنه سمع المؤذن في ليلة باردة يدعوا قال فتمنيت أن يلقي الله على لسانه لاحرج فقال لاحرج " وكان ابن عمر يأمر مؤذنه  ويحكي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفعل ذلك

 

 الســـــــــؤال الخامس :-

 

يقول السائل: إذا مر الإمام بآيات فيها تعظيم لله وذكر النار والجنة، هل يجوز الذكر والاستعاذة من النار وطلب الجنة ؟ 

 

 الإجـــــــــابة :-

 

جاء ذلك في قيام الليل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مر به آية رحمة سأل وآية عذاب استعاذ وإذا مر به آية تسبيح سبح أو آية استغفار استغفر _ ثبت في قيام الليل_  جاء في حديث رواه مسلم عن حذيفة رضي الله عنه، وأيضاً جاء عن عوف بن مالك رضي الله عنه  عند أبي داود، وجاء عن غيرهما، هذان الحديثان المشهوران في المسألة، وأما في الفريضة فلم يٙحكي أحد الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعل ذلك مع كثرة صلاته صلى الله عليه وسلم في الفرائض أكثر من صلاة الليل ولم ينقل بإسناد صحيح، وأما الحديث الذي فيه أنه صلى الله عليه وسلم حث أو أمر عند أن يقرأ القارئ قوله تعالى "" أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى " قال فيقول سبحانك فبلى : هذا الحديث يحسنه الشيخ الألباني لكن الصحيح أنه قد أعل _ مرسل من مراسيل موسى بن أبي عائشة، ومن أخذ باجتهاد الإمام الألباني رحمه الله لاينكر عليه _ ماكل الناس مجتهدون _ المجتهد يأخذ بقول من يثق به من المجتهدين.

 

 الســـــــــؤال السادس :-

 

يقول الأخ السائل كيف التخلص من الوسوسة في الصلاة؟

 

 الإجـــــــــابة :- 

 

أولًا: التخلص يكون بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، والأذكار بشكل عام، إذا أكثرت من ذكر الله عز وجل ابتعد عنك الشيطان، أكثر من ذكر الله عز وجل حتى قبل الصلاة، وكذلك أكثر من قراءة المعوذات فإنها مطردة للشيطان، وأيضًا عليك بالدعاء أن يعينك الله عز وجل على حسن عبادته، بقولك اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، ومن حسن العبادة الخشوع في الصلاة، وقد علمه أحد الصحابة رضي الله عنهم، وهو معاذ بن جبل رضي الله عنه، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ، وَقَالَ: «يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ»، فَقَالَ: " أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ " أخرجه أبو داود، وفي مسند أحمد رحمه الله تعالى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَتُحِبُّونَ أَنْ تَجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ؟ قُولُوا: اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى شُكْرِكَ، وَذِكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ "، لقد حصلت الوصية فيه أيضًا لغير معاذ رضي الله عنه، وعليك أيضًا أن تتدبر ما تقرأ، أنت تقرأ الفاتحة عليك أن تتدبر الفاتحة، وأنها ثناء على الله عز وجل وأنها دعاء، اقرأ في تفسير الفاتحة، حتى تقرأ هذه السورة وأنت تعقل معانيها، وكذلك اقرأ في تفسير القرآن السور التي أنت تحفظها، حتى تقرأ في تلك السور وأنت تعلم معانيها، وأيضًا تذكر أنك واقف أمام الله عز وجل، وأن الله عز وجل يحب منك الخضوع والتضرع والخشوع، فهذا مما يعينك بإذن الله عز وجل، وأيضًا إذا أحسست بالوسواس وتكرر عليك،  فاعمل بحديث عثمان بن أبي العاض في صحيح مسلم  أنه أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلَاتِي وَقِرَاءَتِي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خَنْزَبٌ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْهُ، وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلَاثًا» قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللهُ عَنِّي)، فإذا كثر ذلك وتكرر عليك فانفث عن يسارك ثلاثًا وتعوذ بالله عز وجل من الشيطان.

 

 

 

       والحمـــــد للّه رب الـعالـمين